جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-18@00:44:06 GMT

مبدأ التعليم من أجل التعليم

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

مبدأ التعليم من أجل التعليم

 

 

 

د. مسلم بن علي بن سالم المعني **

 

ندرك جميعنا أن مؤسسات التعليم العالي هي منبر أساسي من منابر العلم، فمنها تخرج الكثير ممن ساهموا في تطوير العلم والمعرفة نفسها وكذلك في متطلبات العصر الحديث، ولعل الجدل الذي بدأ يدور لدى أذهان الكثير أن التعليم الجامعي يركز فقط على المعرفة المرتبطة بتخصُّص الطالب، وبالتالي لا بُد من إيجاد نهج آخر وهو التعليم من أجل التوظيف، وكأن دور مؤسسات التعليم العالي يقتصر على تزويد الطالب بالمعرفة دون سواها.

إنَّ مؤسسات التعليم العالي يجب أن تنطلق من ركائز أساسية أهمها جودة ما نقدمه من تعليم لأبنائنا وبناتنا الذين يلتحقون بعشرات الآلاف في مؤسسات التعليم العالي سنويا؛ فالمنطلق الأساسي للتعليم العالي على المستوى الجامعي يتمحور حول فلسفة ثابتة وهي أن الطالب هو محور العملية التعليمية وهدفها.

ولتحقيق ذلك يجب أن تركز مؤسسات التعليم العالي على 3 جوانب رئيسية: الجانب المعرفي والجانب المَهَارِي والجانب السلوكي. ولا شك أن فشل الطالب عندما يتخرج من برنامج على مستوى الدراسات الجامعية يكمن في أسلوب التلقين الذي يُمارسه أعضاء هيئة التدريس في العملية التعليمية وهو ما يُركِّز فيه على الجانب المعرفي فقط. وكلنا نعلم في قطاع التعليم أن الجانب المعرفي قائم على التلقين ويرتكز أساسا على ما يسمى بمهارات التفكير الدنيا المبنية على الحفظ، لذا تجد أن الطالب بمجرد أن ينتهي من دراسة مقرر اعتمد فيه على الحفظ تتبخر أكثر المعلومات فور الانتهاء من الامتحان النهائي لذلك المقرر.  

وللحيلولة دون ذلك، تبنَّت الكثير من مؤسسات التعليم العالي الحديثة استراتيجيات للتدريس لا تركز فقط على الجانب المعرفي فحسب؛ بل على الجانب المَهَارِي والجانب السلوكي؛ إذ يتعين علينا التأكد ليس فقط من فهم الطالب للأفكار والمفاهيم المرتبطة بمجال تخصصه والتعبير عنها؛ بل على قدرته على تطبيق المعرفة التي تلقاها على مواقف جديدة وتحليل المعلومات عن طريق اختزال المعرفة إلى أجزاء يتمكن الطالب من تحديد العلاقات التي تربطها ببعضها البعض وتقييم نقاط قوتها وضعفها حتى يخرج بأفكار جديدة وحلول مبتكرة.

إن الجانب المَهَارِي والجانب السلوكي يركزان على مهارات التفكير العُليا وما تحمله من دلالات تتمثل في مهارات التفكير الناقد والقدرة على حل المشكلات والتفكير بشكل مستقل وهي جميعها ما تمكن الطالب من التعامل مع مواقف جديدة وتسخير المعرفة التي تحصل عليها في الخروج بأفكار إبداعية ومبتكرة، كما إنها مقومات أساسية يتطلبها سوق العمل ويرغب أن يراها في كل من يحمل شهادة جامعية من مؤسسة تعليم عال.  فلو أن كل طالب تخرج من برنامج أكاديمي على مستوى الدراسات الجامعية تسلح بالمعرفة ومهارات التطبيق والتحليل والتقييم وما تتطلبه من مهارات التفكير الناقد لاستطاع أن يعمل حتى وإن لم يكن بالضرورة في مجال تخصصه.

** عميد كلية الزهراء للبنات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني

عقد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، اجتماعًا مع مارك هيوارد مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر، بحضور الدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والدكتورة هبة الزين رئيس قطاع التعليم بالمجلس الثقافي البريطاني، وذلك بمبنى التعليم الخاص بالقاهرة الجديدة.

 تطورًا كبيرًا على مستوى الشراكات بين الجامعات المصرية ونظيرتها البريطانية

في بداية الاجتماع، ثمن الدكتور أيمن عاشور عمق العلاقات بين مصر وبريطانيا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، والذي شهد تطورًا كبيرًا على مستوى الشراكات بين الجامعات المصرية ونظيرتها البريطانية وكذلك في التبادل الأكاديمي والطلابي.

وأضاف وزير التعليم العالي أن هذا الاجتماع يُعد فرصة هامة لبحث سبل التعاون بين مؤسسات التعليم العالي المصرية والبريطانية، وتعزيز التعاون في مجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يُسهم في تحقيق تطلعات البلدين نحو التقدم والتطور في هذه المجالات.

الرئيس السيسي يبحث مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة تعزيز العلاقات الثنائيةرئيس مجلس الوزراء يفتتح محطة كهرباء من الرياح بالزعفرانة.. اليوم

وأشار وزير التعليم العالي إلى الدعم غير المسبوق الذي قدمته القيادة السياسية لدعم وتطوير منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، موضحًا الإنجازات التي تحققت مؤخرًا، مثل التوسع في الإتاحة، وتطوير البنية التحتية، وتحديث البرامج الدراسية؛ تهدف لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل المعاصر والمستقبلي.

وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى جهود مصر في دعم الابتكار والبحث العلمي لخدمة الصناعة والاقتصاد الوطني ضمن المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، مشيرًا إلى أهمية دور الجامعات في تحقيق أهداف هذه المبادرة بما يتماشى مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030.

وتناول اللقاء التعريف بالرؤية المصرية والبريطانية في التعليم العابر للحدود، وإستراتيجية تدويل التعليم، وما تقدمه من توسيع فرص الحصول على خدمة تعليمية متميزة تسهم في تحسين الأداء للمؤسسات الأكاديمية والبحثية، والارتقاء بمستوى الخريجين.

ومن جانبه، أعرب مارك هيوارد عن اعتزاز الجانب البريطاني بالتعاون مع مصر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وزيادة الشراكة بين الجامعات المصرية والبريطانية خلال الفترة الأخيرة، مؤكدًا أهمية الدور الريادي لجمهورية مصر العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

مقالات مشابهة

  • الجفري: المؤتمر الطلابي الأول يمثل جسر تواصل بين وزارة التعليم العالي والباحثين
  • وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني
  • "التعليم" تنهي إعداد أسئلة الثانوية والفنية وتؤكد الشفافية والعدالة
  • إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم العالي" في دورة تدريبية بجامعة أسيوط
  • جامعة صحار تشارك في الملتقى التعريفي بمؤسسات التعليم العالي في ظفار
  • التعليم العالي تطلق عمل أول فريق إعلامي جامعي تطوعي بجامعة ‏دمشق ‏
  • التعليم العالي: ختام البرنامج التدريبي إعداد قادة الابتكار الاجتماعي
  • وزير التعليم العالي يبحث فرص التعاون مع جامعة ڤي يو بي خلال زيارته لبروكسل
  • وزير التعليم العالي يبحث فرص التعاون مع جامعة «ڤي يو بي» خلال زيارته لبروكسل
  • التعليم الأخضر في المناهج الأردنية / Green education