وكيل «أوقاف كفر الشيخ» يحاضر في دورة «فقه الصيام» لـ100 إمام وخطيب
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
حاضر الشيخ معين رمضان يونس، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة كفر الشيخ، اليوم الأحد، في دورة «فقه الصيام» للأئمة بإدارة أوقاف كفر الشيخ شرق بمسجد سيدي قطب، بحضور الدكتور ياسر الصردي، مدير الإدارة، وذلك استعدادًا لشهر شهر رمضان المبارك، وعملًا على النهوض بمستوى الأئمة علميًا ومعرفيًا وتوعويًا.
عقد مجموعة من الدورات للأئمة والدعاة والواعظاتوأكد وكيل الوزارة، أنّ هذه الدورات التوعوية الدينية التثقيفية تتناول فقه الصيام، وأهم الأحكام الشرعية والفقهية المتعلقة به، وتعقد اليوم بمسجد سيدي قطب بكفر الشيخ لعدد 100 إمام وخطيب، مشيرًا إلى أنّه سيتم عقد مجموعة من الدورات تباعًا لجميع الأئمة والدعاة والواعظات بأوقاف كفر الشيخ، وذلك في إطار الاستعدادات الدعوية لاستقبال شهر رمضان الكريم.
وتتناول هذه الدورات التدريبية التوعية الحكمة من فرضية الصيام، ودور الصيام في تنمية روح التكافل الاجتماعي والترابط والشعور بالمسئولية تجاه الفقراء والمساكين، وكيفية الاستفادة الكاملة من شهر الصيام في توطيد العلاقات بين المجتمعات والاحساس بالمسؤولية، كما تتناول أيضًا الأحكام الشرعية والفقهية المهمة المتعلقة بالصيام والصائمين، خاصةً ما يتعلق بالمريض والمسافر والحائض والنفساء، ومرضى الربو، وأحكام وضع القطرات في العيون، وبيان أنّ أحكام الإسلام قائمة على التيسير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: كفر الشيخ وزارة الأوقاف محافظة كفر الشيخ دورة تدريبية فقه الصيام شهر رمضان المبارك شهر رمضان الصيام أوقاف كفر الشيخ کفر الشیخ
إقرأ أيضاً:
الصيام طريق لتحقيق التقوى
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم
إن أسرع الطرق إلى الله للحصول على ثمرة الصوم "لعلكم تتقون"، الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتّقين، حتى نأخذ أعلى درجات الإتقان للصيام، والغاية عبادة الصوم في تزكية النفس، فالتقوى تعني تطهير النفس من أمراضها القلبية وأخلاقها السيئة. إذن لا بد للإنسان من أن يتعرف على أمراض القلب وعلى أسبابها ويعلم أنها موجودة لديه حتى يمكنه التخلص منها، فإن لم يشعر بالمرض ويتعرف على أسبابه، فلن يتمكن من علاجه، ورمضان أتى لهذا المغزى. قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)، قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله والتوبة والإقلاع عن سائر الذنوب والمعاصي، ومَن لم يُفلِح في تغيير عاداته السيِّئة في رمضان فهو في غير رمضان أَوْلَى.
الصيام يرفعك إلى منزلة ترتقي بأخلاق المتَّقين، والعمل الصالح مرهون ٌبالسريرة الصالحة من خلال النية الصالحة في تغيير الإنسان لنفسه. وممّا سـبق يتبيّن لنا عظمَ شأن القلب والسريرة، حيثُ إنَّها محطُّ نظر الله عز وجل، وعليها، ومـدارُ القبـول عنده سبحانه، وحسب صلاحها وفسادها يكون حسـنُ الخاتمة وسوؤها، لهذا استخدم القرآنُ لفظ القلب في تحديد المسؤولية عن العمل من خلال ما تعمدَّت به القلوب، أو ما كسبت قلوبكم، أو في حالة الذي آثمٌ قلبُه.. إلخ.
دعونا نستحضر ما ذهب إليه جمهورٌ من العلماء بأن يلزم كل واحدٍ أن يتعلم أمراض القلب، وكيفية تطهيرها، إلى أنه ليس عين إلا في حق من تحقق أو ظن وجود مرض من الأمراض فيه، فيلزمه حينئذ تعلم سبل علاج ذلك المرض، وقالوا إن تعلم أمراض القلوب فرض كفاية على الأمّة عامّة وليس فرض عين على كلّ أحد، وقد استندوا في ذلك إلى أن الأصل عنده في الإنسان هو وجود هذه الأمراض وليس السلامة منها، واستدل على ذلك بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل البشر، قد شق الله صدره مرتين وأخرج منه المضغة السوداء التي هي محلّ هذه الأمراض في الإنسان، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى ذلك فغيره من باب أولى، واستدل الجمهور بأنّ الأصل في الإنسان السلامة من هذه الأمراض لقول الله تعالى: "فطرة الله التي فطر الناس عليها" وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلّ مولود يولد على الفطرة).
وفي المقابل، وبالأخلاق يستطيع الإنسان الانتصار على نفسه، فإذا لم يشعر الصائم بالمرض الأخلاقي الذي فيه ويتعرف على أسبابه، والكيفية المثلى للتخلص منه فإنه لا يمكنه علاجه، ولا بد للصائم أن يتعرف على تلك الأخلاق الذميمة المفطرة لصيامه، وعلى أسبابها.
والبعض يرتكبون أعمالا ًفي غير رمضان يأباها خلق الإسلام، ولا ترتقي إلى الإيمان الحق، والصوم هو الاوقات الثمينة التي تُظهر الحرص والاهتمام على تجنبها في المجتمع، وهكذا الصوم جعله الله أداة للارتقاء بالمسلمين نحو التقويم، وتصحيح المسار لحياته، والابتعاد عن العادات السيّئة المتأصلة فيه، لا يتقبل الصوم إلا بالتحلي بالأخلاق الحسنة والتخلي عن كل الأخلاق الذميمة.
إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنبٍ مغفورٍ وزادٍ وفيرٍ من الخير، وعتقٍ من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا تدريبَ الجوارح في أن تصوم عن الخطايا، ومن ثمّ المجاهدة للتخلق بالأخلاق الفاضلة، لتصبح مسألة تزكية النفس مستمرة لا تتوقف ولا تنقطع، وجعل شرط قبول الصوم والقيام والعبادة، بالابتعاد عن قول الزور والعمل به، واللغو والرفث، وإن امرؤٌ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبّه.
لا يمكن التحرر من هذه الأخلاق البغيضة إلا في أوقات الصوم، ولهذا جعل لنا أوقاتاً في رمضان للاعتكاف والعبادة والتوبة، ويزداد هذا الاجتهاد عند اقتراب مواسم الطاعات، والمسلم يحاول أن يجاهد نفسه بالتعوّد، والتمرن، والترغيب للسير في طريق الاستقامة، ويبعدها عن طريق الغواية، لهذا السبب جعل الله مقام حسنِ الخلق درجةَ الصائم : “إن المؤمن ليدرك بحسنِ خلقه درجة َالصائم القائم".