حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
حديث البرد عدو، يبحث كثير من الناس في ظل موجات البرد والصقيع التي تشهدها مصر عن صحة حديث البرد عدو، وغيره من الأمور التي تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وما هو الفعل الذي نهى عنه النبي قبل النوم في هذا الجو القارس.
وفيما يلي نستعرض أبرز ما ورد عن الشتاء في السنة النبوية المطهرة..
حديث البرد عدوويروج البعض لحديث البرد عدو والذي يروى فيه أن النبي قال:"استعدوا للبرد كما تستعدون للعدو"، وغيرها من الأمور التي تروج بالتزامن مع كل شتاء إلا أنها رواية لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ذكر ابن رجب الحنبلي في لطائف المعارف، أنها وصية للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: وروى ابن المبارك عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال: كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إذا حضر الشتاء تعاهدهم وكتب لهم بالوصية: إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارا ودثارا؛ فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه.
وقد ذكر الشيخ صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي، أنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أنه نهى عن فعل عند النوم، قد يستحسنه الناس في برد الشتاء القارس.
وأوضح إمام المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أنه –صلى الله عليه وسلم- قد حذر أشد التحذير من ترك النار موقدة عند النوم في برد الشتاء القارس، وذلك خشية الاحتراق أو الاختناق، وجاء ذلك النهي والتحذير صراحة في أكثر من حديث نبوي شريف عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.
واستشهد بما ورد عن ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي – صلى الله عليه وسلم -قال: «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون» وعن أبي موسى رضي الله عنه قال احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال: «إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم ».
وتابع: كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال: «إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب واتخذوا الصوف شعارًا ودثارا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه»، داعيًا إلى التأمل في عظمة الله وقدرته والتفكر في برد الشتاء، و تذكر الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين ومن لجأ أو نزح عن بلاده من المسلمين ضرب برد الشتاء منزله.
حديث البرد عدووقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث والأدعية بشأن الشتاء والبرد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة”، قال الخطابي: الغنيمة الباردة أي السهلة ولأن حرة العطش لاتنال الصائم فيه .
وقال ابن رجب: معنى أنها غنيمة باردة أنها حصلت بغير قتال ولا تعب ولا مشقة ، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفوا صفوا بغير كلفة .
كما قال صلوات الله وسلامه عليه: “اشتكت النار إلى ربها فقالت : يارب أكل بعضي بعضًا فأذن لي بنفسين، نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، فهو أشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون من الزمهرير” متفق عليه، والمراد بالزمهرير شدة البرد .
كما جاء عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد يكبر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. رواه البخاري في الأدب المفرد، وقال المناوي عن التبكير: أي بصلاة الظهر يعني صلاها في أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر إليه .
وذكر ابن قدامة في المغني : ولا نعلم في استحباب تعجيل الظهر من غير الحر والغيم خلافا، وقال الترمذي: وهو الذي اختاره أهل العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم : لأن المقصود من الصلاة الخشوع والحضور وشدة البرد والحر مما يشغل المصلي .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه برد الشتاء رسول الله عن النبی
إقرأ أيضاً:
دعاء ليلة القدر المستجاب.. أدعية مأثورة عن النبي احرص عليها
تحظى ليلة القدر بمكانة عظيمة لدى المسلمين، فهي الليلة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بأنها "خيرٌ من ألف شهر"، والتي تتنزل فيها الملائكة بالرحمات والبركات. وفي هذه الليلة المباركة، يُقبل المسلمون على العبادة والطاعات، ويحرصون على الإكثار من الدعاء، رجاء القبول والمغفرة.
ويعد الدعاء في ليلة القدر من أعظم القربات إلى الله عز وجل، حيث أوصى النبي محمد ﷺ بالإكثار منه، وخاصةً دعاء "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني"، الذي علمه للسيدة عائشة رضي الله عنها عندما سألته عما تدعو به في هذه الليلة العظيمة.
إلى جانب الدعاء المأثور عن النبي ﷺ، هناك العديد من الأدعية التي يحرص المسلمون على ترديدها في ليلة القدر، طلبًا للمغفرة والرحمة والعتق من النار، ومنها:
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم اعف عني، واغفر لي، وارحمني، واكتبني من عتقائك في هذه الليلة المباركة.
اللهم اجعل لي في هذه الليلة نصيبًا من كل خير أنزلته، وبركة نشرتها، وشر رفعته، وبلاء صرفته، وفتنة وقيتها.
اللهم اجعلني من المقبولين، وأكرمني ببلوغ ليلة القدر، واغفر لي ولوالدي ولأهلي وأحبتي وجميع المسلمين.
اللهم ارزقني فيها القرب منك، وألهمني فيها دعاءً مستجابًا، وسخر لي من عبادك من يقضي لي حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لي فيها خير ما قسمت، واختم لي بالسعادة فيما ختمت، واقض لي من أموري كلها ما يرضيك عني.
اللهم اكتب لي في هذه الليلة من الخير أوفره، ومن العافية أكملها، ومن الرحمة أوسعها، وارزقني القبول في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعل لي في هذه الليلة من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن كل بلاء عافية، ومن كل ذنب مغفرة، ومن كل عسر يسرًا.
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واغفر لي ذنوبي كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، سرها وعلانيتها.
يؤمن المسلمون بأن ليلة القدر ليلة استجابة، وأن من أخلص فيها الدعاء نال خيرًا عظيمًا، فهي ليلة تُمحى فيها الذنوب، وتُكتب فيها الأقدار، وتتنزل فيها الرحمة. وقد ورد في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
لذلك، يحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على اغتنام هذه الليلة بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن، راجين القبول والمغفرة والعتق من النيران، داعين الله أن يبلغهم ليلة القدر وأن يجعلهم من المقبولين الفائزين برحمته.
لماذا أخفى الله ليلة القدر
ورد عن مسألة لماذا أخفى الله ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان؟، أن ليلة القدر هي في العشر الأواخر من رمضان على وجه القطع واليقين وفي أوتارها آكد.
وروى البخاري أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) ، وقد أخفيت ليلة القدر كما أخفيت ساعة الجمعة رحمة بهم ليجدوا في العبادة ويجتهدوا في طلبها بالصلاة والذكر والدعاء والتضرع إليه ، فيزدادوا قرباً من الله عزوجل وثواباً ، وعليه أن يكثر من قول اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، وهي من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام، فإذا حصل العفو من الله للعبد ، أعطاه ما ينفعه وصرف عنه ما يضره .
وجعل الله سبحانه وتعالى في شهر رمضان ليلة القدر وهي حدثاً عظيماً يتكرر في حياة الإنسان في كل عام مرة ، وقد قضى الخالق عزوجل أن يكون كل عمل من أعمال الخير والعبادة والذكر في هذه الليلة بقدر جزاء من عمل ثلاثاً وثمانين سنة وهي ألف شهر لأن ليلة القدر خير من ألف شهر .
وتعد ليلة القدر هي الليلة الموعودة المشهودة سجلها القرآن الكريم في سجل الخلود ، فقد أنزل الله في شأنها كتاباً ذا قدر بواسطة ملك ذي قدر على لسان رسول ذي قدر لأمة ذات قدر، ولأنه يقدر فيها ويفرق فيها كل أمر حكيم .
ومن أتى فيها بالطاعات صار ذا قدر وشرف عند الله عزوجل، فاتق الله أيها المسلم ولا تفوت فرص حياتك ، واقتد بالصفوة المطهر صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً .
وقال الله تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا . بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).