المرشح الاوفر حظا للفوز بمنصب مستشار المانيا: نواجه تحديات كبرى والحوار مفتاح تشكيل الحكومة
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
بعد يوم انتخابي حافل، أعلن حزب المحافظين الألماني فوزه في الانتخابات التشريعية، ليحقق تقدمًا واضحًا على باقي الأحزاب.
وفي أول تعليق له، أكد فريدريش ميرتس، مرشح الحزب لمنصب المستشار، أن حزبه يدرك حجم التحديات التي تواجه ألمانيا، متعهدًا بالعمل على تنفيذ سياسات تحقق الاستقرار والنمو للبلاد.
تفوق المحافظين رغم صعود اليمين المتطرفبحسب استطلاعي رأي أجرتهما محطتا "إيه آر دي" و"زي دي إف"، حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ على نسبة تتراوح بين 28.
ورغم تحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) اليميني المتطرف أفضل نتيجة انتخابية في تاريخه، إلا أنه جاء في المرتبة الثانية بحصوله على نسبة تراوح بين 19.5% و20%، وهي نتيجة غير مسبوقة لحزب يميني متطرف في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
في أولى تصريحاته بعد إعلان النتائج، استبعد فريدريش ميرتس أي تحالف حكومي مع حزب البديل من أجل ألمانيا، رغم تحقيق الأخير مكاسب كبيرة في الانتخابات.
احتفاء اليمين المتطرف بـ"النتيجة التاريخية"من جهتها، احتفت أليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، بما وصفته بـ"الإنجاز التاريخي" لحزبها، مشيرة إلى أنه تمكن من مضاعفة نتائجه مقارنة بالانتخابات الماضية، حيث حصل على ضعف عدد الأصوات التي حصل عليها في انتخابات 2021.
وقالت فايدل خلال خطاب في مقر الحزب ببرلين "لقد حققنا نتيجة تاريخية، وحزبنا أصبح الآن راسخًا بقوة في المشهد السياسي الألماني"، مؤكدة أن الحزب، الذي تأسس عام 2013 على أسس مناهضة للهجرة، بات قوة سياسية لا يمكن تجاهلها.
ميرتس يسعى لتشكيل ائتلاف حكومي وسط خلافات داخلية
يسعى ميرتس إلى تشكيل حكومة ائتلافية تجمع بين التحالف المسيحي (CDU/CSU) وأحد الأحزاب التقليدية، مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو حزب الخضر.
إلا أن هناك معارضة قوية داخل التحالف المسيحي، حيث يعارض ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري (CSU)، بشدة فكرة التحالف مع حزب الخضر، ما قد يعقّد جهود تشكيل الحكومة الجديدة.
البحث عن شريك ثالثفي حال نجاح بعض الأحزاب الصغيرة في تجاوز عتبة 5% اللازمة لدخول البرلمان، فقد يضطر التحالف المسيحي إلى البحث عن شريك ثالث لضمان أغلبية مستقرة في الحكومة المقبلة.
توقيت انعقاد البرلمان الجديد ومفاوضات تشكيل الحكومةوفقًا للقانون الألماني، يتعين على البرلمان الجديد الانعقاد في موعد أقصاه 25 مارس المقبل، أي خلال 30 يومًا من الانتخابات. ومع ذلك، فإن تشكيل الحكومة الجديدة قد يستغرق عدة أسابيع أو حتى أشهر، في ظل تعقيد المشهد السياسي والحاجة إلى مفاوضات طويلة بين الأحزاب المختلفة.
يُذكر أن الانتخابات المبكرة، التي كانت مقررة في سبتمبر المقبل، تم تقديمها عقب انهيار الائتلاف الحاكم في نوفمبر 2024، بعد خسارة المستشار أولاف شولتس تصويت الثقة في البرلمان، ما أدى إلى تفكك التحالف الثلاثي الذي كان يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب الخضر، والحزب الديمقراطي الحر.
المشهد السياسي: إلى أين تتجه ألمانيا؟مع فوز المحافظين وصعود اليمين المتطرف، تبدو ألمانيا مقبلة على مرحلة سياسية معقدة، حيث سيتوجب على الأحزاب الفائزة التوصل إلى تحالفات متوازنة لضمان الاستقرار الحكومي. فهل ينجح ميرتس في تشكيل ائتلاف قوي، أم أن تعقيدات المشهد السياسي ستؤدي إلى مفاوضات طويلة وصعبة؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الانتخابات التشريعية حزب المحافظين ألمانيا فريدريش ميرتس منصب المستشار المزيد المشهد السیاسی تشکیل الحکومة
إقرأ أيضاً:
الأهم في تاريخ ألمانيا.. نظرة على الانتخابات البرلمانية
برلين- تقف ألمانيا على عتبة انتخابات برلمانية قد تكون الأهم في تاريخ البلاد خاصة أنها قد تطيح بأحزاب وترفع أحزابا أخرى. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص التصويت في الانتخابات بالدورة الـ21 المقررة يوم 23 فبراير/شباط 2025.
ويجمع النظام الانتخابي الألماني بين النظام الفردي والقائمة النسبية، بحيث يحق لكل ناخب أن يضع إشارتين على ورقة التصويت.
فينتخب المواطن بالصوت الأول من يمثله بدائرته الانتخابية من بين المرشحين السياسيين، وتعادل هذه المقاعد المباشرة نصف عدد أعضاء البوندستاغ. بينما يتم انتخاب النصف الآخر من خلال لوائح الأحزاب في الولايات.
وتقوم الأحزاب بتسمية مرشحيها عن كل ولاية من الولايات الـ16. ويتمتع الصوت الثاني بثقل أكبر، إذ يحدد توزيع القوى بين الأحزاب في البرلمان، وبالتالي عدد مقاعد كل حزب من الأحزاب التي ستجتاز نسبة 5% الحاسمة لدخول البرلمان.
يضم البوندستاغ 598 مقعدا حسب ما ينص عليه الدستور، أي ضعف الدوائر الانتخابية، وهي 299 دائرة انتخابية، إلا أن العدد قد يزيد على هذا الحد. وهذا ما شهدناه بانتخابات 2021، إذ وصل العدد إلى 735 عضوا. ويعود ذلك إلى حصة الأحزاب من خلال فوز المرشحين بالعضوية المباشرة من خلال الصوت الأول.
إعلانوتجري الانتخابات كل 4 سنوات. ويحق لحوالي 59.2 مليون شخص الانتخاب هذا العام، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الاتحادي.
واضطرت الأحزاب طيلة السنوات الماضية إلى تشكيل ائتلافات حكومية لعدم حصول أي منها على الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة، دون اللجوء إلى الأحزاب الأخرى.
وفي 23 فبراير/شباط الجاري، سيتم اختيار البرلمان رقم 21 لألمانيا. وعادة ما يحصل الحزب صاحب أعلى نسبة أصوات على تكليف من رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة، وبالتالي اختيار المستشار من أعضاء الائتلاف الحاكم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن فريدريش ميرتس سيكون المستشار الـ19 في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
تشارك في هذه الانتخابات أحزاب رئيسية، هي:
الاتحاد الديمقراطي المسيحي. الاتحاد الاجتماعي المسيحي (تحالف بين الحزبين "سي إس يو، سي دي يو") والذي من المتوقع أن يحصل على أكثر من 30% حسب استطلاعات الرأي. حزب بديل لألمانيا، بنسبة تفوق 20%. الحزب الاشتراكي الديمقراطي (حزب المستشار أولاف شولتز) بنسبة قد لا تتجاوز 15%. حزب الخضر، بنسبة تصل أيضا إلى 15%. حزب اليسار، بنسبة قد تفوق 6%. تحالف سارة فاغنكينشت، الذي يخوض الانتخابات البرلمانية لأول مرة في تاريخه لأنه حديث العهد وأسسته رئيسته فاغنكينشت بعد انشقاقها على اليسار، ومن المتوقع أن يحصل الحزب على نسبة 5% حسب آخر استطلاعات الرأي. الحزب الديمقراطي الحر والذي قد لا يتجاوز نسبة 5%، وهي النسبة المؤهلة لدخول البرلمان، مما يعني خروجه من التمثيل السياسي.وتدخل إلى جانب هذه الأحزاب تكتلات وأحزاب صغيرة مثل "إم إيه آر إيه 25" وحزب تودنهوفر، وكلاهما يدعمان القضية الفلسطينية، وكذلك أحزاب بيئية وشيوعية ومسيحية.
تجري عملية التصويت بشكل مباشر عبر صناديق الاقتراع في 16 ولاية أو عبر البريد، من خلال طلب ذلك بشكل رسمي.
إعلانويوم الأحد تفتح قاعات الانتخاب أبوابها من الساعة 8:00 وتغلق الساعة 18:00. وبمجرد إغلاق صناديق الاقتراع، تبدأ النتائج الأولية بالظهور على شاشات التلفاز وغالبا ما تكون قريبة من الواقع.
تجدر الإشارة إلى أن نسبة التصويت عبر البريد سجلت رقما قياسيا بانتخابات عام 2021، ووصلت إلى 47.3% من أصوات الناخبين، حسب ما نشر مكتب الإحصاء الألماني.
أهم الملفات
تأتي هذه الانتخابات المبكرة بعد انهيار الائتلاف الحاكم الحالي، مما أجبر المستشار شولتز على الإعلان عن انتخابات مبكرة.
وتمكن حزب "بديل لألمانيا" من حث أحزاب أخرى على اتخاذ اللجوء والهجرة كملف رئيسي في هذه الانتخابات.
وقبل أحداث ماغديبورغ وميونخ، التي نفذها مواطنون من أصول أجنبية وأدت إلى مقتل عدة أشخاص، كان شعار "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف "إعادة التوطين" إلا أنه تحول ليصبح "وقف الهجرة والترحيل".
ويلعب ملف الاقتصاد دورا محوريا بالانتخابات الحالية في ظل الانكماش الذي تعيشه ألمانيا منذ أكثر من عامين. إلى جانب ملف الأمن والإرهاب وكذلك الصحة، في ظل نقص الكفاءات في كافة المجالات الصحية.