الامتناع عن المأكولات الحيوانية والخلوة.. أبرز الطقوس في الصوم الكبير
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعتبر الصوم الكبير من أقدم وأهم الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو فترة روحية مكثفة تسبق عيد القيامة المجيد،و يمتد الصوم لمدة 55 يومًا، ويتميز بالصلاة، والصوم الانقطاعي، والامتناع عن الأطعمة الحيوانية، والتركيز على الحياه الروحية.
-الصوم في العهد القديم:
قبل دخول المسيحية، كان الصوم ممارسة شائعة في العهد القديم بين اليهود والأنبياء، حيث كان يعتبر وسيلة للتقرب من الله والتوبة، صام أنبياء مثل موسى (40 يومًا على الجبل)، وإيليا، ودانيال، وكان الصوم مرتبطًا بالتوبة والطلب من الله.
-الصوم في العهد الجديد:
عندما جاء المسيح، صام أربعين يومًا وأربعين ليلة على الجبل قبل بدء خدمته العلنية (متّى 4: 2، لوقا 4: 1-2)، وبهذا وضع أساسًا للصوم في المسيحية، حيث صار الصوم جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية للمؤمنين.
-الصوم في العصر الرسولي:
بعد قيامة المسيح(وفقاً للعقيدة المسيحية)، بدأ الرسل والتلاميذ يمارسون الصوم، وكانوا يعلمون المؤمنين أهمية الصوم كجزء من الجهاد الروحي في البداية، لم يكن هناك صوم محدد لمدة 55 يومًا كما نعرفه اليوم، بل كان هناك صوم يوم الجمعة والسبت قبل عيد القيامة، ثم تطور تدريجيًا ليشمل فترة أطول.
-تثبيت الصوم الكبير في الكنيسة:
مع مرور الزمن، بدأ المسيحيون في تقليد صوم السيد المسيح (40 يومًا)، وأضافت الكنيسة أسبوع الآلام كجزء من التحضير لعيد القيامة وفي القرن الرابع الميلادي، أقر مجمع نيقية (325 م) الصوم الكبير كجزء رسمي من التقاليد الكنسية، واستقر شكله ليشمل:
-أسبوع الاستعداد (7 أيام)
-الأربعين يومًا المقدسة (40 يومًا)
-أسبوع الآلام (8 أيام)
الصوم الكبير ليس مجرد امتناع عن الطعام، لكنه رحلة روحية تهدف إلى التوبة والتقرب من الله وله عدة أهداف:
١-الاقتداء بالسيد المسيح الذي صام 40 يومًا.
٢-التدريب على ضبط النفس والجسد من خلال الامتناع عن الأطعمة الحيوانية والصوم الانقطاعي.
٣- التوبة وتنقية القلب استعدادًا للاحتفال بقيامة المسيح.
٤-التركيز على الصلاة والعبادة من خلال الصلوات اليومية وحضور القداسات.
٥-ممارسة أعمال الرحمة مثل مساعدة الفقراء والمحتاجين.
-الصوم الانقطاعي :يمتنع عن تناول الطعام لفترة معينة من اليوم، قد تصل إلى منتصف النهار أو الساعة الثالثة بعد الظهر، ثم يتم تناول وجبات نباتية فقط.
ويُشجع المؤمنون على زيادة الصلوات خلال فترة الصوم الانقطاعي للاقتراب أكثر من الله،والامتناع عن الأطعمة الحيوانية ،و يتم الامتناع عن اللحوم، والدواجن، والأسماك، ومنتجات الألبان، والبيض طوال فترة الصوم ، و يسمح بتناول الأسماك في بعض الأيام، ولكن خلال أسبوع الآلام يمنع تناولها.
-التكثيف الروحي خلال الصوم: إقامة قداسات يومية لمساعدة الصائمين على الالتزام الروحي ،و قراءة الكتاب المقدس والتأمل في أحداث الخلاص ،و أعمال الرحمة مثل مساعدة المحتاجين، حيث يُشجع المؤمنون على التبرع بالمال والطعام للفقراء.
يعتبر أسبوع الآلام أقدس أسبوع في السنة الكنسية، حيث يركز المؤمنون على التأمل في آلام المسيح وصلبه وقيامته. ويختلف عن باقي أيام الصوم بعدة نقاط: لا تقام قداسات صباحية إلا في خميس العهد ، وتُقام صلوات البصخة التي تركز على قراءة أحداث آلام المسيح ، ويتم الامتناع عن تناول الأسماك، ليكون الصوم أكثر نسكًا وقربًا من الله.
يستمر الصوم الكبير كأحد أهم المحطات الروحية في حياة المؤمنين، حيث يسعى الجميع إلى تنقية قلوبهم، والتوبة، والاقتراب من الله استعدادًا لاستقبال عيد القيامة.
وتظل هذه الفترة فرصة روحية تساعد المسيحيين على النمو في الإيمان والاستعداد للفرح العظيم بقيامة المسيح وفق العقيده المسيحيه
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الارثوذكسية الحياة الروحية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم الکبیر أسبوع الآلام الامتناع عن من الله
إقرأ أيضاً:
الكنيسة تحتفل بـ«رفاع الصوم الكبير» اليوم.. قبل صيام 55 يوما
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا، ببداية الصوم الكبير 2025 والذي يعد أطول الأصوام في الكنيسة إذ يمتد 55 يوما مقسمة بحسب طقس الكنيسة إلى أسبوع الاستعداد، الصوم الأربعيني، وأسبوع الآلام وسبت النور، ثم الاحتفال بعيد القيامة.
رفاع الصوم الكبير 2025ويحتفل الأقباط، اليوم، برفاع الصوم الكبير 2025، أي اليوم السابق للصوم، وبحسب الكنيسة فالمقصود «بالرفاع» هو اليوم السابق على بدء الصوم، وهو رفع كل طعام حيواني عن المائدة ورفع أدوات المطبخ الفطاري، ونزول أدوات المطبخ الصيامي لأنّ قديمًا كانت توجد أدوات خاصة للصوم وذلك استعداداً لبدء الصوم، وأما عن المعنى الروحي لرفاع الصوم هو ورفع القلب إلى الرب بالتوبة والاستعداد للتدريب على ترك الخطية.
تحديد يوم الرفاعوحول تحديد يوم رفاع الصوم الكبير في الكنيسة، فقد أوضح الأستاذ رشدي واصف، في كتابه التقويم القبطي وحساب القبطي، أنّه تحدد الكنيسة موعد عيد القيامة لتلك السنة كما هو في شهره، فإنّ كان في برمهات تضيف إلى ذلك 4 أيام ومهما كان الناتج:
- فإن كان 30 يكون الرفاع يكون 30 طوبة.
- وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقي يكون تاريخ يوم الرفاع في أمشير.
أما إذا كان عيد القيامة في برمودة نضيف إلى ذلك الأربعة أيام المذكورة ومهما كان الناتج:
- من 1 إلى 30 يكون عدد يوم الرفاع في شهر أمشير.
- وإن زاد عن 30 نسقط منه 30 والباقي يكون تاريخ يوم الرفاع في شهر برمهات.
واستمرارا للحديث عن الصوم الكبير 2025، فإنّ أيامه هي أقدس أيام السنة، بحسب الكنيسة، ويعتبر هذا الصوم سيدي، لأن السيد المسيح قد صامه، وهو صوم من الدرجة الأولى، يمتنع خلاله الأقباط عن تناول الأسماك واللحوم والدواجن ويقتصر على الأطعمة النباتية والبقوليات.