كتب جدعون ليفي أن الخطاب الإسرائيلي العام تبنى لغة التحريض ضد كل الفلسطينيين والعرب، في نبرة لا تشير فقط إلى ضعف الحجة والابتذال، بل هي خطيرة في حد ذاتها، وكأن الجميع -من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أدنى مراسل تلفزيوني ميداني- يشعرون بأنهم ملزمون برفع الصوت ووصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بـ"النازية" وسكان قطاع غزة بـ"الوحوش"، لتقوى بذلك حجتهم.

وبعد أن حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي النبرة -كما يقول الكاتب في زاويته بصحيفة هآرتس- بدأت المنافسة الوطنية في السب والشتم، وقال نتنياهو في اليوم الذي أعيدت فيه جثث الأسرى الأربعة حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس "نحن جميعا غاضبون من وحوش حماس"، ووعد على الفور بـ"إبادة" القتلة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أوبزرفر: نظام دولي جديد وخطير يتكشف أمام أعينناlist 2 of 2تعرف على زعيمة اليمين الألماني المتشدد المليئة بالتناقضاتend of list

ولأن الأسلوب هو الرجل، وأولئك الذين يتفوهون بكلمات مثل "وحوش" و"إبادة" يتحدثون عن أنفسهم أكثر مما يتحدثون عمن يقصدون فإن قوله "وحوش" يصف أيضا تصرفات جنوده الذين قتلوا الآلاف من الأطفال.

وعندما أعلن نتنياهو أن الرفات الذي يفترض أنه لشيري بيباس فُضحت حقيقته، وكرر كلمة "وحوش" بلغته الرسمية، وتبعه جيش التحريض، ولم يغير كون حماس صححت الخطأ بسرعة شيئا -كما يقول الكاتب- "بل ظلوا وحوشا وسيبقون وحوشا".

إعلان عمليات التسليم سارت بسلاسة

وأشار الكاتب إلى أن مراسم تسليم المحتجزين تشهد -وفقا لنتنياهو ومن يقتدون به- على "النازية" و"الوحشية" التي توصف بها حماس، إذ إن من يستغلون هذه اللحظة لأغراض الدعاية هم أيضا نازيون، وكأنه لا يجوز لغير إسرائيل أن تستغل عودة السجناء لأغراض الدعاية.

وذكر ليفي أن الحقيقة التي لا بد من قولها هي أن أغلب عمليات تسليم المحتجزين سارت بسلاسة، حتى وإن كان الإسرائيليون لا يحبون أن يروا محتجزا يطبع قبلة على جبين خاطفيه كما فعل أحدهم أمس السبت، وقد سارع مقدمو الأخبار إلى طمأنة المشاهدين بأن القبلة قسرية، حتى وإن لم يكن الأمر يبدو كذلك.

وتساءل الكاتب: إذا كان نتنياهو يتغذى على التحريض لتلبية احتياجاته السياسية فلماذا يتبعه الإعلام؟ مشيرا إلى أن خُمس الإسرائيليين فلسطينيون، وبالتالي: كيف سنعيش معهم وإخوانهم وحوش نازيون؟ وكيف سنعيش مع نصف الناس الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط وهم ​​فلسطينيون؟

وخلص ليفي إلى أن 7 أكتوبر/تشرين الأول زرع الفوضى في الوعي الإسرائيلي، وساعده الخطاب التحريضي للسياسيين ووسائل الإعلام، وفُقدت الإنسانية، لأنه لا يوجد في غزة غير مقاتلين، وحتى الأطفال الذين ماتوا عند ولادتهم ورجال السلام والحكمة في غزة مقاتلون أيضا، وفقا لرؤية نتنياهو.

ولنتخيل الآن كيف ستبدو الحرب المقبلة ضد الوحوش النازيين، ولنتخيل كيف ستدور الأفكار في رأس جندي يقتحم منزلا في الضفة الغربية عندما يسري هذا التحريض في عروقه، وكيف سيتعامل مع السكان وهو يعتقد أنه يدخل منزلا لوحوش النازية؟ طبعا سوف يدمر أكثر ويقتل أكثر، وبوحشية أكبر من أي وقت مضى.

وختم الكاتب قائلا بتهكم "عند ذلك سوف نشتاق إلى الرقة والضبط الأخلاقي اللذين تحلى بهما الجيش الإسرائيلي في الحرب الحالية، إذ لم يدمر سوى نصف قطاع غزة ولم يقتل سوى 15 ألف طفل".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 

#سواليف

اعتبر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن ” #إسرائيل ” لم تحقق #أهداف_الحرب ضد #حماس، والتي تتمثل في القضاء الكامل على قدرات الحركة العسكرية والإدارية. فقد صمدت حماس على الرغم من حجم الضربات التي تلقتها. 

وأشار المعهد إلى أن #فشل #جيش_الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب يتطلب التركيز على جهود رئيسية: إتمام صفقة التبادل، استغلال فكرة #تهجير #سكان قطاع #غزة، ومنع #حكم_حماس عبر ربط ذلك بإعادة الإعمار. 

وبيّن المعهد أنه في وثيقة “استراتيجية الجيش الإسرائيلي” (2015)، يُعرَف النصر على أنه “الوفاء بأهداف الحرب التي حددتها القيادة السياسية، والقدرة على فرض شروط إسرائيل على العدو لوقف إطلاق النار وترتيبات سياسية وأمنية بعد الحرب”. هذه الأهداف لم تتحقق في الحرب. 

مقالات ذات صلة ذاكرة الأصابع.. 2025/02/22

ووفقًا للمعهد، على الرغم من أن “إسرائيل” حققت بعض الإنجازات مثل تحرير عدد من الأسرى، وقتل آلاف المقاتلين في قطاع غزة، وتدمير معظم أراضي القطاع، إلا أن “إسرائيل” لم تحقق أهداف الحرب التي وضعتها القيادة السياسية. لم يتم تدمير قدرات حماس العسكرية والإدارية، وتحقيق تحرير الأسرى لا يزال جزئيًا حتى الآن. وشدّد المعهد على أن الصفقة الحالية لتحرير الأسرى لا تعكس فرض “إسرائيل” شروطها على وقف إطلاق النار، بل هي تسوية مع مطالب حركة حماس. والواقع المطلوب؛ عدم حكم حماس قطاع غزة، ومنع تهديدها لإسرائيل، يبدو بعيدًا عن التحقيق في الظروف الحالية. 

وتابع المعهد أن حماس تمكنت من قتل 1,163 مستوطنًا وجنديًا في يوم واحد، وجرحت الآلاف، وسيطرت على مستوطنات ودمرتها، وأسرت 251 مستوطنًا وجنديًا. كما نجحت في إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ولا تزال تهرب الأسلحة، وتصنع المتفجرات من مخلفات الجيش، وتعيد بناء كادرها العسكري عبر تجنيد شبان جدد. نصف بنيتها التحتية تحت الأرض لم يتمكن الجيش من استهدافها، وتدير قطاع غزة حتى الآن، حيث يظهر مقاتلوها وعناصر أمنها في كل القطاع ويحققون مع العملاء والمتخابرين مع السلطة الفلسطينية. 

وبالنسبة للمعهد الأمني الإسرائيلي، فإن فكرة القتال ضد “إسرائيل” أثبتت نفسها؛ فقد أذلت حماس “إسرائيل” وألحقت بها هزيمة عسكرية لم تشهدها منذ تأسيسها. ولا تزال تسيطر عسكريًا ومدنيًا على القطاع حتى الآن، وأفشلت عملية التطبيع بين “إسرائيل” والسعودية، ونجحت في إطلاق سراح مئات من الأسرى، مما دفع “إسرائيل” للتوقيع على صفقة معها. في حين أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح بعيدة عن تحقيق إنجاز مشابه. 

وأكد المعهد أن صفقة تبادل الأسرى لها أيضًا آثار سلبية على “إسرائيل”: فهي اعتراف صريح بأن “إسرائيل” لم تحقق النصر الكامل، كما تمنح حماس أكسجينًا ضروريًا لاستمرار حكمها وإعادة قوتها. بموجب هذه الصفقة، يتم إطلاق سراح أكثر من ألف أسير، ومن المحتمل أن يعود بعضهم إلى المقاومة ويقتلوا مستوطنين، مما يتيح لحماس الاحتفاظ بعدد من الأسرى الذين يمثلون ضمانًا لاستمرار بقائها. 

ويرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن “إسرائيل” تحتاج إلى وضع مواقف واضحة بشأن التقدم إلى المرحلة الثانية من خطة تحرير الأسرى، وربطها بحالة إنهاء الحرب المعروفة بـ “اليوم التالي”، وهو ما امتنعت عنه حتى الآن، وعلى “إسرائيل” أن تعرض الشروط الضرورية التالية: إعادة إعمار مقابل نزع السلاح، إقامة حكومة بديلة في القطاع، والتأكد من أن إدارة التكنوقراط الخالية من كوادر حماس هي التي تحتكر السيطرة الأمنية. كما يجب إصلاح النظام التعليمي، مراقبة الحدود، إنشاء منطقة أمنية، والعودة إلى القتال إذا استمرت حماس في الحكم.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة ضغوط الشارع الإسرائيلي
  • كاتب صحفي: نتنياهو لن يستطيع مقاومة الضغوط الداخلية في الشارع الإسرائيلي
  • معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي: حماس أذلت “إسرائيل” عسكريا وأفشلت قطار التطبيع 
  • جلسة نقاشية تتناول تحديات الناقد الثقافي.. وأسئلة المستقبل
  • هل ينجح نتنياهو في استغلال جثة بيباس لتفجير اتفاق غزة؟
  • بن جفير يطالب نتنياهو بالعودة إلى الحرب
  • حماس تقصف نتنياهو بعنف وتوجه له رسائل موجعة خلال تسليم جثث الأسرى
  • نتنياهو يتوعد الحركة: جميعنا غاضبون من وحوش حماس
  • الدم يقطر من فم نتنياهو.. حماس ترسل جثامين الرهائن مع رسائل