لبنان يستعد لتشييع مهيب للشهيدين الأمينيين
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
تستعد حشود رسمية وشعبية ضخمة من داخل لبنان وخارجه، اليوم الأحد، للمشاركة في تشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في العاصمة اللبنانية بيروت.
وأفاد مراسلنا من لبنان بتواصل توافد المشاركين إلى مكان تشييع شهيد الإسلام والإنسانية السيد نصر الله والشهيد صفي الدين في بيروت،حاملين أعلام حزب الله، مشيرا إلى أن مدرجات المدينة الرياضية في بيروت قد امتلأت بالكامل قبل ساعات كثيرة من بدء مراسم تشييع الشهيدين الأمينين.
وستنطلق مراسم التشييع الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت بيروت (الثانية ظهرا) بتوقيت صنعاء وتستمر لأزيد من ساعة.
وخلال اليومين الأخيرين استمر تقاطر الوفود الرسمية والاجتماعية والسياسية والشعبية إلى بيروت من عشرات الدول العربية والأجنبية للمشاركة في مراسم التشييع، مع تأكيد استمرار نهج المقاومة، الذي رسّخه “السيد الأمة”، الشهيد حسن نصر الله.
ويُرتقب أن يكون التشييع حدثاً استثنائياً، من حيث حجم المشاركة، بحيث أكدت أكثر 80 دولة، من مختلف أنحاء العالم، حضورها الرسمي، من خلال وفود دبلوماسية، وبرلمانيين حاليين وسابقين، ووزراء وشخصيات سياسية بارزة.
كما وصل إلى بيروت آلاف الشخصيات من قادة الأحزاب والحركات السياسية والدينية للمشاركة في هذه المراسم المهيبة.
ويُشارك آلاف المواطنين من دول عربية وإسلامية وعالمية، من اليمن والعراق، إيران، البحرين، الكويت وتركيا، في التشييع، الذي سيكون حدثاً فارقاً في تاريخ لبنان والمنطقة.
واكتملت جميع التحضيرات اللوجستية والفنية لمراسم التشييع، بحيث شملت الاستعدادات تجهيز المدينة الرياضية بالكامل، إضافة إلى المناطق المحيطة بها. كما نُصبت شاشات عرض عملاقة على طول طريق التشييع، وصولًا إلى طريق المطار القديم، لتمكين المشاركين من متابعة الحدث.
ومنذ ساعات الفجر الأولى صباح اليوم، بدأت تتوافد الحشود من مختلف المناطق اللبنانية نحو العاصمة بيروت، في زحفٍ بشري حاشد، إذ شهدت الطرقات المؤدية إلى العاصمة، ولاسيما طريق صيدا – بيروت، وطريق البقاع – بيروت، زحمة سير خانقة، نتيجة بدء توافد اللبنانيين لحضور التشييع. وكان لافتاً توجّه بعض المشاركين سيراً على الأقدام من محافظات، مثل الجنوب والبقاع، إلى بيروت، على الرغم من الطقس العاصف.
وفي السياق ذاته، اجتمع اللبنانيون وعدد من الوفود المشاركة في التشييع أمام ضريح “السيد الأمة”، الشهيد حسن نصر الله، هاتفين للمقاومة، ومرددين شعارات مؤيدة لفلسطين.
و سجّلت شركات الطيران زيادةً كبيرة في عدد الرحلات المتجهة إلى العاصمة بيروت. وفي ساعات الصباح الباكر، وصل أكثر من 50 رحلة جوية إلى مطار بيروت الدولي، في إطار التوافد العالمي للمشاركة في هذا الحدث الكبير.
وأعلنت بعض العائلات اللبنانية استعدادها لاستضافة الزوار القادمين من الخارج في منازلها. بدورها، أفادت مواقع إخبارية لبنانية بأنّ “الحجوزات في فنادق بيروت تجاوزت 90%”.
وتسود المدينة الرياضية أجواءٌ من الحزن والحداد، بحيث تمّ نصب صور ضخمة للشهيدين، وسط رفع الأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، تحت شعار “إنّا على العهد”، في مشهدٍ يعكس التزام الحزب العميق مبادئه وقيمه.
وبالإضافة إلى اكتظاظ مدرجات ملعب المدينة الرياضية، الذي يتسع لنحو 80 ألف شخص، من المتوقع ن يحتشد مئات الآلاف في الشوارع المحيطة بالملعب للمشاركة في مسيرة التشييع.
وفي إطار التحضيرات الأمنية، رفعت قيادة الجيش اللبناني الجاهزية إلى 100%، وشكّلت غرفة عمليات للتنسيق مع الأجهزة الأمنية كافّةً لمواكبة يوم التشييع غداً، كما تم تسيير دوريات أمنية مكثفة في مختلف المناطق لضمان سلامة الحشود.
وفيما يتعلق بالتغطية الإعلامية، أكّدت اللجنة الإعلامية الخاصة بمراسم التشييع وجود ترتيبات متكاملة، إذ سيتم تزويد جميع وسائل الإعلام والفضائيات ببث مباشر عالي الجودة، مع تثبيت شاشات وصوتيات على طول المسار، لضمان وصول الصوت والصورة إلى جميع المشاركين.
وستتضمن فعاليات التشييع، اليوم الأحد، ستتضمن كلمة للأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، وتلاوة جماعية للقرآن الكريم، ثم النشيد الوطني اللبناني، فالنشيد الخاص بحزب الله، وبعدها سيتم إدخال نعشَي الشهيدين في آلية خاصة تجوب أرضية الملعب، ثم المسير نحو مرقد السيد الشهيد السيد حسن نصر الله، في طريق مطار بيروت الدولي.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تهدد بالتصعيد العسكري في بيروت
أكد وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، أن إسرائيل اتخذت قرارًا صحيحًا بالبقاء عند خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه هجومًا قويًا على عدة جبهات داخل لبنان نفسه.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، شدد كوهين على ضرورة تصعيد الرد الإسرائيلي، قائلاً: "سأطلب من مجلس الوزراء مراجعة شاملة، وأعتقد أننا بحاجة إلى الرد ليس فقط في جنوب لبنان، وليس فقط في صور، بل في عمق لبنان وفي بيروت نفسها".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله، وسط تهديدات متزايدة بتوسيع نطاق الهجمات.
وحول القضية الإيرانية، أكد الوزير أن إسرائيل على تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن إيران هي السبب الأساسي للفوضى في الشرق الأوسط. وأضاف: "هناك قرارات تُديرها الولايات المتحدة وقرارات تُديرها إسرائيل، كما سمعنا أيضًا المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإيرانيين".
وأشاد كوهين بنهج ترامب الصارم في التعامل مع إيران والجماعات المدعومة منها، مشيرًا إلى أن "حملة الرئيس الأمريكي ضد الحوثيين تُظهر قوة لم نشهدها من قبل، وهي بلا شك تردعهم وتضربهم في الصميم".
استمرار الضغوط على غزةوفيما يخص الوضع في قطاع غزة، صرح كوهين بأن "حماس ترتكب الأخطاء مرارًا وتكرارًا، وهي لا تُقدّر تصميمنا". وأضاف: "لقد فاجأناها قبل نحو أسبوع، وشنينا هجومًا قتل فيه أكثر من 500 إرهابي. كما فرضنا حصارًا لوجستيًا وأوقفنا دخول المساعدات الإنسانية".
وتشير هذه التصريحات إلى أن إسرائيل مستمرة في سياستها التصعيدية على عدة جبهات، سواء في لبنان أو غزة أو في مواجهة إيران، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة النزاع في المنطقة.