بوابة الوفد:
2024-09-17@08:20:28 GMT

وفديون.. لا يَتبدلون!

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

اليوم 23 أغسطس ذكرى زعماء الوفد سعد والنحاس وسراج الدين. وهو يوم الدليل على الوفاء لمبادئهم وتراثهم ومواقفهم التى لم تتبدل أو تتغير. فقد تركوا مؤسسة سياسية تجاوزت المائة عام من العمر، أعمدتها المبادئ وسقفها التراث الذى يُظل اسم الوفد الكبير. 

الوفديون.. دائمًا يقولون أنهم أصحاب فكرة وليسوا أعضاء حزب! كلام قد يبدو غريبًا من أبناء التنظيم السياسى الأعرق فى الشرق الأوسط، ولكنه كلام واقعى، يعبر عن انتماء لفكر وعقيدة سياسية وليس ارتباطًا عضويًا بتنظيم حزبى.

وهذا هو السبب الرئيسى لشراسة دفاع «الوفديين» عن حزبهم، فى الأوقات الصعبة، وهو السر الحقيقى وراء عدم انتماء الوفدى لحزب آخر، إذا انتهت العلاقة التنظيمية بينه وبين الوفد، والتى تنقضى غالبًا بالفصل، وأحياناً بالاستقالة لأسباب قهرية! 

هذه المقدمة الضرورية هى محاولة لفهم سبب تركيز صحيفة»واشنطن بوست» الأمريكية منذ سنوات قريبة على مصطلح»الوفديين» باعتباره مصطلحآ مهما ومعبرا، فهو يدل على وجود صفة وموصوف وبينهما تفاصيل، فالعقيدة لا تولد فى ليلة، ولكنها تنشأ بعد سنوات من المواقف، والصعاب، وحب الوفد، والدفاع عنه، وحمايته من تغيير هويته وأهدافه، وحفظ مبادئه، وجعلها تضىءطريق الصعاب. فالوفدى يبقى وفديًا حتى الممات، ولا يتنازل عن انتمائه مهما طال الزمن؛ ولذلك سيبقى الوفد حيًا ما بقى الوفديون،وطالما ظلوا أصحاب عقيدة، يتواصلون ويتناقشون ويتفاهمون، ولا تنقطع هذه الصلة بينهم على مر السنين. وهذا التواصل هو الذى حمى الوفد من الانقراض، وجعله يعود إلى الساحة بعد غياب 25 عامًا من الإلغاء الرسمى، وعقب سنوات أخرى من البطش والتنكيل.. وهنا لابد أن نحكى كيف أعاد فؤاد سراج الدين الوفد للحياة السياسية بعد رُبع قرن من الغياب.. تعالوا نحكى الحكاية! 

ربما لا يكون لفؤاد سراج الدين زعيم الوفد الثالث، علاقة مباشرة بثورة 1919، فقد كان عمره وقتها تسع سنوات، وفى أقوال أخرى خمس سنوات فقط، ولكن المؤكد أن فؤاد سراج الدين، هو صاحب الفضل الأول فى إعادة «الوفد» الحزب المُعبر عن ثورة 19 ونضالها، إلى الحياة السياسية، بعد غياب أكثر من 25 عامًا، رغم ما لاقاه قيادات الوفد، من اضطهاد، وتنكيل عقب يوليو 1952. 

ما كان يواجهه فؤاد سراج الدين مع الوفد قبل 1952 لا يمثل شيئًا فيما واجهه الرجل بعد ذلك.. لقد قاوم التشريد والمحاكمة والاعتقال لسنوات طويلة كانت كفيلة بالقضاء عليه وعلى الوفد، ولكنه وقف صامدًا مناضلًا ليس له سوى هدف واحد هو العودة بالوفد إلى الحياة.. كانت بداية متاعب الرجل هى محكمة الثورة التى استهدفت سمعته وتاريخه، لكنها فشلت فى إدانته، ليخرج منها كما دخلها، السياسى النزيه، الذى تولى المناصب الكبرى فى حزب الأغلبية وفى الحكومة، الذى لم يتربح من العمل العام، فخرج من جلسات المحاكمة أقوى مما كان عليه، واقفًا، شامخًا، رافعًا رأسه وسط الناس، لكن تمت مصادرة أمواله وأراضيه وأرصدته، حتى ينشغل بلقمة العيش ولا يفكر فى غيرها، ويترك السياسة. وبالفعل انشغل بالبحث عن مصدر رزق بعد مصادرة أمواله، لكن كل هذا لم يمنعه من التفكير فى مصر والوفد! 

صحيح اضطر سراج الدين للعمل كخبير تحف ومجوهرات كى يكسب رزقه.. وكان هذا العمل يأخذ منه وقتًا طويلًا، لكنه لم يتوقف عن الاتصال بالوفديين الذين يعرفهم شخصيًا من الإسكندرية إلى أسوان. وحتى أعلن عودة الوفد للحياة السياسية فى 23 أغسطس عام 1977. لقد فعلها الرجل وأعاد الوفد بمعجزة، وحافظ على ثورة 1919 من الاندثار، والتحول إلى مجرد ذكرى مثل غيرها، فحافظ على حزبها التاريخى، عبر الاتصال بكل الوفديين الذين كان على تواصل معهم كل هذه المدة، وقال لهم: «حى على الجهاد» فقالوا له: «يحيا الوفد». 

الوفديون تعلموا الدرس من الزعيم الثالث لـ«الوفد»، وصاحب الفضل الأول فى عودته للحياة السياسية، وأهم هذه الدروس هو أن الوفد ليس مجرد حزب، هو تراث وطنى يستحق الحفاظ عليه، ويستحق أن يدفع أبناؤه كل الأثمان حتى يظل واحة واسعة ل «الليبرالية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية والتحرر الوطنى». 

سنحافظ على التراث.. سنبقى وفديين.. لا نتغير، ولا نتبدل.. والله أعلم بما فى القلوب قبل العقول! 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نور الوفد سراج الدین

إقرأ أيضاً:

«المهندسين»: القيادة السياسية تهتم بالاستثمار في الصناعات البتروكيماوية

قالت المهندسة منال متولي، عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين، خلال ندوة مستقبل صناعة تكرير البترول والبتروكيماويات، التي نظمتها النقابة إن ألمانيا تستخدم الطحالب في القضاء على تلوث المياه العذبة، حيث طبّق المركز القومي للبحوث في مصر هذه التجربة للتخلص من مخلفات بعض المصانع والتي أثبتت نجاحًا، قائلة: «الطحالب ثورة لإنقاذ مصادر المياه العذبة من التلوث»، وهي خاصية أو نظام يطلق عليه الفلترة الخضراء، حيث يحتوي هذا النظام على نباتات يتم زراعتها في برك المياه الدقيقة، وتقوم هذه النباتات بامتصاص المواد العضوية والكيماوية من المياه وإزالتها بصورة طبيعية

أهمية صناعة البتروكيماويات

من جانبها، أكدت الدكتورة المهندسة رحاب معتصم المغربي، الأستاذ المساعد بكلية هندسة البترول والتعدين بجامعة قناة السويس، أن صناعة البتروكيماويات تُعد أحد أهم الصناعات في الوقت الحاضر، والتي لا يمكن الاستغناء عنها، مشيرة إلى أنها تُعد السبيل لتعظيم الاستفادة من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي وتحقيق عائد دولاري من خلال تصدير المنتجات إلى الخارج.

الخطة الاستراتيجية للبتروكيماويات 2035

وأضافت «المغربي» أن مصر شهدت في الآونة الأخيرة اهتمام القيادة السياسية بالاستثمار في الصناعات البتروكيماوية، وفقًا للخطة الاستراتيجية للبتروكيماويات 2035 من خلال التوسع في مصانع الأسمدة، والتخطيط لإنشاء عدد من المجمعات الصناعية الضخمة، مثل مجمع التكرير والبتروكيماويات في مدينة العلمين الجديدة باستثمارات تتخطى 10 مليارات دولار، بهدف إنتاج حوالي 3.2 مليون طن سنويًّا من المنتجات البتروكيماوية المتخصصة.

مقالات مشابهة

  • الناشط سقف الحيط.. ملاحقة وتهديد بالقتل والاغتصاب بسبب آرائه السياسية
  • العملة الرقمية وقطط العملية السياسية
  • الجارديان: العنف وعدم الاستقرار أصبحا سمة للحياة السياسية الأمريكية
  • عمار بن حميد يستقبل عضو اللجنة السياسية الوطنية للحزب الحاكم في الصين
  • الإنسان في الشتات بين البيولوجيا ،الانثربولوجيا، التاريخ والسرديات السياسية (٦)
  • قرقاش: الإمارات تدعم الجهود السياسية لحل قضايا المنطقة
  • «المهندسين»: القيادة السياسية تهتم بالاستثمار في الصناعات البتروكيماوية
  • الفزعة السياسية الدولية؛ اسقاط الجنين (الدعم السريع) للحفاظ على الام (قحت) !
  • بعد استقالته من منصب رئيس وزراء الأردن.. أبرز المحطات في مسيرة بشر الخصاونة السياسية
  • الدخول في عملية سياسية تشمل القوى السياسية الوطنية عدا المؤتمر الوطني وواجهاته!