وسط أزمات عديدة.. كيف يستقبل اللبناني شهر رمضان هذا العام؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
مع العد التنازلى لقدوم شهر رمضان المبارك، يستعد لبنان، لاستقبال الشهر الفضيل ولكن بطريقة مختلفة بسبب تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية بالبلاد.وبدأت المحلات بتوفير كميات كبيرة من المستلزمات الرمضانية الشهيرة، وبدأت التحضيرات المكثفة لتأمين احتياجات الأسواق من المواد الغذائية، خصوصاً أن هذا الشهر يشهد عادةً زيادة كبيرة في الطلب على السلع الأساسية.
يحل شهر رمضان خلال الأيام المقبلة، ويعتقد كثير من الناس أن النفقات والأعباء المالية تزداد خلال أيام الشهر الفضيل لكثرة الولائم و"العزائم"، وكثرة تبادل الزيارات بين الناس. وينشغل اللبنانيون في الاستعداد لاستقبال شهر رمضان والأحياء الشعبية ارتدت الحلّة وتزيّنت، وعربات المكسرات بدأت بدورها تختار الأماكن الأكثر ازدحاماً، باحثة عن مورد رزقها في الشهر الكريم.
وفي جولة في أسواق صيدا التي تعيش جماليات الاستعداد لشهر رمضان، بما تشهده من مظاهر حافلة بالنشاط والبهجة، تمتلئ المحال التجارية بالبضائع والعروض الخاصة بلوازم رمضان، إضافة إلى ملصقات وزينة بألوان وأشكال جذابة.
أكد محمود حمزة "صاحب محل مكسرات" بأن حركة البيع تشهد ذروتها عشية رمضان. وتتفاوت نسب ارتفاع الأسعار بين المناطق وبين المتاجر وحتى صغرى المحلات التجارية، ما يطرح تساؤلات حول آلية التسعير ومدى صدقية الحديث عن تبريرات رفع الأسعار المرتبطة بسلاسل التوريد.
وأشار حمزة الى أنه لا تكتمل السفرة الرمضانية إلا بأصناف محددة من الشراب، يأتي في مقدمها التمر الهندي وعرق السوس، إضافة إلى الجلاب. في المقابل، تفضل كثير من العائلات تحضير الشراب الرمضاني في المنزل وتحديداً الجلاب المكثف، الذي تضاف إليه المكسرات والزبيب، إضافة إلى شراب "قمر الدين".
وقال "شهر رمضان موسم سياحي، يدفع الناس لشراء سلع ومواد غذائية بشكل أكبر مقارنة بباقي الشهور، بسبب الطلب المتزايد على الأطعمة المرتبطة به، مثل البهارات والجوز واللوز التي تتزين بها موائد الإفطار، وتعطي رونقًا ومذاقًا مختلفًا للحلوى والمأكولات".
وتابع حمزة بأن "رمضان هذا العام حقل خصب لمشاهدة ما آل إليه الوضع الاجتماعي والأمني للبنانيين. ولكن الغلاء الكبير في رمضان إطار موضوعي يجب الوعي به، وهو الأساسي والقائم بمعزل عن العوامل الظرفية والخاصة من انهيار مالي أو غياب آليات المراقبة أو المحاسبة القانونية وغيرها".
وقال "قبل قدوم شهر رمضان، يجب وضع قائمة خاصة تحتوي على الاحتياجات الفعلية للأسرة خلال أيام الشهر المبارك، وشراء ما يوجد بهذه القائمة قبل قدوم شهر رمضان مع الالتزام التام بما يرد بها، فلا تشتري شيئا خارجها، والمعادلة هنا بسيطة جدا، فأنت لا تحتاج حقا للأشياء التي لم تضعها في قائمتك، لو كنت تحتاجها فعلا لوضعتها في قائمتك منذ البداية".
وأضاف حمزة بأنه "لا يمرّ رمضان من دون أن نشهد حركة بيع تفوق غيرها من أيام السنة. فطبق الحلوى على مائدة الإفطار أو السحور وجبة أساسية يحبّها الكبار والصغار. نأخذ دائماً في الحسبان الحالة الاقتصادية لأهلنا في صيدا فنقدّم لهم أسعاراً مقبولة. هذا شهر البركات عند الفقير كما الثري".
وكرر بالقول بأن "شهر رمضان هذا العام قد يحمل معه فرصة لإعادة الزخم إلى الأسواق اللبنانية، ليس على صعيد النشاط التجاري وحسب، بل أيضاً كمرحلة اختبار للعهد الجديد".
السيدة فوزية الشمعة تقول: لست من اللواتي يحضرن قبل رمضان، فأنا أقوم بالشراء كل يوم بيومه والأسواق تتوفر فيها السلع طوال الشهر الفضيل، لكن أخواتي يفضلون الشراء قبل رمضان، ومنهم من قام بإعداد الكبة والسمبوسك حيث تم تجهيزها وتفريزها لتكون موجودة يومياً على السفرة، وقام بعضهم بشراء الاحتياجات من الأطعمة المعلبة والبهارات واللحوم.
وأضافت "هذه السنة مختلفة. الناس اختنقوا بما فيه الكفاية، ويريدون الترفيه عن أنفسهم. نحن اقتنعنا أنّ لا حيلة لنا في تغيير الواقع. لكن الخلل ليس عند هذا الشعب، بل لدى الطبقة الحاكمة التي تختلف في كلّ شيء وتلتقي على مصالحها".
وقالت السيدة فوزية بأن "لا يحتاج التجار في لبنان إلى أسباب حقيقية علمية لرفع أسعار منتجاتهم. فالأسعار ترتفع بالمواسم على مزاج كبار التجار وصغارهم. فتحلّق أسعار المواد الغذائية مع بدء الصوم، كما ترتفع أسعار مستلزمات الأعياد والأعراس وكل ما يرتبط بالمواسم، بلا أسباب منطقية سوى جني مزيد من الأرباح".
ويعد، شهر رمضان هو شهر المحبة والتواصل والعطاء والبذل والتضحية، وهو تدريب للنفس على الصبر على مشقات الحياة، ومواجهتها بعزم وإيمان، وهو أيضا شهر العطاء والصدقة ومساعدة المحتاجين، وليس شهرا للتباهي والتفاخر والمبالغة والإسراف في الطعام والشراب.
المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
من الأغاني التراثية المتعلقة بوداع شهر رمضان عند المصريين «والله لسة بدري يا شهر الصيام»
من الأغاني الجميلة التي ارتبطت في وجدان المصريين بوداع شهر رمضان أغنية المطربة الراحلة شريفة فاضل (تم البدر بدري) التي ترجع إلى ستينيات القرن الماضي، وتُعتبر من أفضل ما غناه المطربون حول اقتراب رحيل الشهر المبارك. ففي كل عام يدخل علينا شهر رمضان بالفرحة ونسمع في بدايات أيامه كل الأغاني الجميلة التي ارتبطت في الذاكرة الجمعية عند المصريين، ومع اقتراب رحيل هذا الشهر وكما يحدث الآن برحيل رمضان 2024م تبدأ الإذاعة والتليفزيون والقنوات الفضائية المصرية ببث تلك الأغنية خلال الثلاثة أيام الأخيرة في وداع شهر رمضان التي لا تضاهيها أغنية من أغاني المطربين الكبار حول ترجمة هذا الإحساس داخل النفوس. فالأغنية لدى سماعها تنقل إحساس المصريين وحزنهم لفراق الشهر الكريم بعد أن تعودوا على العبادة والتقرب إلى الله والتعود على التحلي بالفضائل في سلوكهم اليومي وتعاملهم مع بعضهم بعضًا بقيم التسامح والتراحم والترابط في كل أفعالهم وتجمعاتهم سواء كان بالمساجد أو بالساحات والميادين العامة أو بالبيوت من خلال التجمعات الأسرية حول مائدة الإفطار والسحور، أو حول موائد الرحمن، أو البر والإحسان وتقديم زكاة الفطر، وتقبل التهاني طوال الشهر وعند رؤية هلال العيد لتأتي تلك الأغنية الجميلة لتثير النفوس وتنبههم باقتراب اختفاء شهر رمضان الذي أحبوا التشبث به وتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان مقابل انتظار عودتهم إلى الحياة العادية بصخبها ومللها وملذاتها التي تؤثر على العبادة وتجعل الإنسان أقل روحانية في مواجهة الحياة الصعبة. إن تلك الأغنية تُشعرنا بالحزن والشجن وربما سببت لنا حالة من البكاء والاكتئاب ونية الجَلَد والصبر أيضًا لمن سيصيبه الحظ للانتظار إلى العام المقبل ليعيش الشهر المبارك ويستمتع بصيامه وأيامه الجميلة مرة أخرى. وما يبدد الأحزان بعد سماع الأغنية وصدى صوتها عبر المحلات والمقاهي والأحياء الشعبية وغيرها بربوع مصر هو قدوم العيد الذي يُفرح المصريين ويُدخلهم في الاحتفال بمظاهره وتخفيف وطأة رحيل الشهر الكريم.
وأغنية (تم البدر بدري) من كلمات الشاعر عبد الفتاح مصطفى وألحان عبد العظيم محمد والأداء كان للفنانة والمغنية الشهيرة الراحلة شريفة فاضل التي بدأت حياتها بالغناء مبكرًا حيث ترجع نشأتها إلي تأثرها بالجو الديني الذي تربت فيه، فجدها هو القارئ الشهير الشيخ أحمد ندى أكبر قراء القرآن بمصر، ومن خلاله أحبتِ الاستماعَ إلى الابتهالات والأناشيد الدينية حتى بدا الحس العاطفي والديني جليًا في صوتها عبر أغانيها وبخاصة الأغاني الدينية ومنها أغاني شهر رمضان، كما أنها تفردت في الأغاني الوطنية وعلى رأسها أغنية (أنا أم البطل) بعد استشهاد ابنها الطيار من زوجها السابق الفنان الراحل سيد بدير في حرب 1973، وكانت من الأغاني القوية التي هزت مشاعر المصريين جميعًا وجعلتهم يتفاخرون بالتضحية والعطاء بالمال والنفس من أجل الوطن. ومن أفلامها الشهيرة والكثيرة غنتِ الكثير من الأغاني الرومانسية والعاطفية كأغنية 'أمانة يا بكرة’ في فيلم ’ليلة رهيبة'. ثم كانت شهرتها الكبيرة في أغاني الأفراح الجميلة التي توارثتها الأجيال كما توارثت أغنية رمضان 'تم البدر بدري'، ومنها: مبروك عليك يا معجباني يا غالي، مبروك عليكِ عريسك الخفة وغيرها. ومن أغاني القيم كانت أغنية لما راح الصبر التي تناولت مفهوم الصبر وارتباطه باللحظات العاطفية الصعبة في حياة الإنسان. وشريفة فاضل التي رحلت عن عالمنا فجر الأحد الخامس من مارس 2023، عن عمر ناهز 85 عامًا قبل رمضان من العام الماضي بأيام قلائل، من مواليد حي السيدة زينب بشارع خيرت باشا أحد أهم الأحياء الشعبية بالقاهرة مما كان له بالغ الأثر على نجاحها في الأغاني الشعبية والأغاني الوطنية والاجتماعية ثم الأغاني الدينية وعلى رأسها أغنية (تم البدر بدري) التي أبكتِ الكبار والصغار عبر أجيال مختلفة بسبب تلك المشاعر الجميلة للكلمات الجميلة واللحن القريب من أحاسيس المصريين عندما ترجم مشاعرهم التي ازدادت تأثيرًا بتوظيف الكورس توظيفًا دراميًّا في الأغنية عندما وُظف وجوده بها باعتبار أنه صدى صوت المصريين وألم فراق الشهر الجميل بعد أن فعلها رمضان ورحل عنا وكيف سنتمكن من الصبر لانتظاره العام القادم.