الجديد برس:
2025-02-23@19:17:36 GMT

حول تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

حول تسليم مطار سقطرى لشركة إماراتية

الجديد برس| بقلم – أنيس منصور|

في الآونة الأخيرة، أثير جدل واسع حول قرار تسليم مطار سقطرى، أحد المرافق السيادية في أرخبيل سقطرى اليمني، إلى شركة “المثلث الشرقي” الإماراتية. هذا القرار، الذي يُزعم أنه صدر بتوجيهات من وزير النقل في حكومة الرئاسي، عبدالسلام حميد، وبموافقة محافظ سقطرى، رأفت الثقلي، أثار تساؤلات حول شرعيته، دوافعه، وطبيعة الشركة المستلمة.

يتزامن ذلك مع احتجاجات من موظفي المطار وسكان الجزيرة، الذين يرون في هذه الخطوة تهديدًا للسيادة اليمنية.
تشير المعلومات المتداولة إلى أن تسليم مطار سقطرى تم خلال الأيام الأخيرة من فبراير 2025، بموجب مذكرة رسمية تحمل توقيع وزير النقل عبدالسلام حميد، وهو شخصية بارزة تُعتبر مرتبطة بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

المذكرة، التي لم يتم نشرها في النشرة الرسمية أو على المواقع الحكومية الرسمية لوزارة النقل أو مجلس الوزراء، تفتقر إلى إقرار من جهات عليا أخرى ذات صلة، مثل البرلمان أو رئاسة الجمهورية، مما يثير شكوكًا حول قانونيتها.

كما أُشير إلى أن الشركة الإماراتية “المثلث الشرقي القابضة”، التي يديرها الضابط الإماراتي سعيد الكعبي، قد تولت إدارة المطار، بالإضافة إلى منافذ أخرى في الجزيرة، في خطوة تُعتبر امتدادًا لنفوذ أبوظبي في سقطرى.

أعلن موظفو مطار سقطرى رفضهم القاطع لهذا القرار، معتبرين أن المطار مرفق سيادي لا يجوز خصخصته أو تسليمه لجهة أجنبية. وقد نفذوا وقفة احتجاجية في 20 فبراير 2025 أمام المطار، مطالبين بإلغاء القرار والحفاظ على السيادة الوطنية.

كما أعرب المحتجون عن مخاوفهم من استبدالهم بموظفين جدد تابعين للشركة الإماراتية، مما يعزز الانطباع بأن الهدف هو تعزيز السيطرة الإماراتية على الجزيرة بشكل كامل.

  هوية شركة “المثلث الشرقي”

تُعتبر شركة “المثلث الشرقي” كيانًا غامضًا إلى حد كبير. على الرغم من أنها تُقدم نفسها كشركة قابضة، إلا أن هناك غيابًا ملحوظًا لمعلومات رسمية عن نشاطها الفعلي. لا تمتلك الشركة موقعًا إلكترونيًا، ولا تتوفر تفاصيل واضحة حول مشاريعها خارج سقطرى. يُشار إلى أنها تُشرف على مشاريع متنوعة في الجزيرة، مثل إصلاح الطرق وتوفير الكهرباء، إلى جانب شراء أراضٍ في المحميات الطبيعية. إدارتها من قبل ضابط إماراتي، سعيد الكعبي، يثير تكهنات بأنها قد تكون واجهة لأنشطة عسكرية أو مخابراتية، وليست شركة تجارية أو تطويرية بالمعنى التقليدي.

    السياق التاريخي والاستراتيجي

لم تكن هذه الخطوة مفاجئة بالنظر إلى تاريخ النفوذ الإماراتي في سقطرى. منذ عام 2015، سعت الإمارات إلى تعزيز وجودها في الجزيرة الاستراتيجية، التي تطل على المحيط الهندي وتتمتع بموقع جغرافي هام. في عام 2018، شهدت سقطرى توترات عندما سيطرت قوات إماراتية على المطار والميناء دون تنسيق مع الحكومة اليمنية، قبل أن تتراجع بعد وساطة سعودية. وفي يونيو 2020، تمكّن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات من السيطرة على الجزيرة عسكريًا. تسليم المطار لشركة “المثلث الشرقي” يُنظر إليه كحلقة جديدة في سلسلة هذا النفوذ المتنامي.

الشرعية القانونية: غياب المذكرة عن القنوات الرسمية واستبعاد الجهات الرقابية، مثل البرلمان، يشير إلى أن القرار قد يكون غير قانوني أو تم اتخاذه بشكل أحادي. هذا يعزز الادعاء بأن الوزير عبدالسلام حميد ينفذ أوامر خارجية وليس قرارات وطنية.

دور الإمارات: ارتباط الشركة بضابط إماراتي وغياب الشفافية حول نشاطها يدعم الفرضية بأنها أداة لتعزيز السيطرة العسكرية والاستخباراتية بدلاً من أغراض تنموية. هذا يتماشى مع نمط الإمارات في دعم المجلس الانتقالي للسيطرة على منافذ اليمن الجوية والبحرية.

تسليم مطار سقطرى لشركة “المثلث الشرقي” الإماراتية يمثل تطورًا مقلقًا في سياق الصراع على السيادة اليمنية. القرار، الذي يفتقر إلى الشفافية والشرعية، يعكس استمرار النفوذ الإماراتي في الجزيرة، وسط اتهامات بأن الشركة ليست سوى واجهة لتحركات عسكرية ومخابراتية. احتجاجات السكان والموظفين تؤكد رفضًا شعبيًا لهذه الخطوة، مما يضع الحكومة اليمنية والبرلمان أمام مسؤولية التحرك لاستعادة السيادة وحماية المقدرات الوطنية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: فی الجزیرة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مطارات أبوظبي تُنجز مشروع إعادة تأهيل في مطار صير بني ياس

أنجزت مطارات أبوظبي، مشروع إعادة تأهيل في مطار صير بني ياس، ما يعزِّز بنيته التحتية لدعم الطلب المتزايد على السياحة في منطقة الظفرة، ويضمن تقديم مستوى أعلى من الخدمة لزوّار المحميّات الطبيعية في الجزيرة.

ويقع مطار صير بني ياس على بعد 250 كيلومتراً جنوب غرب ساحل أبوظبي في منطقة الظفرة، ويُمثِّل البوابة الأساسية لهذه الجزيرة التي تُعَدُّ وجهة سياحية بيئية متميِّزة.

وركَّز مشروع التجديد على إجراء تحسينات رئيسية في جميع أنحاء المطار، شملت إعادة بناء المدرج وممرات الطيران وأرصفة ساحة الانتظار، بطريقة تضمن الارتقاء بمستويات السلامة والكفاءة التشغيلية. وخضعت أنظمة الإضاءة في المطار لعملية تجديد كاملة، بهدف تعزيز العمليات الليلية والرؤية للعاملين على الأرض.

مطارات أبوظبي تُنجز مشروع إعادة تأهيل شامل في مطار صير بني ياس، بهدف تعزيز البنية التحتية للمطار، ودعم الطلب المتزايد على السياحة في منطقة الظفرة، وضمان تقديم أعلى مستويات الخدمة لزوّار المحميات الطبيعية في الجزيرة. pic.twitter.com/cfrPEvyLgN

— مكتب أبوظبي الإعلامي (@ADMediaOffice) February 21, 2025

وتمَّ تحويل نظام إضاءة أرضيّة مدرج مطار صير بني ياس إلى تقنية "إل إي دي" عالية الأداء، ضمن مبادرات الاستدامة التي تنتهجها مطارات أبوظبي. وشملت التحسينات تقديم نظام جديد للتحكُّم في إضاءة المطار، لتحقيق أفضل مستويات الإدارة والتحكُّم والوصول إلى أعلى درجات الفاعلية، لضمان العمليات الآمنة المتوافقة مع أرقى المعايير العالمية.
وخضعت أنظمة مراقبة الطقس في المطار لعملية تحديث شاملة توظِّف أحدث التقنيات التي تقدِّم أدقَّ المعلومات الآنية عن أحوال الطقس، لدعم تخطيط العمليات التشغيلية وتطبيق بروتوكولات السلامة. وشمل المشروع أيضاً إنشاء طرق خدمية جديدة وأخرى للطوارئ، للوصول السريع في الحالات الطارئة.
يُشار إلى أنَّ مطارات أبوظبي تواصل تطوير البنية التحتية للطيران بمنطقة الظفرة، في إطار التزامها بتلبية الطلب المتزايد على السياحة، وتسهيل الوصول إلى جزيرة صير بني ياس. ويندرج هذا المشروع في إطار الجهود المستمرة لدعم السياحة البيئية والنمو المستدام في المنطقة، وتمكين الزوّار من الوصول إلى الجزيرة براحة وأمان وسهولة للتعرُّف على الحياة البرية فيها.

مقالات مشابهة

  • صنعاء تؤكد رفضها المساس بسيادة مطار سقطرى لحساب شركة إماراتية 
  • هيئة الطيران المدني ترفض المساس بسيادة مطار سقطرى
  • هيئة الطيران المدني ترفض تسليم مطار سقطرى لشركة أجنبية وتتمسك بالسيادة الوطنية
  • مغادرة ضابط اماراتي سقطرى بعد تصاعد الاحتجاجات 
  • وصول ضباط مخابرات أجنبية إلى سقطرى 
  • «مطارات أبوظبي» تُنجز مشروع إعادة تأهيل في مطار صير بني ياس
  • مطارات أبوظبي تُنجز مشروع إعادة تأهيل في مطار صير بني ياس
  • مؤتمر سقطرى الوطني يرفض استحواذ الإمارات على مطار الجزيرة ويدعو الحكومة للتدخل
  • عمليات تهريب واسعة لمخزون الغاز المحلي إلى دول الجوار