أعلنت نقابة الصحفيين عن إطلاق تطبيقها الرقمي الذكي رسميًا على متجر  "جوجل بلاي" لأجهزة أندرويد، على أن يُتاح قريبًا على متجر "آب ستور" لأجهزة  آبل. ويأتي هذا التطبيق ضمن مشروع التحول الرقمي الشامل، الذي تنفذه النقابة، بهدف تبسيط إجراءات الأعضاء، وتقديم خدمات أكثر كفاءة، وتعزيز الشفافية وسرعة الإنجاز.



وأكد خالد البلشي نقيب الصحفيين، أن إطلاق التطبيق ليس مجرد تحديث تقني، بل خطوة جوهرية نحو تحويل النقابة إلى كيان رقمي متكامل، قائلًا: "نؤمن بأن الصحفيين يستحقون خدمات عصرية تواكب التطورات التقنية، وهذا التطبيق يمثل بوابة ذكية تُسهّل الإجراءات، وتعزز التواصل بين الأعضاء والنقابة. إنه جسرٌ نحو المستقبل، يعكس التزامنا بدعم الصحفيين في أداء رسالتهم بكفاءة".

وأوضح البلشي، أن التطبيق يتضمن بوابةً رقميةً آمنةً تتيح للأعضاء تسجيل الدخول باستخدام رقم العضوية، مع طبقة حماية إضافية عبر رمز التحقق لمرة واحدة (OTP) يُرسل إلى الهاتف المسجل، مما يضمن أمانًا متقدمًا للبيانات. كما يُمكن للأعضاء تحديث بياناتهم الشخصية، وإدارة ملفاتهم عبر واجهة بسيطة، متاحة في أي وقت ومن أي مكان، دون الحاجة إلى زيارة المقر.

وأضاف: "لا يقتصر المشروع على التطبيق فحسب، بل يشمل سلسلة مبادرات إستراتيجية تهدف إلى بناء بنية تحتية رقمية متطورة، مثل ربط النقابة بكابلات الفايبر لزيادة سرعة الإنترنت، وتحديث أنظمة الاتصالات الداخلية، وإطلاق أنظمة بريد إلكتروني رسمية. كما تعمل النقابة على ميكنة كل الخدمات، كالعلاج، والقروض، والحج والعمرة، والتكافل، والمعاشات، وجوائز الصحافة المصرية، والإسكان".

من جهته، قال جمال عبد الرحيم، السكرتير العام لنقابة الصحفيين: "هذا المشروع يعد من المشروعات المهمة في تاريخ نقابة للصحفيين. لطالما طالب الصحفيون بتبسيط الإجراءات، والوفاء بهذا الوعد يتم اليوم عبر تطبيقٍ يُمكّن الأعضاء من إنجاز معاملاتهم بسهولة غير مسبوقة. كما أن هذا المشروع بدايةٌ لمرحلة جديدة من التطوير المستمر، تدعم العمل عن بُعد لموظفي النقابة لضمان تقديم الخدمات بكفاءة حتى خارج أوقات العمل الرسمية".

وتابع عبدالرحيم: "صُمم التطبيق لتنفيذ الخدمات النقابية إلكترونيًا، حيث ستُتاح خدمات مثل تسديد الاشتراكات، ومتطلبات العلاج عبر خيارات دفع متنوعة تشمل البطاقات الائتمانية (فيزا  وماستركارد)، وأجهزة  (POS)، مع خطط لإضافة خيارات دفع إلكترونية أخرى قريبًا. كما يُوفر التطبيق نظامًا رقميًا متكاملًا لإدارة الخدمات الطبية؛ كتقديم الطلبات، ومتابعة التحويلات الطبية، واستلام المستحقات المالية فوريًا".

وأشار السكرتير العام إلى مشروعٍ رائدٍ آخر يتمثل في  إطلاق أرشيف رقمي للصحافة المصرية  بالتعاون مع خبراء متخصصين، يُشرف عليه الزميل محمود كامل، وكيل النقابة، والدكتور خالد عزب.

بدوره، أوضح محمد الجارحي، السكرتير العام المساعد، أن التطبيق متاح حاليًا على "جوجل بلاي"، مع خطط لإطلاقه على  "آب ستور" قريبًا. وأضاف: "بعد تحميل التطبيق، يُمكن للعضو التسجيل باستخدام رقم العضوية وجدول العضوية، ثم إدخال رمز التحقق (OTP) المرسل إلى هاتفه لتفعيل الحساب. ومن ثم تُصبح جميع الخدمات الرقمية متاحةً بخطوات بسيطة، تماشيًا مع شعار النقابة في التسهيل والأمان".

ولفت الجارحي إلى أنه في حالة عدم تطابق رقم الهاتف المسجل على السيستم مع رقم الهاتف الحالي، فإن تحديثه يتطلب الحضور الشخصي لمقر النقابة حفاظًا على أمن البيانات، مع إمكانية تحميل التطبيق عبر الموقع الإلكتروني للنقابة (www.ejs.org.eg)، الذي يمكن أيضًا استخدامه للاستفادة من جميع خدمات النقابة مهما كان نوع الهاتف أو الجهاز المستخدم.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين موقع نقابة الصحفيين تطبيق نقابة الصحفيين المزيد

إقرأ أيضاً:

الهوية والمواطنة في عصر التحول الرقمي

 

 

جنان العلوية

 

في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالمنا اليوم، أصبحت الرقمنة ضرورة لا غنى عنها في مختلف القطاعات، مما يفرض على الدول تحديات جديدة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على الهويات الوطنية أمام المد الرقمي الكاسح للقيم والأعراف المحلية. سلطنة عُمان، التي تفخر بتاريخها العريق وتراثها الغني، ليست بمعزل عن هذه التغيرات، فهي تسير بخطى واثقة نحو التحول الرقمي، الأمر الذي يثير تساؤلات جوهرية حول تأثير هذا التحول على الهوية والمواطنة العُمانية. فكيف يمكن تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي من جهة والحفاظ على القيم الوطنية من جهة أخرى؟

ومع توسُّع الفضاء الرقمي، تبرز تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الوطنية وما تحمله من عادات وتقاليد وقيم أصيلة. فقد أدى ازدياد الحضور الافتراضي للأفراد إلى ظهور أشكال جديدة للثقافة العُمانية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية. ووفقًا لإحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الصادرة في مارس 2024، فإن 94% من العُمانيين يمتلكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يتصدر واتساب الاستخدام بنسبة 93%، يليه يوتيوب بنسبة 71%، ثم إنستغرام بنسبة 50%.

ورغم الإيجابيات التي يوفرها هذا الانتشار في نشر الثقافة العُمانية عالميًا، إلّا أنه يطرح تساؤلًا مهمًا: هل تستطيع الأجيال الرقمية الجديدة الحفاظ على الهوية الوطنية وسط التأثيرات الثقافية المتنوعة؟ فالتعرض المستمر للمحتوى العالمي قد يؤدي إلى تراجع بعض العادات والتقاليد لصالح ثقافات أخرى أكثر هيمنة على الفضاء الرقمي. لذا، لا بد من تعزيز المحتوى الرقمي المحلي كوسيلة للحفاظ على هذه الهوية.

ورغم هذه التحديات، فإن التحول الرقمي لا يشكل تهديدًا للهوية العُمانية بقدر ما يوفر فرصًا لتعزيزها، كما يتجلى في الجهود الحكومية والمجتمعية لدعم المواطنة الرقمية. تعمل الحكومة العُمانية على تنفيذ مبادرة التحول الرقمي، التي تهدف إلى رفع كفاءة المؤسسات الحكومية، وتحسين الخدمات الإلكترونية، وتعزيز سرعة إنجاز المعاملات، وهي خطوات تأتي ضمن رؤية "عُمان 2040" لتحقيق مجتمع رقمي متكامل.

إلى جانب تحسين الخدمات الحكومية، يعزز التحول الرقمي من شعور المواطن بالمسؤولية والمشاركة الفعالة، حيث أصبحت المنصات الإلكترونية أداةً للتواصل المباشر مع المؤسسات، مما يرسخ مفهوم المواطنة الرقمية. ومن بين الجهود البارزة لتعزيز الهوية العُمانية رقميًا، يأتي إنشاء متحف افتراضي يتيح للزوار استكشاف التراث العُماني بطريقة تفاعلية، مما يساعد في ربط الأجيال الجديدة بتاريخهم وهويتهم الوطنية. كما شهدت السلطنة إطلاق الهوية الترويجية الوطنية التي تعكس القيم والثقافة العُمانية، حيث تم إشراك المواطنين في اختيارها عبر تصويت إلكتروني، مما عزز من الوعي الجماعي بأهمية الهوية الوطنية.

إضافة إلى هذه الجهود، تسهم المؤسسات التعليمية والمبادرات الثقافية في تعزيز الهوية الوطنية من خلال التقنيات الحديثة، مثل تطوير المنصات التعليمية الرقمية التي تتيح للأجيال الجديدة التعرف على التراث العُماني بأساليب تفاعلية. كما أن تعزيز الأمن الرقمي وحماية البيانات الشخصية يعد من الأولويات، لضمان استخدام آمن يعزز القيم الوطنية ويحد من التأثيرات السلبية للعولمة الرقمية. وتعمل الحكومة على دعم المشاريع التقنية الناشئة التي تركز على المحتوى الرقمي العُماني، مما يسهم في نشر الثقافة المحلية عالميًا بطرق تتماشى مع العصر الرقمي.

وبينما تواصل سلطنة عُمان رحلتها الرقمية، يبقى التحدي الأكبر متمثلًا في كيفية تحويل هذه الطفرة التكنولوجية إلى قوة داعمة للهوية الوطنية. وهو تحدٍ يمكن التغلب عليه من خلال تضافر جهود المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، لضمان أن يكون الفضاء الرقمي منبرًا يعزز قيم المواطنة والانتماء، تمامًا كما أثبت التاريخ العُماني قدرة العُمانيين على التكيف مع المتغيرات دون فقدان جوهرهم الأصيل.

مقالات مشابهة

  • الهوية والمواطنة في عصر التحول الرقمي
  • الثلاثاء.. نقابة الصحفيين تستضيف رئيس هيئة مقاومة الجدران والاستيطان الفلسطينية
  • نقابة الصحفيين السودانيين: نواجه حملة تحريض وتهديدات وملتزمون بحماية أعضائنا 
  • "الصحفيين" تستضيف رئيس هيئة مقاومة الجدران والاستيطان الفلسطينية.. الثلاثاء
  • أحمد عاطف يطلق برنامجه في انتخابات نقابة الصحفيين.. 5 محاور
  • المنتدى السعودي للإعلام يستعرض نجاحات التطبيق الوطني “توكلنا”
  • بعد حظر قناة الشرق للأخبار.. نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من الإستهداف
  • المنتدى السعودي للإعلام يستعرض قصة نجاح التطبيق الوطني الشامل “توكلنا”