آحاد الصوم الكبير في المسيحية.. معاني روحية ورسائل إيمانية
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد الصوم الكبير في المسيحية من أهم فترات العبادة والتقرب إلى الله، ويمتد لمدة 55 يومًا، تتخلله مجموعة من الآحاد، لكل منها اسم ومعنى روحي يعتبر مسيرة التوبة والنمو الروحي للمؤمنين.
هذه الآحاد تحمل رموزًا مستمدة من الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة، تساعد الصائمين على التأمل في معاني الصوم والاستعداد الروحي لعيد القيامة المجيد.
تفاصيل آحاد الصوم الكبير:
١- أحد الرفاع:-
هو الأحد السابق لبدء الصوم الكبير، ويعتبر بمثابة استعداد نفسي وروحي للصيام.
يُطلق عليه “أحد الغفران”، حيث يتصالح الناس ويطلبون المغفرة من بعضهم البعض قبل بداية الصوم.
٢-أحد الكنوز:-
أول أحد في الصوم الكبير، ويركز على تعاليم المسيح حول أهمية تخزين الكنوز في السماء وليس على الأرض ،و يدعو المؤمنين إلى الزهد في الماديات والتركيز على الروحانيات.
٣-أحد التجربة:-
يذكرنا بتجربة المسيح على الجبل، عندما صام أربعين يومًا وتعرض لإغراءات الشيطان لكنه انتصر عليها ،و يعلم المؤمنين قوة الصوم والصلاة في مواجهة التجارب والضعفات.
٤-أحد الابن الضال:-
يروي مثل الابن الضال، الذي يرمز إلى رحمة الله واستعداده لقبول التائبين ،و يشجع على التوبة والعودة إلى الله بغض النظر عن الخطايا السابقة.
٥-أحد السامرية:-
يتناول لقاء المسيح مع المرأة السامرية عند البئر، حيث كشف لها عن ماء الحياة الأبدية ،و يرمز إلى قبول الله للجميع، مهما كانت خلفياتهم أو أخطاؤهم.
٦-أحد المخلع:-
يذكرنا بمعجزة شفاء المخلع عند بركة بيت حسدا، حيث ظل مريضًا لمدة 38 عامًا قبل أن يشفيه المسيح ، يعني أهمية الثقة في الله وانتظار تدخله في الأوقات الصعبة.
٧-أحد التناصير (أحد المولود أعمى):-
يتناول قصة شفاء المسيح لرجل ولد أعمى، ومنحه البصر الجسدي والروحي ،و يرمز إلى الاستنارة الروحية التي تأتي من الإيمان بالمسيح.
٨-أحد الشعانين (أحد الزعف):-
الأحد الأخير قبل أسبوع الآلام، ويحتفل فيه بدخول المسيح إلى أورشليم وسط هتاف الشعب وسعف النخيل ،و يرمز إلى استقبال المسيح في القلوب كملك ومخلّص
تمثل آحاد الصوم الكبير محطات روحية تساعد المؤمنين على التأمل في علاقتهم مع الله والاستعداد لعيد القيامة. كل أحد يحمل رسالة خاصة تحث على التوبة، الإيمان، والتجديد الروحي، ليكون الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل رحلة إيمانية نحو النقاء والقداسة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاستعداد الكتاب المقدس القيامة المجيد الصوم الکبیر یرمز إلى
إقرأ أيضاً:
تاريخ الصوم الكبير في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.. يبدأ بعد غد
تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لبدء الصوم الكبير 2025 أطول الأصوام في الكنيسة إذ يمتد لـ55 يومًا، حتى الاحتفال بعيد القيامة المجيد، ويشكل محطة زمنية مهمة في تاريخ الكنيسة حيث تطورت طقوسه وتقاليده على مر التاريخ وهو ما نستعرضه في السطور التالية.
موعد الصوم الكبير 2025يبدأ الصوم الكبير هذا العام يوم الاثنين المقبل الموافق 24 فبراير الجاري، ويستمر حتى الاحتفال بعيد القيامة 2025 يوم الأحد 20 أبريل المقبل.
تاريخ الصوم الكبير في الكنيسةوحول تاريخ الصوم الكبير في الكنيسة القبطية، قال كيرلس كمال، باحث في تاريخ الكنيسة، لـ«الوطن» إنه كان منفصلاً تماماً عن الصوم الذي يسبق عيد القيامة، وتشير بعض المصادر إلي أن الآباء الرسل كانوا يصومون الأربعين المقدسة ثاني يوم عيد الغطاس أي يوم 12 طوبة حتى 22 أمشير ثم يكسرون الصيام ويفطرون ويعودوا للصوم مرة أخرى في الجمعة الكبيرة.
وأضاف «كمال» أنه بخصوص الصوم الذي يسبق عيد القيامة فكان نظامه مختلفًا من كنيسة لأخرى ومن مكان لآخر فبدأ بأنهم كانوا يصومون يوم الجمعة الكبيرة ثم أضافوا صيام يوم السبت السابق لعيد القيامة ثم كان هناك البعض يصومون مدة أربعين ساعة، وكان هذا الصوم انقطاعياً بدون تناول أي طعام على الإطلاق.
وتابع: ثم بدأت كنيسة أورشليم تصوم مدة 6 أيام قبل عيد القيامة وكانت تتذكر فيها آلالام المسيح، وبعد مجمع نيقية المنعقد 325م أصدر الإمبراطور قسطنطين بأن هذه الستة أيام إجازة رسمية في الإمبراطورية الرومانية، ومنذ ذلك العهد صارت كل الكنائس تلتزم بصيام هذه المدة، وكان يقام في هذه المدة صلوات لتذكار آلام المسيح وصارت هذه الأيام تصام وتتبع في كل كنائس العالم.
تطور الصور الكبير في الكنيسةوأشار إلى أن كنيسة الإسكندرية كانت تميز ما بين الصوم الأربعيني وصوم أسبوع البصخة (أسبوع الآلام)، ومن ضم الصومين على بعض هو البابا أثناسيوس الرسولي، البطريرك الـ20 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهذا مثبت من رسائله الفصحية، إذ ذكر «كان يوم الجمعة العظيمة هي ختام الصوم الأربعيني».
واستمرارًا للحديث عن تاريخ الصوم الكبير في الكنيسة القبطية أوضح «كيرلس» أن الصوم الأربعين المقدسة بدأ يعمل به في الكنيسة القبطية منذ النصف الأول للقرن الثالث حسب إشارة لهذا الصوم في كتابات العلامة أوريجانوس، وأن الصوم الأربعيني أنضم لستة أيام البصخة في عهد البابا أثناسيوس وظل هذا الطقس موجود في الكنيسة حتي زمن البابا دميانوس البطريرك الـ35، أي كانوا يصومون 6 أسابيع شاملة أسبوع البصخة.
وتابع لكن في عهد البابا بنيامين الـ38 نجد من رسائله الفصحية أن مدة الصوم أصبحت 8 أسابيع وأضافوا أسبوع وهو مجموع السبت والأحد الذي لم ينقطعوا فيه عن الطعام أثناء فترة الاربعين المقدسة بجانب أسبوع البصخة.