أميرة رسلان: الوفاء بالوعد من علامات التقوى
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
أكدت أميرة رسلان، الداعية الإسلامية، أن الوفاء بالوعد ليس مجرد خلق حسن، بل هو ميثاق أخلاقي وديني يجب الالتزام به، مشيرة إلى أن الحر الحقيقي هو من يحافظ على كلمته مهما كانت الظروف.
وأوضحت الداعية الإسلامية، خلال تصريح، أن الوعد ليس مجرد كلمة تُقال، بل هو أمانة يتحملها الإنسان أمام الله، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين﴾ (آل عمران: 76).
وأضافت أن كل مرة يفي الإنسان بوعده، فإنه يقترب خطوة من رضا الله، مؤكدًة أن أهل التقوى هم أهل الوفاء وأهل محبة الله.
وشددت على التحلي بهذه الصفة الكريمة، وجعل الوفاء بالوعد منهجًا ثابتًا في حياتهم، لما له من أثر طيب على المجتمع وترابطه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رضا الله الوفاء بالوعد أمانة خلق حسن ميثاق أخلاقي المزيد
إقرأ أيضاً:
مراسم تشييع شهيدي الإسلام والإنسانية: إباء وشموخ في وداع القادة
يمانيون../
في يومٍ تاريخيٍ لم تشهد العاصمة اللبنانية بيروت مثيلاً له من قبل، اجتمعت قلوب الملايين لتوديع رمزين من رموز المقاومة والإنسانية، السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في مراسم تشييع مهيبة حملت في طياتها مشاعرَ إنسانيةً عميقةً، وإباءً وشموخاً يعكسان عظمة الراحلين وإرثهما الخالد.
منذ ساعات الصباح الباكر، امتلأت شوارع بيروت وساحاتها بحشود غفيرة، جاءت من مختلف أنحاء لبنان والعالم العربي والإسلامي، حاملةً في قلوبها الحزنَ والوفاء، وفي عيونها الدموعَ التي لم تمنعها من أن ترفع رؤوسها بإباء.
كانت الأجواء مفعمةً بالمشاعر الإنسانية التي تجاوزت الحدود الجغرافية والسياسية، لتؤكد أن الراحلين لم يكونا مجرد قائدين سياسيين، بل كانا رمزين للكرامة والمقاومة والإنسانية.
لم تكن الحشود التي توافقت إلى المدينة الرياضية في بيروت مجرد أعدادٍ كبيرة، بل كانت تعبيراً صادقاً عن الحب والوفاء لقائدين قدّما كلّ شيء في سبيل قضيةٍ آمنَا بها.
رفع المشاركون صور الشهيدين، وأعلام حزب الله، وأعلام اليمن والعراق، في مشهدٍ مهيبٍ يعكس وحدة الأمة في مواجهة التحديات. كانت الدموع تسيل، لكن الأيدي كانت ترفع الرؤوس بإصرار، وكأنها تقول للعالم: “إننا لن ننحني، ولن ننسى”.
في كلمةٍ مؤثرةٍ ألقاها ممثل قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، عبر السيد مجتبى الحسيني، تم التأكيد على أن روح الشهيدين ونهجهما سيظلان مناراً يضيء درب الأجيال القادمة. قال السيد خامنئي: “فليعلم العدو أن المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”. هذه الكلمات لم تكن مجرد تعزية، بل كانت تأكيداً على أن إرث الشهيدين سيظل حياً في قلوب المؤمنين بالحرية والعدالة.
لم تخلُ المراسم من لمساتٍ إنسانيةٍ عميقة، حيث ألقى الشاعر اليمني معاذ الجنيد قصيدةً شعريةً رثاءً للشهيدين، ختمها بكلماتٍ تحمل في طياتها الأمل والإصرار: “لا لن يموت ففيه القدس موعود.. إن هدنا الحزن فالرحمن ملجأنا.. وظهرنا بابن بدر الدين مسنود”. هذه الكلمات لم تكن مجرد أبيات شعر، بل كانت تعبيراً عن روح الأمة التي ترفض الانكسار، وتؤمن بأن الشهداء أحياءٌ عند ربهم يرزقون.
وسط أجواءٍ من الحزن والوفاء، دخل نعشا الشهيدين إلى ساحة التشييع، محمولين على آليةٍ خاصة، وسُجيا بعلم حزب الله، في مشهدٍ يعكس الإباء والشموخ الذي عُرف به الراحلان. لم تكن مراسم التشييع مجرد وداعٍ لجسدين، بل كانت تأكيداً على أن أفكار الشهيدين ومسيرتهما ستظلان خالدتين، تسيران على درب المقاومة حتى تحقيق النصر.
مراسم تشييع السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين لم تكن مجرد حدثٍ عابر، بل كانت درساً في الإنسانية والإباء. لقد أثبتت هذه المراسم أن القيم التي آمن بها الراحلان، من مقاومة الظلم والدفاع عن المظلومين، هي قيمٌ خالدةٌ تتجاوز الزمان والمكان. وفي وداع الشهيدين، نرفع رؤوسنا بإباء، ونقول: “إنكم أحياءٌ في قلوبنا، وسيظل نهجكم شمعةً تضيء دربنا نحو الحرية والكرامة”.
محمد الأسدي – المسيرة