خرق الطيران الإسرائيلي، الأحد، جدار الصوت على علو منخفض في سماء بيروت، تزامناً مع بدء حزب الله حفل تأبين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، الذي قاد حزب الله لمدة أسبوع بعد اغتيال نصر الله قبل أن تقتله إسرائيل أيضًا.

نشأة حسن نصر الله

وُلد حسن نصر الله في أغسطس 1960 في أحد الأحياء الفقيرة شرق بيروت، كان والده يملك محل بقالة صغيرًا، وكان نصرالله هو الابن الأكبر بين 9 أبناء.

عند اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية كان عمره 15 عامًا، في بداية الحرب، قرر والد حسن نصرالله مغادرة بيروت والعودة إلى قريته الأصلية في جنوب لبنان «البازورية» التي ينتمي سكانها إلى الطائفة الشيعية مثل العديد من القرى في مدينة صور في محافظة الجنوب، وهناك تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي.

وانضم حسن نصر الله في سن الـ 15 إلى أهم مجموعة سياسية عسكرية شيعية لبنانية في ذلك الوقت إلى «حركة أمل»، وهي جماعة مؤثرة وناشطة أسسها موسى الصدر، ورغم أن «نصرالله» درس في النجف بالعراق لمدة عامين فقط ثم اضطر إلى مغادرتها، إلا أن وجوده في النجف كان له تأثير عميق على حياته، حيث التقى في النجف برجل دين آخر يُدعى عباس الموسوي والذي كان يكبر حسن نصر الله بـ8 سنوات، وسرعان ما أصبح مدرسًا صارمًا ومرشدًا مؤثرًا في حياة نصرالله، وبعد عودتهما إلى لبنان، انضم الاثنان إلى القتال في الحرب الأهلية.

كان «الموسوي» يُعتبر أحد طلاب موسى الصدر في لبنان، وتأثر بقوة بالأفكار السياسية لروح الله الخميني الذي سيصبح المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فيما بعد.

تأسيس حزب الله

قرر قادة الحرس الثوري الإسلامي في إيران الذين كانوا يمتلكون خبرة في الحروب التقليدية، إنشاء مجموعة في لبنان تتبع بالكامل لإيران، واختاروا الاسم الذي كانوا معروفين به في إيران ليكون اسم هذه المجموعة «حزب الله».

وفي عام 1985، أعلن حزب الله رسميًا عن تأسيسه، انضم حسن نصرالله وعباس الموسوي، مع بعض الأعضاء الآخرين في حركة أمل، إلى هذه المجموعة التي تم إنشاؤها حديثًا.

عندما انضم نصرالله إلى جماعة حزب الله، كان عمره 22 عامًا فقط وبمعايير رجال الدين الشيعة، كان يُعتبر مبتدئًا، وكان يقودها شخصية أخرى تُدعى صبحي الطفيلي، وسرعان ما تركت بصمتها من خلال تنفيذ أعمال مسلحة ضد القوات الأمريكية في لبنان.

التواصل مع إيران

في منتصف الثمانينيات، ومع تعمق علاقة نصرالله مع إيران، قرر الانتقال إلى مدينة قم لمواصلة دراسته الدينية، وخلال فترة وجوده في الحوزة العلمية في قم، أصبح نصرالله متمكنًا من اللغة الفارسية وأقام علاقات صداقة وثيقة مع العديد من النخب السياسية والعسكرية في إيران.

عندما عاد إلى لبنان، نشأ خلاف كبير بينه وبين عباس الموسوى، في ذلك الوقت، كان الموسوي يدعم زيادة النشاط السوري والنفوذ في لبنان تحت قيادة حافظ الأسد، في حين أصر نصرالله على أن تركز الجماعة على الهجمات ضد الجنود الأمريكيين والإسرائيليين.

موقفه تجاه إسرائيل

وجد نصرالله نفسه في الأقلية داخل حزب الله، وبعد ذلك بوقت قصير، تم تعيينه «ممثلًا لحزب الله في إيران»، أعادته هذه الوظيفة إلى إيران وأبعدته في الوقت نفسه عن الساحة اللبنانية.

تصاعد التوتر بين الحزب وإيران، إلى درجة أنه في عام 1991 تم عزل صبحي الطفيلي من منصب الأمين العام لحزب الله بسبب معارضته لارتباط الجماعة بإيران، وتم تعيين عباس الموسوي بدلًا منه.

بعد عزل الطفيلي، عاد حسن نصرالله إلى بلاده، بعدما بدت مواقفه حول دور سوريا في لبنان قد تعدلت، وأصبح فعليًا الرجل الثاني في جماعة حزب الله.

توليه قيادة حزب الله

اغتيل عباس الموسوي على يد عملاء إسرائيليين (الموساد) بعد أقل من عام من انتخابه أمينًا عامًا لحزب الله، وفي العام نفسه 1992، انتقلت قيادة الجماعة إلى حسن نصرالله في ذلك الوقت والذي كان يبلغ وقتها 32 عاما.

اقرأ أيضاًحزب الله يستعد لإقامة جنازة حسن نصر الله بالضاحية الجنوبية لبيروت الأحد المقبل

حزب الله يعلن اغتيال مسؤول قطاع البقاع الغربي

قبل انتهاء مدة الهدنة.. «حزب الله» يطالب بانسحاب المحتل الإسرائيلي من لبنان

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: لبنان حزب الله لبنان اليوم حسن نصرالله مقاتلات إسرائيلية هاشم صفي الدين عباس الموسوی حسن نصر الله حسن نصرالله فی لبنان فی إیران حزب الله الله فی

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الإسرائيلي: سرب مقاتلاتنا يحتفل فوق جنازة نصرالله

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنّ سربا من الطائرات المقاتلة الإسرائيلية يحلق في سماء بيروت، فوق جنازة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر الماضي.

سلاح الجو الإسرائيلي يحلق فوق نعش فتح الله

وأضاف كاتس وفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أنّ «طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تحتفل الآن في سماء بيروت فوق جنازة حسن نصر الله، تنقل رسالة واضحة بأنّ من يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها فهذه هي نهايته، أنتم تطمحون بالجنائز ونحن في الانتصارات».

تعليق وزير الخارجية الإسرائيلي

وكشفت لقطات مصورة عن سرب من الطائرات الحربية الإسرائيلية يحلق على علو منخفض فوق جنازة نصرالله، في الوقت الذي قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنّ «صور جنازة نصر الله الآن تعكس بالضبط مفترق الطرق التاريخي الذي يجد لبنان نفسه فيه، باستمرار الاحتلال الإيراني للبنان (عبر حزب الله) أو التحرر من إيران وحزب الله والحرية للبنان، فالخيار بيد لبنان والشعب اللبناني».

وشُيّعت جنازة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، في المدينة الرياضية ببيروت اليوم استعدادا لدفنهما في مدفن قريب من مطار بيروت الدولي.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سرب مقاتلاتنا يحتفل فوق جنازة نصرالله
  • إسرائيل تهدد حزب الله خلال جنازة حسن نصرالله
  • مراسم تشييع جنازة حسن نصرالله الآن.. 200 ألف مشارك (فيديو)
  • جيش الاحتلال يهاجم مناطق في لبنان خلال تشييع جنازة نصر الله بـ بيروت
  • الرئيس اللبنانى «جوزيف عون» لن يشارك فى جنازة «حسن نصر الله»
  • تشييع جنازة حسن نصر الله اليوم من بيروت.. بث مباشر
  • تقريرٌ إسرائيلي.. ماذا ستفعل تل أبيب خلال تشييع نصرالله؟
  • في الجنوب.. هذا ما استهدفته إسرائيل خلال تشييع نصرالله
  • تعويلٌ على تشييع نصرالله... هل بدأت إيران بخسارة لبنان؟