رغم استمرار عرضه.. لماذا انقسمت الآراء حول موفاسا؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
إذا كنت من جيل الثمانينيات والتسعينيات فأنت على الأغلب بكيت على موت "موفاسا" بفيلم "الأسد الملك" الذي ظل لسنوات طويلة العمل الأيقوني الأفضل والأهم بتاريخ ديزني، الأمر الذي يجعل إنتاج أفلام جديدة تنتمي للحبكة نفسها فعلاً متوقعًا لكنه كذلك قد يبدو دربًا من الجنون أو أقله المخاطرة.
وبعد النسخة من "الأسد الملك" التي صدرت عام 2019 ونالت الكثير من التقييمات السلبية، كان لابد للجمهور من تحسس مسدسه متى تم الإعلان عن طرح فيلم آخر مزدوج هذه المرة، فمن جهة هو "بريكول" -يروي أحداث سابقة- ومن جهة أخرى تكملة لأحداث الفيلم الأخير.
وهذا مما ضاعف الصعوبات والتحديات التي تنتظر "موفاسا: الأسد الملك" إلا أنه فاجأ الجمهور والنقاد وجاء أفضل من التوقعات المُسبقة وإن حاز على تقييمات مختلطة بين الإيجابي والسلبي، وهذه هي الأسباب.
قصة داخل قصةاختار صانعو فيلم "موفاسا" أن يسير العمل في خطين متوازيين بين الحاضر والماضي لإرضاء الجمهور القديم والجديد، ليصبح قصة داخل أخرى، فنشهد "رافيكي/جون كاني" بينما يقص على مسامع كيارا ابنة سيمبا حكاية جدها الأكبر موفاسا وكيف وصل إلى الحُكم خلال انتظار انتهاء العاصفة وعودة والديها.
وكان الأداء الصوتي لكاني هو الأفضل بالعمل، إذ أضاف حيوية للشخصية والكثير من العمق، وإن كان البعض أصابهم الارتباك جراء التزامن المزدوج بالحبكة، وأمام إصرار أصحاب العمل على محاكاة النسخة القديمة قسريًا كان لابد أن يسقطوا في بعض الفخاخ.
إعلانومن بينها التصميم على وجود كافة العناصر القديمة مثل شخصيتي "تيمون وبومبا" ومنحهم جملاً حوارية وأغنيات من المفترض أن تكون طريفة وتُعيد إلى الأذهان رائعة "هاكونا ماتاتا" لكنها على النقيض، كانت سيئة للغاية ومُتخمة بمحاولات استظراف ثقيلة.
لن تتذكر الأغانيفي نسخة "الأسد الملك" التسعينية كانت الموسيقى التصويرية لهانز زيمر استثنائية، أما الأغاني فلا تُنسى، وقد صنعها كل من الموسِيقي الأسطوري ألتون جون والشاعر تيم رايس معا، ولأنها إحدى العلامات المميزة بالرسوم المتحركة توقع الجمهور أن تتكرر المسألة، خاصة وأنها أُسندت إلى الموسيقي والمؤلف لين مانويل ميراندا الذي كان المسؤول عن أغنيات ملهمة بأفلام مثل "موانا 1″ و"إنكانتو".
وللأسف، الأغنيات هذه المرة مُسلية ومُعبرة على الأخص أغنيتي "باي باي" و"أخبرني أنه أنت" لكنها ليست عظيمة أو مثيرة للمشاعر والشجون.
????VIDEO⏯️2:20
Bye Bye (From "Mufasa: The Lion King") (Official Video)|DisneyMusicVEVOhttps://t.co/AtfD3wqmmG pic.twitter.com/AT7xbyL35E
— waru (@waru1322) January 24, 2025
أقرب ما يكون للوثائقيات
وبخلاف الأفلام الحية الأخرى التي طرحتها ديزني، لم يكن من الوارد استخدام حيوانات حقيقية لأداء الشخصيات، وهنا يأتي دور التقنيات التكنولوجية الحديثة ودور المخرج باري جينكيز الذي لجأ -بمساعدة جيمس لاكستون، مدير التصوير- إلى صور مرئية شديدة الدقة والتميز للحَد الذي جعل الحيوانات أشبه بتلك التي نشاهدها بالوثائقيات، ورغم أن كل التفاصيل بدت حقيقية كالمخالب والشوارب وغيرها، اختلطت الانطباعات في ما يخص التعبيرات.
وفي حين استمتع المشاهدون بالإبداع في تجسيد مشاهد بعينها مثل المعركة المائية في النهاية وهروب قطيع الأفيال، إلا أن الواقعية المفرطة أصابت تعبيرات الوجوه في مقتل، وجعلتها قريبة إلى حد ما من الجمود خاصة وأن الحيوانات لا تُبدي انفعالاتها مثل البشر، وهو ما جعل بعض الجمهور يشكون انفصالهم عن مشاعر الشخصيات.
إعلانومع ذلك لا يمكن إنكار الإخراج المتميز لجينكيز الذي يخوض غمار عالم ديزني وأفلام الصغار للمرة الأولى بعد 5 تجارب طويلة اتسمت جميعها بالنضج -ترشح عنها إلى 3 جوائز أوسكار اقتنص منها واحدة- حتى أن بعض النقاد صنفوا "موفاسا" أفضل النسخ الحية بتاريخ ديزني الحديث من حيث الإخراج.
أطول مما يجبومقارنة بالرسوم المتحركة الأصلية والأعمال الموجهة للفئة العمرية المستهدفة كان الفيلم أطول مما يجب، وهو ما بدا جليًا في وجود سيناريو ضعيف يمكن اعتباره نقطة ضعف العمل الأساسية.
إذ في وجود قصة معروف مُسبقًا مصائر أبطالها، كان لابد من وجود سرد درامي قوي لإضافة الثقل للحكاية وسد الثغرات بحرفية. غير أن السيناريو وإن اتسم بالعاطفية ونجح بالإجابة عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالشخصيات الفرعية، لكنه اعتمد على إعادة تدوير التفاصيل وإقحامها دون داع، والأهم أنه تجاوز بعض الأحداث التي كانت تستحق التركيز عليها أكثر واستفاض بشرح أخرى كان من الممكن تجاوزها.
الفئة العمريةقرر صانعو موفاسا جعله صالحًا للمشاهدة للفئة العمرية بداية من 12 سنة، وهو ما أثر على المحتوى الدرامي بعض الشيء، فلم نشهد مشاهد عنيفة ودموية بين الحيوانات، ولا مشاهد القتل أو موت بعض الأبطال وإن جرى الإشارة إليه بعد حدوثه، مما أفقد العمل بعض الزخم والتشويق والكثير من مشاهد الحركة التي كانت من شأنها أن تجذب قطاعًا أوسع من الجمهور وأكبر عمرًا.
THE ONE TRUE KING REIGNS SUPREME!
????????????????????????????????????????????????????????
After winning the international box office handily, "Mufasa" ROARS past "Sonic 3" domestically for the global sweep. LONG LIVE THE KING!
❤️????????#Mufasa #MufasaTheLionKing #Sonic #SonicTheHedgehog #SonicMovie3 #SonicTheHedgehog3 https://t.co/ng2tDRnQs3 pic.twitter.com/D4ppVeEHYX
— Patrick DaCosta (@dacostpa) February 8, 2025
إعلان"موفاسا: الأسد الملك" فيلم جيد وممتع يستحق المشاهدة ويصلح لأمسية عائلية مع أسرتك لكنه ليس تحفة فنية لن تتكرر، وإن كان يُحسب لاستوديوهات ديزني تقديم قصة جديدة من خلاله دون الاكتفاء بإعادة إنتاج منسوخة لحبكة تعاني من قِدمها.
الفيلم من إخراج باري جينكينز، وتأليف جوناثان روبرتس وإيرين ميكي، أما الأداء الصوتي قام به آرون بيبر، كلفين هاريسون جونيور، سيث روجان، بيلي إيشنر، جون كاني وآخرون.
ورغم طرح العمل قبل فترة فإنه لا يزال مُتاحًا في دور العرض واستطاع النجاة من منافسة شرسة أمام "موانا 2″ و"ويكيد" و"سونيك 3″ محققًا إجمالي إيرادات بلغت حتى الآن 688 مليون دولار، مُساهما في دفع إجمالي إيرادات ديزني لعام 2024 إلى ما يتجاوز 5 مليارات دولار بعد الإيرادات المخيبة للآمال التي حظي بها عام 2023.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب سينما الأسد الملک
إقرأ أيضاً:
كاتبة “شارع الأعشى” تلجأ الى القضاء.. إليكم التفاصيل
متابعة بتجــرد: مع استمرار الانتقادات والتعليقات القاسية التي تلاحق مسلسل “شارع الأعشى” الذي ينافس حالياً ضمن السباق الرمضاني ويحقق نجاحاً كبيراً، خرجت الكاتبة عن صمتها وعلقت على الجميع بشكل حاسم.
وأكدت الكاتبة بدرية البشر أن “المسلسل عمل مُجاز من وزارة الإعلام السعودية، ويُعرض على قناة سعودية، كما أشرف على محتواه أحد منسوبي وزارة الثقافة السعودية”.
وأوضحت من خلال تغريدة لها عبر حسابها على منصة “إكس” أن المسلسل مستوحى من روايتها “غراميات شارع الأعشى”، التي نُشرت منذ عام 2013 وفق نظام النشر الرسمي، وبذلك قطعت الطريق أمام من يتهمها بسرقة الفكرة وتغييرها.
وأعربت الكاتبة الخليجية عن سعادتها بنجاح المسلسل والتفاعل الكبير الذي يحظى به، مشيرةً إلى أنها تتقبل اختلاف الآراء والانتقادات، سواء من رأى في العمل شيئاً يشبهه أو من رأى العكس، مؤكدةً احترامها لجميع الآراء.
وشددت على رفضها التام للشتم والإساءة الشخصية، معتبرةً أن المزايدة على سعوديتها والتحريض العلني على الكراهية أمر مرفوض تماماً. وأعلنت أنها وكلّت مكتب المحامي الدكتور عبد الرحمن الأسلمي لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد أي حساب على مواقع التواصل الاجتماعي يتجاوز عليها بأي لفظ مسيء أو تجريح شخصي.
وأكدت أن المكتب سيلاحق قانونياً كل من تورط بذلك، وطالبت بتطبيق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في حقها، سواء من خلال الحق العام أو الخاص.
يذكر أن “شارع الأعشى”يأتي بدعم من هيئة الأفلام السعودية عبر برنامج حوافز الاسترداد المالي لدعم الإنتاج السينمائي السعودي والعالمي، بهدف تشكيل وتعزيز مستقبل الصناعة في المملكة العربية السعودية، وتحفيز وتمكين المواهب السعودية محليًا وعالميًا.
ويشارك في بطولته مجموعة من النجوم من بينهم: الهام علي، تركي اليوسف، خالد صقر، ريم الحبيب، عايشه كاي، آلاء سالم، أميرة الشريف، مها غزال، عزيز بحيص، وآخرين.
main 2025-03-24Bitajarod