المهرة وسقطرى.. أعوام من النضال ضد تجاوزات السعودية والإمارات (تقرير)
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تتواصل في محافظتي المهرة وسقطرى الاحتجاجات الشعبية المنددة بالتواجد الأجنبي الممثل في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وعلى مدى الأعوام الماضية شهدت المهرة وأرخبيل سقطرى تنافس سعودي إماراتي في إطار خطط الدولتين لتنفيذ أجنداتهما الاحتلالية وبسط نفوذهما على تلك المحافظتين لما تمتزان به من مواقع استراتيجية شرقي اليمن وعلى البحر العربي والمحيط الهندي، مستغلتين الصراع والأزمة التي يمر بها اليمن.
وتشهد المحافظتان غليانا شعبيا واستياء واسعا بين أوساط المواطنين، رفضا لتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية وانعدام المشتقات النفطية ورفع أسعارها، والتجاوزات التي تنفذها تلك الدولتين، ونشرهما مليشيات موالية لهما، في إطار تعزيز القبضة على المحافظتين.
ففي محافظة المهرة البوابة الشرقية لليمن الواقعة على الحدود مع سلطنة عمان، تتواجد القوات السعودية منذ العام 2018، في مساع منها لبسط نفوذها على المحافظة والاستحواذ على موانئها، في إطار مشروع قديم جديد، وهو البحث عن منفذ للمملكة ببحر العرب والمحيط الهندي لمد أنبوب النفط، الأمر الذي يرفضه أبناء المحافظة رفضا قطعيا، ويعتبروه انتهاكا للسيادة الوطنية ومساس بالأمن القومي لبلدهم.
وشهدت مدينة الغيضة عاصمة محافظة المهرة، الجمعة تظاهرة حاشدة دعت لها لجنة الاعتصام رفضًا للتدهور المستمر في الأوضاع المعيشية والاقتصادية، والانهيار الحاد للعملة الوطنية، وتفاقم معاناة المواطنين الذين باتوا على حافة المجاعة.
وأكد المتظاهرون رفضهم القاطع لاستمرار التحالف السعودي الإماراتي، كما حملوه المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وطالبوا بالرحيل الفوري للتحالف السعودي الإماراتي دون قيد أو شرط، مؤكدين على حق الشعب اليمني في السيادة الكاملة على أرضه، ورفض أي وجود عسكري أو سياسي يمس باستقلال القرار الوطني.
كما حمّل المتظاهرون المجلس الرئاسي والحكومة مسؤولية الفشل في إدارة شؤون البلاد، وعجزهما عن وقف التدهور الاقتصادي وتوفير أبسط مقومات الحياة للمواطنين، مطالبين برحيلهما فورًا وتسليم إدارة البلاد لكفاءات وطنية مخلصة ونزيهة.
تحركات في المهرة لافشال المخططات الخارجية
وفي سياق موازٍ يواصل الشيخ علي سالم الحريزي رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة تحركاته المكثفة في مديريات المحافظة، لإفشال أي مخططات خارجية لملشنة البوابة الشرقية لليمن.
وقال الحريزي، في تصريحات مؤخرا إن أبناء المهرة سيُفشلون مخططات السعودية وقوات "درع الوطن". مشيرا إلى أن السعودية تسعى جاهدة لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية في المهرة، مستخدمة أدواتها من المليشيات، في محاولة يائسة للسيطرة على المحافظة ونهب ثرواتها.
وأكد الشيخ الحزيزي الذي يحظى بتأييد شعبي وقبلي واسع في المحافظة أن أبناء المهرة الأحرار سيتصدون لهذه المؤامرات بكل الوسائل السلمية.
وتأتي هذه التحركات المستمرة من قبل الحريزي وسط مساعٍ من قبل التحالف الذي تقوده السعودية لنشر مليشيات وقوات عسكرية في المحافظة المسالمة التي لم تصلها الحرب اليمنية المستمرة منذ عشر سنوات.
كما يأتي ذلك مع الحديث عن وصول قوات أمريكية إلى المهرة وسط تحذيرات من عواقب هذه المخططات على سلام وأمن المجتمع بالمحافظة.
وفي مشهد يعبر عن حالة الاحتقان والغضب الشعبي في المهرة، وتكاتف أبنائها ضد التواجد السعودي، فقد وزعت اللافتات والملصقات على شوارع المدينة وأزقتها وفي الأماكن العامة والمنازل والمحال التجارية، المناهضة للتواجد السعودي والمليشياوي. وذلك في إطار الرفض الشعبي المتصاعد ضد التواجد العسكري الأجنبي والمليشيات المتطرفة التي تسعى إلى الفوضى.
وتضمنت هذه اللافتات والملصقات التي انتشرت في شوارع ومدن المهرة، بالعبارات القوية مثل "المهرة حرة وستظل حرة"، "المهرة خط أحمر أرضا وإنسانا"، "المهرة شافعية لن تقبل الدعوات الطائفية"، "المهرة ليست للمساومة" و"الاحتلال بكل أشكاله مرفوض".
الإمارات وانتهاك السيادة اليمنية في سقطرى
ويتكرر السيناريو نفسه في سقطرى، فعلى مدى عامين شهدت سقطرى تحركات إماراتية في إطار خططها لنهب المقدرات اليمنية، حيث تواصل أبوظبي فرض نفوذها على القطاعات الخدمية في الأرخبيل مستخدمة سيطرتها على ملفات حيوية مثل الكهرباء والنفط كورقة ضغط على السلطات المحلية التابعة لنفوذ ابوظبي ممثلة بالانتقالي.
كما شهدت الجزيرة خلال الأيام الماضية احتجاجات غاضبة تنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية والخدمية وارتفاع أسعار المشتقات النفطية، إلى جانب احتجاجات موظفي وعمال مطار سقطرى، ردا على تسليم إدارة المطار لشركة إماراتية.
ونفذ موظفو مطار سقطرى، يومي الخميس، وأمس السبت وقفة احتجاجية، أمام مطار الجزيرة رفضا لتسليم مطار الجزيرة لشركة تابعة لدولة الإمارات التي تسيطر على الجزيرة منذ سنوات، وتسعى لخصخصة المطار.
مطار سقطرى آخر حلقات الإمارات بالجزيرة
وكشفت وثائق عن تسلم شركة إماراتية قابضة، تُدعى "المثلث الشرقية" والتي يدريها الضابط الإماراتي سعيد أحمد سالم الكعبي إدارة منافذ أرخبيل سقطرى، بما في ذلك مطار الجزيرة، بتوجيهات من وزير النقل عبدالسلام حميد والمحافظ رأفت الثقلي التابعين للانتقالي.
وحسب الوثائق التي حصل عليها "الموقع بوست" فإن عملية التسليم تمت بتوجيه مباشر من وزير النقل في الحكومة اليمنية، عبدالسلام حميد، ومحافظ سقطرى، رأفت الثقلي، وهما شخصيتان مقربتان من المجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً.
ومما جاء في الوثائق أن الشركة الإماراتية ستتولى إدارة المطار، حيث ستتمتع بصلاحيات كاملة تشمل استبدال الكادر الوظيفي الحالي بعناصر أخرى، ضمن مساعي الإمارات لتعزيز سيطرتها على منافذ الجزيرة، بعد أن أحكمت قبضتها على قطاعات أخرى فيها.
كما ستصبح الشركة، التي يديرها الضابط الكعبي، الجهة الرئيسية المسؤولة عن تنفيذ المشاريع الإماراتية في سقطرى، بعد أن حلت محل شركة باور ديكسم.
يأتي هذا التطور في ظل نفوذ إماراتي متزايد في جزيرة سقطرى على مدى السنوات الماضية، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من جانب أطراف محلية ودولية، تُعرب عن قلقها بشأن تأثير دور أبوظبي على التوازن الإداري والاقتصادي الفريد للأرخبيل، وتداعيات ذلك على مستقبل الجزيرة وسكانها.
وردا على ذلك دشن ناشطون وحقوقيون حملة الكترونية رفضا لتسليم مطار سقطرى للشركة الإماراتية تحت هاشتاق #مطار_سقطرى_في_خطر، وذلك بعد تصاعد الأنباء حول تسليم مسؤولين تابعين للإنتقالي في الحكومة اليمنية مطار سقطرى لشركة إماراتية، ما أثار موجة من الاحتجاجات والرفض.
الهشتاق جاء ليعكس رفض المجتمع السقطرى، وحالة القلق الحقوقي من تهديدات تمس السيادة الوطنية في محافظة سقطرى، وهو ما دفع العديد من النشطاء للتعبير عن رفضهم لهذه التحركات من خلال التغريدات والتفاعلات المستمرة.
ويتكرر السيناريو ذاته في قطاعي الكهرباء والصحة، حيث تم إقصاء أبناء سقطرى من العمل في هذه المؤسسات بشكل شبه كامل، إذ تشير التقارير إلى أن 90% من موظفي فرع الكهرباء ومستشفى خليفة من خارج سقطرى، مما يثير تساؤلات حول مستقبل أبناء الجزيرة في ظل إحكام السيطرة الإماراتية على مواردها الحيوية.
وتواجه هذه السياسات انتقادات واسعة من أبناء سقطرى ونشطاء حقوقيين، الذين يرون في هذه الإجراءات تغييرًا ممنهجًا للتركيبة الإدارية والخدمية في الجزيرة، وسط غياب أي موقف رسمي واضح من الحكومة اليمنية إزاء هذه التجاوزات.
دعوات للحكومة بالتدخل
بدوره أعلن مؤتمر سقطرى الوطني رفضه لإنشاء مركز خدمات الطيران في مطار سقطرى الدولي بصيغته الحالية، وطالب بضرورة إعادة النظر فيه وفق معايير شفافة تراعي مصالح أبناء سقطرى.
ودعا المؤتمر -في بيان له- الحكومة والجهات المختصة إلى الاستماع لمطالب الموظفين ودراسة البدائل التي تضمن تحسين خدمات المطار دون الإضرار بالكوادر المحلية، كما ناشد كافة القوى الوطنية والمجتمعية إلى الوقوف صفًا واحدًا في الدفاع عن حقوق الموظفين وحماية مقدرات سقطرى من أي قرارات مجحفة.
وقال بيان المؤتمر إن منح جهة خاصة إدارة أنشطة المطار الأساسية، يتجاوز الضوابط القانونية والإدارية المتعارف عليها، ويهدد حقوق الموظفين العاملين في المطار، ويؤثر سلبا على الحركة الجوية والخدمات المقدمة للمسافرين.
وأوضح أن القرار يتعارض مع مطالب أبناء سقطرى في الحفاظ على السيادة الإدارية لمؤسساتهم الوطنية، ويعزز من مخاوف تهميش الكفاءات المحلية لصالح جهات استثمارية لا تعكس تطلعات المجتمع السقطري.
هوية شركة المثلث الشرقي القابضة
شركة "المثلث الشرقي" يديرها الضابط الإماراتي سعيد الكعبي، وهي كيانًا غامضًا إلى حد كبير، على الرغم من أنها تُقدم نفسها كشركة قابضة، إلا أن هناك غيابًا ملحوظًا لمعلومات رسمية عن نشاطها الفعلي.
لا تمتلك الشركة موقعًا إلكترونيًا، ولا تتوفر تفاصيل واضحة حول مشاريعها خارج سقطرى، رغم أنها تُشرف على مشاريع متنوعة في الجزيرة، مثل إصلاح الطرق وتوفير الكهرباء، إلى جانب شراء أراضٍ في المحميات الطبيعية.
إدارتها من قبل الضابط الإماراتي الكعبي، يثير تكهنات بأنها قد تكون واجهة لأنشطة عسكرية أو مخابراتية، وليست شركة تجارية أو تطويرية بالمعنى التقليدي.
ويأتي اسم مثلث الشرق القابضة بعد الحكم القضائي الذي أصدرته محكمة حديبو الابتدائية في سقطرى حكماً قضائياً ضد شركة دكسم باور الإماراتية بسبب عدم استيفائها للقانونية في العمل الاستثماري.
جاء هذا الحكم بعد تقديم المواطنين بشكوى ضد الشركة التي تحتكر خدمة الكهرباء في الأرخبيل. ويُذكر أن شركة دكسم باور تُسيطر على قطاع الكهرباء في سقطرى وتفرض رسوم الكهرباء بالدرهم الإماراتي بدلاً من الريال اليمني.
شركة دكسم باور الإماراتية سابقًا ومثلث الشرق القابضة حاليًا تسلمت المشتقات النفطية والغاز والكهرباء والإغاثة والمستشفى والميناء والمؤسسات الأمنية والعسكرية وحاليًا تسلمت مطار سقطرى الدولي الذي يُعتبر من المرافق السيادية للدولة.
شركة مثلث الشرق القابضة معفاة من الضرائب بحجة أنها إنسانية لكنها بحسب الواقع استثمارية بامتياز بل تبيع الإغاثة المقدمة من الإمارات وغيرها لمصلحتها الخاصة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن السعودية الإمارات المهرة سقطرى أبناء سقطرى مطار سقطرى فی المهرة فی سقطرى فی إطار
إقرأ أيضاً:
تبرئة بلاتيني وبلاتر بعد 10 أعوام من التحقيقات
برأت محكمة استئناف سويسرية الثلاثاء رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السابق ميشال بلاتيني ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السابق السويسري جوزيف بلاتر، مرة أخرى في قضية فساد حطمت طموحات الفرنسي في أن يتبوأ رئاسة أعلى هيئة كروية في عام 2015.
كما في الحالة الأولى، في عام 2022، لم تستجب محكمة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجزائية الفدرالية المنعقدة في موتينز (شمال غرب) لطلبات الادعاء، الذي طلب في بداية شهر مارس/آذار بسجن كل من المتهمين 20 شهرا مع وقف التنفيذ.
قال بلاتيني (69 عاما) الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي 3 مرات تواليا (1983 و1984 و1985)، للصحافيين أثناء مغادرته "لقد استعدت شرفي" و"انتهى الآن الاضطهاد الذي استمر 10 سنوات من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعدد قليل من المدعين الفدراليين السويسريين".
وأردف "أرادوا منعي من رئاسة الاتحاد الدولي.. أعلم أن الوقت كان عاملا مهما بالنسبة لأعدائي. لا يكترثون للمليونيْ دولار: هو عامل الوقت. لقد أبعدوني لمدة 10 سنوات".
وفي إشارة إلى غياب فيفا عن جلسة استماع موتينز وذلك على الرغم من نشاط محاميته الكبير في المحكمة الابتدائية، ختم قائلا "لم يحضروا حتى جلسة الاستئناف. يعلمون جيدا أنهم فازوا. ونحن نعلم ذلك".
إعلانبدوره، قال بلاتر "أنا سعيد للتحرر من هذا الضغط الذي أرهقني على مدى عشر سنوات. كانت فترة صعبة علي، والآن تحقق العدل في نهاية المطاف. هذه لحظة هامة لي، لعائلتي وأصدقائي".
10 أعوام من التحقيقاتوبعد مرور قرابة 10 أعوام من التحقيقات وصدور حكم براءة في المحكمة الابتدائية، ما زال الباب مشرعا أمام تقديم استئناف نهائي بالنقض أمام المحكمة الفدرالية السويسرية، ولكن فقط على أسس قانونية محدودة.
ولمدة 4 أيام، مثل بلاتيني وبلاتر (89 عاما) مرة أخرى بتهمة "الحصول بشكل غير قانوني، على حساب فيفا، على مبلغ مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)" وذلك "لصالح ميشال بلاتيني".
واتفق الادعاء والدفاع على نقطة واحدة، وهي أن بلاتيني عمل مستشارا لبلاتر بين عامي 1998 و2002، خلال فترة ولايته الأولى كرئيس لـ "فيفا"، ووقّع الرجلان عقدا في عام 1999 يتفقان فيه على راتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري، يدفعه "فيفا" بالكامل.
لكن في يناير/كانون الثاني 2011، طالب نجم المنتخب الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي السابق الذي أصبح آنذاك رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (2007-2015) بـ"مبلغ مليونيْ فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)"، وهو ما وصفه الادعاء بأنه "فاتورة مزورة".
اتفاق السّادةويصر الرجلان على أنهما اتفقا منذ البداية على راتب سنوي قدره مليون فرنك سويسري، من خلال "اتفاق شفوي بين السّادة" من دون وجود شهود، وأن مالية "فيفا" لم تسمح بدفعه على الفور إلى بلاتيني.
قال دومينيك نيلين محامي بلاتيني للمحكمة "السبب وراء الإجراءات الحالية (التي بدأت في عام 2015 بعد استقالة بلاتر) كان فقط لمنع ميشال بلاتيني من أن يصبح رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم".
وطالب أيضا بـ"تعويض أخلاقي" لموكله الذي "دُمّرت" مسيرته وسمعته في وقت بدا فيه، بصفته رئيسا لـ"ويفا" وما زال في قمة مجده الرياضي، في وضع مثالي لتولي قيادة كرة القدم العالمية.
إعلانولكن من الناحية القانونية، فإن سياق القضية ليس له أهمية كبيرة، فالشيء الوحيد الذي كان يهم محكمة الاستئناف هو "الخداع" الذي يتهم به المتهمان، أي دفع "فيفا" مبلغ مليونيْ فرنك سويسري إلى بلاتيني بدعم من بلاتر.
في المقابل، أكّد بلاتر خلال المحاكمة أن الفرنسي "كان يستحق المبلغ"، قبل أن يروي بلاتيني تفاصيل المفاوضات "أردت أن أمزح قليلا، فقلت: مليون من أي عملة تريدها: روبل، بيسيتاس، ليرة". فقال السيد بلاتر "مليون فرنك سويسري".
ظل الفسادوفي مرافعاته، سلّط المدعي العام توماس هيلدبراند الضوء على "التناقض" مع عقد عام 1999، والتباين مع الممارسات المعتادة للهيئة، وبشكل عام تلك التي تتعلق بعالم العمل، وكشف عن تقارير التدقيق التي تظهر أن فيفا لا يزال يتمتع باحتياطيات نقدية وفيرة.
هل المسألة تتعلق بتحديد أي نسخة هي الأكثر مصداقية؟ لا، ذكّر دومينيك نيلين، لأن عبء الإثبات في الإجراءات الجنائية يقع على عاتق الادعاء "ليس من مسؤولية الدفاع إثبات وجود مثل هذا الاتفاق الشفهي"، ولكن من مسؤولية الادعاء إثبات أن المتهم احتال على فيفا.
ومع ذلك، برأت المحكمة الجزائية الفدرالية في بيلينزونا في عام 2022، الرجلين في الدرجة الأولى، معتبرة أن الاحتيال "لم يثبت باحتمالية تقترب من اليقين"، حتى لو كان اتخاذ قرار من دون سجل مكتوب بمثل هذا الراتب المرتفع يبدو "غير عادي إلى حد ما".
وزعم الدفاع أيضا أن بلاتر لم يكن لديه "دافع" للاحتيال على فيفا، فإنه لم يكسب سنتا واحدا من هذه القضية، في حين كان بلاتيني "سيجد طرقا مختلفة أبسط كثيرا" للثراء مثل التفاوض على مكافأة أو توقيع عقد جديد.
وبحذر، استذكر هيلدبراند دعم بلاتيني لإعادة انتخاب بلاتر لولاية رابعة في مايو/أيار 2011، ما أثار الشكوك حيال الفساد في قاعة المحكمة.
لكن "بلاتر اعتبر هذه الفرضية غير مثبتة"، حسب محاميه مواطنه لورينز إيرني.
إعلان