عربي21:
2025-02-23@20:18:35 GMT

رسالة إلى السيد عبد الملك الحوثي

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

أكتب إليكم اليوم لا لأحملّكم ذنبا، ولا لألقي بظلال الماضي على حاضركم، بل لأتحدث عن الزميل المعتقل في سجون صنعاء محمد المياحي، ذلك الإنسان الذي اختلفت السلطات مع حروفه ورأتها خطأ يجرح اليقين، لكن أليس هذا هو الإرث الإنساني الذي ورثناه؟ أن نخطئ ونصيب، ونحاسب بالعدل لا بالسطوة؟

نعلم أن الرأي المخالف جمرة تحرق يد من يمسكها، لكن الإمام عليا -عليه السلام- علمنا أن "الناس عدّوا ما أخطأوا، وأعانوا على ما اجترحوا".

فإذا كان المياحي قد اجترح خطأ -بحسب السلطات - فهل يعاقب بالحديد أم يعان بالحكمة؟ أليس الأجدر بنا أن نذكر أنفسنا بأن أنصار الله نفسهم عانوا مرارة السجون ذات يوم لأن حروفهم أزعجت سلطة رأت في الصوت المختلف "عدوا"؟

المياحي مواطن يمني قبل أن يكون ناقدا، وابن لهذا التراب قبل أن يكون رأيا. أليس من حق الوطن أن يجمع أبناءه -حتى المختلفين- تحت سقف العدالة التي تعتذر قبل أن تعاقب؟

صنعاء يا سيدي ليست شوارع ترصف بالأسفلت، ولا أبراجا تتحدى السحاب، إنها "الجامع الكبير" الذي تتعانق تحت قبته أرواح الأئمة والشعراء، والمقاومين والمتصوفين، هي الذاكرة التي تحمي اليمن من أن يضيع في متاهات التقسيم. فكيف نحولها -ونحن ندعي الدفاع عنها- إلى سجن كبير يسجن أبناءها بحجج "الخيانة" و"الاختلاف"؟

نعلم أن الأعداء ينسجون حولها شباكا من نار، ويريدونها أن تسقط كي يقولوا: "انظروا.. حتى صنعاء لم تسلم!". لكن صنعاء التي صمدت ألف عام أمام غزوات الأعادي، لن يكسرها اليوم إلا شيء واحد: أن ننسى أنها "مظلة الجميع". فهل نسلمهم النصر المجاني بأن نفرغها من معناها، ونحولها إلى قلعة للطائفة الواحدة، أو الحزب الواحد؟

العدل الحقيقي ليس في أن نصدق كل ما يكتبه الآخر، بل في أن نعطيه فرصة. والعفو ليس اعترافا بضعف الموقف، بل إعلاء لقيمة الإنسان على تفاصيل الخلاف. هل نخشى -حقا- من حروف تكتب في زاوية ما؟

اليوم، بينما ينتظر المياحي خلف القضبان، يذكرنا بأن اليمن الذي حاربنا من أجله لا يسع الجميع إلا إذا غلبنا "الإنسان" على "التهمة"، و"المواطن" على "الخلاف". فهل نريد أن يروي التاريخ أنا انتصرنا على الخصوم وخسرنا الإنسان؟

محمد المياحي لم يكن يوما في خندق من حاربكم بالسلاح، أليس الأجدر بنا، ونحن نمسك بمفاتيح السجون، أن نتذكر الإمام عليا -عليه السلام- حين قال: "إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه"؟ فالعفو ليس تنازلا، بل اعتراف بأن القوة الحقيقية هي التي تسمو فوق الانتقام.

نعلم أن قرار الإفراج عن إنسان هو اختبار لرحابة السلطة قبل اختبار لبراءة السجين. اليوم، وأنتم تواجهون أعتى التحديات، أليس من الحكمة أن تعلنوا للعالم أن صنعاء -قلب اليمن النابض- قادرة أن تحتضن أبناءها؟

الإمام علي -عليه السلام- يقول: "العفو تثبته القدرة، والحلم يدركه العقل" فامنحونا، كيمنيين، دليلا على أن ثورتكم ولدت لتحرير الإنسان، لا لتسليط عليه سياط التحريض.

أطلقوا سراح المياحي.. اليمن يستحق أن نجرب معه لغة جديدة: لغة تبدأ بالإفراج عن السجين السياسي، وتنتهي بتحرير الوطن من ثقافة السجون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات سجون محمد المياحي اليمن اليمن اعتقال سجون الحوثي محمد المياحي مدونات مدونات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

عبد الواحد السيد يوجه رسالة نارية: «وضعت مصلحة الزمالك فوق كل اعتبار»

وجه عبد الواحد السيد مدير الكرة بنادي الزمالك رسالة إلى جماهير القلعة البيضاء، اليوم الأحد، وذلك بعد الهجوم الذي تعرض له في الفترة الماضية.

وكتب عبد الواحد السيد عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك":

في البداية ترددت كثيرًا قبل الحديث، ليس خوفًا من شئ بقدر حرصي على فرض حالة الإستقرار على فريق الزمالك في هذه المرحلة لتعديل المسار خاصة قبل مباراة القمة.

أسهل شئ هو "القفز من المركب" والتخلي عن كم الضغوط التي أتعرض لها وما يقال في حقي من البعض وذكر أسمي في أزمات لا علاقة لي بها، وكان لدي القدرة على الرد لكن فضلت الصمت نهائيًا.. ووضعت مصلحة الزمالك فوق كل اعتبار.

لا أدعي المثالية، ولكن حين توليت مهمة مدير الكرة لأول مرة في مسيرتي بعدما كنت حارسًا للزمالك ودافعت عن ألوانه وحققت 17 بطولة كلاعب، ومدافعًا عنه في الإعلام في قناة الزمالك، وعملت في فترة هى الأصعب وهى الفترة الانتقالية بين مجلسين إدارة للنادي، وتحملت المسئولية كاملة للحفاظ على فريق الكرة واللاعبين الذين كانوا لا يعرفون مصيرهم في هذا التوقيت، لكن حق الزمالك علي والواجب علي تجاه الزمالك جعلني أقدم كل ما لدي من مجهود.

الانتقاد وصل لمرحلة انني لا أهاجم الحكام في المباريات، وهذه الطريقة من الممكن أن تأتي بنتائج عكسية وتتسبب في توتر الحالة العامة للفريق، ودائمًا أنفذ طريقة معينة لمحاولة الحفاظ على حقوق الزمالك في هذه الجزئية.. "بعيدًا عن الكاميرات والشو والانفعال على الدكة".. وارد أن يكون هذا الصواب ووارد أن أخطئ ووارد أن أسير عكس التيار وما يريده البعض، لكن في النهاية مصلحتي أولًا وأخيرًا نادي الزمالك.

علاقتي باللاعبين ممتدة لحل كل ما يواجههم من مشاكل وأكون قريبًا منهم بقدر استطعتي، وفي النهاية لا أسعى لكسب الود بقدر رغبتي في تحقيق الحد الأدنى من العدالة وتطبيق النظام داخل الفريق.

أحيانا العواطف تسبق القرارات لكن أضع دائما مصلحة الزمالك قبل مصلحة أي لاعب، وأحرص دائما على معرفة ردود الأفعال والمناقشة مع من هم أهل للثقة قبل اتخاذ بعض القرارات فالطبيعي أن لا أكون دائما على صواب.

خروج البعض قبل مباراة القمة "ورمي كلام مغلوط عني" سهل أن أرد عليه ولكن من نابع المسئولية والمكانة التي أتواجد فيها لخدمة النادي الذي تربيت بين جدرانه، يدفعني للصمت وأن أسير لخدمة النادي.

من السهل الحديث عن الكواليس ورحيل مدرب ولكن لن أقبل أن يكون الزمالك مادة إعلامية ممتعة للمشاهد، كيان النادي أكبر من ذلك بكثير.

في المجمل الحمدلله راضي بنسبة كبيرة عن أدائي في مهام عملي ولا أريد أن أتحدث عن كل ما فعلته في العلن لأنه في النهاية واجبي، وأقدر موقف الجماهير سواء في دعمها أو غضبها، لكنني لم أنسى أبدًا فضلهم والدعم ووقفتهم معي في موقف الإمارات السابق يجعلني أتحمل أي شئ من أجلهم.

أكرر لا أدعي المسئولية ولكن أؤكد أنه لو هناك أي وقت قصرت فيه فأعتذر عنه سواء للجماهير أو اللاعبين أو الجهاز الفني أو مجلس الإدارة، ورضائي عن نفسي يجعلني أؤكد للجماهير أن الفترة المقبلة أعدهم أننا سنعود أقوى ولن نستسلم في هذا الموسم الصعب الذي نرى فيه أشياء فوق توقعاتنا.

أخيرًا.. أنا مستمر في مكاني وسأواصل تحمل المسئولية بكل ما لدي من قدرة، فلم أعتاد الهروب يومًا من المسئولية سواء كلاعب أو كمسئول وسيظل هدفي دائمًا تواجد الزمالك في المكانة التي يستحقها وحصد البطولات.. ويظل الزمالك أقوى بجماهيره.

عاش نادي الزمالك.. وعاش بجماهيره العظيمة

عبد الواحد السيد مدير الكرة بنادي الزمالك

مقالات مشابهة

  • عبد الواحد السيد يوجه رسالة نارية: «وضعت مصلحة الزمالك فوق كل اعتبار»
  • أبناء اليمن يؤدون صلاة الغائب على روحي شهيدي الأمة والإنسانية نصر الله وصفي الدين
  • حشود يمانية في صنعاء تأبيناً لشهيدي الأمة السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين
  • كيف يعمل النظام الانتخابي في ألمانيا؟ وما أبرز التعديلات الجديدة التي طرأت عليه هذا العام؟
  • وقف المساعدات الأميركية يضاعف الأزمة الإنسانية في اليمن
  • وردنا للتو.. صنعاء تدشن العمل بهذا القانون الجديد لأول مرة في تاريخ اليمن
  • بعد النجاحات التي حققها.. العربي الأوربي لحقوق الإنسان يتحصل على صفة «مراقب»
  • جماعة الحوثي تعلن مغادرة وفدها مطار صنعاء للمشاركة في مراسم تشييع حسن نصر الله
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟