موقع النيلين:
2025-02-23@11:27:42 GMT

اختلاف الحُب بين الشعوب

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

“الحُب” كلمة تتكون من حرفين مضاف إليهما حرفيطا الألف واللام للتعريف فقط، ورغم قلة عدد أحرف الكلمة، فإنها تحمل أعظم المعاني، وأرق الأحاسيس الإنسانية التي تميز الإنسان عن باقي المخلوقات، فالحُب شعور فطري لا يخلو منه أي قلب، كما أنه محرك أساسي لجوهر الحياة الإنسانية والاجتماعية، لذا خصص العالم يوما للاحتفال سنوياً به.

أولت الشرائع السماوية الحُب أهمية بالغة، وجعلته أساس العلاقات بين الناس، بل وبين العبد وربه، بكونه ليس مجرد عاطفة عابرة، حيث إن له مفهوما شاملا وعميقا يتضمن معاني كثيرة منها : المودة والرحمة والإيثار والتضحية، بالإضافة إلى تقدير واحترام الآخرين والاعتراف بفضلهم ومكانتهم، فضلاً عن طاعة الله تعالى ورسوله ﷺ والامتثال لأوامرهما.

حرص الإسلام بتعاليمه وشرائعه على تنظيم علاقة الناس بربهم تبارك وتعالى، حتى ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة، وخير دليل على ذلك قول الله تعالى في كتابه الكريم “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا” سورة مريم.. كما قال رسول الله ﷺ: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.

احتفل العالم بعيد الحب الأسبوع الماضي ١٤ فبراير، وتختلف مظاهر الاحتفال بالحُب من دولة إلى أخرى، ومن شعب إلى آخر، ولكن السواد الأعظم يقتصر الاحتفال على شخصين أو أفراد يجمعهم عامل مشترك “الأسرة، العائلة، العمل”، ولكن إذا نظرنا من منظور أكبر وأشمل نلاحظ ظاهرة غريبة وهي اختفاء الحب بين شعوب ودول عديدة.

نظرًا لأن العلاقات بين الشعوب والدول معقدة ومتشعبة وتكسوها المصالح والمنفعة، وتتأثر بعدة عوامل مختلفة منها: المصالح السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المنافع المختلفة، وما ينتج عنها من تحديات وعقبات قد تلعب دوراً في توتر واهتزاز وجمود العلاقات الإنسانية واختفاء الحُب، بالإضافة إلى تأجيج المشاعر السلبية وتعميق العداء، وهذا يمكن أن يعيق تطور العلاقات الإيجابية بين الشعوب والدول، وهذا أمر خطير له تداعيات سلبية على الأمن والأمان والاستقرار المجتمعي.

وخير دليل على ذلك ما يشهده العالم في الآونة الأخيرة من تصاعد مظاهر الكراهية والعنف، والتي كان آخرها تصريحات وقرارات الرئيس الأمريكي ترامب ضد أهل غزة خاصةً والقضية الفلسطينية عامةً، وتجاوزات العدو الصهيوني في فلسطين، والحرب الروسية الاوكرانية، وغيرها من مظاهر عدم الاستقرار الامني بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا يطرح ويثير العديد من التساؤلات حول أسباب التدهور في العلاقات الإنسانية والمجتمعية والدولية بين الشعوب.

ولتحقيق علاقات أفضل بين الشعوب والدول، يجب على المجتمع الدولي أن يسعى إلى تعزيز لغة الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب المختلفة، ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية، ونشر ثقافة السلام والمحبة، والسعي نحو تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الشعوب والدول، بالإضافة إلى حث وسائل الإعلام التي تلعب دوراً إيجابياً في تعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب والدول، فعندما تسود مشاعر الود والتقدير بين الشعوب، يصبح من السهل حل النزاعات وتجاوز الخلافات.

ختامًا، الحُب هو اسمى المعاني وأجلها، وهو أساس الحياة السعيدة، وهو طريق الفلاح في الدنيا والآخرة. فلنحرص على تنمية الحب في قلوبنا، وأن نجعله أساساً فى علاقاتنا.. الحب هو أساس العلاقات الاجتماعية السوية، لذا يجب ألا تتأثر علاقة الحُب بين البشر بالحدود أو المسافات.

جمال عبدالصمد – بوابة روز اليوسف

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

“العدل الدولية” تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات استشارية حول التزامات “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية

الثورة نت/وكالات أذنت محكمة العدل الدولية، الليلة الماضية، للاتحاد الأفريقي، بناء على طلبه، بالمشاركة في الإجراءات الاستشارية بشأن التزامات إسرائيل فيما يتعلق بحضور أنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة في الأرض الفلسطينية المحتلة. وحسب بيان من المحكمة، وبناء على المادة (66) من النظام الأساسي للمحكمة، قررت القائم بأعمال رئيس المحكمة القاضي جوليا سيبوتيندي، أنه من المرجح أن يكون الاتحاد الأفريقي قادرا على تقديم المعلومات بشأن السؤال الذي قدمته الجمعية العامة إلى المحكمة وبالتالي “يجوز للاتحاد الأفريقي أن يقدم بيانا مكتوبا حول هذه المسألة خلال المهلة الزمنية التي حددها أمر الرئيس أي بحلول 28 شباط الحالي”. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 كانون الأول/ديسمبر الماضي، قرارًا يطلب فتوى من محكمة العدل الدولية بشأن السؤال التالي: ما هي التزامات إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وعضوًا في الأمم المتحدة، فيما يتعلق بوجود وأنشطة الأمم المتحدة، بما في ذلك وكالاتها وهيئاتها، والمنظمات الدولية الأخرى والدول الثالثة، في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفيما يتصل بتلك الأرض، وذلك لأغراض، منها ضمان وتيسير إيصال المدد الجوهري لبقاء السكان المدنيين الفلسطينيين على قيد الحياة، والخدمات الأساسية، والمساعدات الإنسانية والإنمائية، لما فيه مصلحة السكان المدنيين الفلسطينيين، ودعمًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير؟” وجاء القرار عقب اصدار الكنسيت الاسرائيلية قرارات تعُيق عمل وكالة الأونروا في فلسطين ولا سيما في القدس المحتلة. يذكر، أن المحكمة كانت أذنت أيضا لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية بالمشاركة في الإجراءات الاستشارية.

مقالات مشابهة

  • حزب مصر 2000: موقف مصر والدول العربية ثابت وراسخ تجاه القضية الفلسطينية
  • اختبار الحب بـنظرية تقشير البرتقال.. هل يخرب تيك توك العلاقات الزوجية؟
  • من المملكة والدول العربية.. 100 رائد كشفي يحتفون بذكرى التأسيس
  • رئيس البرلمان العربي: واهم من يرى أن مصائر الشعوب يُمكن أن تَتَحدد بتصورات عبثية واهية
  • جلسة نقاشية حول فلكلور الشعوب بأيام الشارقة التراثية
  • باحث بمرصد الأزهر: احترام العلم الوطني والوقوف له أثناء تحيته أمر مشروع
  • من خلال هذين المثالين، تدرك اختلاف القيم والمبادئ بيننا وبينهم
  • “العدل الدولية” تسمح للاتحاد الأفريقي بالمشاركة في إجراءات استشارية حول التزامات “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية
  • أوقات الصلاة في رمضان 2025 فى السعودية والدول العربية (جداول كاملة)