مفاجأة علمية.. النعامة تستطيع التفكير وحل الألغاز
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
أشارت دراسة جديدة أجريت على 9 أنواع من الطيور إلى أن الإيمو والنعام والرية (والثلاثة تنتمي إلى فصيلة النعاميات) قد تكون قادرة على حل الألغاز، وهي قدرة كانت تنسب سابقا إلى الطيور ذات الأدمغة الأكبر مثل الغربان والببغاوات.
وتلفت النتائج التي نشرت يوم 20 فبراير/شباط في مجلة "ساينتيفيك ريبورتس" إلى أن الأنواع الثلاثة أظهرت طرقا متعددة لحل المشكلات في لغز الإدراك من خلال التعلم الفردي بالتجربة والخطأ، مما يظهر قدرة على الابتكار لم تكن مرتبطة سابقا بطيور الفك القديمة (وهي فرع تطوري من الطيور) ويتحدى الاعتقاد السائد بأنها من أقل الطيور ذكاء.
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة "فاي كلارك" المحاضرة في كلية العلوم النفسية جامعة بريستول البريطانية إن التحقق من هذه النتيجة يتطلب تجربة لاختبار قدرات 3 طيور إيمو، وطائرين من الرية، و4 من النعام في حديقة حيوان محلية. ووضعت أمام الطيور لعبة تتطلب محاذاة فتحات في عجلة دوارة للوصول إلى طعام مخبأ بداخلها.
"نجحت طيور الإيمو الثلاثة في حل اللغز من المحاولة الأولى، حيث تعلمت تحريك العجلة للوصول إلى الطعام. أما أحد طيور الرية، فقد لجأ في البداية إلى تفكيك العجلة عبر فك البرغي للحصول على الطعام، لكنه لاحقا استخدم الطريقة الصحيحة. وفي المقابل، لم تتمكن النعامات من حل اللغز" كما أضافت الباحثة في تصريحات للجزيرة نت.
إعلانوتشير هذه النتائج إلى أن طيور الإيمو والرية والنعام قادرة على التفكير الابتكاري، مما يناقض الاعتقاد السائد بأنها طيور غير ذكية، وفقا لكلارك التي تقول "غالبا ما يطلق على الإيمو تحديدا لقب أغبى طائر في العالم، لكن دراستنا تثبت أنه قادر على تطوير حلول جديدة لحل المشكلات".
أما بالنسبة للنعام فإنه يشتهر في الثقافة العربية بأنه يدفن رأسه في الرمال مع اقتراب الخطر، وفي ذلك إشارة لسمات عقلية ضعيفة، والواقع أن هذا الادعاء خاطئ تماما من ناحية علمية، فالنعام لا يدفن رأسه في الرمال في مواجهة الخطر، وحينما يحدث ذلك فإنه يهرب، حيث تصل سرعة النعامة إلى 70 كيلومترًا في الساعة على أرجلها الطويلة، أما إذا لم يكن هناك أي مهرب، فإن النعامة ستحاول الاندماج مع التضاريس من أجل التخفّي.
تركز أبحاث ذكاء الطيور تقليديا على الأنواع ذات الأدمغة الكبيرة، مثل الغربان والببغاوات. وترى "كلارك" أن هذا أدى إلى إنشاء "غرفة صدى" معرفية، حيث يفترض خطأ أن الطيور الأخرى أقل ذكاء لمجرد عدم دراستها بنفس القدر. وأضافت "تشير نتائجنا إلى أن الابتكار التقني قد تطور في الطيور في وقت أبكر مما كان يعتقد".
ولطالما تم تجاهل الطيور المنتمية إلى مجموعة "قديمات الفك" التي تنتمي إلى الأركوصورات التي تضم الإيمو والرية والنعام والموا العملاق المنقرض، في الدراسات الإدراكية، بسبب صغر حجم أدمغتها نسبيا. لكن هذه الدراسة توضح أن حجم الدماغ وحده ليس العامل الحاسم في مستوى الذكاء.
كما تفتح الدراسة آفاقا جديدة لفهم سلوك الديناصورات، حيث تعد طيور "قديمات الفك" أقرب الكائنات الحية صلة بها. وبالتالي، فإن دراسة قدراتها الإدراكية قد تقدم رؤى حول كيفية تعلم الديناصورات وتكيفها مع بيئاتها، وفقا للمؤلفة الرئيسية للدراسة.
إعلانوتقول الباحثة إن الفريق يخطط لتوسيع نطاق الدراسة لتشمل أنواعا أخرى من الطيور، واختبار استجابتها لمهام مماثلة لحل المشكلات. وتشير "كلارك" إلى أن البحث في قدرات الطيور المختلفة يمكن أن يكشف الكثير عن تطور الذكاء عبر الزمن.
وأضافت "هذه مجرد بداية لفهم أوسع للذكاء لدى الطيور. نحتاج إلى إجراء اختبارات مماثلة على أنواع أخرى لنتمكن من مقارنة قدراتها الإدراكية بشكل عادل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قمة الويب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ثورة 21 سبتمبر في رسالة علمية
د. فؤاد عبد الوهَّـاب الشامي
تناولت الصحف والمواقع الإخبارية الأسبوع الماضي أخبارًا عن حصول الرئيس مهدي محمد المشاط على درجة الماجستير، ولكن ما لفت النظر هو موضوع الرسالة الذي يعتبر في غاية الأهميّة، وحسب علمي أن هذه الرسالة هي أول رسالة علمية عن ثورة 21 سبتمبر، ومما زاد في أهميتها أن مقدم الرسالة هو أحد المشاركين بشكل مباشر في هذه الثورة التي غيرت وجه اليمن بعد أن نقلته من بلد مغمور إلى بلد معلوم ومعروف على مستوى العالم، وأصبحت له كلمة في ما يجري في المنطقة العربية وفي البحار المحيطة.
ونظرًا؛ لأَنَّ المعلومات عن ثورة 21 سبتمبر ما زالت محدودة ولم تتم الإحاطة بجميع جوانبها وظروفها؛ فقد أتت رسالة الرئيس المشاط لتسلط الضوء على الجوانب التي كانت لا تزال غامضة، حَيثُ ناقشت الرسالة الظروف الموضوعية التي كانت تمر بها اليمن قبل الثورة والوضع المزري التي كانت تعيشه من الناحية الأمنية والاقتصادية والسياسية والتدخلات الأجنبية في القرار اليمني، وكانت تلك الأوضاع تعتبر من الدوافع الرئيسية التي ساهمت بشكل مباشر في دفع الشعب اليمني للخروج إلى الشارع للثورة على السلطة الفاسدة بطريقة سلمية لم تتلطخ أياديها بالدماء، وأثبتت الرسالة أن الثورة لم تكن من باب الترف ولكنها كانت ضرورة ملحة لإنقاذ البلاد من الانهيار، كما ركز الباحث على التأثيرات التي نتجت عنها داخليًّا وخارجيًّا، ومواقف الدول الإقليمية والأجنبية من الثورة، وكيف تعاملت معها من خلال الوثائق وشهادات الثوار وأصحاب القرار في تلك الفترة.
وقد وضحت الرسالة عدم رغبة الثوار بالانفراد بالسلطة والتحكم في حياة الناس من خلال الجهود التي تم بذلها لإقناع الآخرين بالمشاركة في إدارة البلاد بعد الثورة، واتّفاق السلم والشراكة كان شاهدًا على ذلك، كما حاول الثوار التعامل مع الرئيس القائم والمشاركة في حكومة شراكة وطنية تضُمُّ كافة الفرقاء السياسيين الذين كان لهم تأثير في تلك المرحلة، ولكن كانت السلطة مصرة على التآمر على الثورة بالتواطؤ مع القوى الخارجية التي انخرطت فيما بعد في تحالف العدوان ضد اليمن.
إن هذه الرسالة تعتبر إضافة نوعية للمكتبة اليمنية بما تحتوي عليه من معلومات موثقة كانت غائبة عن المهتمين بثورة 21 سبتمبر وتعتبر جهدًا محمودًا لمقدمه.