حول تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
الجديد برس| بقلم – أنيس منصور|
في الآونة الأخيرة، أثير جدل واسع حول قرار تسليم مطار سقطرى، أحد المرافق السيادية في أرخبيل سقطرى اليمني، إلى شركة “المثلث الشرقي” الإماراتية. هذا القرار، الذي يُزعم أنه صدر بتوجيهات من وزير النقل في حكومة الرئاسي، عبدالسلام حميد، وبموافقة محافظ سقطرى، رأفت الثقلي، أثار تساؤلات حول شرعيته، دوافعه، وطبيعة الشركة المستلمة.
تشير المعلومات المتداولة إلى أن تسليم مطار سقطرى تم خلال الأيام الأخيرة من فبراير 2025، بموجب مذكرة رسمية تحمل توقيع وزير النقل عبدالسلام حميد، وهو شخصية بارزة تُعتبر مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
المذكرة، التي لم يتم نشرها في النشرة الرسمية أو على المواقع الحكومية الرسمية لوزارة النقل أو مجلس الوزراء، تفتقر إلى إقرار من جهات عليا أخرى ذات صلة، مثل البرلمان أو رئاسة الجمهورية، مما يثير شكوكًا حول قانونيتها.
كما أُشير إلى أن الشركة الإماراتية “المثلث الشرقي القابضة”، التي يديرها الضابط الإماراتي سعيد الكعبي، قد تولت إدارة المطار، بالإضافة إلى منافذ أخرى في الجزيرة، في خطوة تُعتبر امتدادًا لنفوذ أبوظبي في سقطرى.
أعلن موظفو مطار سقطرى رفضهم القاطع لهذا القرار، معتبرين أن المطار مرفق سيادي لا يجوز خصخصته أو تسليمه لجهة أجنبية. وقد نفذوا وقفة احتجاجية في 20 فبراير 2025 أمام المطار، مطالبين بإلغاء القرار والحفاظ على السيادة الوطنية.
كما أعرب المحتجون عن مخاوفهم من استبدالهم بموظفين جدد تابعين للشركة الإماراتية، مما يعزز الانطباع بأن الهدف هو تعزيز السيطرة الإماراتية على الجزيرة بشكل كامل.
هوية شركة “المثلث الشرقي”
تُعتبر شركة “المثلث الشرقي” كيانًا غامضًا إلى حد كبير. على الرغم من أنها تُقدم نفسها كشركة قابضة، إلا أن هناك غيابًا ملحوظًا لمعلومات رسمية عن نشاطها الفعلي. لا تمتلك الشركة موقعًا إلكترونيًا، ولا تتوفر تفاصيل واضحة حول مشاريعها خارج سقطرى. يُشار إلى أنها تُشرف على مشاريع متنوعة في الجزيرة، مثل إصلاح الطرق وتوفير الكهرباء، إلى جانب شراء أراضٍ في المحميات الطبيعية. إدارتها من قبل ضابط إماراتي، سعيد الكعبي، يثير تكهنات بأنها قد تكون واجهة لأنشطة عسكرية أو مخابراتية، وليست شركة تجارية أو تطويرية بالمعنى التقليدي.
السياق التاريخي والاستراتيجي
لم تكن هذه الخطوة مفاجئة بالنظر إلى تاريخ النفوذ الإماراتي في سقطرى. منذ عام 2015، سعت الإمارات إلى تعزيز وجودها في الجزيرة الاستراتيجية، التي تطل على المحيط الهندي وتتمتع بموقع جغرافي هام. في عام 2018، شهدت سقطرى توترات عندما سيطرت قوات إماراتية على المطار والميناء دون تنسيق مع الحكومة اليمنية، قبل أن تتراجع بعد وساطة سعودية. وفي يونيو 2020، تمكّن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات من السيطرة على الجزيرة عسكريًا. تسليم المطار لشركة “المثلث الشرقي” يُنظر إليه كحلقة جديدة في سلسلة هذا النفوذ المتنامي.
الشرعية القانونية: غياب المذكرة عن القنوات الرسمية واستبعاد الجهات الرقابية، مثل البرلمان، يشير إلى أن القرار قد يكون غير قانوني أو تم اتخاذه بشكل أحادي. هذا يعزز الادعاء بأن الوزير عبدالسلام حميد ينفذ أوامر خارجية وليس قرارات وطنية.
دور الإمارات: ارتباط الشركة بضابط إماراتي وغياب الشفافية حول نشاطها يدعم الفرضية بأنها أداة لتعزيز السيطرة العسكرية والاستخباراتية بدلاً من أغراض تنموية. هذا يتماشى مع نمط الإمارات في دعم المجلس الانتقالي للسيطرة على منافذ اليمن الجوية والبحرية.
تسليم مطار سقطرى لشركة “المثلث الشرقي” الإماراتية يمثل تطورًا مقلقًا في سياق الصراع على السيادة اليمنية. القرار، الذي يفتقر إلى الشفافية والشرعية، يعكس استمرار النفوذ الإماراتي في الجزيرة، وسط اتهامات بأن الشركة ليست سوى واجهة لتحركات عسكرية ومخابراتية. احتجاجات السكان والموظفين تؤكد رفضًا شعبيًا لهذه الخطوة، مما يضع الحكومة اليمنية والبرلمان أمام مسؤولية التحرك لاستعادة السيادة وحماية المقدرات الوطنية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی الجزیرة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أمانة بغداد تحوّل شارع المطار الى واجهة حضارية للقمة العربية
30 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: أعلن أمين بغداد المهندس عمار موسى كاظم قرب اكتمال أعمال تطوير شارع مطار بغداد الدولي، الممتد من تقاطع ابن سينا إلى صالات الشرف (VIP)، تمهيداً لاستضافة القمة العربية المقررة في 17 مايو 2025.
وشملت الأعمال إكساء الطريق بطول 24 كيلومتراً، وزراعة مقاطع متعددة، وصيانة السياج الواقي، ونصب إنارة حديثة، وتزيين الشارع بعلامات مرورية متطورة وتأثيث جمالي.
واستخدمت تقنيات عالمية مبتكرة لأول مرة في العراق بالتعاون مع شركة “سامكو” المصرية، ما يعكس التزام أمانة بغداد بمعايير الجودة العالمية.
وأكدت مصادر أمانة بغداد أن المشروع يقترب من النهاية، مع توقعات بإنجازه بالكامل قبل موعد القمة، ليكون الشارع واجهة حضارية للعاصمة.
واستجابت دوائر أمانة بغداد بشكل عاجل لتوجيهات أمين العاصمة، إذ نفذت أعمال إكساء مداخل قطاع 26 في مدينة الصدر بناءً على مطالب الأهالي.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة مشاريع خدمية تستهدف تحسين البنية التحتية في مناطق بغداد المختلفة.
وأشار عمار موسى، خلال لقائه المواطنين، إلى حرصه على التواصل المباشر مع الأهالي لتلبية احتياجاتهم، مؤكداً أن هذه المشاريع تعكس رؤية شاملة لتطوير العاصمة.
وتشمل الأعمال الجارية تأهيل شوارع رئيسية بمساحة تجاوزت 200 ألف متر مربع في مدينة الكاظمية، إلى جانب مشاريع إنارة وتأثيث حضري.
ويبرز تطوير شارع المطار كجزء من استعدادات بغداد للقمة العربية، إذ أعلن مطار بغداد الدولي عن تنفيذ 12 مشروعاً لتأهيل منشآته، بما يعزز قدرته على استقبال الوفود الرسمية.
وأكد وزير النقل، في تصريحات حديثة، أن أعمال التأهيل الشامل للمطار تقترب من الاكتمال، مع التركيز على الجودة والسرعة. وسجل المطار في 2018 نحو 3.2 مليون مسافر، ويتوقع ارتفاع هذا الرقم مع تحسين البنية التحتية.
ويؤكد مراقبون أن هذه الإنجازات تعزز مكانة بغداد كمركز إقليمي، خاصة مع استضافتها القمة العربية للمرة الرابعة في تاريخها.
وتساهم المشاريع في تحسين جودة الحياة لسكان بغداد، البالغ عددهم نحو 8.5 مليون نسمة، وتعكس جهوداً حثيثة لتجاوز التحديات التي واجهت المدينة عقب الحروب والأزمات.
وتستمر أمانة بغداد في تنفيذ رؤيتها لتحويل العاصمة إلى مدينة حديثة، مستلهمة تراثها العريق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts