مسقط "العُمانية": دشّن المُتحف الوطني اليوم نسخته من الموقع الإلكتروني باللغة الروسية تماشيًا مع أهداف رؤية عُمان 2040 التي تسعى إلى تعزيز التحول الرقمي، وتعريف الناطقين بهذه اللغة من السائحين والمُقيمين بمكنونات التّراث الثّقافي العُماني مما يسهم في انتعاش السياحة الثقافية والمتحفية لسلطنة عُمان بشكل عام والمُتحف الوطني بشكل خاصّ، إضافة إلى التعريف بالدور الحيوي للمتحف، وأهم الفعاليات والمعارض التي ينفذها وأنشطته المتنوعة.

جاء حفل التدشين تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة وبحضور رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وسعادة وليغ فلاديميروفيتش ليفين، سفير روسيا الاتحادية المُعيّن لدى سلطنة عُمان، وعدد من المسؤولين والمهتمين بالجانب الثقافي.

وقال سعادةُ جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، إن اللغة الروسية هي اللغة الرابعة التي يظهر بها الموقع الإلكتروني للمتحف بعد اللغة العربية والإنجليزية والصينية، وهو أوّل وحدة حكومية في سلطنة عُمان تدشن موقعا باللغة الروسية، وهذا يؤكد على الرغبة الحقيقية في تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين والعمل على الترويج لمقومات السياحة الثقافية لسلطنة عمان للناطقين باللغة الروسية والذين يتجاوز عددهم 300 مليون نسمة حول العالم، للتعرف على تاريخ سلطنة عُمان وحضارتها والكنوز التي تزخر بها.

وتخلل حفل التدشين عرض مرئي يوثّق مسار التعاون الثقافي والمتحفي بين المتحف الوطني ونظرائه في روسيا الاتحادية، ويعكس العلاقات الوطيدة التي تربط المتحف بالمتاحف والمؤسسات الثقافية في روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى جولة خاصة للضيوف لركن متحف الإرميتاج الحكومي "هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي" للاستمتاع بمجموعة فريدة من التحف الفاخرة التي صُنعت في بخارى وخيوة وخوارزم وخوقند في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: باللغة الروسیة اللغة الروسیة

إقرأ أيضاً:

يا ليتنا متنا قبل هذا! حول نهب المتحف القومي

كتبه الدكتور حاتم النور المدير السابق للآثار

على ضفة النيل الازرق وفي امان ألله حافظا لتاريخ وهوية الشعب السوداني، واحدا من اهم المؤسسات الثقافية في افريقيا والعالم، هنا حيث يجتمع التاريخ المعرفي والفكري في السودان. عندما نشأت الجماعة والقبيلة وتطورت الى مشيخة ثم صارت دولة وإمبراطورية. عندما دافع كاشتا عن عقيدة شعبه عندما وحد بعنخي النيل من المنبع الى المصب، عندما تجلت اخلاق المكان بدفاع تهارقا عن اورشليم. في ذلك الزمان ذكرنا الله في الكتاب المقدس. وفي ذات المكان وفي قمة الجنون السياسي مع اندلاع المواجهات العسكرية تسربت تقارير اولية تفيد باقتحام المتحف القومي بواسطة قوات الدعم السريع تزامنا مع سيطرتها على منطقة وسط الخرطوم حيث يقع المتحف. حتى لحظة اكتشاف الكارثة، مما زاد من الشكوك والاتهامات على الرغم من نفي هذه القوة وقتها لهذه الاتهامات. ان المتحف القومي بمحتوياته التاريخية التي تشكل ذاكرة الأمة لم يتبادر الى الاذهان انه سيكون هدفا في هذه الحرب، اذ ان طرفيها الجيش والدعم السريع هما قوتان وطنيتان. فضلا عن ان المتحف لايتمتع بأي ميزة عسكرية مقارنة بالمواقع الاستراتيجية العالية التي تحيط به، مما جعله يبدو وكأنه يامن طرفي الحرب. لكن حاله حال الشعب السوداني الذي تعرض للغدر في لحظة لم يعد فيها حصانة لطفل او امرأة او شيخ ناهيك عن متحف. التقارير الصحفية التي ظهرت لأحقا مثل تقرير لوكالة جينها قدرت ان نحو 500 الف قطعة اثرية قد نهبت او دمرت من المتحف، بعضها يعتقد انه نقل عبر الحدود الى دول مجاورة. وفي غياب رقابة دولية او محلية فاعله تحولت هذه الجريمة الى واحدة من اكبر عمليات النهب الثقافي في التاريخ الحديث. تستدعي هذه الحادثة مقارنات مؤلمة مع نهب المتحف الوطني العراقي عام 2003 خلال الغزو الأمريكي والذي ادي الى فقدان ألاف القطع الاثرية. كما تشبه الى حد كبير ما حدث في مصر خلال ثورة يناير 2011 عندما تم استغلال الانفلات الامني لسرقة عشرات القطع من المتحف المصري. في الحالات السابقة اعيد جزء من المسروقات بجهود مضنية من خلال التعاون الدولي والضغط الشعبي و الملاحقات القانونية. لكن هذا المسار الشاق غالبا ما يفضي الى استرجاع جزء ضئيل فقط مما فقد. ومن المؤسف ان الدول التي خرجت من صراعات كبرى كانت اضعف من ان تسترد تراثها بالكامل او حتى ان تحاسب من عبث به. بعيدا عن الاتهامات المباشرة يجب النظر الى هذه الجريمة من منظور أوسع. ان سرقة التراث ليست مجرد سرقة مادية ، بل هي عدوان على الذاكرة الجمعية، وتدمير لما يبنى عليه الوجدان القومي والهوية الثقافية. في لحظة ما بعد الحرب حين يبدأ السودانيون بإعادة تعريف دولتهم وموقعهم في التاريخ سيكتشفون ان احد اهم جسور التواصل الى ذواتهم قد فقد والاسوا انه غير قابل للاستحداث. التراث القومي ليس ترفا ثقافيا، بل هو اول مايحتاجه أي مشروع وطني جامع في مرحلة مابعد الحرب. هو العامل المشترك الوحيد بين من اقتتلوا وهو الذي يمكن ان يشكل اساسا لمصالحة تاريخية عميقة.
د. حاتم النور محمد سعيد ابريل 2025

taha.e.taha@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • هيئة البث العامة الإسرائيلية.. بروباغندا الاحتلال
  • "الألكسو" تمنح حاكم الشارقة وسام الاستحقاق الثقافي العربي في نسخته الأولى
  • «الألكسو» تمنح حاكم الشارقة وسام الاستحقاق الثقافي العربي في نسخته الأولى
  • الأسطورة تييري هنري يفاجئ المغربي أشرف حكيمي بـاللغة العربية (شاهد)
  • سر البصل عند الفراعنة.. ورشة بـ متحف شرم الشيخ
  • يا ليتنا متنا قبل هذا! حول نهب المتحف القومي
  • انطلاق أعمال منتدى السليمانية في نسخته التاسعة بمشاركة محلية ودولية واسعة
  • وشم جورجينا باللغة العربية على يدها.. هل أصبحت مسلمة؟
  • رئيسا الجمهورية والوزراء يطعنان بقرار الاتحادية حول اتفاقية خور عبدالله
  • شركة Seesaw تستحوذ على “المفكرون الصغار” الأردنية الناشئة للتوسُّع في حلول التعليم الإلكتروني باللغة العربية داخل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا