سلطت صحيفة "إل باييس" الضوء على الأزمة غير المسبوقة التي يواجهها سوق السيارات الروسية، في ظل تراكم نحو 700 ألف سيارة جديدة في المستودعات دون أن تجد طريقها إلى المشترين، ما يعكس انهيار فقاعة الاستهلاك في البلاد.

وبحسب الصحيفة، يعزى هذا التراجع الحاد في الطلب إلى الارتفاع الكبير في معدلات التضخم وأسعار الفائدة، وهي تداعيات مباشرة للحرب، الأمر الذي دفع الخبراء إلى التنبؤ بانخفاض كبير في مبيعات السيارات خلال العام الجاري.



وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تحذيرات البنك المركزي الروسي على مدى العامين الماضيين بشأن التوسع المفرط في الاقتصاد بسبب الإنفاق العسكري لم تمنع وكلاء السيارات والمصنّعين من مواجهة هذا التراجع الحاد في الاستهلاك دون استعداد كافٍ.



ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر في السوق، ارتفع عدد السيارات غير المباعة في المستودعات بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، حيث تشكّل السيارات المنتجة محليًا نصف هذا المخزون، بينما يعود معظم النصف الآخر إلى المركبات الصينية، التي فرضت هيمنتها على السوق الروسية بعد انسحاب العلامات التجارية الغربية نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

فقاعة السيارات الصينية
وذكرت الصحيفة أن تقديرات شركة الاستشارات "أفتوستات" تشير إلى أن عدد السيارات غير المباعة يبلغ نحو 600,000 وحدة، إلا أن تقديراتها تختلف عن تلك التي قدمتها "آر بي كا" التي ترى أن 400,000 من هذه السيارات هي صينية، بينما لا يتجاوز عدد السيارات الروسية 100,000 وحدة. ومع ذلك، تتفق جميع التحليلات على أن عام 2024 شهد فقاعة ضخمة نتيجة الإغراق الصيني للسوق الروسية بالسيارات.

وبحسب جمعية وكلاء السيارات الروسية، بلغت مبيعات السيارات الجديدة في السنة الماضية 1.69 مليون وحدة، مسجلة زيادة بنسبة 46 بالمئة مقارنة بالسنة التي سبقتها، حيث شكّلت السيارات الصينية 962,000 وحدة من هذا الرقم.



وأشارت الصحيفة إلى أن المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه الطفرة لم تكن مؤشراً على انتعاش اقتصادي، بل كانت مدفوعة بمخاوف المستهلكين من تفاقم الأزمة الاقتصادية. ويؤكد فاسيلي سين، مدير قسم التحليل في شركة "إيه إس إم إل" القابضة المتخصصة في قطاع السيارات، أن "الارتفاع في المبيعات خلال عام 2024 مرتبط بزيادة رسوم إعادة التدوير التي ستدخل حيز التنفيذ في 2025، إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة على القروض، ما دفع الكثيرين إلى شراء السيارات قبل أن تصبح أكثر كلفة".

غير أن هذه الطفرة لم تدم طويلاً، إذ تتوقع شركة "إيه إس إم إل" القابضة أن تشهد مبيعات السيارات انخفاضًا بنسبة 20 بالمئة خلال 2025، بينما تتوقع شركة "أفتوستات" تراجع الطلب بنسبة 10 بالمئة ليصل إجمالي المبيعات إلى 1.4 مليون وحدة فقط. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية، يبدو أن قطاع السيارات في روسيا مقبل على تحديات كبرى في السنوات المقبلة.

معارض السيارات الروسية في مأزق
وأفادت الصحيفة بأن معارض السيارات في روسيا تواجه أزمة خانقة، حيث تجد نفسها في مأزق مالي يعوق قدرتها على تقديم خصومات لتصريف المخزون. ووفقاً لجمعية وكلاء السيارات، لا يتجاوز هامش ربح الموزعين 5 بالمئة من سعر البيع، ما يحدّ من قدرتهم على خفض الأسعار. كما أن معظم السيارات المستوردة وصلت في الصيف، عندما كان سعر الدولار 85 روبلاً، قبل أن يتراجع لاحقاً إلى 100 روبل، مما زاد من تفاقم الخسائر.

ولا تقتصر الأزمة على وكلاء السيارات فقط، بل تفاقمت بسبب السياسات الحكومية. فقد رفع الكرملين الرسوم الجمركية لإعادة التدوير على السيارات المستوردة، وهي ضريبة تأخذ في الاعتبار تكاليف التخلص من السيارة مستقبلاً وفقاً للمعايير البيئية، بهدف دعم الصناعة المحلية. وفي الوقت نفسه، رفع البنك المركزي الروسي سعر الفائدة إلى 21 بالمئة لكبح التضخم والسيطرة على اقتصاد متأثر بتداعيات الحرب.



وفي هذا السياق، حذّر المحلل يفغيني كوشيليف خلال منتدى متخصص بأن "الرهان على انخفاض سريع لأسعار الفائدة غير واقعي"، مشيراً إلى أن البنك يتوقع بقاء الفائدة عند 17 بالمئة هذه السنة، بينما سيواصل الروبل تراجعه ليصل إلى 110-120 روبلاً لكل دولار.

اقتصاد الحرب يرهق المستهلكين
وبيّنت الصحيفة أنه في ظل تركيز الاقتصاد الروسي على تمويل الجيش والصناعات الدفاعية، تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين بشكل حاد نتيجة التضخم. وتشير التقديرات إلى أن متوسط سعر السيارة الجديدة تجاوز ثلاثة ملايين روبل (29,500 يورو)، في حين أن نصف السكان يتقاضون ما بين 35,000 و84,000 روبل شهرياً (344 إلى 826 يورو)، بينما يحصل ربع السكان على رواتب أقل من ذلك.

ورغم هيمنة السيارات الصينية على السوق بعد خروج الشركات الغربية، إلا أن الطلب عليها بدأ بالتراجع، وفقاً لاستشارات السوق وجمعيات وكلاء السيارات. وتشير الإحصاءات إلى أن السيارات الأكثر مبيعاً هي الطرازات الروسية، مثل لادا جرانتا (بين 7,000 و10,000 يورو) ولادا فيستا (حتى 15,000 يورو)، تليها الطرازات الصينية مثل هافال، خاصة موديل جوليون، وشيري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي السيارات روسيا الحرب روسيا ركود الحرب السيارات المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیارات الروسیة وکلاء السیارات إلى أن

إقرأ أيضاً:

زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب جزر سليمان

وكالات

ضرب زلزال بلغت قوته 5.6 درجات على مقياس ريختر اليوم، جزر سليمان بالمحيط الهادئ.

وأوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن مركز الزلزال كان على بعد 127 كيلومترًا غرب “جيزو”، وعلى عمق 59.3 كيلومترًا.

ولم ترد حتى الآن تقارير عن وقوع أضرار مادية أو بشرية جراء الزلزال.

مقالات مشابهة

  • أخبار السيارات| أغلى سيارة لامبورجيني جالاردو Etna.. مواصفات سيتروين C3 اير كروس 2025
  • لنقي: اجتماعات القاهرة شارك فيها وكلاء عن النواب والشيوخ والمخابرات المصرية
  • زلزال بقوة 5.6 درجات يضرب جزر سليمان
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • أخبار السيارات| انطلاق أول «سيارة طائرة» تتحدى الزحام.. وBMW كسر زيرو بأقل من 740 ألف جنيه
  • ما هي المعادن الأرضية المهمة في أوكرانيا التي يريدها ترامب ؟.. تفاصيل
  • إعلامي: اليمن ستظل عالقة في الصراعات بينما ينعم العالم بالسلام!
  • حكايات عالقة بالأذهان لأطفال قتلهم الاحتلال بغزة؟
  • زلزال بقوة 4.3 ريختر يضرب الفلبين