سواليف:
2025-02-23@17:15:38 GMT

#تحت الضوء

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

في العلاقات بين المجتمعات البشرية، هنالك سنة كونية ثابتة، هي قاعدة تحكمها ولا شواذ لها، وهي أن المصالح هي الأساس، متى ما تعارضت تولدت الصراعات، ومتى ما توافقت تولد التعارف والتعاون.
لذلك شاء الله أن لا يخلق البشر من طينة واحدة ونسخا متطابقة، بل شعوبا وقبائل ذوي قدرات وامكانات متباينة، ليتعارفوا ويتعاونوا.


لكن لأن الفطرة البشرية مبنية على غريزة حفظ النفس وحفظ النوع، لذلك كانت الأنانية وحب الذات طبعا سائدا، والتي ان زادت ولدت الأطماع والرغبة بالاستئثار بالنفع، والتي قد تصل الى درجة سلب الآخرين حقوقهم، لذلك أنزل الله الدين ضابطا مانعا من الظلم والتعدي.
هنا أصبح لدينا مجتمعات منضبطة بضوابط منهج الله الذي هو الحق، وأخرى متفلتة تتبع الباطل، الحق سبيل واحد يسمى الصراط المستقيم، والباطل شعاب متعرجة متعددة بتعدد نزعات الظلم والأطماع، لا يحكمها ضابط، لذلك سمى الله منهجه: النور، وما خالفه: الظلمات لأنها متعددة المسالك ومتشعبة المهالك.
من ذلك تنشأ حقيقة أزلية باقية، وهي ان الصراع بين حق وحق لا يكون، لأن الحق واحد متطابق، وإن حصل فأحد الطرفيين أو كليهما منحرف عن الحق.
والصراع بين حق وباطل يكون، قد يقصر أو يطول بحسب علو همة أهل الحق، لكن النتيجة دائما ان الباطل زهوق.
أما الصراع بين باطلين فهو دائم قائم ولن ينتهي.
بناء على ما سبق نفهم التطورات في الأزمات العالمية التي يصنعها حيتان الاحتكار الرأسمالي بين الفينة والأخرى.
ففي الحالة الأوكرانية، استعمل الغرب المتوحش لعبته المفضلة: الاحتواء المزدوج، عندما حرض الحكومة الأوكرانية على طلب عضوية حلف الناتو، وهم يعلمون ان ذلك سيستفز الروس، خاصة بعد التحاق دول البلطيق به، فأصبح للغرب قواعد محاذية لديارهم، بعد أن كانت دول أوروبا الشرقية تشكل ساترا جغرافيا بين الروس والغرب.
هكذا تم جر روسيا الى الحرب، في الوقت الذي كانت تستعد فيه للتعافي مما أصابها من انهاك جراء فشل التطبيق إبان الحقبة الشيوعية، وكانت روسيا على وشك تدشين مرحلة جديدة من التقدم، أسوة بما فعلته الصين بعدما تعافت هي أيضا من مرحلة الشيوعية.
وكعادة الغرب المتوحش فهو يحارب دائما بجنود الآخرين، ولا يقدم سوى العتاد والسلاح، والذي هو بحاجة دائمة الى استبداله بعد قرب فقدانه صلاحيته.
ورغم ذلك فقد استنزفتهم الحرب، بعد أن ابتلعت ساحات المعارك الكثير، فأصبح الحمل ثقيلا على الممولين، وبالطبع فدائما ما تتحمل القوة العظمى (الشيطان الأكبر) الحصة الأكبر من هذا الحمل، لذلك اصبحت تضغط على أتباعها الأوروبيين لزيادة مساهماتها، وبالطبع فالمرشح الأكبر هو ألمانيا، التي استقلال قراراتها صوري، فهي ترزح تحت الاحتلال العسكري الأمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لذلك نراها تتحمل العبء الأكبر في تمويل كل مغامرات أمريكا الإستعمارية.
بالطبع فللتحمل حدود، خاصة مع حرب عبثية كهذة لن يحقق فيها أي طرف نصرا، بل دائما ما تنتهي الى تقاسم الهزيمة بين الطرفين، لأن صراعات الباطل لن تنتهي، بل دائمة باقية بصور مختلفة، تتخللها فترات استراحة.
من هنا نفهم تذمر “زيلنسكي” من تأخر مواعيد وصول الدعم، إضافة الى الهدر الكبير جراء احتكار عمليات النقل الداخلي من قبل شركات أميركية تتقاضى مبالغ باهظة، وفي النهاية تسجل هذه النفقات كديون، ستطالب أوكرانيا بتسديدها، ولما كانت ستعجز حتما عن ذلك، فقد بدأت التلميحات من قبل المسؤولين الأميريكيين بأن لدى أوكرانيا موارد طبيعية يمكن مقايضتها، أي أن الاحتكاريين الغربيين سوف يمتصون خيراتها، ولن يشفع لها أن رئيسها يهودي، فالباطل لا دين له، وذئاب الرأسمالية جشعة لا تشبع، تأكل كل شيء حتى أولادها.
هكذا هي حروب الباطل، ولذلك هي لا تتوقف حتى تبدأ من جديد، لأن أطماعها لا تنهي.
المتصدي الوحيد لها هو الحق، ورأينا كيف أطمع ضبع البيت الأبيض أن دولته نجحت عام 1965 في ترحيل سكان أرخبيل “تشاغوس” لاقامة قاعدة “دييغو غارسيا”، فطرح فكرة احتلال غـزة واقامة مشاريع سياحية فيها بعد طرد أهلها، لكنه تراجع عندما ذكّره مستشاروه بأن سكان غزة ليسوا كسكان موريشيوس، فهم يتبعون عقيدة الحق، والتي تعصمهم من الرضوخ، ولا تتيح لأهل الباطل اليهم من وسيلة.
الباطل زاهق مهما طال استعلاؤه.

مقالات ذات صلة بلا مجاملة 2025/02/22

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: تحت الضوء هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

حق اللجوء يتراجع عالميا مع ظهور اليمين المتطرف

في ظل الهجوم الواسع الذي يشنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الهجرة والتدابير المشددة التي تعهد بها المحافظون الأوفر حظا للفوز بالانتخابات التشريعية الألمانية اليوم الأحد، يتراجع حق اللجوء بشكل متزايد في العالم.

وفي يناير/كانون الثاني، أكدت الأمم المتحدة أن "جميع الدول تملك الحق في ممارسة سلطتها على امتداد حدودها الدولية" ولكن "ينبغي عليها فعل ذلك وفق التزاماتها في مجال حقوق الإنسان".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اعتراف فرنسي بنقل جثث 60 جزائريا حركيا "سرا" من مقبرة لأخرىlist 2 of 2أمنستي تنتقد إدارة ترامب لـ"تدميرها" الحق في طلب اللجوء على حدود المكسيكend of list

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس الأميركي تعليق طلبات اللجوء وبرنامج إعادة التوطين، مما دفع المنظمة الأممية إلى التذكير بأن طلب اللجوء "متفق عليه عالميا".

ويقوم الحق في اللجوء -المنصوص عليه باتفاقية جنيف التي صادقت عليها 155 دولة عام 1951- على مبدأ "عدم الإعادة القسرية" وبالتالي لا تجوز إعادة اللاجئ إلى بلد تتعرض فيه حياته أو حريته للخطر.

وقال جوليان بوشيه، رئيس المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (أوفبرا) وهو الهيئة المسؤولة عن دراسة طلبات اللجوء في فرنسا "إن ضرورة الحماية لم تعد تبدو حتمية على الرغم من ازدياد النزاعات المسلحة وحجم النزوح القسري، وإن كانت أسس حق اللجوء لا تزال متينة".

إعلان

وفي المضمار ذاته، يقول تيبو فلوري غراف، أستاذ القانون الدولي جامعة باريس "لا نجرؤ على مهاجمة هذا الحق بشكل مباشر والقول إنه لا حاجة إلى حماية اللاجئين، لكننا نسعى إلى منع الناس من تقديم طلباتهم، حتى في أوروبا".

طابع مطلق

وتترافق الزيادة في طلبات اللجوء، في جميع أنحاء العالم، مع مواقف حازمة بشكل متزايد بشأن اللجوء تحت تأثير الأحزاب القومية. مع الإشارة إلى وجود 8 ملايين طالب لجوء عام 2024، مقارنة بـ1.8 مليون عام 2014، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

ومن جانبها طلبت المجر بزعامة رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان، التي تم تغريمها بسبب خرقها قواعد اللجوء، استثناء من قواعد اللجوء الخاصة بالاتحاد الأوروبي.

وفي السويد، شددت الحكومة، مدعومة من الحزب اليميني المتطرف، معايير اللجوء. وفي النمسا، أعلن اليمين المتطرف الذي فاز بالانتخابات التشريعية الأخيرة، عزمه خفض اللجوء إلى "الصفر".

وفي ألمانيا، يدعو المحافظون، المرشحون الأوفر حظا للفوز بانتخابات اليوم الأحد، إلى إغلاق مستدام للحدود ورفض دخول أي أجنبي بدون أوراق نظامية، بما في ذلك طالبو اللجوء.

وأعربت منظمة العفو الدولية مؤخرا عن قلقها إزاء استخدام لاتفيا وليتوانيا وبولندا "ضوابط هجرة سافرة" مشيرة إلى "الطابع المطلق" لحق اللجوء.

سياسة انتحارية

ويراقب الأوروبيون عن كثب مبادرة إيطاليا حيث تعمل رئيسة الوزراء اليمينية جورجا ميلوني على تكليف ألبانيا بمعالجة طلبات اللجوء المقدمة من المهاجرين مع ترجيح احتمال ترحيلهم. ورأت محكمة إيطالية الإجراء غير متوافق مع القانون الأوروبي.

وقال الأكاديمي بجامعة باريس "غالبا ما نشهد هذا التناقض بين اللاجئين الذين يتعين حمايتهم والآخرين الذين يجب إبعادهم".

وأشار غراف إلى أن "المعايير لا تقتصر على المعارضين السياسيين كما يقول بعض المسؤولين، بل تشمل أي شخص يتعرض للاضطهاد لأسباب دينية أو عرقية أو بسبب انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة".

إعلان

وإزاء الخطاب الذي يجرم المهاجرين، تؤكد منظمات حقوقية أن المهاجرين، الذين فروا من بلادهم إلى الدولة التي طلبوا منها الحماية من أجل تقديم طلب اللجوء، عبروا الحدود بشكل غير قانوني.

واعتبر باسكال بريس، المدير السابق لمكتب حماية اللاجئين، أن حق اللجوء هو ضحية للسياسة "الانتحارية" المتعلقة بالهجرة.

وأوضح "لقد تقلصت فرص الهجرة القانونية، وخصوصا من خلال العمل، بشكل كبير في جميع أنحاء العالم، على الرغم من الحاجة الماسة للعمالة".

وبالتالي، يقوم بعض المهاجرين بـ"الالتفاف" على حق اللجوء من أجل البقاء بشكل قانوني، وهكذا يتعرض النظام "للضغط" حسب هذا المسؤول عن اتحاد جمعيات لمكافحة الإقصاء.

مقالات مشابهة

  • حق اللجوء يتراجع عالميا مع ظهور اليمين المتطرف
  • شهادة القائد نصر الله
  • كيف نفتح صفحة جديدة مع الله ؟.. علي جمعة يوضح
  • أيهما أكذب من الآخر.. حميدتي ام شقيقه الأكبر ونائبه ؟!
  • سرّ جديد عن اغتيال نصرالله.. من الذي خطط لذلك؟
  • نائب ترامب: لولا الكرم الأميركي ما كانت أوكرانيا موجودة
  • خطيب المسجد الحرام: العافية في الدين بالثبات على الحق والبعد عن الباطل
  • التبرير اللا اخلاقي .. كيف يُعاد تشكيل العقول؟
  • حين يزأر الحق؛ يرتجفُ عرشُ الطغيان