روسيا تهاجم أوكرانيا بـعدد قياسي من المسيرات.. وبوتين يؤكد عزمه تعزيز قدرات جيشه
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
عواصم " وكالات": قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد إن روسيا أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة في هجوم الليلة الماضية، وهو الأكبر منذ بدء الحرب، وأدان ما وصفه "بالإرهاب الجوي" الروسي ودعا إلى اتحاد حلفاء أوكرانيا.
ودعا الرئيس الأوكراني إلى موقف موحد للولايات المتحدة وأوروبا من أجل "سلام دائم" في بلاده.
وقال زيلينسكي عبر تلجرام "علينا أن نبذل أفضل ما في وسعنا من أجل سلام دائم وعادل لاوكرانيا. هذا الأمر ممكن عبر وحدة جميع شركائنا. المطلوب قوة أوروبا وقوة أمريكا وقوة جميع من يريدون سلاما دائما".
واضاف "كل يوم، يواجه شعبنا الإرهاب الجوي... قبل يوم واحد من الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الحرب الشاملة، أطلقت روسيا عدد قياسي من الطائرة المسيرة هجومية على أوكرانيا لضرب المدن والقرى الأوكرانية".
من جانبه، اكد سلاح الجو الأوكراني في بيان أنه جرى إسقاط 138 طائرة مسيرة فيما اختفت 119 أخرى من على الرادارات بعد تشويش بأجهزة الحرب الإلكترونية، مضيفا أن روسيا أطلقت أيضا ثلاثة صواريخ باليستية. وأشارت تقارير إلى وقوع أضرار في خمس مناطق من أوكرانيا.
وتشن موسكو هجمات مكثفة بطائرات مسيرة كل ليلة تقريبا على أوكرانيا منذ أشهر، سعيا إلى استنزاف دفاعاتها الجوية.
وقال زيلينسكي إن روسيا وابالا من المسيرات بلغ عددها نجو 1150 طائرة مسيرة هجومية وأكثر من 1400 قذيفة جوية موجهة و35 صاروخا من أنواع مختلفة على أوكرانيا في الأسبوع الماضي.
ووجه الشكر للمسؤولين عن تشغيل الدفاعات الجوية الأوكرانية،وانزعجت كييف وحلفاء أوروبيون لها بسبب الانتقادات اللاذعة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيلينسكي الأسبوع الماضي، وكذلك بسبب اجتماع بين وفدين أمريكي وروسي في الرياض لم تتم دعوة أوكرانيا إليه.
بوتين يؤكد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد عزمه "الثابت" على تعزيز جيشه في عالم يشهد "تغييرات سريعة"، من أجل ضمان "السيادة الحالية والمستقبلية" لروسيا.
وقال بوتين في خطاب بمناسبة "يوم المدافعين عن الوطن"، "اليوم، وفي سياق التغيرات السريعة في العالم، تظل استراتيجيتنا في تعزيز وتطوير القوات المسلحة ثابتة".
وأكد "سنواصل تحسين القدرات القتالية للجيش والبحرية وجهوزيتهما للمعركة، كمكون أساسي لأمن روسيا وضمانة لسيادتها الحالية والمستقبلية".
وتأتي تصريحات بوتين في خضم التقارب المتسارع مع الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب الذي أجرى معه مكالمة هاتفية استمرت ساعة ونصف في 12 يناير.
ومنذ ذلك الحين، جرت محادثات روسية أميركية أولى في المملكة العربية السعودية، حيث أكد الكرملين أنه يريد استئناف الحوار مع واشنطن "على جميع المستويات".
وأكد بوتين الأحد أنه يريد تجهيز قواته المسلحة بـ"نماذج حديثة جديدة" من الأسلحة والمعدات.
في نوفمبر 2024، أطلقت القوات الروسية صاروخا فرط صوتي تجريبيا وغير معروف سابقا من طراز "أوريشنيك"، ضد أوكرانيا.
من جهة أخرى، "هنأ" الرئيس الروسي في خطابه الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات، واصفا إياهم بـ "أبطال" "وطننا العظيم".
وأضاف "اليوم، يخاطرون بحياتهم ويظهرون الشجاعة، ويدافعون بإصرار عن وطنهم والمصالح الوطنية ومستقبل روسيا".
ويؤكد الكرملين أن موسكو تحمي نفسها من تهديد حلف شمال الأطلسي مانعة توسعه.
وقال بوتين مخاطبا العسكريين "بفضل جهودكم، نحقق أهدافنا".
واعتبر الرئيس الروسي أن الله عهد إليه والى جيشه "مهمة الدفاع عن روسيا".
وقال بـ"يمكنني القول اننا امام مهمة صعبة ومشرفة على السواء وهي الدفاع عن روسيا ألقيت على اكتافنا واكتافكم".
من جانبه، رأى الكرملين اليوم الأحد أن الحوار بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب "واعد"، عشية الذكرى الثالثة لبدء الهجوم على أوكرانيا وفي خضم انعطافة الرئيس الأمريكي الذي يُظهر عداء متزايدا تجاه كييف.
وحمّل ترامب أوكرانيا مسؤولية الحرب، وبدأ محادثات مع موسكو من دون مشاركة أوكرانية أو أوروبية، ووصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ "ديكتاتور".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه يريد استعادة أموال المساعدات التي قدّمتها بلاده إلى أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية من خلال الحصول على إمكانية الوصول إلى الموارد المعدنية في أوكرانيا.
وأعرب المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف عن ارتياحه ردا على سؤال عن التحول في الموقف الأمريكي وانتقاد ترامب الشديد لزيلينسكي، في حين تؤكد موسكو وواشنطن التحضير لعقد قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي وتتفاوضان بشأن مستقبل أوكرانيا.
وقال بيسكوف إن "الحوار جرى بين رئيسين مميزين حقا. إنه واعد. من المهم ألا يحول أي أمر من دون تنفيذ إرادتهما السياسية".
كما اعتبر الكرملين اليوم الاحد أن الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخصوصا وصفه إياه الاربعاء الماضي بأنه "ديكتاتور"، "مفهومة تماما".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن "زيلينسكي يدلي بتصريحات غير صحيحة عن رؤساء الدول. لقد قام بذلك مرارا. لن يرضى أي رئيس بهذا النوع من التعامل بالتالي، فإن رد الفعل هذا مفهوم تماما".
وفي هذا الشأن، نبه الكرملين اليوم الى أن روسيا "لن تبيع أبدا" الاراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها، أي حوالى عشرين في المائة من مساحة أوكرانيا، في وقت باشرت موسكو وواشنطن حوارا ثنائيا لوضع حد للنزاع.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "الأهم بالنسبة الينا، أن الناس (في هذه الأراضي) قرروا منذ وقت طويل الانضمام الى روسيا. ولن يبيع أحد هذه الاراضي أبدا"، مما يعني أن موسكو لن تقدم أي تنازلات في هذا الشأن.
استونيا تتعهد بتقديم مساعدات بـ100 مليون يورو
وفي سياق المساعدات الدولية، تعهدت استونيا بتزويد أوكرانيا بالمزيد من المساعدات العسكرية للدفاع عنها ضد الغزو الروسي، فيما تدخل الحرب العام الثالث غداً الاثنين.
وقال رئيس وزراء استونيا كريستن ميخال مساء أمس..في خطاب له في المتحف الوطني الاستوني في مدينة تارتو "اتخذنا قرارا مع الحكومة لشراء 10 آلاف قذيفة مدفعية وإرسالها إلى أوكرانيا في أسرع وقت ممكن".
وأضاف "ستسلم القوات المسلحة أيضا 750 ألف عبوة غذائية من احتياطياتها الخاصة".
وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك ستزود استونيا كييف بمعدات عسكرية بقيمة 100 مليون يورو(104.6 مليون دولار) من صناعة الأسلحة لديها.
يشار إلى أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد التدخل الروسي الشامل منذ 24 فبراير 2022 وتعتمد بشكل كبير على المساعدات العسكرية الغربية.
وتعد استونيا، العضو بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي(ناتو)، والمتاخمة لروسيا، واحدة من أكثر الدول الداعمة لأوكرانيا.
الى ذلك، قال قائد الجيش السويسري توماس سوسلي في مقابلة نشرت اليوم الأحد إن سويسرا ربما تساهم بقوات في مهمة حفظ سلام مستقبلية في أوكرانيا إذا طلب منها ذلك ووافقت عليه الحكومة.
وأضاف لصحيفة زونتاجس بليك "يمكننا على الأرجح نشر نحو 200 جندي في غضون تسعة إلى 12 شهرا"، مؤكدا أن الأمر متروك للحكومة والبرلمان لاتخاذ القرار إذا جرى تقديم أي طلب إلى سويسرا.
وذكر سوسلي أن حديثه عن إرسال قوات حفظ سلام افتراضي تماما في الوقت الحالي لأنه لا يزال من غير الواضح كيف سيتطور الوضع بين روسيا وأوكرانيا.
وقال "لم يتحقق السلام بعد ولم يتم تقديم أي طلب من الأمم المتحدة".
وتشارك سويسرا المحايدة في عدد من بعثات حفظ السلام في أنحاء العالم، أكبرها في كوسوفو حيث تنشر جنودا لدعم قوة السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو (كفور).
بريطانيا تكشف غدًا عن حزمة عقوبات كبيرة ضد روسيا
وفي سياق آخر، أعلن ديفيد لامي وزير الخارجية البريطاني عن أن المملكة المتحدة ستكشف غداً الاثنين عن "حزمة كبيرة من العقوبات" ضد روسيا، تزامنا مع الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا. وقال لامي، في بيان رسمي، إن العقوبات الجديدة ستكون "الأكبر من نوعها منذ الأيام الأولى للحرب"، وتهدف إلى تقويض القدرات العسكرية الروسية والحدّ من الإيرادات التي تمول عملياتها في أوكرانيا. وأكد على ضرورة مضاعفة الدعم الأوروبي لأوكرانيا في هذه المرحلة. كما جدّد التزام بريطانيا بتقديم مساعدات عسكرية سنوية لأوكرانيا بقيمة 3 مليارات جنيه إسترليني، موضحا أن بلاده مستعدة لنشر قوات بريطانية ضمن "بعثة لحفظ السلام إذا لزم الأمر"، في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الى ذلك، شدّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، على ضرورة إرساء سلام عادل ودائم في أوكرانيا. وأجرى ستارمر اتصالًا هاتفيًّا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد خلاله على أنه سيناقش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الجاري أهمية سيادة أوكرانيا. وأكد رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، على "وجوب أن تكون أوكرانيا في قلب أي مفاوضات لإنهاء الحرب"، مشدّدا على "التزام المملكة المتحدة بضمان تحقيق سلام عادل ودائم لإنهاء الحرب".
وفي سياق منفصل قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة وأوكرانيا تقتربان جدّا من التوصل إلى اتفاق بشأن تقاسم الإيرادات من المعادن الأوكرانية. وتابع ترامب في خطاب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (سيباك)، وهو تجمع سنوي للمحافظين يعقد قرب واشنطن، أنه يحاول استعادة أموال المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا. وأضاف الرئيس الأمريكي أنه يتواصل مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويحاول استعادة الأموال أو تأمينها".
وكان ترامب قد ربط مساعدات بلاده لأوكرانيا بحق الوصول إلى احتياطاتها من المعادن النادرة، حيث تعد هذه المعادن النادرة ذات جدوى اقتصادية عالية وأهمية استراتيجية، إذ تطالب الولايات المتحدة بـ 50% من عائدات هذه المواد الخام كتعويض عن مساعداتها العسكرية لكييف حتى الآن، بينما ترى كييف أن الاتفاق لا يزال مطروحًا على الطاولة رغم الخلاف بين ترامب وزيلينسكي. تجدر الإشارة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية شهدت تحولًا في الموقف الأمريكي عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة، حيث يسعى ترامب لدفع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب عبر المفاوضات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأوکرانی فولودیمیر زیلینسکی الرئیس الأمریکی دونالد ترامب الروسی فلادیمیر بوتین الولایات المتحدة الرئیس الروسی على أوکرانیا أوکرانیا فی فی أوکرانیا أوکرانیا من وفی سیاق
إقرأ أيضاً:
ضغوط على زيلينسكي للقبول بإنهاء الحرب على طريقة ترامب .. وروسيا تسيطر على 3 بلدات شرق أوكرانيا
عواصم "وكالات": قالت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن قواتها سيطرت على بلدات نادييفكا ونوفوسيلكا ونوفوشيريتوفيت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
ولم يتسن لرويترز التحقق من التقارير الواردة عن تقدم القوات الروسية.
وأعلنت روسيا في سبتمبر 2022 أنها ضمت دونيتسك وثلاث مناطق أوكرانية أخرى إلى أراضيها لكن قواتها لم تحكم السيطرة الكاملة عليها، وهي خطوة نددت بها معظم الدول في الأمم المتحدة واعتبرتها غير قانونية.
لامي يشكك
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إنه لم ير أي رغبة في السلام من جانب روسيا في أوكرانيا بعد الاستماع لخطاب ألقاه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في اجتماع محتدم لمجموعة العشرين في جنوب أفريقيا الخميس.
أدلى لامي بتلك التصريحات للصحفيين بعدما خاطب لافروف غيره من كبار الدبلوماسيين في جلسة عقدت خلف الأبواب المغلقة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرج.
وقال لامي "يجب أن أقول عندما استمع لما قاله الروس وما قاله لافروف في الغرفة عصر هذا اليوم، لأنني لا أرى أي رغبة للوصول حقا للسلام".
وفي نص لخطابه أصدرته وزارة الخارجية الروسية، جدد لافروف انتقاده الطويل للغرب واتهمه بالتدخل في "الشؤون الداخلية" للبلدان الأخرى.
وقال لامي إن لافروف ترك مقعده في غرفة الاجتماع عندما حان دوره للحديث.
ويأتي اجتماع مجموعة العشرين الذي عقد الخميس، ويستمر اليوم الجمعة، بعد أيام من محادثات ثنائية تاريخية بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وهمشت تلك المحادثات أوكرانيا والحلفاء الأوروبيين لواشنطن حيث لم يشاركا فيها.
مواصلة دعم أوكرانيا
مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الثالثة للهجوم الروسي الكبير على أوكرانيا، أكدت الحكومة الألمانية أن برلين ستواصل دعم أوكرانيا بقوة.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين الجمعة: "الحرب ضد أوكرانيا، التي تنتهك القانون الدولي، يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن مع الحفاظ على سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها".
وأكد في الوقت نفسه قائلا: "إملاء سلام لن يجد دعمنا أبدا. يجب احترام وحدة أراضي كل دولة وسيادتها. لا يجوز تغيير الحدود بالقوة".
وتسبب تغيير مسار الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة من عدم اليقين الكبير بين الدول الغربية وفي أوكرانيا نفسها بشأن الحالة المستقبلية للموقف الموحد في الصراع.
وقال هيبشترايت: "باعتبارنا مدافعين عن الحرية والديمقراطية، فإننا كألمان وأوروبيين نقف بحزم إلى جانب أوكرانيا. تعد ألمانيا ثاني أكبر مانح ثنائي لأوكرانيا بدعم يبلغ 44 مليار يورو وسنواصل دعم البلاد"، مضيفا أنه من المقرر أن يعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي رسميا حزمة العقوبات السادسة عشرة ضد روسيا الاثنين المقبل، مشيرا إلى أن شركاء ألمانيا الدوليين يواصلون أيضا ضغوطهم من خلال فرض عقوبات على روسيا.
تحقق في تخريب لكابل
قالت الشرطة السويدية الجمعة إنها تحقق فيما يشتبه بأنها عملية تخريب لكابل اتصالات في بحر البلطيق، فيما أرسل خفر السواحل سفينة إلى المنطقة التي تعرضت فيها كابلات بحرية عديدة لأضرار في الشهور القليلة الماضية.
ومنطقة بحر البلطيق في حالة تأهب، وعزز حلف شمال الأطلسي وجوده هناك بعد حالات انقطاع لكابلات طاقة واتصالات وأضرار لحقت بخطي أنابيب غاز منذ بدء الحرب في عام 2022. وكان معظم هذه الوقائع بسبب سحب سفن مدنية لمراسيها.
وقالت شركة الاتصالات الفنلندية سينيا الجمعة إنها اكتشفت أضرارا طفيفة في كابل الألياف الضوئية البحري سي-لايون 1 الذي يربط فنلندا وألمانيا، لكن وظائف الكابل لم تتأثر.
وذكر المتحدث باسم الشرطة السويدية ماتياس روتيجارد لرويترز أن الشرطة تحقق في الأمر لأن الاختراق وقع في المنطقة الاقتصادية التابعة للسويد.
وأضاف "التحقيق الأولي يتعلق بالاشتباه في حدوث عملية تخريب".
وقالت الشرطة في بيان منفصل إنها لم تحدد هوية أي مشتبه بهم وإن التحقيق سيسعى إلى استيضاح ما حدث و"ما إذا كانت الأضرار جديدة".
وهذه المرة الثالثة خلال الأشهر القليلة الماضية التي يتعرض فيها كابل سي-لايون 1 لأضرار، إذ تم قطعه بالكامل في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول من العام الماضي.
احكام مشددة
أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي الجمعة أن القضاء حكم على ثمانية أشخاص متهمين بالتخطيط لتنفيذ هجمات لحساب كييف، بالسجن لمدد تراوح بين 16 و22 عاما وسط حملة قمع مرتبطة بهجوم موسكو على أوكرانيا.
وفي بيان أكد جهاز الأمن الفدرالي أن المدانين وهم مواطنون روس ولدوا بين عامي 1994 و2005، أشعلوا النار في مواقع مرتبطة بـ "منشآت نقل" و"منظمات متطوعين" وخططوا لـ "أعمال إرهابية" ضد وحدات عسكرية "في مقابل أموال زهيدة".
وفي خطوة نادرة أوورد جهاز الأمن الفدرالي أسماءهم وهم دميتري ديميدتشيك وأليكسي غريغورييف ومكسيم موسكاليف وإيغور إرماكوف وفيكتوريا غولوشكو وإيليا فوميتشيف وإدوارد غلادكيخ وسيرغي تشيرنوكي.
وكانوا ينشطون وفقا لجهاز الأمن الفدرالي في منطقتي كورسك وبيلغورود الروسيتين قرب الحدود مع أوكرانيا وكذلك في منطقتي تشيليابينسك وأورينبورغ (الأورال) ومنطقة كيميروفو (سيبيريا) ومنطقة كراسنودار (جنوب غرب).
وفقا لجهاز الأمن الفدرالي قد تكون أجهزة الاستخبارات الأوكرانية استخدمت تطبيقي واتساب وتلغرام للتواصل مع المدانين ومواقع الكترونية نشرت فيها إعلانات تعد "بعمل يدر أرباحا بسرعة".
ضغوط على زيلينسكي
يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يتعرّض لانتقادات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن إيلون ماسك، ضغوطا للتعاون "بسرعة كبيرة" مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، "من الواضح أنّ الرئيس ترامب مستاء للغاية من الرئيس زيلينسكي، ومن حقيقة أنّه لم يأتِ إلى طاولة المفاوضات، ولم يكن على استعداد للاستفادة من الفرصة التي منحناه إياها".
وأضاف "أظن أنّه سيأتي (إلى طاولة المفاوضات) في نهاية المطاف، وآمل أن يحدث ذلك سريعا جدا".
والخميس، برّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أولى المحادثات الثنائية مع روسيا مطلع الأسبوع الحالي، مؤكدا أن هدف واشنطن الرئيسي هو التحقق من أن موسكو "جدية" بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال في مقابلة صحفية نشرت عبر منصة اكس "لا يسعني حتى الآن الرد على السؤال لمعرفة إن كانوا جديين بشأن السلام".
ورفض وزير الخارجية الأمريكي فكرة أن واشنطن باشرت مباحثات مع روسيا من دون إشراك كييف وحلفائها الأوروبيين فيها.
وأوضح روبيو "من غير العدل القول إننا لم نستشر أحدا بهذا الشأن" مؤكدا أنه تحدث إلى الأوكرانيين "طوال العملية".
وأضاف "من غير الصحيح كذلك أننا لم نستشر حلفاءنا في أوروبا" مؤكدا أنه أجرى محادثات مع "خمسة وراء خارجية" بعد لقائه مع الروس وقبله.
ورأى نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس من جهته الخميس أن أوروبا "على شك التوصل إلى السلام" مشيدا بجهود ترامب.
في الأثناء، اعتبرت الصين أنه "يتم فتح نافذة على السلام"، حسبما ما جاء على لسان وزير خارجيتها وانغ يي خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ الجمعة.
وأكد الوزير أنّ بكين تأمل في التوصل إلى "حل قابل للتطبيق ودائم ويعالج مخاوف" كل طرف.
وأثار التقارب بين موسكو وواشنطن مخاوف من احتمال حدوث قطيعة بين الولايات المتحدة
من جانبه، اتهم زيلينسكي ترامب بالعيش في "مساحة من التضليل" الروسي، ورفض اتفاقا مقترحا يهدف إلى ضمان حصول واشنطن على 50 في المئة من المعادن الاستراتيجية الأوكرانية في مقابل المساعدات الأميركية التي تمّ تقديمها.
واعتبر والتز أنّ "الإهانات" التي وجّهها الرئيس الأوكراني إلى نظيره الأميركي "غير مقبولة".
ورغم ذلك، استقبل زيلينسكي الخميس في كييف المبعوث الأميركي كيث كيلوغ. وقال إنّهما أجريا محادثات "مثمرة" تتعلّق بـ"الوضع في ساحة المعركة، وكيفية إعادة أسرى الحرب وضمانات أمنية فعّالة".