جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@21:00:04 GMT

ما يوجد في البئر.. يخرج مع الدلو

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

ما يوجد في البئر.. يخرج مع الدلو

 

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، ضاربٌ بجذوره في حياة شعوب الأمة، يستمر ملازمًا في أطفال وصبيان ونساء وكهول أهل فلسطين، يشعرون به في أي مكان، لا يسقط عنهم الشعور بالظلم منذ 76 عامًا، كانوا يلتمسون كسر جدران هذا الظلم مع الأشقاء والأصدقاء، لمساعدتهم في حمل أمانة إعادة الحق، وإزالة ظل التشويه عنهم، ما يتعرضون له من حملات الأكاذيب، روجها الكيان اللقيط وأعوانه.

هناك شيء يخشونه غير دقيق أو غير صادق في علاقتهم بعالم لا يصغي للمظلومين، حتى لو قالوا إن هناك تقصيرًا أو عدم اهتمام بقضيتهم أو أن الظلم الواقع عليهم أصبح جزءًا أساسيًا من طبيعة عيشهم، رغم أن مطالبهم دائمًا من الأشقاء والأصدقاء تتمثل في إزاحة الظلم عنهم، ولا يعتقدون أنهم نجحوا! ربما كان الآن، بعد أن اكتملت حولهم المقاومة المسلحة، ساعد في إيصال أنين بؤسهم، وثقل عيشهم، ربما كان مع اكتمال قوة مقاومتهم المسلحة، شعروا أكثر من أي وقت مضى أن الظلم قد يسقط عنهم رغم التكلفة في الأرواح، لكن قبل ذلك، في كل محاولاتهم المكررة لاستعادة حقوقهم المسلوبة كانت فاشلة دائمًا، كانوا يعمدون إلى صبرهم وإرادتهم، لا اعجابًا بعيش واقعهم، ولا سعادة بغطرسة الاحتلال الغاصب، إنما لا يمكنهم ان يبرزوا قضيتهم إلا وهم في ارادتهم وصبرهم، حتى الصبر في حالتهم؛ مل، يحتاج إلى جهد ورفع مستمر لمظلوميتهم.

لعل مطمحهم إرادتهم في صبرهم على الظلم، ساعدهم على ترسيخ عدالة القضية، وربما كان هناك عامل آخر دعم هذا الصبر، هو أن مبادرات استعادة الحق إليهم، جميعها تحولت إلى نسخ مكررة، انتهت بالنسخة الموسومة "بالترامبية"، ليست الأخيرة، ولم يكن أمامهم إلا أن يلوذوا بعالم الإرادة والصبر.. لقد كسرت المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر المألوف من قواعد النسخ المكررة، أهي دعوة للعالم أجمع بإزالة الظلم، أو لتشجيع مواجهته بجسارة؟

إنها ليست مجرد دعوة؛ بل هي ممارسة فعلية لصبرهم الطويل؛ فالدافع وراء معركة طوفان الأقصى هي محاولة نهائية- ليست أخيرة- للوصول إلى آخر الشوط في التواصل مع العالم كله، وكبح جماح غطرسة الكيان اللقيط، وهذا لا يتفق مع النسخ المكررة السابقة؛ لأن الكيان اللقيط أصبح كذبة كبرى في جميع الأحوال! وأظن ان الفلسطينيين حريصون، طوال الوقت على قول إنهم- في النهاية- أصحاب قضية عادلة؛ سواء في مظهرهم العام أو في سلوكهم المسلح، لم يكن الكيان اللقيط إلا كارهًا لكل ما هو فلسطيني، حاثًا الخطى الإجرامية لتهجيرهم من أرضهم، واستخدم أذرع ظلمه الطاردة للسكان، محدثًا تغييرًا مباشر وسريعًا في الميزان الديمغرافي، وأجبر أكبر عدد ممكن للهجرة قصرًا.

إنَّ ما يصدر عن الكيان اللقيط من سلوك يعكس ما يحويه الفكر الصهيوني بلا شك.. لذا فإنه من البديهي أن تتولد لدى الفلسطينيون ردة فعل على جرائمه البشعة في حقهم وحق الإنسانية جمعاء، التي مارسها ويمارسها في البشر والحجر، فبذلت المقاومة المسلحة جهدًا حقيقيًا في سبيل اظهار الظلم العظيم، دون أن تلقي اللوم على أحد، في المقلب الآخر تقمص الكيان اللقيط دور الضحية في ردة فعله على 7 أكتوبر، تبين في النهاية كأنه يجري وراء ظله، لأنه لم يعرف مفهومي الإرادة والصبر عند الفلسطينيين.

إذن، نعم؛ الظلم صعب جدًا، ليس معناه عدم فهم الكيان اللقيط إرادة وصبر الفلسطينيين فقط، إنما معناه في الحقيقة، إسقاط مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة لنيل حريته المسلوبة.. استبقت المقاومة جذوة التسليم والقبول بواقع التطبيع معه، بجذوة الإرادة ومطلب الشهادة، وحرارة الدفاع عن القدس والمقدسات في أعماق مقاتلي القسام، وبقية الفصائل.. حاولت أن تجعل للقضية مكانًا في الممارسة الفعلية العالمية، واشعلت جذوة باطنة تشتعل في داخل كل فلسطيني وعربي وحر، وأبت أن يبقى الفلسطيني مجرد قضية تتكرر نسخ الحلول من حولها، والعبث بها من أجل إرضاء مجموعة بشرية من حوله.

نعم، لقد أخذت المقاومة موقفًا مضادًا من "نسخ الحلول" بدءًا من القرارات الأممية التي لم يعترف الكيان اللقيط ولا بفقرة منها، إلى أعماله الإجرامية التي يرتكبها، حتى توصلت إلى نتيجة خطيرة، أعلنتها يوم 7 اكتوبر 2023، اعتبرها العالم الظالم عملًا عنيفًا وخطيرًا، في حين اعتبر الإجرام والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان اللقيط في فلسطين "عملًا ديمقراطيًا ودفاعًا عن النفس"!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ألفييري: البابا يستجيب للعلاج لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد تحديث صادر عن دار الصحافة الفاتيكانية في ٢٢ فبراير بأن "البابا فرنسيس قد نام جيدًا"، وأوضح الأطباء، خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس في مستشفى جيميلي، أن البابا يستجيب للعلاجات المكثفة، إلا أن “أي اضطراب بسيط جدًا قد يؤدي إلى اختلال الوضع”، وقد طمأن الدكتور كاربوني بأن قلب البابا قوي.

فشهد مساء أمس الجمعة مؤتمر صحفي بعد مرور أسبوع على دخول البابا إلى مستشفى جيميلي، حيث تم دحض جميع الأخبار الزائفة التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول حالته الصحية. وقد تم التأكيد بوضوح على أن جميع البيانات الصادرة حتى الآن عن دار الصحافة الفاتيكانية أُعدّت بالتنسيق مع الأطباء المشرفين على علاج البابا، ولم يتم إخفاء أي معلومات، لأن هذه هي رغبة البابا فرنسيس نفسه. 

وشارك في المؤتمر البروفيسور سيرجيو ألفييري، مدير قسم الجراحة الطبية في المستشفى والمسؤول عن الفريق الطبي في جيميلي، والدكتور لويجي كاربوني، نائب مدير إدارة الصحة والنظافة في دولة حاضرة الفاتيكان والطبيب المشرف على البابا. وقد شدّد المتحدثون على التعاون الوثيق بين مختلف الفرق الطبية للعناية بالبابا. كما أشاد أطباء المستشفى بالممرض ماسيميليانو سترابّيتي، واصفين إياه بأنه "شخص استثنائي يعتني بالبابا منذ سنوات عديدة".

وقال ألفييري: "لقد تم علاج البابا من عدوى وضيق تنفس في المنزل، كما هو الحال مع أي مريض يبلغ من العمر ٨٨ عامًا يعاني من الإنفلونزا في هذا الموسم" وأوضح أيضًا أن البابا لطالما أراد أن تُقال الحقيقة بشأن وضعه الصحي، مضيفًا: "لنضع حدًا لأي شكوك أو غموض: كل ما قرأتموه هو الحقيقة". وأشار الطبيب إلى أن البابا يعاني من مرض مزمن يتمثل في توسّع القصبات الهوائية مصحوبًا بالتهاب الشعب الهوائية الربوي، وهو ما قد يؤدي إلى نوبات حادة بين الحين والآخر. وأوضح أن هذه الحالة تجعله بطبيعته مريضًا هشًّا في هذا العمر. وأضاف أن الفحوصات كشفت عن وجود ميكروبات في الرئتين، تشمل فيروسات وفطريات وبكتيريا، وأن الأمراض المزمنة لا تُشفى تمامًا بل يمكن السيطرة عليها. كما أكّد الأطباء أن البابا خضع منذ البداية لعلاج مناسب وفعّال، لكن تم اللجوء الآن إلى الكورتيزون، الذي يُضعف المناعة ويرفع نسبة السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى مزيد من الالتهابات.

 وأوضحوا أن إدارة العلاج هي عملية معقدة تتطلب تعديل الأدوية بحذر، ولهذا، عند سؤاله عما إذا كان البابا قد خرج من دائرة الخطر، أجاب ألفييري: "لا".

وأضاف الطبيب أن الفحوصات الصباحية أظهرت تحسّنًا في حالته، قائلاً: "مقارنة بوضعه عند وصوله إلى المستشفى، هو الآن في حالٍ أفضل بكثير، لكن الوضع قد يتغير".

 كما أكد الدكتور كاربوني أن البابا يستجيب للعلاج، الذي لم يُغيَّر بل تم تعزيزه، إلا أن أي تغيير طفيف قد يخلّ بالتوازن. وشدّد على أن "قلب البابا قوي"، مضيفًا: "عندما نقول إنه مريض هشّ، فإننا في الوقت ذاته نشير إلى أنه مريض قوي للغاية، ويحظى برعاية دقيقة".

 وأردف “ألفييري” أن البابا يعاني أحيانًا من ضيق في التنفس، وهي حالة غير مريحة. لكنه أشار مازحًا إلى أن "عقله لا يزال كعقل شخص في الستين"، في إشارة إلى شخصيته النشطة وحبه الكبير للكنيسة، إذ إنه لا يتوقف عن العمل، يقرأ، يوقّع الوثائق، ويدلي بتعليقات طريفة. وأضاف أنه، رغم وضعه الصحي، لم يتوقف عن تقديم الأولوية للكنيسة، لكنه في الوقت عينه تلقّى علاجه بهدوء في مقر إقامته في سانتا مارتا.

ستستمر فترة الإقامة في المستشفى للمدة اللازمة، أي حتى لا يعود هناك حاجة لتلقي علاجات داخل المستشفى. وبالتالي، لن تكون مجرد أسبوع واحد، كما أوضح ألفييري مجددًا، مشددًا على أن الالتهاب الرئوي يتطلب عادة وقتًا طويلاً للتعافي: "على الأقل طوال الأسبوع المقبل. يجب أن يخرج عندما يكون بحالة جيدة!".

 وبناءً على نصيحة الطاقم الطبي، لا يلتقي البابا بأي شخص من خارج المستشفى خلال فترة علاجه، باستثناء اثنين أو ثلاثة من أقرب معاونيه. كما أنه لا يخضع لأي أجهزة طبية، بل هو يتنفس بشكل طبيعي، ويتناول الطعام. وتم التأكيد على أن الأب الأقدس يحافظ على معنوياته الجيدة وليس طريح الفراش. كما تمّت مشاركة موقف طريف حدث عند دخول الطبيب إلى الشقة البابوية، حيث قال له البابا: "صباح الخير أيها الأب الأقدس"، فردّ الطبيب مبتسمًا: "صباح الخير أيها الابن القديس".

وخلال المؤتمر الصحفي، تمّت الإشادة بالطاقم التمريضي، كما تمّ التذكير بمساهمات الأطباء المختصين في الأمراض المعدية، وعلى رأسهم البروفيسور كارلو تورتي، وكذلك أطباء الرئة بقيادة البروفيسور ريشيلدي، رئيس قسم أمراض الرئة، إضافة إلى أطباء الجهاز الهضمي الداخليين بقيادة البروفيسور غاسباريني. 

ولكن إذا ظهرت حالة تعفن الدم، فقد يكون من الصعب للغاية السيطرة عليها في عمر البابا ومع مشاكله التنفسية، وهذه هي المخاوف التي عبّر عنها الأطباء خلال إجابتهم على أسئلة الصحفيين.

 فالمشكلة تكمن في احتمال دخول بكتيريا إلى مجرى الدم، مما قد يؤدي إلى انتشارها في أعضاء أخرى. ومع ذلك، أكد الأطباء أن هذا السيناريو غير قائم حاليًا.

مقالات مشابهة

  • سكان “شمال الكيان”: لن نعود ولو رفع “نتنياهو القيود”
  • سقط في البئر.. مصرع طفل غرقًا أثناء لهوه بأرض زراعية في الفيوم
  • وثيقة عربية جديدة للتحرك ضد الكيان المحتل
  • الصين.. روبوت يخرج عن السيطرة ويهاجم الجمهور (فيديو)
  • بعد توقف دام 10 سنوات.. إعادة العمل بحقل الصباح النفطي من خلال البئر الأولى G18
  • لم يخرج من الخطر.. الكشف عن أول تحديث متعمق لحالة البابا فرنسيس
  • ألفييري: البابا يستجيب للعلاج لكنه لم يخرج بعد من دائرة الخطر
  • برلمانية: خطة إعمار غزة خطوة لرفع الظلم.. ومصر حاضرة بكل إمكانياتها
  • بئر مسعود في الإسكندرية.. من مقبرة رومانية إلى تميمة حظ للسائحين