نتنياهو: يجب أن يكون الجنوب السوري منزوع السلاح بالكامل
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
في خطوة تعكس تصاعد التوترات الإقليمية، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الجنوب السوري يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل، مشيرًا إلى أن وجود القوات المسلحة والمجموعات المدعومة من إيران في تلك المنطقة يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل.
وأضاف نتنياهو، خلال اجتماع حكومي رفيع المستوى، أن إسرائيل "لن تقبل بأي وجود عسكري أو بنية تحتية تابعة لإيران أو حزب الله في الجنوب السوري"، معتبرًا أن هذه المسألة تمثّل خطًا أحمر بالنسبة لحكومته.
يأتي هذا التصريح في وقت تتزايد فيه الضربات الجوية الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا، حيث تستهدف تل أبيب، وفق تصريحاتها، مستودعات أسلحة ومنشآت عسكرية تستخدمها إيران لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان. وترى إسرائيل أن التموضع الإيراني في سوريا، وخاصةً في الجنوب المتاخم للجولان المحتل، يشكّل تهديدًا استراتيجيًا طويل الأمد.
في المقابل، نددت الحكومة السورية بهذه التصريحات، معتبرةً إياها "تدخلًا سافرًا في الشؤون الداخلية" وانتهاكًا لسيادة الدولة السورية.
كما أكدت دمشق أنها تحتفظ بحقها في الرد على أي "عدوان إسرائيلي جديد"، مشيرةً إلى أن وجود قواتها العسكرية في الجنوب السوري هو شأن سيادي بحت.
على الصعيد الدولي، التزمت روسيا الصمت رسميًا، لكنها في السابق لعبت دور الوسيط بين إسرائيل والنظام السوري، خاصة في الاتفاقيات غير المعلنة بشأن انتشار القوات قرب الحدود مع الجولان المحتل. وكانت موسكو قد أشرفت على إعادة انتشار بعض القوات السورية عام 2018 بناءً على تفاهمات أمنية غير معلنة مع تل أبيب.
أما واشنطن، فقد أيدت ضمنيًا موقف إسرائيل، حيث صرّح مسؤول في الخارجية الأمريكية بأن "الولايات المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، دون الإشارة بشكل مباشر إلى مسألة نزع السلاح في الجنوب السوري.
في المقابل، أبدت إيران رفضها القاطع لهذه التصريحات، معتبرةً أن وجودها في سوريا "شرعي" ويأتي بطلب من الحكومة السورية، محذرةً إسرائيل من "مغامرات عسكرية قد تؤدي إلى رد قاسٍ".
يرى محللون أن تصريحات نتنياهو تعكس استراتيجية إسرائيلية جديدة تهدف إلى فرض واقع أمني معين في الجنوب السوري، قد يتضمن مزيدًا من العمليات العسكرية أو تفاهمات دبلوماسية سرية بوساطة دولية. كما أن هذه التصريحات قد تكون مرتبطة بتطورات داخلية في إسرائيل، حيث يواجه نتنياهو تحديات سياسية وقضائية قد تدفعه إلى تبني خطاب متشدد لتعزيز موقفه الداخلي.
يبقى الجنوب السوري نقطة توتر مستمرة، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية، مما يجعل سيناريو التصعيد العسكري واردًا، خاصةً مع استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية والتصريحات المتشددة من الطرفين. ويبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه التوترات إلى مواجهة مباشرة، أم أن الدبلوماسية ستنجح في احتواء الأزمة؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الجنوب السوري المزيد فی الجنوب السوری
إقرأ أيضاً:
بعد زيارة نتنياهو الفاشلة للبيت الأبيض.. ذعر في إسرائيل من قرارات ترامب
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو تشهد حالة من الترقب والقلق ومخاوف كبرى، في ضوء التحركات السياسية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإبرام اتفاق مع إيران.
وتابعت أنه من المتوقع ألا يراعي الاتفاق الأمريكي الإيراني النووي مصالح إسرائيل أو يعالج مخاوفها بينما لا تزال المفاوضات جارية، لا تملك إسرائيل في الوقت الراهن إلا الانتظار، في ظل أمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أن تفشل هذه المحادثات.
رجل المهام المتعددة
وأضافت الصحيفة أن نصف مشكلات العالم تتركز الآن على عاتق رجل واحد هو ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، الذي يجد نفسه مكلفًا في الوقت نفسه بمحاولة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، واتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس إلى جانب سعيه لوضع حد للحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وأشارت إلى أن ويتكوف، الذي كان يعمل سابقًا في مجال العقارات والمحاماة قبل أن يتحول فجأة إلى دبلوماسي يتعامل مع أكثر الملفات تعقيدًا في العالم، يجد نفسه يقاتل على جبهات متعددة، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي تقويض الاقتصاد الأمريكي، والتفاخر بانتصاراته في رياضة الغولف، إلى جانب اتخاذ قرارات متخبطة لا يمكن التنبؤ بها.
فراغ إداري داخل الإدارة الأمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدة من أكبر المشكلات التي يواجهها ويتكوف، أن التغيير الأخير في الإدارة الأمريكية في يناير، وما تبعه من موجات إقالات واسعة، أديا إلى ترك الإدارة الجديدة بدون ما يكفي من الخبراء في الملفات المعقدة التي تحتاج إلى معرفة مهنية عميقة وذاكرة تنظيمية متراكمة.
وأوضحت أنه بسبب رغبة ترامب الجامحة في التخلص من الجنرالات والدبلوماسيين بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، بات محاطًا بعدد محدود من المسؤولين رفيعي المستوى، في وقت بقيت فيه عشرات المناصب الحساسة شاغرة، وهو ما يثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشكل خاص، في ظل المحادثات الجارية بشأن الملفين الإيراني والغزي.
زيارة فاشلة لنتنياهو وقلق إسرائيلي متصاعد
وتابعت الصحيفة أنه بعد مرور أسبوع على الزيارة العاجلة التي أجراها نتنياهو من بودابست إلى واشنطن، بات واضحًا أن الزيارة لم تحقق أهدافها. فقد استدعى ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي في ظل سياسة الرسوم الجمركية الجديدة التي يطبقها، وحاجته لإظهار قادة الدول الحليفة لواشنطن وهم يتذللون أمامه.
وأمام عدسات الصحفيين، أعلن ترامب وبحضور نتنياهو قراره بفتح مفاوضات مباشرة، أو شبه مباشرة، مع الإيرانيين في سلطنة عمان.
وبعد عودته إلى إسرائيل، لم يجد نتنياهو سوى محاولة تلميع الأمور من خلال التأكيد على أن العلاقات بين البلدين لا تزال جيدة كما كانت، والادعاء بأن ترامب في طريقه لإجبار إيران على توقيع اتفاق نووي سيؤدي إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، كما فعلت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش مع ليبيا في عام 2003، في ظل الغزو الأمريكي للعراق.
وأكدت الصحيفة أن الواقع مخالف تمامًا لما قاله نتنياهو، حيث يتطلع ترامب إلى إبرام اتفاق مع إيران، وأعطى التعليمات لويتكوف ببذل الجهد من أجل تحقيق هذا الهدف، ويبدو أن التطورات المقبلة ستتوقف بدرجة كبيرة على قدرة واشنطن وطهران على التوصل إلى تفاهمات، وليس على اعتراضات الحكومة الإسرائيلية.