مجدداً..هل تستعد إسرائيل لضرب نووي إيران؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه مع إضعاف وكلاء إيران في المنطقة وتضرر دفاعاتها الجوية، فإن الوقت قد حان لتحرك إسرائيل ضد البرنامج النووي لطهران.
وأشارت جيروزاليم بوست تحت عنوان "هل تستعد إسرائيل لضرب المواقع النووية الإيرانية"، إلى حجة لشن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وهي أن تنظيم "حزب الله" اللبناني، وحركة "حماس" الفلسطينية، لم يعودا يشكلان تهديداً على إسرائيل، وبهذا الشكل، أصبح "محور المقاومة" الإيراني في حالة من الخراب، بالإضافة إلى تدمير أنظمة الدفاع الجوي لكل من إيران وسوريا، والقضاء على قدرات الصواريخ الإيرانية.
القناة الـ14 الإسرائيلية: إيران تستعد للاشتباكhttps://t.co/KWwPRMWfOg pic.twitter.com/fK9cSlLaJv
— 24.ae (@20fourMedia) February 20, 2025التقدم في النووي
وأوضحت أن إيران على وشك إنتاج ما يكفي من اليورانيوم الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة لبناء عدة قنابل، وهو الأمر الذي يجعل الاعتماد على انتظار التحذير من الاستخبارات الأمريكية أو الإسرائيلية بشأن "الاندفاع الإيراني الوشيك"، قد لا يكون استراتيجية موثوقة.
ضربة مشتركة
كما أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذا هو الوقت المناسب لكي تتخذ تل أبيب وواشنطن إجراءات عسكرية حاسمة ضد البرنامج النووي الإيراني، ومن الناحية المثالية، من خلال ضربة منسقة ومشتركة، مضيفة أن هناك أدلة متزايدة على أن التفكير على هذا النحو أصبح الآن سائداً في قمة النظام الأمني الإسرائيلي، كما أن التقارير الإعلامية الإقليمية الأخيرة تشير إلى وجود اتفاق واسع النطاق أيضاً بين تل أبيب وواشنطن بشأن هذه القضية.
جولة دبلوماسية
ونقلت جيروزاليم بوست عن تقارير إعلامية وتحليلات سياسية، أن الولايات المتحدة تريد تجربة جولة أخرى من الدبلوماسية، بدعم من العودة إلى استراتيجية الضغط الأقصى، التي حافظت عليها إدارة دونالد ترامب الأولى، ولكن إذا فشلت الجهود الرامية إلى حث إيران على الالتزام الراسخ بالتخلي عن طموحاتها النووية، فمن المرجح أن يعود التركيز إلى الخيار العسكري.
عوامل مهمة
وتساءلت الصحيفة: "ما مدى دقة هذه التقارير؟ وهل من المحتمل أن تشن إسرائيل هجوما على المنشآت النووية الإيرانية؟"، مضيفة أن استعداد إسرائيل المتزايد للتفكير في إمكانية القيام بعمل عسكري ينبع من عدة عوامل، أولها أن إيران تعمل حالياً على تسريع تقدمها نحو القدرة على إنتاج الأسلحة النووية.
وأوضحت الصحيفة أن طهران عملت على زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60% في الأشهر الأخيرة، على ما يبدو رداً على النكسات الأخيرة التي تعرضت لها على جبهات أخرى. والواقع أن الوقت الذي قد تحتاجه إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية، أصبح الآن أسابيع وليس أشهراً، وفقا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وثانياً، تراجعت قدرة إيران على ردع الهجوم الإسرائيلي بشكل كبير جداً في النصف الأخير من عام 2024، والواقع أن تدمير إسرائيل لـ80% من ترسانة صواريخ حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة، وضرب القيادة العليا للتنظيم وعدد كبير من مقاتليه، من شأنه أن يقلل من أهمية أحد العوامل الرئيسية التي كانت حتى الآن سبباً في تعقيد أي تحرك إسرائيلي ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأكدت الصحيفة، أن هذه الميزة قابلة للزوال، وسوف تتلاشى بمرور الوقت بالتزامن مع شروع إيران في إعادة تسليح حزب الله.
تدمير الدفاعات الإيرانية
وأوضحت "جيروزاليم بوست"، أنه في الرد الإسرائيلي الانتقامي واسع النطاق ضد إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، دمرت إسرائيل جزءاً كبيراً من قدرة الدفاع الجوي الإيرانية، وهذا أيضاً قابل للزوال من وجهة النظر الإسرائيلية، مستطردة: "ربما تضررت أو دمرت أنظمة إس-300 الإيرانية، ولكن من المرجح أن يعمل تحالف طهران الناشئ مع روسيا في مرحلة ما على تأمين توفير نظام إس-400 الأكثر تقدماً".
ولذلك، لا يمكن الافتراض بأن نقاط الضعف أو العيوب الإيرانية "عامل دائم" في الصورة الاستراتيجية للشرق الأوسط، بل إنها سوف تتراجع أو تختفي في النهاية ما لم يتم استغلالها، وهو ما يزيد الاندفاعة الإسرائيلية لتنفيذ ضربة.
تقرير: تركيا تخطط لضربة اقتصادية ضد #إيرانhttps://t.co/jqYHwXTYsy
— 24.ae (@20fourMedia) February 19, 2025المشروع الإيراني لم ينهار
ثالثاً، على الرغم من حالتها الضعيفة، تظل إيران الخصم الأكثر أهمية لإسرائيل في المنطقة، وعلى عكس بعض التقارير الإعلامية الإسرائيلية المبالغ فيها، فإن المشروع الإقليمي الإيراني لم ينهر نتيجة لانتكاسات عام 2024، ولا تزال طهران وحلفاؤها وأصولها في مواقع قيادية في عدد من المواقع الإقليمية الرئيسية، وأوضحت أن النكسة الدائمة الوحيدة التي عانى منها الإيرانيون في العام الماضي هي خسارة نظام الأسد في سوريا، وهذا، بلا شك، يضعف بشدة انتشار طهران الإقليمي.
وتقول الصحيفة، إنه من المرجح أن تأخذ الإدارة الأمريكية رغبتها في التوصل إلى اتفاق نووي جديد أكثر صرامة مع إيران على محمل الجد، وعلقت: "لا ينبغي استبعاد قدرة إيران على التلاعب بهذا الوضع، كما تبدو نوايا ترامب ورغباته قابلة للتغيير، ولا يمكن التنبؤ بها".
واختتمت الصحيفة تحليلها قائلة إن "فرصة توجيه ضربة إسرائيلية لعرقلة وإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية تبدو أعلى الآن من أي وقت مضى منذ اكتشاف البرنامج النووي السري الإيراني قبل عقدين من الزمان".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الهجوم الإيراني على إسرائيل النوویة الإیرانیة جیروزالیم بوست إیران على
إقرأ أيضاً:
إيران على مسافة قصيرة من العتبة النووية
البلاد – جدة
فيما تتأهب طهران وواشنطن لجولة جديدة من المحادثات، أطلق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي تحذيرًا من أن إيران “ليست بعيدة” عن تطوير قنبلة نووية، مؤكدًا أن امتلاكها لجميع “القطع” اللازمة يضعها على مسافة قصيرة من القدرة على تجميع القنبلة. وأتت تصريحاته مباشرة قبل وصوله إلى العاصمة الإيرانية، في زيارة تهدف إلى محاولة احتواء التوتر المتصاعد حول البرنامج النووي الإيراني.
غروسي قال في مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية نُشرت الأربعاء: “الأمر يشبه الأحجية… لديهم القطع، وقد يتمكنون يومًا من تجميعها. لا يزال أمامهم طريق، لكنهم ليسوا بعيدين”. وشدد على أن تأكيد طهران المتكرر بعدم امتلاكها لأسلحة نووية “ليس كافيًا”، مضيفًا: “يجب أن نكون قادرين على التحقق من ذلك”.
وبعد ساعات من نشر المقابلة، أكدت وكالة “إيسنا” الإيرانية أن غروسي وصل طهران، حيث سيلتقي وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية محمد إسلامي. وتُعقد زيارته قبل يومين فقط من انطلاق جولة جديدة من المحادثات بين إيران وأمريكا، المقررة بعد غدِ السبت في روما، بحسب ما أعلنه التلفزيون الإيراني.
وفي السياق ذاته، أعاد عراقجي التأكيد على أن “حق إيران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض”، محذرًا من أن “التصريحات الأمريكية المتناقضة تُعقد الوضع”، على حد تعبيره. وأبدى استعداد بلاده “لبناء الثقة بشأن المخاوف المحتملة”، لكنه شدد على أن الضغوط لن تُجدي، وأن “الاحترام المتبادل هو السبيل الوحيد لتحقيق تقدم”.
في المقابل، جدد المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي يقود وفد بلاده في المحادثات، التأكيد على أن “أي اتفاق مقبل يجب أن يؤسس لإطار من السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”، وهو ما يعني فعليًا إنهاء تخصيب اليورانيوم ووقف برنامج التسلح الإيراني.
وكان ويتكوف قد التقى عراقجي في مسقط، السبت الماضي، ضمن محادثات بوساطة سلطنة عمان، وُصفت بـ “الإيجابية والبناءة”، على أن تُستكمل بعد غدِ السبت في العاصمة الإيطالية. وفي ظل التلويحات الأمريكية المتكررة بالخيار العسكري، يُنتظر أن تكون جولة روما حاسمة في تحديد مسار المرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، شدد المرشد الأعلى علي خامنئي خلال لقائه بعدد من السياسيين، الثلاثاء، على أن “المراحل الأولى من محادثات عُمان سارت بشكل جيد”، داعيًا إلى الاستمرار “بدقة وحذر”. وأكد على “وضوح الخطوط الحمراء الإيرانية”، تماماً كما هو الحال بالنسبة للطرف الأمريكي.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، أن “الأمن القومي الإيراني وسلاح الدفاع خطوط حمراء لا يمكن التهاون فيها”.
يُشار إلى أن تقرير الوكالة الذرية الصادر في فبراير الماضي كشف أن إيران تمتلك 274.8 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 %، وهي نسبة تفوق بكثير الحد المسموح به وفق اتفاق 2015، وتُقربها من العتبة الحرجة البالغة 90 % اللازمة لصنع سلاح نووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح صورة: غروسي في طهران أمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ