بالفيديو | محمد بن راشد يتوّج المغربي أحمد زينون بلقب «صانع الأمل» الأول بالوطن العربي
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
توّج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأحد، صانع الأمل الأول في الوطن العربي المغربي أحمد زينون، كما كرّم الفائزتين سمر نديم وخديجة القرطي، خلال الحفل الختامي للنسخة الخامسة من المبادرة الأكبر من نوعها عربياً لتكريم أصحاب البذل والعطاء، الذي يجري في «كوكا كولا أرينا» في دبي، حيث ينال الفائز مكافأة مالية بقيمة مليون درهم.
واستعرض الحفل الختامي قصصاً إنسانية ملهمة لعدد من صناع الأمل في العالم العربي، الذين سخّروا جهودهم ومواردهم لخدمة مجتمعاتهم، من خلال تنفيذ مبادرات ومشاريع مبتكرة أسهمت في الارتقاء بحياة الناس وترسيخ ثقافة البذل والتكافل الاجتماعي، وذلك بحضور عدد كبير من النجوم والفنانين والمثقفين والإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، إضافة إلى نخبة من الشخصيات المشهود لها في العمل الخيري والإنساني في دولة الإمارات.
واختارت لجنة تحكيم مبادرة «صناع الأمل»، والتي تضم نخبة من أصحاب التخصصات والكفاءات، المتأهلين إلى المرحلة النهائية استناداً إلى التأثير الإيجابي الذي حققه أصحاب هذه المبادرات في مجتمعاتهم، حيث عملت اللجنة على تقييم كل ترشيح بحسب معايير محددة تشمل موضوع المبادرة والتحديات المرتبطة بها، ودورها في صنع تغيير حقيقي وملموس، وقابليتها للوصول للشريحة المستهدفة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات محمد بن راشد فيديوهات
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد: الإمارات ستبقى داعمة لصناعة الأمل وعنواناً لنشر التفاؤل في العالم العربي
توج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، أحمد زينون من المملكة المغربية، بلقب صانع الأمل الأول في الوطن العربي، ونال مكافأة مالية بقيمة مليون درهم، كما وجه سموه بتكريم المتأهلتين إلى نهائيات النسخة الخامسة من مبادرة «صناع الأمل»، وهما سمر نديم من جمهورية مصر العربية، وخديجة القرطي من المملكة المغربية، ومنح كل منهما مكافأة بقيمة مليون درهم، لتبلغ قيمة جائزة «صناع الأمل» 3 ملايين درهم.
جاء ذلك خلال الحفل الختامي للنسخة الخامسة من المبادرة الأكبر من نوعها لتكريم أصحاب العطاء في الوطن العربي الذي جرى مساء اليوم في «كوكا كولا أرينا» في دبي.
صانع الأمل الأول
نال أحمد زينون لقب صانع الأمل الأول في النسخة الخامسة، بعد حصوله على أعلى نسبة تصويت في الحفل الختامي الذي تابعه عشرات الملايين في الوطن العربي، عن مبادرته لعلاج الأطفال المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ أو ما يطلق عليه «أطفال القمر».
المعنى العميق للحياة
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن «صناع الأمل يجسدون المعنى العميق للحياة والعطاء، بعيداً عن الأضواء.. صناع الأمل هم النماذج الملهمة لتغيير حياة المحتاجين دون انتظار شكر.. وهذا هو الأثر الإنساني النبيل الباقي في ذاكرة وضمير الناس».وقال سموه: «الوطن العربي يمتلك آلاف التجارب الرائدة في نشر الخير وخدمة الآخرين.. وتكريم هذه المبادرات والمساهمات النبيلة هو تكريم لقيم العطاء والإنسانية».
آلاف الملهمين العرب
هنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين وجميع المشاركين في النسخة الخامسة، وقال سموه: «آلاف الملهمين العرب شاركوا في الدورة الخامسة من صناع الأمل.. أهل خير يجسدون قيم البذل والإصرار على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.. نماذج عطاء مشرفة وشعلة أمل تضيء دروبنا نحو غد أكثر إشراقاً». وختم سموه بالقول: «دولة الإمارات ستبقى داعمة لصناعة الأمل وكل مبادرة ملهمة، وعنواناً لنشر التفاؤل في العالم العربي».
شهد الحفل سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي.
النسخة الخامسة
استقبلت النسخة الخامسة من مبادرة «صناع الأمل» أكثر من 26 ألف طلب ترشيح خلال شهر واحد، حيث خضعت الترشيحات لعملية تقييم دقيقة، استناداً إلى الشروط والمعايير التي حددتها المبادرة، ليبلغ إجمالي المشاركين في مبادرة «صناع الأمل» في خمس نسخ أكثر من 320 ألف مشارك.
ترسيخ العطاء
أكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، أن مبادرة «صناع الأمل» تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في ترسيخ قيم البذل والعطاء، وتشجيع أصحاب المبادرات الإنسانية والتطوعية على تطوير رؤاهم ومشاريعهم النبيلة للمساهمة في إحداث التغيير الإيجابي، ومكافحة اليأس والسلبية في المجتمعات العربية.وقال معاليه: «مثلت مبادرة (صناع الأمل) منذ إطلاقها في عام 2017، علامة فارقة في مشهد العمل التطوعي والإنساني العربي، وكانت ملهمة للمنافسة بين أبناء العالم العربي من أجل خدمة مجتمعاتهم وتطوير مبادرات نوعية كل عام للتخفيف من معاناة آلاف المحتاجين إلى الدعم والرعاية، وتمكينهم من استعادة الأمل في حياة كريمة آمنة، والثقة بأنفسهم لاستئناف حياتهم الطبيعية والاطمئنان لما يحمله المستقبل».
وأشار معاليه إلى أن استقبال النسخة الخامسة من مبادرة «صناع الأمل»، أكثر من 26 ألف طلب ترشيح خلال شهر واحد، وتقديم المشاركين مشاريع خيرية وتطوعية مبتكرة، يؤكد ثراء الوطن العربي إنسانياً وحضارياً، وقدرة أبنائه على صناعة الأمل والعبور إلى غد أفضل.
أجندة حافلة
تضمن الحفل الختامي للنسخة الخامسة، الذي قدمه الإعلاميان نيشان ديرهاروتيونيان وأسمهان النقبي، فقرات عدة، منها الأوبريت الغنائي الذي تابعه الحضور قبل تتويج صانع الأمل الأول في الوطن العربي، وشارك فيه الفنانون حمود الخضر، ووليد الشامي، وبلقيس، وعمر العبد اللات. كما شارك في الحفل، المغني والموسيقي العالمي ردوان RedOne والذي يعتبر من أشهر المؤلفين والمنتجين الموسيقيين في العالم.
وتابع الحضور في «كوكا كولا أرينا» بدبي، فيديوهات استعرضت جانباً من رحلة المرشحين الثلاثة إلى المرحلة النهائية، وتفاصيل عن أعمالهم ومبادراتهم الإنسانية التي لعبت دوراً مؤثراً في التخفيف من معاناة المحتاجين والأيتام والمرضى والمسنين والمشردين، كما تفاعل الحضور مع قصتين ملهمتين لصانعي أمل من تونس وموريتانيا.
«أطفال القمر»
هو أحمد زينون من المملكة المغربية، رئيس جمعية «صوت القمر» التي تعالج الأطفال المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ أو ما يطلق عليه «أطفال القمر»، حيث يعاني المصابون بهذا المرض حساسية مفرطة عند تعرضهم للأشعة فوق البنفسجية، وكلما تعرض المريض لهذه الأشعة تزيد احتمالات إصابته بأورام سرطانية.
وبما أنه لا يوجد علاج لـ«أطفال القمر»، فإن الحل الوحيد هو توفير الحماية اللازمة التي تتكون من كريمات وأقنعة واقية من الأشعة فوق البنفسجية؛ لذلك أخذ أحمد زينون على عاتقه العناية بنحو 144 طفلاً مصاباً بهذا المرض، وحاول عبر جمع التبرعات من أجل توفير الأدوية والأقنعة المطلوبة لهم رغم أنها تحتاج لموارد مالية كبيرة.
يتذكر صانع الأمل المغربي أحمد زينون بكثير من الحزن، أن عدداً من الأطفال فقدوا حياتهم بسبب تداعيات هذا المرض، على الرغم من جهوده وجهود محسنين ومتبرعين، وهو ما دفعه إلى البحث عن طرق وآليات جديدة لتقديم العون لهذه الفئة من المرضى، وحشد دعم إضافي لجمعية «صوت القمر» من أجل تلبية احتياجات المرضى، وتمكينهم من استئناف حياتهم الطبيعية، والبقاء على مقاعد الدراسة.
يقول أحمد زينون: «التحديات لا تعوقني عن مواصلة عملي، وتأدية رسالتي في مساعدة (أطفال القمر)، وأتطلع إلى حصول الجمعية على مساندة مجتمعية أكبر، بما يمكننا من غرس الأمل في نفوس الأطفال المرضى ومساندتهم للتكيف مع حالتهم الخاصة والاندماج مع أقرانهم في تفاصيل الحياة اليومية».
إنقاذ المشردين
نقشت المصرية سمر نديم مؤسسة دار «زهرة مصر»، اسمها بأحرف من نور في مسيرة الخير وصناعة الأمل، وهي التي تقول عن نفسها: «تربيت منذ صغري على حب الخير والعطاء».
بدأت قصة سمر نديم في مساعدة المسنين والمشردين في عام 2016، من خلال تعرفها إلى امرأة مسنة تسكن في المبنى نفسه الذي تقيم فيه، حيث كان وضع المرأة المسنة الوحيدة صعباً جداً، وتمضي أيامها من دون المقومات الأساسية للحياة، فالبيت متهالك ويفتقر إلى الخدمات الضرورية للعيش.
تقول صانعة الأمل سمر نديم: «آلمني حال هذه السيدة المسنة التي تقضي أيامها بلا كهرباء مكتفية بأضواء الشموع في بيت يحتاج إلى ترميم عاجل كي يصبح صالحاً للعيش.. نشرت عبر حسابي على (فيسبوك) دعوة أو نداء لمساعدة هذه المرأة، وبالفعل حظي المنشور بالتفاعل، وبادر كثيرون للتبرع من أجل هذه السيدة ومساعدتها على مواجهة ظروف حياتها القاسية».
وتضيف: «بعد هذه التجربة الأولى، بدأت تصلني عبر صفحتي على (فيسبوك) طلبات استغاثة كثيرة لمساعدة مشردين في الشوارع من رجال ونساء، فبادرت على الفور إلى مساعدتهم ونقلهم إلى دور رعاية للمسنين وإنقاذهم من معاناتهم اليومية وافتقادهم للدفء والطعام والعلاج».
انتقلت سمر نديم في عام 2017 إلى مرحلة نوعية في رحلة صناعة الأمل ومساعدة المحتاجين، عندما أسست جمعيتها الخيرية «زهرة مصر» من أجل توفير المأوى الآمن للمشردين من كبار السن، وهو ما نجحت به الجمعية حيث تأوي اليوم عشرات المشردين من أنحاء مصر كافة.
أم المريضات
تحولت خديجة القرطي إلى أيقونة للإنسانية في المملكة المغربية، وذاع صيتها على نحو خاص بين المصابات بداء السرطان وذويهن، بعد أن حولت منزلها في العاصمة المغربية الرباط إلى دار لإيواء المصابات بالسرطان مجاناً.
بدأت قصة صانعة الأمل المغربية «الحاجة خديجة» أو كما يطلق عليها: «أم مريضات المغرب»، بعد أن عاشت معاناة مضاعفة، فقد أصيب زوجها وشقيقتها بالسرطان، وفقدتهما بعد فترة طويلة من المعاناة وصراعهما مع المرض الخبيث.
استطاعت «الحاجة خديجة» بالعزيمة والتفاني والصبر، تحويل هذه المعاناة على الصعيد الشخصي إلى أمل وتفاؤل عند كثير من النساء، حين قررت أن تفتح بيتها لمريضات السرطان لتقدم لهن المأوى والطعام والأدوية والدعم المعنوي.
رحلة «أم مريضات المغرب» لم تتوقف عند هذه المحطة، بل بادرت وبمساعدة بعض المتبرعين إلى افتتاح مكان جديد أكثر اتساعاً وأسمته جمعية «جنات»، ليكون انطلاقة جديدة لعملها الخيري ونشاطها الإنساني.
تستقبل خديجة القرطي ضيفاتها الباحثات عن علاج ومأوى، بترحاب شديد وتقدم لهن وجبات يومية وإقامة لفترة تصل إلى نحو ثلاثة أسابيع، على الرغم من محدودية الإمكانات، وقد استقبلت في بيتها أو جمعيتها الإنسانية منذ عام 2009، أكثر من 10 آلاف امرأة من مختلف أنحاء المملكة المغربية.
جسور الأمل
كرس صانع الأمل التونسي كريم عرفة وقته وجهده من أجل العمل الإنساني، وقد عاهد نفسه على بناء وترميم جسور متهالكة في منطقته ليسهل على الناس عبور الأنهار والأودية بأمان لتلافي الحوادث الخطيرة، ويفخر اليوم بأنه نجح في تشييد أكثر عن 10 جسور حول مدينة المروج التونسية، حيث استخدم في بنائها مواد قابلة لإعادة التدوير، مثل أغصان الأشجار القديمة والحديد.
بناء الجسور فكرة راودته منذ وقوع مأساة الطفلة مها قضقاضي في عام 2019، عندما جرفها أحد الأودية، وهي في طريق العودة من مدرستها الابتدائية إلى منزلها، وهو ما أثار حالة من الحزن على امتداد تونس.
يقول كريم عرفة: «كان أهالي المنطقة في السابق وخاصة تلاميذ المدارس، يمرون عبر جسر معلق مكون من لوح خشبي تم وضعه من قِبل سكان المنطقة الريفية ليتمكنوا من العبور إلى الضفة الأخرى من الوادي، فقررت أن أعيد بناء هذا الجسر كي لا تتكرر مأساة الطفلة مها مرة أخرى».
يمتلك كريم عرفة شركة صغيرة للأشغال العامة، وهو يتبع نهجاً خاصاً في عمله بتركيزه على إعادة تدوير الأثاث القديم من أجل الحفاظ على البيئة، ومنذ عامين يجوب كريم المدارس والمستشفيات بحثاً عن القطع الخشبية والكراسي والطاولات القديمة ليبادر إلى إصلاحها وتغيير شكلها لتصبح قابلة للاستخدام مرة أخرى ويتبرع بها لجهات مستحقة.
حماية الأطفال من الضياع
استطاع مغني الراب الموريتاني راسين جا، تحويل معاناته إلى قصة نجاح ملهمة، والانطلاق من تجربة شخصية قاسية إلى غرس الأمل في نفوس الآخرين والتفاني من أجل إنقاذ عشرات الأطفال الأيتام، من خلال احتضانهم ورعايتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية، وحمايتهم من التشرد والضياع.
ينظر صانع الأمل الموريتاني راسين جا بكثير من الرضا إلى عمله الإنساني وتسخير وقته وجهده لإنقاذ الأطفال مجهولي الوالدين، مستلهماً قصته الشخصية، حيث تربى في كنف أسرة وجدته رضيعاً في الشارع، وأخذت بيده ليكون ما هو عليه اليوم، وها هو يسير على خطى من احتضنوه رضيعاً وفتحوا أمامه أبواب الأمل والحياة الكريمة والثقة بالمستقبل.
يقول راسين جا: «ظاهرة وجود أطفال تخلى عنهم ذووهم وتركوهم بلا بيت ورعاية، لا تخلو منها المجتمعات في العالم، وقد عملت منذ سنوات لأكون من الذين يحنون على هذه الفئة وينتشلونها من الضياع، ومن نظرة المجتمع القاسية، وقد نجحت بمساعدة متطوعين في إنقاذ العشرات من الأطفال، والتوعية بأهمية مساعدتهم وجمع التبرعات لأجلهم وغرس الأمل في نفوس هذه الأرواح الصغيرة البريئة».
قرر راسين جا تطوير عمله والانتقال إلى نهج مؤسسي، حيث أسس قبل سنوات «جمعية مكافحة التخلي عن الأطفال»؛ بهدف منحهم فرصة للعيش بشكل طبيعي وفي وسط يمكنهم من الاندماج في المجتمع، وقد تطورت هذه الجمعية مع انخراط مزيد من المتطوعين في برامجها، ما منحها القدرة والإمكانية للوصول إلى عدد أكبر من أبناء هذه الفئة.
نجاح استثنائي
كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أطلق الدورة الأولى من مبادرة صناع الأمل، في عام 2017، من خلال إعلان مبتكر نشره سموه على حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، يعرض فيه وظيفة لصانع أمل، شروطها أن يتقن المتقدم مهارات البذل وخدمة الناس، وأن يكون إيجابياً ومؤمناً بطاقات من حوله من أبناء الوطن العربي، وأن تكون لديه خبرة تتمثل في قيامه بمبادرة مجتمعية واحدة على الأقل، وذلك نظير مكافأة قيمتها مليون درهم، علماً بأن التقدم لوظيفة صانع الأمل متاح لأي شخص دون تحديد عمر معين. ولقي إعلان سموه تفاعلاً كبيراً في الوطن العربي، حيث فاق عدد طلبات الترشيح من صناع أمل، أفراداً ومجموعات تطوعية ومؤسسات إنسانية ومجتمعية، 65 ألف طلب، من مختلف أنحاء الوطن العربي، وهو رقم فاق التوقعات، علماً بأن الرقم المستهدف للمبادرة كان 20 ألفاً.
وتميزت في النسخة الأولى، نوال الصوفي من المغرب والمقيمة في إيطاليا، التي كرست نفسها لإنقاذ اللاجئين الفارين إلى أوروبا عبر البحر مساهمة في إنقاذ أكثر من 200 ألف لاجئ، كما تميزت في الدورة الأولى مبادرة هشام الذهبي من العراق، الذي تبنى قضية أطفال الشوارع في بلاده مقدماً لهم كل أشكال الرعاية من خلال تأسيسه «البيت العراقي للإبداع».
واستقطبت النسخة الثانية من مبادرة «صناع الأمل»، أكثر من 87 ألف طلب ترشيح، وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صنّاع الأمل الخمسة المتأهلين لنهائيات المبادرة بمكافأة مالية بقيمة مليون درهم لكل منهم، لتبلغ قيمة جائزة «صناع الأمل» خمسة ملايين درهم.
كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن تأسيس أكاديمية صناع الأمل بـ50 مليون درهم لدعم صناع الأمل في الوطن العربي، وتوفير حاضنات إنسانية لمشاريعهم، ونقل الخبرات العلمية العالمية في المجال الإنساني لمشاريعهم، وتوفير دورات تدريبية تنفيذية وقيادية لهم بالتعاون مع أفضل الخبرات والمعاهد العالمية المتخصصة.
وفي النسخة الثانية، برزت مبادرة محمود وحيد من مصر، والتي حملت عنوان «معانا لإنقاذ إنسان» والمعنية بإيواء المشردين في الشوارع من كبار السن.
وبرزت في النسخة الثانية أيضاً، مبادرة نوال مصطفى من مصر التي كرست نفسها لقضية السجينات وأطفالهن، كما أسست جمعية «رعاية أطفال السجينات» لتسليط الضوء على الأطفال الذين يعيشون داخل أسوار السجن مع أمهاتهم النزيلات.
مبادرات ملهمة
شارك في النسخة الثالثة من المبادرة 92 ألف صانع أمل، وكرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم صنّاع الأمل الخمسة المتأهلين لنهائيات المبادرة بمكافأة مالية بقيمة مليون درهم لكل منهم. وتميزت في هذه النسخة، مبادرة الدكتور مجاهد مصطفى علي الطلاوي من مصر الذي يقدم الرعاية الصحية للمساكين والفقراء منذ عقود برسم رمزي أو دون مقابل، ويدعم الفقراء والمحتاجين والأيتام في قريته طلا في صعيد مصر، كما برزت مبادرة ستيف سوسبي، الصحفي الأميركي الذي حصل على الجنسية الفلسطينية لقاء جهوده مع أطفال فلسطين ممن فقدوا أطرافهم، وتشجيعه فرق الأطباء والمتطوعين من مختلف أنحاء العالم على مساندة الطواقم الطبية الفلسطينية، مؤسساً صندوق إغاثة أطفال فلسطين.
واستقبلت النسخة الرابعة أكثر من 58 ألف صانع أمل عربي، حيث توج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العراقية تالا الخليل بلقب «صانعة الأمل»، بعدما حصلت على أعلى نسبة تصويت في الحفل الختامي، ووجه سموه بأن يكون صناع الأمل المتأهلون الأربعة إلى نهائيات المبادرة فائزين باللقب، وهم إضافة إلى تالا الخليل، العراقي محمد النجار، والمغربي أمين إمنير، والمصرية فتحية المحمود.
ونجحت صانعة الأمل العراقية الدكتورة الصيدلانية تالا الخليل، في إحداث تغيير كبير في حياة أطفال مرضى من أصحاب الهمم، حيث أسست «أكاديمية المحاربين» في البصرة، وتمكنت بمجهود شخصي من رعاية أكثر من 200 طفل من مصابي متلازمة داون والسرطان، أما صانع الأمل العراقي الدكتور محمد النجار، فقد أعاد الأمل لكثير من مبتوري الأطراف في العراق، واستطاع تأسيس فريق لكرة القدم يمثل العراق في المحافل الدولية.
وحوّل صانع الأمل المغربي أمين إمنير حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى بوابة جديدة للعطاء، حيث تبنى الكثير من المبادرات الإنسانية والحملات الإغاثية لتوزيع المساعدات على المحتاجين، وحفر الآبار وبناء الجسور، كما حظيت المصرية فتحية المحمود الملقبة بـ«أم اليتيمات» و«ماما فتحية» بتقدير كبير بعد أن استقبلت 34 طفلة يتيمة في بيتها وأشرفت على رعايتهن وتعليمهن وتربيتهن، إضافة إلى تأسيسها جمعية «لمسة أمل» لرعاية الأيتام.
نشر الإيجابية
تهدف مبادرة «صناع الأمل» التي تنضوي تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» إلى تسليط الضوء على صناع الأمل في العالم العربي، من النساء والرجال، الذين يكرِّسون وقتهم وجهدهم ومواردهم لخدمة الآخرين ومساعدة الفقراء والمحتاجين وإغاثة المنكوبين والمساهمة في تحسين الحياة من حولهم، والتعريف بمبادرات ومشاريع وبرامج صناع الأمل عبر مختلف وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، وعبر منصات الإعلام الجديد، وتعزيز شهرتهم في مجتمعاتهم وفي الوطن العربي. كما تهدف إلى مكافأة صناع الأمل المتميزين من أصحاب المبادرات الأكثر تأثيراً عبر تقديم الدعم المادي لهم لمساعدتهم في مواصلة مبادراتهم، وتكثيف جهودهم الإنسانية والتطوعية في مجتمعاتهم، وتوسيع نطاق مبادراتهم ومشاريعهم لتشمل عدداً أكبر من المستفيدين.
وتسعى المبادرة إلى المساهمة في غرس ثقافة الأمل والإيجابية في مختلف أنحاء الوطن العربي، وتشجيع العطاء أياً كانت الظروف ومهما بلغ حجم التحديات، وكذلك، المساهمة في خلق نماذج إيجابية ملهِمة من الشباب في العالم العربي يكونون أمثلة تحتذى لغيرهم في العمل من أجل التغيير البنّاء وتطوير مجتمعاتهم، والاحتفاء بهذه النماذج بوصفهم الأبطال الجدد أو النجوم الحقيقيين الذين يستحقون الإشادة والتقدير.
المصدر: وام