التدريب الإبداعي يدعم الطفل في مواجهة صعوبات الحياة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
وجدت تجربة جديدة أن تدريب طلاب المدارس الابتدائية على كيفية الإبداع، ساعد في زيادة مرونتهم في مواجهة مشاكل وصعوبات الحياة الواقعية.
بلغ تقييم درجة الإبداع في تقديم الحلول 6.44 من 10 لمن تلقوا التدريب مقارنة بـ 3.05
وقام باحثون في جامعة ولاية أوهايو بتدريب طلاب الصف الثالث والرابع والخامس الابتدائي على استخدام التقنيات الأدبية، مثل تغيير المنظور والتفكير المضاد للواقع (ماذا لو)، والتفكير السببي (لماذا) لتحسين الإبداع في التعامل مع الصعوبات.
وقال أنجوس فليتشر، الباحث الرئيسي في الدراسة: "إن التقنيات ساعدت الأطفال على التوصل إلى طرق جديدة ومبتكرة وعملية لحل المشكلات".
وأضاف فليتشر إن البرنامج المستخدم للأطفال في هذه الدراسة كان مشابهاً للبرنامج الذي استخدمه هو وزملاؤه بنجاح مع الجيش الأمريكي، والذي نال عنه فليتشر وسام الخدمة العامة.
وبحسب "ساينس دايلي"، أجرى الباحثون دراستين منفصلتين شملت طلاباً يحضرون معسكراً صيفياً.
وفي إحدى الدراسات، تم تقسيم 32 طالباً إلى مجموعتين. وطُلب من الأطفال تحديد صفة خاصة في أنفسهم، وقيل لهم إن هذه هي قوتهم الخاصة التي يمكن أن تساعدهم في حل أي مشكلة.
تغيير المنظوروفي الحالة الإبداعية، طُلب من الطلاب أن يفكروا في صديق قام بشيء مميز، وأن يفكروا فيه باعتباره "صديقهم المبدع"، الذي يمكنه مساعدتهم في حل أي مشكلة، ويسمى هذا النوع من التدريب على الإبداع بتغيير المنظور.
وفي أحد أجزاء الدراسة، حدد المعلمون مشكلة كانت تمثل تحدياً لطلابهم، مثلاً عدم القدرة على الذهاب إلى حفلة عيد ميلاد صديق.
وفكر الطلاب أيضاً في مشكلة صعبة في حياتهم الخاصة. ومن بينها "أخي يعاني من اضطراب في التواصل"، و"يجب أن يكون والدي بعيداً لشهرين" و"أختي تتنمر علي".
وأظهرت النتائج أن 94% ممن تم تدريبهم على تغيير المنظور قدموا حلاً لكليهما.
وفي دراسة طولية ثانية شملت 28 طالباً اختبر الباحثون تأثيرات منهج الإبداع السردي، لمدة 5 أيام و10 ساعات، على الإبداع والكفاءة الذاتية والمرونة.
وقيّم الحكّام الحلول، وكان متوسط درجة الإبداع 6.44 من 10 (إبداع معتدل) مقارنة بـ 3.05 (إبداع منخفض) للذين لم يتلقوا تدريباً إبداعياً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
عبر عظمة اللسان.. علماء يبتكرون طريقة جديدة لحل ألغاز الجرائم
لم تحظ عظمة صغيرة تسمى "العظم اللامي"، أو كما يفضل البعض تسميتها "عظمة اللسان"، باهتمام كبير في الدراسات الجنائية السابقة، إلا أن هذا التجاهل يبدو أنه سيزول قريبا، بعد أن كشفت دراسة جديدة لأول مرة أن هذه العظمة، رغم صغر حجمها، تستحق مكانة مميزة في الطب الشرعي، فقد أثبتت أنها تحمل علامات مميزة تساعد في التمييز بين الجنسين.
تعتمد هذه الدراسة، التي أجراها فريق بحثي مصري بقيادة الدكتورة عفاف عبد القادر من قسم الطب الشرعي والسموم السريرية بكلية الطب جامعة بنها، ونشرت في دورية "ساينتفيك ريبورتس"، على ملاحظات سابقة تفيد بأن العظام، مثل الجمجمة والحوض، تُعد أدوات بارزة لتحديد الجنس، لكن الباحثين لاحظوا أن العظم اللامي لم يحظ بالقدر نفسه من الاهتمام رغم خصائصه الفريدة التي قد تجعله مرشحا جيدا لهذا الغرض.
ورغم أن علماء الأنثروبولوجيا يعتبرون الحوض الأكثر كفاءة وموثوقية في تحديد الجنس، يليه الجمجمة، فإن الخبير في طب الأسنان الشرعي بجامعة دندي بأسكتلندا الدكتور رواد قاق، الذي لم يشارك في الدراسة، يرى في تصريحات للجزيرة نت أنها تفتح الباب لمزيد من الأبحاث حول دور العظم اللامي في تقدير الجنس، بالإضافة إلى استكشاف عظام أخرى قد تكون مفيدة.
العظم اللامي هو عظمة صغيرة تقع في مقدمة العنق على مستوى الفقرة العنقية الثالثة (شترستوك) ما هو العظم اللامي؟العظم اللامي هو عظمة صغيرة تقع في مقدمة العنق على مستوى الفقرة العنقية الثالثة، وهي لا تتصل بأي عظام أخرى بشكل مباشر، بل تكون معلقة بواسطة العضلات والأنسجة، ولها شكل يشبه حرف (U)
وتلعب هذه العظمة دورا مهما في عمليات البلع والتحدث، إذ تمثل نقطة اتصال رئيسية للعديد من العضلات المؤثرة على اللسان، لذلك يسميها البعض بـ"عظمة اللسان".
ولإجراء هذه الدراسة، استخدم الباحثون صورا ثلاثية الأبعاد لعظام اللامي مأخوذة بواسطة التصوير المقطعي متعدد الطبقات من 300 مصري (150 ذكرا و150 أنثى) تتراوح أعمارهم بين 18 و85 عاما، كما تم أخذ صور إضافية من 60 شخصا آخرين للتحقق من صحة النماذج المستخدمة في التحليل، وقد تم قياس 10 متغيرات لهذه العظمة، من بينها الطول والعرض والمسافة بين أجزاء العظمة المختلفة.
إعلانواستخدم الباحثون بعد ذلك، تحليلا إحصائيا يُعرف باسم التحليل التمييزي لتمييز الذكور عن الإناث استنادا إلى هذه المتغيرات العشرة، ووجدوا أن أبعاد العظم اللامي لدى الذكور كانت أكبر من تلك لدى الإناث.
وبشكل خاص حدد الباحثون 4 قياسات (المحاور الكبرى والصغرى لجسم العظم، المسافة بين القرنين الصغيرين، وطول العظم)، حيث كانت كافية لتحديد الجنس بدقة عالية، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام المسافة بين القرنين لتحديد الجنس إذا كانت العظمة كاملة، أو يمكن استخدام المحاور لتحديد الجنس من عظمة مجزأة.
عظم اللامي تكون معلقة بواسطة العضلات والأنسجة، ولها شكل يشبه حرف "U" (شترستوك) تحسين دقة التنبؤوعند استخدام هذه الطرق التقليدية قد تكون هناك فرصة لوقوع خطأ بشري، وهذا ما دفع الباحثون في دراستهم إلى تحسين دقة التنبؤ عن طريق تعلم الآلة، حيث يتم تدريب الخوارزميات على التعرف على الأنماط بشكل تلقائي بناء على البيانات المقدمة، مما يزيد من دقة النتائج، والتي وصلت إلى 93.3%، مما يمهد لضم عظمة اللسان إلى أدوات الطب الشرعي.
وعن أهمية هذه العظمة، يقول الباحثون في الدراسة إنه "في الحالات التي يصعب فيها التعرف على الأشخاص بسبب تعرض الجثث للتحلل أو التشوه مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث العنيفة، يكون تحليل الهيكل العظمي أداة فعالة لتحديد الجنس".
ويوضح الباحثون أنه "ورغم شيوع استخدام الجمجمة والحوض لهذا الغرض، فإنه في بعض الحالات قد تكون هذه العظام مفقودة أو مدمرة، وهنا تكمن أهمية استخدام عظام أخرى مثل عظمة اللسان".
ويمكن في هذا الصدد أن تدعم نتائج الدراسة الأبحاث التي يتم إجراؤها على المقابر المصرية القديمة، حيث يجدون أحيانا صعوبة في تحديد جنس الرفات البشري الذي يعثرون عليه، فإذا كان جزء من الجمجمة مفقودا وكذلك الحوض، ووجدت عظمة اللسان، فيمكن حينها قياس تلك العظمة وتحديد جنس صاحب الرفات بدقة عالية.
في الحالات التي يصعب فيها التعرف على الأشخاص بسبب تعرض الجثث للتحلل أو التشوه مثل الكوارث الطبيعية أو الحوادث العنيفة، يكون تحليل الهيكل العظمي أداة فعالة لتحديد الجنس (غيتي) سمات أخرى غير الجنسوالدراسة لم تقتصر على تمييز الجنس فقط، بل سلطت الضوء أيضا على أهمية تحديد الجنس كعامل أساسي لتحديد سمات بيولوجية أخرى مثل العرق، وهو ما تم تأكيده في العديد من البحوث العلمية السابقة.
إعلانكما أشارت الدراسة إلى أن خصائص العظم اللامي قد تختلف بين سكان مختلف المناطق الجغرافية، فعلى سبيل المثال، بينما قد يظهر حجم العظم اللامي بشكل معين بين المصريين، قد يكون مختلفا لدى سكان أوروبا أو آسيا، وهذا يشير إلى ضرورة إجراء دراسات مشابهة على مجموعات سكانية أخرى لتحسين دقة النتائج وتوسيع نطاق المعرفة على مستوى عالمي.
ومن جانبه، يرى الدكتور رواد قاق أن هذه الدراسة تتميز بمنهجية شاملة تجمع بين خبرات من مجالات متنوعة، كما تعتمد على وسائل متقدمة في التصوير الشعاعي، وتحاليل إحصائية دقيقة، مع تطبيق تقنيات التعليم الآلي.
وأضاف أن "نتائج هذه الدراسة تتسق مع الأدب العلمي، حيث تؤكد فعالية استخدام عدة متغيرات في التحليل مقارنة بالاعتماد على متغير واحد. كما تعزز الفكرة السائدة بأن الذكور عادة ما يمتلكون عظاما أكبر حجما من الإناث، وهو ما يعود لأسباب بيولوجية، هرمونية وجينية تجعل بعض السمات الجسدية أكثر بروزا لدى الذكور، وبالتالي، قد نصل إلى نتائج مشابهة إذا أجرينا الدراسة على عظام أخرى".
وأشار قاق إلى نقطة أخرى، وهي أن "الدراسة سلطت الضوء على أهمية تحديد الجنس كعامل أساسي في التعرف على سمات بيولوجية أخرى مثل العرق، وهو ما تم تأكيده في العديد من الدراسات العلمية السابقة".
وأضاف "مع ذلك، هناك آراء أخرى ترى أن تحديد العرق أولا ضروري لتحديد العمر والجنس، نظرا لوجود اختلافات بيولوجية بين الأعراق تؤثر على الهرمونات وتوجه النمو، مما يؤثر في بروز السمات المورفولوجية المرتبطة بالجنس في بعض العظام، ولهذا، يجب الحذر من إطلاق استنتاجات شاملة في مجال تحديد الجنس والاعتماد على مزيد من الدراسات، وهذا ما تم الإشارة إليه بشكل مختصر في الدراسة".
إضافة للطب الشرعيولفت قاق إلى أن الدراسة لا تعني بأي حال من الأحوال الاستغناء عن عظام الحوض والجمجمة كأدوات لتحديد الجنس، لصالح عظمة اللسان أو تفضيلها في حال توفر الثلاث.
إعلانوأوضح "عظمة اللسان تستخدم فقط عندما لا تكون عظام الحوض أو الجمجمة متاحة، فهاتان الأخيرتان هما الأكثر دقة وموثوقية بالنسبة لعلماء الأنثروبولوجيا في تحديد الجنس، لسببين: الأول هو أن الفحوص اليدوية لعظام الحوض والجمجمة تعد أكثر سهولة وسلاسة، رغم أن الفحص الشعاعي لعظمة اللسان باستخدام وسائل متقدمة يقلل من الخطأ البشري. والثاني هو أن كم الدراسات التي أُجريت على الحوض والجمجمة زادت من موثوقيتهما في تقدير الجنس مقارنة بعظام أخرى".
وأخيرا، يرى قاق أن عدد الأفراد المستخدمين في العينة جيد، ولكنه غير كاف لإجراء استنتاج شامل عن مجموعة معينة (في هذه الحالة مصر)، مشيرا إلى الحاجة لدراسات إضافية لبناء قاعدة بيانات أكثر شمولا، بالإضافة إلى إجراء دراسات على مجموعات عرقية أخرى لتأكيد دور هذا العظم في تحديد الجنس.
وأوضح أن "الأفراد في مصر ينتمون عرقيا إلى مجموعة "غرب أوراسيا"، وهي منطقة تقع عند تقاطع أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وغرب أوراسيا، مما يجعل سكان شمال أفريقيا، بما في ذلك المصريين، مزيجا من الأعراق الأفريقية، والأوروبية، والآسيوية الغربية، وهذا الخليط العرقي يضفي قيمة إضافية على نتائج الدراسة، حيث أثبتت إمكانية استخدام العظم اللامي في تقدير الجنس ضمن مجموعة سكانية مختلطة".
واختتم بالقول "من الأفضل في الدراسات المستقبلية تضمين معلومات تفصيلية عن المشاركين، مثل مناطق إقامتهم في شمال أو جنوب مصر، لتعزيز الفهم العميق للفروق الجغرافية والعرقية داخل هذه المجموعة السكانية المتنوعة".