ترامب يطلق يد إيلون ماسك لفصل 2.3 مليون موظف فيدرالي
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
أعطى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، المسئول عن وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية، 2.3 مليون موظف فيدرالي مهلة 48 ساعة لتبرير بقائهم في وظائفهم، وإلا فسيضطرون للاستقالة، في خطوة أثارت جدلا واسعا.
وتلقى الموظفون رسالة إلكترونية أمس السبت، حيث طُلب منهم فيها تقديم قائمة تتضمن خمسة إنجازات حققوها خلال الأسبوع الماضي، وقد شملت الرسائل بعض العاملين في السلك القضائي.
وأكد ماسك أن الموظفين الذين لا يستطيعون تقديم إنجازاتهم خلال المهلة المحددة سيكون عليهم تقديم استقالتهم، في إجراء مشابه لما قام به عند استحواذه على منصة إكس تويتر سابقًا.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذه الخطوة، معتبرًا أنها ترفع كفاءة الحكومة، مشيرًا إلى أن ماسك تمكن من الكشف عن عمليات احتيال وإساءة استخدام للأموال العامة تُقدر بمليارات الدولارات.
ولا تزال هذه القرارات تثير تفاعلًا واسعًا، وسط تساؤلات حول تداعياتها على الوظائف الحكومية والإدارة الأمريكية.
ومن جانبها.. رفضت قاضية فيدرالية أمريكية، دعوى عاجلة تقدمت بها مجموعة من المدعين العامين الديمقراطيين تطالب بمنع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك وهيئة الكفاءة الحكومية التي يشرف عليها من فصل موظفين فيدراليين أو الوصول لبيانات وكالاتهم.
وذكرت قناة الحرة الأمريكية أن 14 ولاية يحكمها ديمقراطيون رفعت دعاوى طارئة تطعن بسلطة ماسك، وتطالب المحكمة بتجميد إجراءاتها، إلا أن القاضية الفيدرالية تانيا تشوتكان رفضت وقف الاجراءات.
ورأت تشوتكان، أن المدعين لم يثبتوا أنهم سيتعرضون لضرر لا يمكن إصلاحه بدون أمر قضائي فوري، رغم اعترافها بأن القضية الدستورية التي يطرحونها قوية.
وتطالب الدعوى بمنع ماسك وفريقه في وزارة الكفاءة الحكومية من الوصول إلى أنظمة البيانات الفيدرالية في عدة وكالات تنفيذية، وبدأت الحكومة الأمريكية في إنهاء خدمات آلاف الموظفين في وكالات متعددة، في الوقت الذي يسارع فيه الرئيس دونالد ترامب وماسك، للمضي قدما في حملة على البيروقراطية في الوكالات الفيدرالية.
ووافق حوالي 75 ألف موظف فيدرالي، على برنامج للتسريح من العمل وضعته إدارة ترامب.. وعرض على أكثر من مليوني موظف فيدرالي راتبا حتى 30 سبتمبر المقبل، إذا ما استقالوا بحلول السادس من فبراير الجاري.
اقرأ أيضاًالرئيس الروسي يوجه بنك غازبروم بالتعاون مع إيلون ماسك في تطوير التكنولوجيا
قاضية أمريكية ترفض طلبا يمنع إيلون ماسك من فصل موظفين والوصول لبيانات وكالاتهم
"أوبن آيه آي» ترفض عرضا بقيمة 97.4 مليار دولار من إيلون ماسك لشرائها
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دونالد ترامب إيلون ماسك الملياردير الأمريكي إيلون ماسك منصة إكس تويتر سابقا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هيئة الكفاءة الحكومية منصة إكس تويتر سابق ا إیلون ماسک
إقرأ أيضاً:
الهيمنة الأمريكية والمقاومة.. قراءة في خطاب الرئيس المشاط
هذه المواجهة ليست مجرد ردّ فعل على قرارات سياسية ظرفية، بل هي انعكاس لبنية الصراع الطبقي على المستوى العالمي، حيث تمارس الإمبريالية آلياتها القمعية لفرض التبعية، بينما تتشكل حركات المقاومة كردّ موضوعي على هذا القمع.
لا يمكن النظر إلى قرارات الإدارة الأمريكية تجاه اليمن بمعزل عن موقع الولايات المتحدة كقوة إمبريالية تسعى إلى إعادة إنتاج سيطرتها على النظام العالمي. العقوبات التي تفرضها واشنطن ليست سوى أداة من أدوات الحرب الاقتصادية التي تهدف إلى عرقلة القوى التي تخرج عن نطاق سيطرتها. وكما هو الحال مع العقوبات المفروضة على كوبا وفنزويلا وإيران، فإن الهدف النهائي هو تدمير أي نموذج مقاوم للهيمنة الأمريكية، سواء كان عسكرياً أو اقتصادياً أو حتى رمزياً.
الخطاب السياسي الصادر عن صنعاء يقرأ هذه الحقيقة بوضوح، إذ يربط بين العقوبات المفروضة عليها وبين محاولات واشنطن لحماية الكيان الصهيوني، باعتباره وكيلها الاستعماري في المنطقة. العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ليست فقط تحالفاً استراتيجياً، بل هي علاقة بين قوة إمبريالية عالمية وقاعدة متقدمة لها داخل الشرق الأوسط، تستمد شرعيتها من استمرار العدوان الاستيطاني على الأرض الفلسطينية ومنع أي تهديد محتمل لهذه الهيمنة.
إنّ خطاب المشاط لا يتحدث فقط عن العقوبات كإجراء قانوني، بل يفكك البنية الكاملة للمنظومة الإمبريالية، موضحاً كيف أنّ الولايات المتحدة لا تتوانى عن التضحية بمصالح الشعوب الأخرى خدمةً لمصالحها الإمبريالية. يشير المشاط إلى أن اليمن ينسق مع "جهات تعتمد على الصادرات الأمريكية" للتخفيف من آثار العقوبات، فهو بذلك يشير إلى محاولة استخدام الاقتصاد كأداة مقاومة، مما يعكس وعياً بأهمية فك الارتباط بالنظام الاقتصادي الرأسمالي المهيمن، أو على الأقل تقليل الاعتماد عليه.
وهذا يتماشى مع فكرة "التنمية المستقلة" التي نظّر لها اقتصاديون ماركسيون مثل سمير أمين، حيث لا يمكن لأي دولة أو حركة مقاومة أن تتحرر سياسياً دون أن تمتلك الحد الأدنى من الاستقلال الاقتصادي. السياسة الأمريكية تجاه صنعاء هي امتداد لنفس النموذج الذي طُبق ضد التجارب الاشتراكية في القرن العشرين، حيث يتم تجويع الشعوب الثائرة وفرض الحصار عليها لخلق حالة من الانهيار الداخلي تدفعها إما إلى الخضوع أو إلى مواجهة شاملة لا تستطيع الاستمرار فيها على المدى البعيد.
من أبرز النقاط في خطاب المشاط هو استدعاء التاريخ كمصدر للشرعية السياسية. إذ يذكّر واشنطن بأن اليمن "كان ميدان الركلات الأخيرة للإمبراطوريات المتجبرة"، وهو استدعاء يحمل بعداً أيديولوجياً يعكس فهم الصراع كجزء من استمرارية تاريخية. في الفكر الماركسي، لا يعتبر التاريخ مجرد سجل للأحداث، بل هو سجل لصراعات القوى الاجتماعية، وهو ما يبدو حاضراً في هذا الخطاب الذي يضع المواجهة مع الولايات المتحدة ضمن سياق تاريخي طويل من مقاومة اليمن للهيمنة الخارجية.
هذا الاستدعاء للتاريخ هو أيضاً محاولة لإنتاج وعي طبقي ووطني في آنٍ واحد، حيث يتم تقديم الصراع ليس فقط على أنّه صراع بين دولتين، بل بين مشروع تحرري ومشروع استعماري عالمي. وهذا يعكس وعياً بأهمية الأيديولوجيا في الحروب الحديثة، حيث لم يعد الصراع يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يمتد إلى الفضاء الرمزي والثقافي، وهو ما يتجلى في محاولة واشنطن فرض روايتها على العالم عبر أدواتها الإعلامية.
لم يقتصر خطاب المشاط على مهاجمة الولايات المتحدة، بل تضمّن أيضاً تحذيراً لمن أسماهم "المبتلين بمرض المسارعة"، في إشارة إلى الأنظمة العربية التي تسير في رَكْب التطبيع والتبعية.
ويمكن فهم هذا التحذير كجزء من صراع الطبقات الحاكمة ضد القوى المناهضة لها، حيث تعتمد الأنظمة الرجعية على الولاء للإمبريالية للحفاظ على مصالحها، مما يجعل أي حركة مقاومة تهديداً مباشراً لها.
يقدّم خطاب صنعاء نموذجاً لخطاب مقاومة يتجاوز كونه مجرّد ردّ فعل سياسي، ليصبح بياناً أيديولوجياً في وجه الإمبريالية العالمية. هذا الخطاب يعكس وعياً بأنّ المواجهة ليست مجرد صراع سياسي بين طرفين، بل هي جزء من الصراع العالمي بين الهيمنة الرأسمالية والقوى التي تسعى إلى التحرر منها.