تحوّل في الموقف الأوكراني.. زيلينسكي: مستعد للتخلي عن منصبي من أجل السلام في أوكرانيا
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
في تصريح مفاجئ، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للتخلي عن منصبه إذا كان ذلك سيساهم في تحقيق السلام في أوكرانيا، مشددًا على أن بلاده يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من أي مفاوضات دولية لحل النزاع المستمر مع روسيا.
وقال زيلينسكي، خلال مؤتمر صحفي في كييف، إن "أي حل سلمي يجب أن يضمن سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية، وإذا كان استقالتي ستؤدي إلى إنهاء الحرب، فأنا مستعد للنظر في ذلك".
تُعد هذه التصريحات تحولًا ملحوظًا في موقف زيلينسكي، الذي لطالما أكد رفضه التفاوض مع موسكو دون انسحاب القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية، وخاصةً من المناطق التي أعلنت روسيا ضمها، مثل دونيتسك ولوغانسك وزابوروجيا وخيرسون.
لكن الضغوط العسكرية المستمرة، إلى جانب التحديات الاقتصادية والدعم الدولي المتذبذب، قد تكون دفعت زيلينسكي إلى إعادة النظر في استراتيجيته، خاصة مع تنامي الدعوات الأوروبية لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
لم يصدر رد رسمي حتى الآن من موسكو، لكن وسائل إعلام روسية وصفت تصريحات زيلينسكي بأنها "مناورة سياسية" تهدف إلى تحسين موقف كييف في المفاوضات المحتملة. وكانت روسيا قد أكدت مرارًا أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يعترف بضم المناطق الأربع التي أعلنتها جزءًا من أراضيها.
على المستوى الدولي، تباينت ردود الفعل: الاتحاد الأوروبي رحّب بتصريحات زيلينسكي، معتبرًا أنها قد تفتح الباب أمام حل تفاوضي، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة احترام السيادة الأوكرانية، والولايات المتحدة التزمت الحذر، حيث صرّح مسؤول في البيت الأبيض بأن واشنطن "تدعم أي مسار يحقق السلام العادل، لكن يجب أن يكون وفق شروط أوكرانيا وليس بإملاءات خارجية"، والصين، التي دعت مرارًا إلى حل تفاوضي، أشادت بتصريحات زيلينسكي، معتبرةً أنها "خطوة إيجابية نحو إنهاء الصراع".
يرى المحللون أن خيار التفاوض قد يصبح أكثر واقعية في ظل استمرار الحرب دون تحقيق نصر حاسم لأي طرف، إلا أن مسألة التخلي عن المنصب تظل موضع شك، حيث لا توجد ضمانات بأن ذلك سيؤدي فعلًا إلى إنهاء النزاع.
كما أن مستقبل أوكرانيا في المفاوضات قد يعتمد بشكل كبير على مدى دعم الحلفاء الغربيين، وما إذا كانت هناك ضغوط دولية على كييف وموسكو للجلوس إلى طاولة التفاوض.
تصريحات زيلينسكي تعكس مرحلة حساسة في الحرب الأوكرانية، حيث بدأ النقاش يتجه نحو إمكانية الحلول الدبلوماسية بعد أكثر من عامين من الصراع. ومع ذلك، لا يزال المشهد ضبابيًا، ويبقى السؤال: هل سيتحقق السلام فعلًا عبر المفاوضات، أم أن الحرب ستستمر رغم التلميحات السياسية؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السلام في أوكرانيا المزيد
إقرأ أيضاً:
الكرملين: السلام يحتاج إلى وقت وننتظر إشارات كييف
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، أمس، أن روسيا تتوقع أن تُثمر الجهود الأميركية في عملية السلام مع أوكرانيا، مؤكداً دعم الرئيس فلاديمير بوتين لمبادرة الهدنة، لكنه أشار إلى أن هناك «تفاصيل دقيقة» تُصعب إحراز التقدم بالسرعة التي تريدها واشنطن.
وأضاف بيسكوف: «ما زلنا نأمل أن تكلل جهود الولايات المتحدة بالنجاح، وأن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لهذه العملية»، مشدداً على أن إجراء اتصال مباشر بين الرئيسين الروسي والأميركي دونالد ترامب «سيتم عند الحاجة».
ولفت بيسكوف إلى أن القيادة في موسكو، ترى أن السلطات في واشنطن تعول على نجاح سريع في عملية السلام في أوكرانيا، لكن يجب تسوية جميع التفاصيل، مضيفاً «نتفهم رغبة واشنطن في تحقيق نجاح سريع في هذه العملية، لكننا في الوقت نفسه، نأمل في إدراك أن تسوية الأزمة الأوكرانية معقدة للغاية ولا يمكن حلها بين عشية وضحاها».
التصريحات الروسية تأتي في أعقاب تعليقات ترامب في تقييم الأيام الـ 100 الأولى من ولايته الثانية، ووعوده لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.
وأكد بيسكوف، أن بوتين «لا يزال منفتحاً» على الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو «لم تسمع أي رد فعل من كييف».
وقال: «يجب أن تُبرم اتفاقية سلام مع أوكرانيا، وليس مع أميركا، أميركا تحاول التوسط، ونحن ممتنون على هذه الجهود الحثيثة».
بدوره، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام في أوكرانيا، وذلك بعد أيام قليلة من تشكيكه بنوايا نظيره الروسي. وردّاً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أنّ بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا، قال ترامب «أعتقد ذلك».
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، أمس، أن أوكرانيا منفتحة على محادثات سلام بأي صيغة ممكنة بمجرد أن تتأكد كييف من أن موسكو على استعداد فعلاً للمضي قدماً في مسار السلام الصعب.
من ناحية أخرى، تبادلت روسيا وأوكرانيا القصف بالمسيرات الليلة الماضية وبدا القصف الروسي مكثفاً وأسفر عن قتيل و39 جريحاً في منطقتي دنيبرو وخاركيف الأوكرانيتين، بينما سقط 3 جرحى على الجانب الروسي بقصف أوكراني، وأعلنت موسكو إسقاط 34 مسيرة أوكرانية.
إلى ذلك، أكد نائب المتحدث باسم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، فرحان حق، دعم الأمم المتحدة للجهود التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنجاح محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، ووقف العمليات العسكرية التي تسببت في خسائر إنسانية غير مسبوقة.
وقال فرحان، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الأمم المتحدة تشجع كل الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الممتدة لأكثر من 3 سنوات، وذلك بما يتماشى مع ميثاقها وقراراتها ذات الصلة.
وحذر من خطورة تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، جراء التصعيد العسكري المتواصل خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب التقديرات الأممية والدولية، فإن نحو 13 مليون شخص في أوكرانيا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بعدما أُجبر أكثر من 10 ملايين أوكراني على الفرار من منازلهم، من بينهم 3.7 مليون نازح داخلياً.