كارثة صحية.. أطباء بريطانيون يحذرون من مصير غزة بعد الحرب
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
حذر أطباء بريطانيون عملوا في غزة خلال الحرب من العواقب الصحية طويلة الأمد على المدنيين الفلسطينيين، مشيرين إلى أن أعداد الضحايا ستستمر في الارتفاع بسبب الأمراض المنتشرة وسوء التغذية، بالإضافة إلى تدمير المنشآت الطبية وقتل الكوادر الطبية.
وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية قال الجراح الفلسطيني البريطاني، البروفيسور غسان أبو سته، الذي عمل في مستشفيات الشفاء والأهلي في غزة عقب بداية الحرب، إن مستويات سوء التغذية كانت حادة لدرجة أن العديد من الأطفال لن "يتعافوا أبدًا".
وأضاف أن العلماء قدروا أن إجمالي الشهداء من الحرب الإسرائيلية على غزة قد يصل إلى 186,000، وهو ما يمثل أربعة أضعاف العدد الذي أعلنته وزارة الصحة والذي يقدر بـ 46,700 وفاة.
وأشار إلى أن استهداف العاملين في القطاع الصحي خلال الحرب كان أحد العوامل الرئيسية لهذا الرقم المرتفع، حيث إنه من بين ستة جراحين أوعية دموية كانوا يغطيون شمال قطاع غزة، لم يبق سوى واحد، ولم يتبق أي أطباء مختصين في الأورام.
وتابع أبو سته قائلاً: "تم القضاء على فرق كاملة من الأطباء المتخصصين في غزة، وسيستغرق تدريب البدلاء حتى عشر سنوات".
وتتزايد المخاوف بشأن الأضرار الدائمة للأطفال، حيث أشارت الدراسات إلى أن الذين عانوا من سوء التغذية في الطفولة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض غير معدية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم في مراحل متقدمة من حياتهم.
وفي الشهر الماضي، قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 60,000 طفل في غزة بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد في عام 2025، بينما كان بعضهم قد توفي بالفعل.
من ناحية أخرى، قال الأطباء إن تفشي الأمراض أصبح كارثيًا بسبب تدمير البنية التحتية مثل مرافق الصرف الصحي. وأكد أبو سته أن الأمراض مثل التهاب الكبد، والإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي، وشلل الأطفال التي ظهرت مجددًا في الحرب ستستمر بسبب استمرار تدمير شبكات المياه والصرف الصحي وعدم وجود مرافق طبية أولية.
كما حذر من انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، حيث أشار إلى حالة عندما كان ستة من أصل سبعة مرضى يعانون من بكتيريا مقاومة للأدوية.
وفيما يتعلق بالآثار النفسية على السكان بعد 15 شهرًا من الحرب، قال الجراح المتقاعد الذى عمل في جنوب غزة، مازن محمود، إن تلك التأثيرات ستظهر بوضوح في الأشهر القادمة. "في الأشهر القادمة، ستبدأ القضايا النفسية في الظهور، لأن الناس كانوا يركزون فقط على البقاء على قيد الحياة، وعندما يخف الضغط، ستظهر التأثيرات النفسية بطرق متعددة".
وتواجه غزة تحديات صحية هائلة في المستقبل القريب، حيث أكد الأطباء أن تأثيرات هذه الحرب على الصحة العامة ستستمر لعقود، مشيرين إلى أن النظام الصحي في غزة يحتاج إلى سنوات من إعادة البناء والتمويل لمواكبة الأزمة المستمرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية أطباء بريطانيون غزة القطاع الصحي غزة القطاع الصحي أطباء بريطانيون صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
كارثة بيئية بسبب الحرب على غزة تمتد 21 عاما
خلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كارثة بيئية غير مسبوقة، حيث يواجه سكان القطاع معضلة جبال من الركام تحولت إليها مدنهم وقراهم.
وبحسب التقديرات الأولية للأمم المتحدة، فقد تجاوز حجم الركام 50 مليون طن، وهو رقم ضخم يكشف جزءاً بسيطاً من تداعيات هذه الحرب الكارثية التي حولت كل ما في القطاع تقريباً إلى ركام.
ويشير تقرير أعده الصحفي عمار طيبي للجزيرة إلى أن إسرائيل ألقت نحو 100 ألف طن من المتفجرات على القطاع الصغير مساحة والكثيف سكاناً، مما أدى إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمباني السكنية.
وتقول الأمم المتحدة إن إزالة هذا الركام سيستغرق 21 عاماً، وذلك إذا توفرت الآليات الكافية والوسائل المناسبة، وهو ما يبدو صعب المنال في ظل الحصار المفروض على القطاع والقيود على دخول المعدات الثقيلة.
وقدرت المنظمة الدولية التكلفة الأولية لهذه العملية بمليار و200 مليون دولار، علماً بأن هذا المبلغ يغطي فقط عملية إزالة الركام ونقله، وليس إعادة الإعمار أو تهيئة الطرقات، مما يعني أن التكلفة الإجمالية لإعادة إعمار غزة ستكون أضعاف هذا الرقم.
تدمير 85% من المباني
وأحدثت الحرب الإسرائيلية على القطاع وضعا أسوأ بكثير من المدن التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، إذ إن 85% من المباني في القطاع مدمرة، ويصل عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً أو جزئياً إلى 450 ألف وحدة.
إعلانولا يقتصر الدمار على المباني فحسب، بل يشمل أيضاً مئات الكيلومترات من الشوارع والأرصفة وقنوات المياه والصرف الصحي، مما يجعل عملية إعادة الإعمار تحدياً هائلاً أمام الفلسطينيين والمجتمع الدولي.
ولتقريب حجم هذا الدمار، حاول التقرير تقريب الصورة من خلال عدة أمثلة توضيحية:
لو حُمل هذا الركام في شاحنات تحمل كل واحدة 20 طناً، فسيكون لدينا موكب شاحنات بطول 30 ألف كيلومتر، وهي مسافة تعادل ثلاث مرات المسافة بين قطاع غزة وواشنطن. برج إيفل في باريس يزن 10 آلاف طن، مما يعني أن ركام غزة يعادل وزن 5 آلاف برج مماثل. يمكن باستخدام ركام قطاع غزة تشييد سور بطول وعرض سور الصين العظيم، الذي يمتد على مسافة 21 ألف كيلومتر. وزن الهرم الأكبر في الجيزة يقدر بـ 6.5 ملايين طن، مما يعني أن ركام غزة يكفي لبناء 8 أهرامات مماثلة للهرم الأكبر.هذه الأمثلة قد تقرب الصورة نسبياً، لكن الواقع يبقى أصعب وأكثر تعقيداً، إذ إن الأرقام وحدها لا تعكس المعاناة الإنسانية والتحديات الاقتصادية والبيئية التي ستواجه سكان غزة لعقود قادمة.