أثارت تصريحات -صادرة عن أحمد السليمان مسؤول العلاقات العامة في وزارة النفط والثروة المعدنية بالحكومة السورية- موجة من الجدل والنقاش المحتدم على منصات التواصل الاجتماعي.

وجاء ذلك بعد تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) أكد فيه السليمان استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفق عقد كان معمولاً به سابقاً، مع إجراء تعديلات قانونية عليه بما يضمن مصلحة الشعب السوري.

وأوضح السليمان أن الاتفاق يمتد مبدئيًا لمدة 3 أشهر.

مسؤول العلاقات العامة في #وزارة_النفط_والثروة_المعدنية الأستاذ أحمد السليمان في تصريح لـ سانا: تؤكد وزارة النفط والثروة المعدنية أن استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد كان معمولاً به سابقاً، وقد تم دراسته قانونياً وإجراء التعديلات اللازمة عليه بما… pic.twitter.com/Q20FbgNclx

— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) February 22, 2025

وقد أثار إعلان استجرار النفط من قسد واستخدام مصطلح "شمال شرق سوريا" في تصريحات السليمان جدلاً واسعاً بين السوريين، ورأى بعض المعلقين أن هذا التوصيف يُعدّ اعترافاً ضمنياً بشرعية قسد كسلطة في منطقة الجزيرة السورية.

إعلان

وأشار مغردون إلى أن هذا الاعتراف، سواء كان ضمنيًا أو مباشرًا، يمنح قسد مكانة سياسية وقانونية قد تستغلها في التعامل مع الشركات النفطية الدولية.

ألا تجدون أن المصطلح عليه إشارات استفهام عديدة ،و هو مصطلح يتجاوز التصنيف الجغرافي إلى السياسي ،لا يجوز تسمية المنطقة تسميات تخالف التصنيف الإداري أو المتفق عليه عرفت (الجزيرة ) و يقابلها الشامية و هذا ما درجت عليه التسمية .
البيان الرسمي فيه تشريع غير رسمي للفيدرالية المزعومة

— مالك محمد علي (@ly_malk21477) February 22, 2025

وكتب أحد الناشطين "شركات النفط لا تتعامل مع المليشيات، لكن إذا كانت الحكومة السورية تعترف بهذه المليشيات كممثل شرعي لشمال شرق سوريا، فإن ذلك يمنحها الشرعية التي تبحث عنها".

لا تحرير لسوريا الا بتحرير اهلنا بشرق سوريا الرقة والحسكة ودير الزور الزلم ولاد الزلم تخيل انو قسد تصدر 15% فقط للمناطق المحررة في سوريا تخيل ان 85% من نفط شرق سوريا يسرق وينهب من قبل قسد الارهابية تخيل ان يوجد تنكيلات واعتقالات بحق اخوتنا اهالي شرق سوريا موضوع قسد لازم يحل pic.twitter.com/LWTfiY4IvD

— مـحـمـد | صـلـي عـلـى أكـرم الـبـشـر (@x_cf_7) February 22, 2025

في المقابل، دافع آخرون عن الخطوة بوصفها ضرورة ملحة نظرًا للظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، واعتبروا أن إبرام اتفاق مرحلي لاستجرار النفط والغاز يهدف إلى تأمين موارد الطاقة التي تعدّ شريان الحياة لمختلف القطاعات الحيوية في سوريا، مثل المستشفيات، المخابز، محطات توليد الكهرباء، المدن الصناعية.

وقال أحد المدونين في هذا السياق "الشعب داخل سوريا بحاجة ماسة إلى الطاقة. الكهرباء، المياه، والديزل ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها، الدولة في موقف صعب بسبب الحصار ونقص الموارد المالية. هذا الاتفاق يجب أن يُفهم كحل مؤقت، وليس كتنازل سياسي".

في ما يخص العلاقة بي الدولة السورية وقسد حول مسألة النفط: لا وجود لمعلومات رسمية حول تسليم آبار أو اتفاقية تقاسم نفط بين الطرفين.

بحسب وزارة النفط والثروة المعدنية السورية فإن استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من المناطق التي تحتلها #قسد، جاء وفق عقد بيع كان معمولاً به…

— خليل المقداد (@Kalmuqdad) February 23, 2025

إعلان

وفي المقابل، عبّر بعض المراقبين عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا إلى تكريس وضع قسد كسلطة أمر واقع. ودعوا الحكومة إلى الحذر الشديد في صياغة المصطلحات المستخدمة عند الحديث عن الاتفاقات، مشددين على أن النفط الذي يتم إنتاجه في مناطق شمال شرق سوريا ملك لجميع السوريين ولا ينبغي لأي طرف أن يضفي شرعية على قسد من خلال وصفها بهذا الشكل.

نعم لا تتعامل شركات النفط مع الميلشيات
لكن اذا الدولة والحكومة اعترفت بهذه المليشيات وسمتهم سلطة شمال شرق سوريا على لسان المتحدث الرسمي بوزارة النفط ف هذا تخويل للشركات تتعامل معهم باعتبارهم حكام المنطقة

— غنى (@Ghina369369) February 22, 2025

وكتب أحد النشطاء "النفط السوري، منذ اكتشافه، ملك للدولة السورية. لا ينبغي أن تفقد الحكومة هذا الموقف الثابت، حتى لو اضطرت إلى إبرام اتفاقيات مرحلية. قسد تسعى وراء شرعية زائفة لا يمكن القبول بها".

في السياسة لا شيء صدفة او عبثي …
هذا الغضب الشعبي تجاه قسد و جرائمها و مطالبة الشعب حكومته بتحرير الجزيرة من قذارات قسد و PKK و التي اثارها الاعلان عن توريد النفط من الجزيرة …
هذا ليس صدفة و قناعتي حتى التصريح ليس صدفة او اعتباطيا ….
ايها السادة ان لم اكن مخطأ فأنتم الان على…

— عبد الله (@AB_H_Syria) February 23, 2025

وربط محللون هذه التطورات بالتغيرات المحتملة في السياسة الإقليمية والدولية، لا سيما موقف الولايات المتحدة من الوضع في سوريا. وذهب البعض إلى أن الحكومة السورية قد تنتظر تحولاً في موقف الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها من شمال شرق سوريا، وربما هناك اتصالات غير مباشرة مع أطراف إقليمية كتركيا أو حتى واشنطن لضمان استمرار هذا الترتيب المؤقت.

ربما ينتظرون قرار إدارة ترمب، بخصوص سحب قواتها من سوريا، و ربما ثمة محادثات مع الولايات المتحدة تشارك فيها سوريا و تركيا. اعتقد بأن الادارة تستطيع التصريح حول الموضوع ليعرف الناس توجهها و لو تقريباً.

— Suliman Abuelhaija #IstandwithPalestine (@s_Abuelhaija) February 23, 2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قمة الويب وزارة النفط والثروة المعدنیة شمال شرق سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا تفتتح بئر غاز جديد في حمص لتعزيز إنتاج الطاقة

افتتحت وزارة النفط السورية، الخميس، بئر الغاز الجديد "تياس 5" في ريف حمص، بطاقة إنتاجية تبلغ 130 ألف متر مكعب يوميًا، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا".

ربط البئر الجديد بالشبكة الوطنية

البئر الجديد يتبع "الشركة السورية للنفط" وتم ربطه بالشبكة الغازية الوطنية، مما يساهم في تعزيز إمدادات محطات توليد الكهرباء، وبالتالي تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الإدارة السورية الجديدة لتأمين إمدادات مستقرة من الطاقة، ومنع أي خلل قد يعرقل عملية التنمية في البلاد.

واقع إنتاج الغاز والنفط في سوريا احتياطيات الغاز المؤكدة في سوريا بلغت نحو 8.5 تريليونات قدم مكعب وفق بيانات عام 2015. الإنتاج اليومي من الغاز غير المصاحب للنفط يقدر بحوالي 250 مليون متر مكعب، ما يمثل 58 بالمئة من إجمالي إنتاج الغاز في البلاد. الغاز المصاحب للنفط يشكل 28 بالمئة من الإنتاج، ويتركز بشكل أساسي في شرق الفرات. تراجع إنتاج النفط السوري في عام 2010، كان النفط يشكل 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي السوري، ويمثل 50 بالمئة من إيرادات الدولة ونصف صادراتها. كانت سوريا تنتج 390 ألف برميل نفط يوميًا قبل الأزمة، لكن الإنتاج تراجع بشكل حاد ليصل في 2023 إلى 40 ألف برميل يوميًا فقط. يتركز إنتاج النفط في شمال شرق سوريا (الحسكة)، والشرق على امتداد نهر الفرات حتى الحدود العراقية، مع وجود حقول صغيرة في جنوب الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.

تحولات سياسية بعد سقوط النظام

في 8 ديسمبر 2024، بسطت الفصائل السورية سيطرتها على دمشق بعد استعادتها عدة مدن، منهية 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.

وفي 29 يناير 2025، أعلنت الإدارة السورية الجديدة تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، إلى جانب حل الفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، وإلغاء مجلس الشعب وحزب البعث، إضافة إلى إلغاء العمل بالدستور السابق.

ويأتي افتتاح بئر الغاز الجديد في حمص كجزء من جهود الإدارة الانتقالية لإعادة بناء البنية التحتية لقطاع الطاقة، الذي يعد أساسيًا لتعافي الاقتصاد السوري بعد سنوات من الحرب وعدم الاستقرار.

مقالات مشابهة

  • السفارة الأمريكية بدمشق تحذر من “محاولات إيران” لإعادة ترسيخ نفوذها في سوريا
  • اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: لمسنا خلال اللقاءات حالة واسعة من التوافق بين السوريين ما سهل عمل اللجنة حيث برزت قضايا العدالة الانتقالية والبناء الدستوري والإصلاح المؤسسي والإصلاح الاقتصادي ووحدة الأراضي السورية وقضايا الحريات العامة والشخصية وال
  • الإدارة الكردية تستأنف تسليم النفط إلى الحكومة السورية لأول مرة منذ الإطاحة بالأسد
  • استئناف إمدادات النفط من الحسكة وأوروبا تعلق العقوبات.. بوادر انفراجة لتسهيل حياة السوريين وإعادة الإعمار
  • مسؤول العلاقات العامة في وزارة النفط والثروة المعدنية الأستاذ أحمد السليمان في تصريح لـ سانا: تؤكد وزارة النفط والثروة المعدنية أن استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد كان معمولاً به سابقاً، وقد تم دراسته قانونياً وإجراء التع
  • سوريا: الأكراد يستأنفون تسليم النفط لمناطق الحكومة المركزية بدمشق
  • رويترز: بدء توريد النفط من شمال شرق سوريا نحو دمشق
  • مجزرة حماة 1982.. هل تعيد الحكومة السورية الجديدة فتح التحقيق؟
  • سوريا تفتتح بئر غاز جديد في حمص لتعزيز إنتاج الطاقة