عقد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، اجتماعًا مع ليونز إيدير، رئيس الاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، وذلك بمبنى التعليم الخاص في القاهرة الجديدة.

جاء الاجتماع على هامش استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، واجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وكذلك افتتاح مقر للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية بالجامعة البريطانية في القاهرة.

ناقش الاجتماع استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية واللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية.

دعم النشاط الرياضي للطلاب

وأكد الدكتور أيمن عاشور اهتمام الوزارة بدعم النشاط الرياضي للطلاب، مشيرًا إلى أن الأنشطة الطلابية تُعد من أهم أسس المنظومة التعليمية، التي تستهدف تقوية ودعم روح التعاون، وتوطيد الروابط الإنسانية، وتعزيز اندماج الطلاب في المجتمع، وتطوير قدراتهم البدنية والنفسية.

وأشار «عاشور» إلى أن الوصول إلى مبنى جامعي وبيئة تعليمية صحية يأتي على رأس أولويات خطة عمل الوزارة، منوهًا باهتمامه الشخصي، بصفته أستاذًا في العمارة، بدعم تطوير المباني الجامعية وجعلها أكثر صحة، وتوفير بيئة جامعية تساهم في الارتقاء بقدرات الطلاب البدنية وصحتهم النفسية. وأكد أن الوزارة تحرص على تطوير البنية التحتية للجامعات، بحيث تكون الجامعة مكانًا متكاملًا يقدم للطلاب التعليم، ويعزز البحث العلمي، ويساهم في تأهيلهم بدنيًا ونفسيًا وثقافيًا، واستثمار وقتهم في المرحلة الجامعية على أفضل نحو، بما يضمن تخريج كوادر مؤهلة على كافة المستويات.

ولفت الوزير إلى التنوع الكبير الذي باتت تشهده منظومة التعليم العالي المصرية بجميع روافدها، من جامعات حكومية وخاصة وأهلية وتكنولوجية وفروع للجامعات الأجنبية، والتوسع في إتاحة التعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن عدد الطلاب في الجامعات المصرية يصل إلى 3.7 مليون طالب، وأكثر من 53% منهم من الفتيات، مما انعكس على إثراء التنوع الطلابي، ودعم إقامة منافسات ومسابقات رياضية وثقافية تعزز من مستوى الطلاب، بالإضافة إلى تعظيم قدرات مصر على استضافة الأحداث الدولية الجامعية في مختلف الرياضات.

وثمَّن الوزير استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي، واجتماعات اللجنة التنفيذية، مشيرًا إلى دور مصر المحوري على مستوى القارة الإفريقية، ومؤكدًا ضرورة التعاون في تنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة على المستوى الإفريقي لتعزيز التبادل الثقافي ودعم روح التنافس والتعاون بين شباب القارة الإفريقية.

ومن جانبه، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن استضافة مصر لاجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الإفريقي للرياضة الجامعية، وما يصاحبها من لقاءات واجتماعات، تمثل تأكيدًا جديدًا على المكانة الريادية التي تحظى بها الدولة المصرية في دعم وتطوير الرياضة الجامعية، ليس فقط على المستوى الوطني، ولكن أيضًا في الإطارين القاري والدولي.

وشدد على أن وزارة الشباب والرياضة تولي اهتمامًا بالغًا بالرياضة الجامعية باعتبارها ركيزة أساسية في بناء جيل واعٍ قادر على تحمل المسؤولية، فهي تجمع بين الجانب الأكاديمي والتكوين الرياضي، مما يسهم في إعداد كوادر تمتلك مقومات النجاح والتفوق في مختلف المجالات.

التعاون الوثيق بين الشباب والرياضة والتعليم العالي

كما أوضح وزير الشباب والرياضة أن التعاون الوثيق بين وزارة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يعكس رؤية الدولة المصرية في الاستثمار في شبابها، من خلال توفير بيئة رياضية متكاملة داخل الجامعات، تدعم المواهب، وتعزز الروح التنافسية، وترسخ مبادئ الرياضة كوسيلة لتعزيز الانتماء الوطني والتقارب بين الشعوب.

مُجددًا التأكيد على التزام الوزارة بدعم كافة الجهود الرامية إلى الارتقاء بالرياضة الجامعية، والحرص على تعزيز التعاون مع مختلف المؤسسات الدولية لتحقيق أهداف التنمية الرياضية المستدامة، بما يخدم شباب مصر والقارة الإفريقية والعالم أجمع.

من جانبه، أعرب ليونز إيدير عن سعادته بزيارة مصر، وتقديره لتراثها الحضاري العريق والمناطق السياحية المتميزة، مشيدًا بدورها البارز على مستوى القارة الإفريقية في دعم تنظيم البطولات والمنافسات الرياضية. كما أكد على الدور الكبير للرياضة في التقريب بين الشعوب.

حضر الاجتماع السيد ماتياس ريموند، الأمين العام للاتحاد الدولي للرياضة الجامعية، والسيد تارمو جاكسون، مدير التطوير والعلاقات للاتحاد الوطني للرياضة الجامعية بالاتحاد الدولي للرياضة الجامعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أهداف التنمية الأمين العام الأنشطة الطلابية الاتحاد الدولي البحث العلمي البنية التحتية التعليم الخاص التعليم العالي للاتحاد الإفریقی للریاضة الجامعیة الشباب والریاضة التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر

بقلم : ذ. محمد مفضل

هل يمكن اصلاح منظومة تعليمية تعرضت للتدهور لفترة طويلة؟ و هل هناك محاولات جادة مبنية على نظرة استراتيجية بعيدة المدى؟ قد يكون الجواب المتسرع بنعم أو لا مجانبا للصواب لأن عملية الإصلاح معقدة و تتطلبمقاربة ميدانية تبحث في مكامن النجاح و الخلل و في المتدخلين في العملية و مدى مقاومتهم أو استعدادهم لتنزيل الإصلاح على أرض الواقع.

أحيل في البداية على خلاصات عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو حول علاقة المجتمع بالتعليم، حيث تؤكد نظريته السوسيولوجية على دور مؤسسات التعليم في إعادة انتاج التفاوت الاجتماعي. لم تكن هذه الخلاصة أكثر صدقا وواقعية في وصفها لواقع التعليم الجامعي في المغرب مثل اليوم و خصوصا مع انتشار الجامعات الخاصة التي تحقق لمنتسبيها النجاح الأكاديمي و تعزز رأسمالهم الثقافي و مكانتهم الاجتماعية، في حين أن الجامعات العمومية، خصوصا ذات الولوج المفتوح، تبقى ملجأ لعموم الطلبة حيث الاكتظاظ و الهدر و ضعف الإمكانات و التكوين و يبقى فشل أغلب الطلاب في تحقيق الرأسمال الثقافي المطلوب دليلا، في الخطاب الرسمي،  ليس على فشل المنظومة بل فشلهم كأفراد منتمين إلى طبقات غير محظوظة. هكذا يصبح الفشل قدرا طبقيا و ليس نتيجة لإصلاحات و سياسات فاشلة.

نبه بازل برنشتاين، عالم الاجتماع البريطاني إلى دور التعليم في إعادة انتاج  التفاوت الاجتماعي كذلك، لكن من منظور لغوي، حيث يميل النظام التعليمي، حسب رأيه، إلى تفضيل اللغة الأكثر تعقيدا و تجريدا و التي تستخدمها الطبقات الوسطى و ما يتبع ذلك من تفوق في اللغات و التقنيات، الأمر الذي يجعل الطلبة من طبقات دنيا في وضع غير متكافئ.

تساهم الجامعة في المغرب في توزيع المعرفة و السلطةبطريقة غير متكافئة، و لعل آخر إصلاح للتعليم العالي يشهد على تأثير الفوارق الاجتماعية على التعليم وإعادة انتاجها من طرف هدا الأخير. تم تنزيل نسخة جديدة من الإصلاح الجامعي [إسريESRI] ، الميثاق الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار بداية السنة الجامعية2023-2024 ، و يتضمن ضمن محاور أخرى، مهمة دمج المهارات الرقمية و اللغوية و مهارات الحياة في المنظومة البيداغوجية الجديدة. وفرت الوزارة بعض المناصب المالية الخاصة بتوظيف أساتذة محاضرين و تمويل شراء حواسيب للكليات، لكنها لم توفر مهندسين و تقنيين كما وعدت بذلك الوزارة لمؤازرة الأساتذة في تنزيل هذا الإصلاح.

تنزيل الشق المتعلق باللغات الأجنبية و مهارات القوة أبان عن مشاكل قيمية و هيكلية لها علاقة بالسياق العام للسياسات التعليمية بالمغرب. بالنسبة للغات، تعاقدت الوزارة مع منصة أمريكية لتعليم اللغات بمبالغ كبيرة، روزيطا ستون، التي تتعامل مع الطالب كزبون توفر له منتوجا موحدا و من المفروض أنه، أي الطالب، يتوفر على وسائل التواصل مع المنصة و الاشتغال عليها.

نظرا لكثرة المشاكل التقنية المتعلقة بتفعيل الحسابات على منصة روزيطا و استعمالها للتعلم، أصبح همٌ أغلب الطلبة هو حل المشاكل التقنية التي لها علاقة بالمعرفة الرقمية للطلبة، و بعدم تطابق الهواتف مع المنصة، و عدم توفر الطلبة على رصيد بهواتفهم للاشتغال بالمنصة عن بعد، و عدم احتساب المنصة لساعات الاشتغال على المنصة [ضرورة انجاز 30 ساعة في اللغتين الفرنسية و الإنجليزية]، هذه الوضعية الأخيرة دفعت بعض الطلبة، لعدم توصلهم لأي تفسير أو تأويل لهذه الوضعية، إلى استعمال برمجيات بمقابل للرفع من عدد الساعات المسجلة في حسابهم في روزيطا، الأمر الذي أفسد العملية برمتها. كما أن مئات الطلبة، رغم توفرهم على حساب بروزيطا، لا يتم استدعاؤهم لاجتياز الامتحانالنهائي رغم توفرهم على شرط 30 ساعة، لأن أسماءهم غير متضمنة في تقارير روزيطا. أين هي عملية التعلم؟ ضاع انتباه و جهد الطلبة في حل مشاكل تقنية لم يجدوا من يساعدهم على حلها، و في آخر المطاف يُحمل الطالب و الأستاذ مسؤولية فشل جزء من إصلاح المنظومة البيداغوجية، رغم أن مصدر الفشل هو مؤسساتي حيث لم توفر المؤسسة الوسائل التقنية و الموارد البشرية اللازمة لإتمام العملية في أحسن الظروف كما يتم فعلا في مؤسسات التعليم العالي الخاصة التي لا تعرف مشاكل من هذا النوع.

الوجه الثاني للإصلاح البيداغوجي المتعلق بمهارات القوة هو أكثر قبحا من حيث المحتوى و من حيث التدبير التقني و من حيث شروط التقييم. جل وحدات مهارات القوة لا تستجيب لشروط التعليم الجامعي، مجرد وحدات لتلقين معلومات يمكن الحصول عليها باستعمال الانترنت والذكاء الاصطناعي. هل يحتاج طالب بكلية العلوم مثلا أن يعرف فنون الطبخ و الفنون الشعبية كأغاني العيطة، أو أن يعرف تواريخ المعارك؟ من الأكيد أن هناك خلل في التصور، تصور للثقافة كفلكلور، كأرقام و تواريخ، كأسماء و مسميات، كلٌ متشظي لا يستطيع دماغ الطالب جمعه إلا لحظات ثم يهوي الكل إلى فج عميق من النسيان. رغم ضعف المضمون الذي تم تجميعه بمقابل، و رغم دهشة الطالب أمام تدني مستوى المعرفة الملقنة بالجامعة المغربية، يعيش الطالب، تحت ضغط الضرورة، في وهم التعلم على منصة أخرى اسمها مودل، و التي تقدم ما أنتجه الإصلاح، من فيديوهات و دروس توجد محتويات أحسن منها بفضل نقرة في عالم الانترنت. عندما حلت لحظة المراقبة المستمرة، اجتاز الطالب امتحانا في المنزل بمساعدة الذكاء الاصطناعي و وسطاء بمقابل أو دون مقابل، و حصل أغلب الطلاب على 20، 19 أو 18/20، تحتسب بنسبة 50 بالمائة من النقطة النهائية، في مؤسسات التخصص العلمي، حيث قد تمنح شهادة لطالب نجح أكثر في وحدات بعيدة عن تخصصه العلمي، بفضل نقط قد تكون غير مستحقة. هكذا يتم دعم التكوين العلمي. ثم يأتي الامتحان النهائي الحضوري على المنصة، فيجتاز الطلبة الامتحان في قاعات الامتحان أو بالمنزل[!]، بمساعدة وسطاء أو برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتتكرر نفس المهزلة.

ما يشهد عليه هذا التنزيل للإصلاح البيداغوجي هو عدم تحقق الأهداف التي كان مخططا لها، لم يتعلم الطالب اللغة بطريقة بيداغوجية جديدة ومتطورة، بل كان همه حل المشاكل التقنية، و مشاكل الاتصال و الانفصال، الامر الذي تركه هائما في عالم من التيه و التساؤل لا يفارق فكره، ماذا يقع حولنا؟ من المسؤول؟ أين الإصلاح؟ ثم يعيد نفس الأسئلة عندما يتذكر امتحان مهارات القوة، ويبتسم في قرارة نفسه، و يشكر الذكاء الاصطناعي و كرم الإنترنت.

من هو المسؤول و من هو الضحية؟ أرجو أن يجيب المسؤولون عن هذا الإصلاح عن هذه الأسئلة حتى يقتنع العطار أن ما أفسده الدهر يصعب إصلاحه بمساحيق سطحية. تربة الإصلاح أعمق من ذلك و تحتاج إلى عطار من نوع خاص، ينصت لنبضات الثقافة المحلية و متطلبات الانخراط الجدي في الحداثة.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية
  • «إسلامية الشارقة»: دعم التعليم العالي زكاة مشروعة
  • أيمن عاشور: الوزارة تنفذ الخطة الطموحة لجعل مصر قبلة تعليمية فريدة
  • طلاب جامعة قناة السويس الوافدون يشاركون في حفل الإفطار السنوي بالقاهرة بحضور وزير التعليم العالي
  • وزير التعليم العالي يشارك في حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين بجامعة أسيوط
  • وزير التعليم العالي: تسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين
  • تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
  • اصلاح التعليم العالي: هل يصلح العطار ما أفسده الدهر
  • المؤبد لمسئولين بـزراعة دمنهور بتهمة اختلاس طوابع واستمارات تعليمية