في تصريح مفاجئ، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن منصبه إذا كان ذلك سيساهم في تحقيق السلام في أوكرانيا، مشددًا على أن بلاده يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من أي مفاوضات دولية لحل النزاع المستمر مع روسيا.  

وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في كييف، إن "أي حل سلمي يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية، وإذا كان استقالتي ستؤدي إلى إنهاء الحرب، فأنا مستعد للنظر في ذلك".

وأضاف أن أوكرانيا جزء من أوروبا، ولا يمكن استبعادها من أي مفاوضات دولية تتعلق بمستقبلها"، في إشارة إلى المبادرات الدبلوماسية التي يتم تداولها مؤخرًا.  

تُعد هذه التصريحات تحولًا ملحوظًا في موقف زيلينسكي، الذي لطالما أكد رفضه التفاوض مع موسكو دون انسحاب القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية، وخاصةً من المناطق التي أعلنت روسيا ضمها، مثل دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون.  

لكن الضغوط العسكرية المستمرة، إلى جانب التحديات الاقتصادية والدعم الدولي المتذبذب، قد تكون دفعت زيلينسكي إلى إعادة النظر في استراتيجيته، خاصة مع تنامي الدعوات الأوروبية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة.  

لم يصدر رد رسمي حتى الآن من موسكو، لكن وسائل إعلام روسية وصفت تصريحات زيلينسكي بأنها "مناورة سياسية" تهدف إلى تحسين موقف كييف في المفاوضات المحتملة. وكانت روسيا قد أكدت مرارًا أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يعترف بضم المناطق الأربع التي أعلنتها جزءًا من أراضيها.  

على المستوى الدولي، تباينت ردود الفعل: الاتحاد الأوروبي رحّب بتصريحات زيلينسكي، معتبرًا أنها قد تفتح الباب أمام حل تفاوضي، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام السيادة الأوكرانية، والولايات المتحدة التزمت الحذر، حيث صرّح مسؤول في البيت الأبيض بأن واشنطن "تدعم أي مسار يحقق السلام العادل، لكن يجب أن يكون وفق شروط أوكرانيا وليس بإملاءات خارجية"، والصين، التي دعت مرارًا إلى حل تفاوضي، أشادت بتصريحات زيلينسكي، معتبرةً أنها "خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع".  

يرى المحللون أن خيار التفاوض قد يصبح أكثر واقعية في ظل استمرار الحرب دون تحقيق نصر حاسم لأي طرف، إلا أن مسألة التخلي عن المنصب تظل موضع شك، حيث لا توجد ضمانات بأن ذلك سيؤدي فعلًا إلى إنهاء النزاع.  

كما أن مستقبل أوكرانيا في المفاوضات قد يعتمد بشكل كبير على مدى دعم الحلفاء الغربيين، وما إذا كانت هناك ضغوط دولية على كييف وموسكو للجلوس إلى طاولة التفاوض.  

تصريحات زيلينسكي تعكس مرحلة حساسة في الحرب الأوكرانية، حيث بدأ النقاش يتجه نحو إمكانية الحلول الدبلوماسية بعد أكثر من عامين من الصراع. ومع ذلك، لا يزال المشهد ضبابيًا، ويبقى السؤال: هل سيتحقق السلام فعلًا عبر المفاوضات، أم أن الحرب ستستمر رغم التلميحات السياسية؟
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السلام في أوكرانيا المزيد

إقرأ أيضاً:

ترامب: المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا مستمرة.. والأمور تسير بشكل جيد

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،  إحراز تقدم فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل.

ترامب يشدد القيود: تعليق جزئي لطلبات الإقامة وسط تدقيق أمني صارمبعد إثارته لأزمة لدى إدارة ترامب.. كل ما لاتعرفه عن تطبيق سيجنالترامب: اختراق محادثاتي السرية وتسريبها في اليمن خللترامب يهاجم فنانة بسبب لوحة مشوهة تحمل صورته

وقال ترامب: "المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا مستمرة والأمور تسير بشكل جيد".

وأضاف ترامب: "على أوكرانيا وروسيا الجلوس معا وهناك دول أخرى تساعدنا على إنجاز الملف".

وأكمل ترامب: سنتمكن من التوصل لاتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا وهناك دول تساعدنا على مراقبته".

وفي سياق متصل، قال ترامب:" لم تكن هناك أي معلومات عن الضربات الأمريكية على الحوثيين في محادثات تطبيق سيجنال المسربة".

وأضاف : بعثنا برسالة لإيران بأن دعمها للحوثيين لا يمكن أن يستمر". 

مقالات مشابهة

  • اليوم.. ماكرون يستقبل زيلينسكي استعدادا لاجتماع باريس بشأن الأزمة في أوكرانيا
  • مبعوث ترامب للمهام الخاصة: الأسلحة النووية التي تخلت عنها كييف كانت ملكا لروسيا
  • بشأن البحر الأسود.. زيلينسكي يؤكد التزام كييف بالاتفاق
  • ترامب: المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا مستمرة.. والأمور تسير بشكل جيد
  • هيئة البث الأوكراني: وفد كييف في السعودية يلتقي بالفريق الأمريكي في الرياض
  • زيلينسكي: يجب إجبار روسيا على السلام والضغط عليها لحين استعادة الأمن
  • بدء المفاوضات الروسية الأميركية في الرياض لبحث أزمة أوكرانيا
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • مفاوضات في الرياض بين كييف وواشنطن لبحث هدنة أوكرانيا
  • زيلينسكي: روسيا شنت هجوما على أوكرانيا بـ 150 مسيرة