حق اللجوء يتراجع عالميا مع ظهور اليمين المتطرف
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
في ظل الهجوم الواسع الذي يشنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الهجرة والتدابير المشددة التي تعهد بها المحافظون الأوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية الألمانية اليوم الأحد، يتراجع حق اللجوء بشكل متزايد في العالم.
وفي يناير/كانون الثاني، أكدت الأمم المتحدة أن "جميع الدول تملك الحق في ممارسة سلطتها على امتداد حدودها الدولية" ولكن "ينبغي عليها فعل ذلك وفق التزاماتها في مجال حقوق الإنسان".
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأميركي تعليق طلبات اللجوء وبرنامج إعادة التوطين، مما دفع المنظمة الأممية إلى التذكير بأن طلب اللجوء "متفق عليه عالميا".
ويقوم الحق في اللجوء -المنصوص عليه باتفاقية جنيف التي صادقت عليها 155 دولة عام 1951- على مبدأ "عدم الإعادة القسرية" وبالتالي لا تجوز إعادة اللاجئ إلى بلد تتعرض فيه حياته أو حريته للخطر.
وقال جوليان بوشيه، رئيس المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا) وهو الهيئة المسؤولة عن دراسة طلبات اللجوء في فرنسا "إن ضرورة الحماية لم تعد تبدو حتمية على الرغم من ازدياد النزاعات المسلحة وحجم النزوح القسري، وإن كانت أسس حق اللجوء لا تزال متينة".
إعلانوفي المضمار ذاته، يقول تيبو فلوري غراف، أستاذ القانون الدولي جامعة باريس "لا نجرؤ على مهاجمة هذا الحق بشكل مباشر والقول إنه لا حاجة إلى حماية اللاجئين، لكننا نسعى إلى منع الناس من تقديم طلباتهم، حتى في أوروبا".
طابع مطلق
وتترافق الزيادة في طلبات اللجوء، في جميع أنحاء العالم، مع مواقف حازمة بشكل متزايد بشأن اللجوء تحت تأثير الأحزاب القومية. مع الإشارة إلى وجود 8 ملايين طالب لجوء عام 2024، مقارنة بـ1.8 مليون عام 2014، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
ومن جانبها طلبت المجر بزعامة رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، التي تم تغريمها بسبب خرقها قواعد اللجوء، استثناء من قواعد اللجوء الخاصة بالاتحاد الأوروبي.
وفي السويد، شددت الحكومة، مدعومة من الحزب اليميني المتطرف، معايير اللجوء. وفي النمسا، أعلن اليمين المتطرف الذي فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، عزمه خفض اللجوء إلى "الصفر".
وفي ألمانيا، يدعو المحافظون، المرشحون الأوفر حظا للفوز بانتخابات اليوم الأحد، إلى إغلاق مستدام للحدود ورفض دخول أي أجنبي بدون أوراق نظامية، بما في ذلك طالبو اللجوء.
وأعربت منظمة العفو الدولية مؤخرا عن قلقها إزاء استخدام لاتفيا وليتوانيا وبولندا "ضوابط هجرة سافرة" مشيرة إلى "الطابع المطلق" لحق اللجوء.
سياسة انتحاريةويراقب الأوروبيون عن كثب مبادرة إيطاليا حيث تعمل رئيسة الوزراء اليمينية جورجا ميلوني على تكليف ألبانيا بمعالجة طلبات اللجوء المقدمة من المهاجرين مع ترجيح احتمال ترحيلهم. ورأت محكمة إيطالية الإجراء غير متوافق مع القانون الأوروبي.
وقال الأكاديمي بجامعة باريس "غالبا ما نشهد هذا التناقض بين اللاجئين الذين يتعين حمايتهم والآخرين الذين يجب إبعادهم".
وأشار غراف إلى أن "المعايير لا تقتصر على المعارضين السياسيين كما يقول بعض المسؤولين، بل تشمل أي شخص يتعرض للاضطهاد لأسباب دينية أو عرقية أو بسبب انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة".
إعلانوإزاء الخطاب الذي يجرم المهاجرين، تؤكد منظمات حقوقية أن المهاجرين، الذين فروا من بلادهم إلى الدولة التي طلبوا منها الحماية من أجل تقديم طلب اللجوء، عبروا الحدود بشكل غير قانوني.
واعتبر باسكال بريس، المدير السابق لمكتب حماية اللاجئين، أن حق اللجوء هو ضحية للسياسة "الانتحارية" المتعلقة بالهجرة.
وأوضح "لقد تقلصت فرص الهجرة القانونية، وخصوصا من خلال العمل، بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، على الرغم من الحاجة الماسة للعمالة".
وبالتالي، يقوم بعض المهاجرين بـ"الالتفاف" على حق اللجوء من أجل البقاء بشكل قانوني، وهكذا يتعرض النظام "للضغط" حسب هذا المسؤول عن اتحاد جمعيات لمكافحة الإقصاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب حريات طلبات اللجوء حق اللجوء
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: أوروبا تستخدم ملف اللاجئين السوريين لتحقيق مصالحها
كتب- عمرو صالح:
أكد الخبير السياسي عبدالله الأحمد المهتم بالشأن السوري، أن اللاجئين السوريين وقعوا ضحية للتجاذبات السياسية والتغيرات الدولية التي رافقت الحرب السورية على مدار 13 عامًا من الصراع.
وأضاف "الأحمد"، في تصريحات لفضائية الحدث اليوم، أن النظام الماضي استغل الملف في محاولة يائسة منه لدفع المجتمع الدولي لإعادة تعويمه، ومن جهة أخرى استغلت الدول المستقبلة للاجئين ملفهم في طلب المساعدات الدولية والمساومة على تحقيق أهداف سياسية أخرى، بينما شكل ملف اللاجئين مادة دسمة لبعض الأحزاب اليمينية واليسارية في أوروبا والغرب وخاصة في ألمانيا التي تستقبل أكبر عدد من اللاجئين في أوروبا لاستخدامه في المعارك الانتخابية والاستحقاقات السياسية الداخلية والخارجية.
وفي سياق متصل، أفاد المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، بأن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بدأ منذ 13 يناير الماضي بتقديم دعم مالي لتحفيز اللاجئين السوريين على المغادرة الطوعية إلى بلادهم، وقال عبر منصة إكس: "يمكن للسوريين الحصول على تذاكر طيران ومساعدات مالية لتأسيس مشاريعهم الخاصة".
وأضاف الخبير السياسي، أن برنامج الهجرة وإعادة الاندماج يهدف إلى تقديم الدعم المالي واللوجيستي للسوريين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلدهم، أو الانتقال إلى دولة ثالثة، ويبقى عدد العائدين محدودا مقارنة بأعداد اللاجئين السوريين المقيمين في ألمانيا، والذين يتجاوز عددهم 868 ألفا، معظمهم وصل بين عامي 2015 و2016 هرباً من الحرب.
وأشار إلى أن برنامج الدعم المالي للعودة الطوعية الذي أعلنت عنه الحكومة الألمانية، بدأ بإجراءات سحب الإقامة من مئات السوريين الذين زاروا بلدهم بالفترة بين نوفمبر 2024 ومارس 2025 من العام الجاري، حيث فتحت السلطات الألمانية ملفات أكثر من 2000 لاجئ بينهم مئات السوريين، تمهيداً لسحب إقاماتهم، بعدما تبين قيامهم بزيارات إلى بلدانهم خلال الأشهر الماضية.
وأكد الأحمد، أنه على الرغم من أنه وفقاً للقواعد المعمول في ألمانيا، تطبق بعض الاستثناءات إذا سافر اللاجئ إلى وطنه لضرورة أخلاقية، مثل حالة مرض خطير لأحد أفراد الأسرة أو وفاته.، وتبليغ السلطات الألمانية بذلك، ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الحكومة الألمانية في وقت سابق عن خطة جديدة تسمح للاجئين السوريين بزيارة وطنهم دون أن يفقدوا وضع الحماية الذي يتمتعون به في ألمانيا.
وأوضح المتحدث باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين للصحافة الألمانية، أنه يباشر بفتح ملف المراجعة بمجرد علمه بسفر اللاجئ إلى بلده الأصلي، وبشكل عام يمكن مراجعة وسحب الحماية لأسباب متعددة، مثل تحسن الأوضاع الأمنية في بلد المنشأ أو ارتكاب اللاجئ جرائم خطيرة.
واستطرد أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها وزارة الداخلية الألمانية تعتبر تعسفية وخطيرة بحق اللاجئين وتعكس رغبة سياسية لدى الحكومة الألمانية بالتخلص من اللاجئين بغض النظر حول ما يمكن أن يترتب من نتائج سلبية عليهم وعلى حياتهم بسبب هذه الإجراءات، مشيرا إلى وجود كثير من المؤشرات حول رغبة أوربية عامة بترحيل اللاجئين السوريين.
وأكد الخبير السياسي، أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا تجاه اللاجئين السوريين والتعديلات التي تجريها على قوانين الهجرة، بالتوازي مع النشاط السياسي والدبلوماسي للتواصل مع الإدارة السورية الجديدة، كلها مؤشرات واضحة على توجه أوروبي شامل للتخلص من اللاجئين السوريين.
وبحسب الأحمد، فالدول الأوربية لا يهمها النظام الحاكم في دمشق ولا تريد إقامة علاقات سياسية جادة معه أو الاعتراف به، إنما تريد استغلال التغيرات السياسية بسوريا لحل ملف اللاجئين وفقاً لمصالحها، حيث إن دعوة وزير الخارجية السوري لقمة المانحين في مارس الماضي، لا تعني أبداً اعتراف دولي بحكومة دمشق، بل هي دعوة بالظاهر إنسانية، وتخفي ورائها خطة سياسية أوروبية ممنهجة.
وتابع أن الدعم الأوروبي ليس هدفه دعم حكومة دمشق، أو حتى إعادة إعمار البلاد، بل أن دعوته لقمة بروكسل هدفه فقط إعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا بأسرع وقت بذريعة عودة الاستقرار للبلاد وتحرك عجلة الاقتصاد دون الاكتراث لمسار العملية السياسة في سوريا ومن يحكم دمشق، ومدى قدرته على ضبط الأمن فيها. فالأوروبيين غير راضيين أبداً عن بقاء حكام دمشق الحاليين في السلطة.
ووفقا للخبير السياسي، فإن المؤشرات التي تدل على عدم الرضا الأوروبي على حكام دمشق كثيرة، أولها وأهمها هو الإعلان عن رفع جزئي تدريجي للعقوبات على سوريا، وليس رفع كلّي كما تحتاج دمشق، وثانيها عدم فتح دول الاتحاد الأوربي لسفاراتهم من جديد في دمشق وإعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية، أما ثالثا فعدم إزالة هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب ضمن تصنيفات الاتحاد الأوروبي وواشنطن والأمم المتحدة.
وأوضح أن ذلك بالإضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي يدعم قوات سوريا الديمقراطية المعروفة ويعترف بها على الرغم من خلافها مع حكومة دمشق وداعميها الأتراك، مضيفا أن كل شيء سوف يتغير لاحقاً، بشكل دراماتيكي، فبعد إعادة اللاجئين سوف تزداد العقوبات الأوربية على حكومة دمشق، كما أنه من المحتمل أن تتحول الدعوة الأوروبية لهم من الاجتماعات والمؤتمرات إلى محكمة لاهاي وخاصة بعد أحداث الساحل الأخيرة وما سبقها من انتهاكات، والتي يمكن أن يستخدمها الغرب ضدهم.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
اللاجئين السوريين عبدالله الأحمد الحرب السورية المساعدات الدولية اللاجئين في أوروبا سورياتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
خبير سياسي: أوروبا تستخدم ملف اللاجئين السوريين لتحقيق مصالحها
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك