يوم الوداع الأخير في بيروت وصنعاء
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
ومع ساعات الصباح الأولى، غصت طرقات العاصمة اللبنانية بوفود المشاركين من كل المناطق اللبنانية، فيما امتلأت مدينة "كميل شمعون" الرياضية، منذ السادسة صباحاً، بالمشاركين الذين بات بعضهم ليلته تحت العراء.
ووصفت مصادر اعلامية مشهد القادمين إلى مكان المراسم وفي الشوارع المحيطة بـ"زحف بشري" من كل المناطق للمشاركة في التشييع، وتم نصب شاشات عملاقة في الشوارع المحيطة، بالإضافة إلى إقامة 70 مضافة عند الشوارع المؤدية لمكان التشييع والمسيرة.
وبينما تتسّع مدرجات ملعب المدينة الرياضية لأكثر من 50 ألف شخص، لكن يُقدّر أن يحتشد عشرات الآلاف في الشوارع المحيطة للمشاركة في المسيرة. إذ لم يمر يكن قد مرّ سوى ساعة على فتح أبواب المدينة عند السادسة صباحاً، إلا أنها شهدت إشغالاً كاملاً لكل الأماكن المخصصة للمشاركين في التشييع.
ووفق المنظمين، ستستوعب المدينة الرياضية أكثر من 23 ألف مقعد داخل الملعب، إضافة إلى 55 ألف مقعد على مدرجاتها. وفي الساحات الخارجية، تم تخصيص 35 ألف مقعد للرجال و25 ألف مقعد في جناح مخصص للنساء.
من جهتها، أعلنت اللجنة المنظمة مشاركة شخصيات رسمية لبنانية وخارجية، فيما أحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع مشاركة "نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية".
وأفاد المنظمون عن حضور شخصيات رفيعة المستوى من اليمن وإيران والعراق ودول أخرى.
وتبدأ مراسم التشييع عند الساعة الواحدة ظهراً بالتوقيت المحلي (11 بتوقيت غرينتش) في مدينة كميل شمعون الرياضية، التي تشهد وصول نعشي السيدين الشهيدين على آلية مخصصة، وكلمة لأمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم.
وتنطلق بعدها مسيرة التشييع، نحو موقع دفن الشهيد السيد نصر الله، على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت. فيما من المقرر دفن السيد الشهيد صفي الدين، غداً الإثنين، في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر في جنوبي لبنان.
وعلقت صور عملاقة للشهيدين نصر الله وصفي الدين على الجدران الخارجية للمدينة الرياضية وفي الطرقات المؤدية لمكان التشييع، وأضيفت آلاف المقاعد في حرم المكان.
يُذكر أنّ مراسم التشييع تجري ضمن تدابير أمنية مشددة يتخذها الحزب والأجهزة الأمنية اللبنانية. وحثّ منظمو التشييع الكبير على عدم إطلاق النار وعدم التدافع حفاظاً على السلامة.
ومنذ الجمعة الماضي، أعلن وزير الداخلية اللبناني، أحمد الحجّار، عن إجراءات تهدف الى "المحافظة على الأمن والنظام، وتأمين أمن المناسبة".
ونُشرت فرق صحية ومستشفيات نقالة وفرق إنقاذ وإطفاء على الطرق المؤدية إلى التشييع، مع تخصيص مسارات خاصة للسيارات ومواقف للقادمين من خارج العاصمة، فيما طلب من الوافدين من الضاحية الجنوبية السير على الأقدام بسبب إغلاق بعض الطرق أمام المركبات.
وفي صنعاء أدى الآلاف من أبناء الشعب اليمنيين، صباح اليوم الأحد، في جامع الشعب والساحات المحيطة به في ميدان السبعين صلاة الغائب على شهيدي الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين رضوان الله عليهما.
ونظمت فعالية التأبين في جامع الشعب بمشاركة رسمية وشعبية كبيرة، أقيمة خلالها صلاة الغائب على شهيدي الإسلام والإنسانية في جامع الشعب بالعاصمة صنعاء، وحمل المشاركون في الفعالية صورا لشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وتقدم الحضور أعضاء من المجلس السياسي الأعلى،ورئيس وأعضاء الحكومة، وأعضاء من مجلسي النواب والشوراء، وعلماء من مختلف المذاهب، وكذلك مسؤولين وقادة سياسيين من مخلف المكونات السياسيية، بالإضافة إلى قادة عسكريين وأمنيين، وحشود جماهيرية كبيرة.
وقرأ المشاركون في الفعالية سورة يس، وآيات من القرآن الكريم، وتليت الأدعية والصلوات على سيدنا محمد وعلى آله الطبيين الطاهرين.
وبدأت فعالية التأبين بآيات من الذكر الحكيم، ثم وقف الجميع لقراءة سورة الفاتحة إلى روح الشهيدين، وثم عرض مقطع فيديو تناول مقتطفات من حياة ومواقف السيد حسن نصر الله، خصوصا وقوفه مع الشعب اليمني وإدانته للعدوان السعودي الأمريكي وتضامنه مع اليمن يوم تخلى عنه العالم.
وفي كلمة له، تقدم عضو المجلس السياسي الأعلى، د. عبدالعزيز بن حبتور، بالعزاء إلى كل الأمة الإسلامية في فقد السيد نصرالله وصفي الدين، مؤكدا أن فقدهما خسارة فادحة.
وأكد بن حبتور أن اليمن لن ينسى موقف سيد الشهداء الذي آزر اليمن في أمام العدوان السعودي الأمريكي، منوها أن الولايات الأمريكية والعدو الصهيوني اغتالت السيد نصر الله، معتبرا أن نصر الله لن يموت وستتذكره الشعوب الإسلامية وستتذكر مواقفه وسيرته.
وجدد التأكيد على ثبات موقف اليمن مع محور المقاومة، مشددا على أن المحور هو الوحيد الذي سيقف في وجه محور الشر ومحور الصهاينة.
من جانبه، أكد، رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي، أننا في اليمن نكن كل الحب للشهيد القائد حسن نصر الله، فهو من وقف إلى جانب اليمن في وجه العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن.
من جهته، قال عضو رابطة علماء اليمن العلامة فؤاد ناجي في كلمة له خلال فعالية التأبين: إن السيد نصرالله كان عالما مجاهدا وقائدا استثنائيا فذا، ناصر المستضعفين وحرر لبنان ونصر اليمن، مؤكدا أن السيد نصرالله كان رجل المرحلة ومفتتح زمن الانتصارات.
وأضاف، ناجي، أنه بشهادة السيد نصرالله لن تسقط الراية وسيكتشف العدو أن ظنه كان خاطئا حين ظن أن بقتله القادة سيقضي على حزب الله، مردفا أن الختام الذي يليق بالسيدين الشهيدين هو هذا الختام بعد مضي عشرات السنين في ساحات الجهاد والقتال والمضي في طريق القدس.
وألقيت كلمات نوهت بشهيدي المقاومة الذين حملى راية الجهاد وتناولت جوانب من حياتهما، وأشادت بدور السيد حسن في نصرة الشعب اليمني وموقفه المناهض للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
كما ثمن الحضور دور الشهيد نصرالله وحزب الله والمقاومة اللبنانية في نصرة القضية الفلسطينية، وإلحاق الهازائم بالعدو الصهيوني، مؤكدين محتبهم ووفائهم للشهيدين، والسير على نهجهم في مواجهة الطغاة والمستكبرين.
واُختتمت الفعالية باصلاة الغائب على أرواح الشهيدين السيدين نصر الله وصفي الدين، والدعاء لهما.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: السید نصرالله حسن نصر الله السید نصر مع الشعب ألف مقعد
إقرأ أيضاً:
الريال اليمني يواصل هبوطه التاريخي: أدنى مستوى له على الإطلاق في عدن وصنعاء اليوم
العملة اليمنية (وكالات)
في استمرار لوتيرة التدهور الحاد في قيمة العملة المحلية، وصل الريال اليمني إلى نقطة جديدة في تاريخه، حيث سجل سعره أدنى مستوى له على الإطلاق في التعاملات غير الرسمية اليوم الأحد، 23 مارس 2025.
وحافظ الريال على سعره المنخفض للمتداولين في العاصمة المؤقتة عدن لليوم الرابع على التوالي، حيث سجل سعر بيع الدولار الواحد 2372 ريالاً يمنيّاً، مما يعكس حالة من التذبذب الكبير والقلق في أسواق الصرف المحلية.
اقرأ أيضاً صنعاء توجه آخر إنذار للسعودية قبل عودة الحرب.. تطور خطير 22 مارس، 2025 مفاجأة في العلاقات السورية الروسية: "الشرع" يطلب من بوتين هذا الأمر بشأن بشار الأسد 22 مارس، 2025وقد أظهرت بيانات أسعار الصرف في عدن مستويات غير مسبوقة للعملة الوطنية، حيث جاء سعر الشراء للدولار عند 2354 ريالاً، بينما وصل سعر البيع إلى 2372 ريالاً، وهو ما يشير إلى التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يواجهها الاقتصاد اليمني. وفي الوقت ذاته، شهد الريال السعودي استقراراً نسبياً في عدن، حيث سجل سعر الشراء 618 ريالاً، بينما وصل سعر البيع إلى 621 ريالاً.
أما في العاصمة صنعاء، التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، فحافظ الريال على فارق كبير في قيمة الصرف مقارنة بعدن. حيث سجل سعر الدولار الأمريكي في صنعاء عند 535 ريالاً للشراء، و538 ريالاً للبيع. أما الريال السعودي فحافظ على سعر ثابت، إذ بلغ سعر الشراء 140 ريالاً والبيع 140.40 ريالاً.
هذه التحركات السلبية في أسعار الصرف تأتي في وقت حساس يعاني فيه اليمن من أزمات اقتصادية ومعيشية شديدة، ما يثير المخاوف من تداعيات اقتصادية واجتماعية أكثر عمقاً.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه التغييرات بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، مما يفاقم الوضع المعيشي في البلاد.
يبقى الوضع الاقتصادي في اليمن يواجه تحديات ضخمة، في ظل الأزمات السياسية المستمرة، وتذبذب أسعار الصرف، وارتفاع تكاليف المعيشة.