أصبحت صحة الأمعاء من أكثر الموضوعات تداولا في مجال الصحة والعافية على مدار السنوات القليلة الماضية، فقد توصلت دراسة أجراها باحثون في جامعة شاندونغ الصينية ونشرت عام 2023 إلى "أننا قد ننام بشكل أفضل إذا كانت بكتيريا أمعائنا أكثر استقرارا".

وأشارت مراجعة نشرت أواخر العام الماضي إلى أن "صحة أمعائنا قد تكون مسؤولة عن معظم الشكاوى والأمراض"، كما وجدت دراسة نشرت منذ أيام أن "علاج الاكتئاب قد يكمن في تنظيم عمل الأمعاء".

وأدى الإدراك المتزايد لمدى أهمية صحة الأمعاء الجيدة لتحسين الصحة إلى تعزيز تسويق الأطعمة الصديقة للأمعاء، وتمتع الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على بكتيريا صديقة للأمعاء بقدر كبير من القوة "وهو ما أعاد مشروب العيران الذي كان موجودا منذ آلاف السنين إلى الصدارة من جديد"، وفقا لما ذكرته اختصاصية صحة الأمعاء الدكتورة ميغان روسي لصحيفة إندبندنت البريطانية.

وتوصي روسي بـ"تناول 100-200 ملليتر من العيران يوميا، وتنصح من يتناوله للمساعدة في الهضم وتحسين صحة الأمعاء بأن يشربه على معدة فارغة، أما من يشربه كوجبة خفيفة أو لتحسين الشعور بالشبع فإن أفضل وقت لتناوله هو بعد الوجبات".

ما هو العيران؟

العيران أو الكفير -الذي يُنطق "كي فير"، هو مشروب من الحليب المخمر يشبه طعم الزبادي السائل، وتتفق الحكمة القديمة والبحوث الحديثة على أن "الكفير مفيد لصحتنا"، وفقا لموقع "كليفلاند كلينك".

إعلان

ويتم صنعه عن طريق إضافة حبيبات العيران التي تحتوي على الخميرة والبكتيريا الجيدة إلى حليب البقر أو الماعز أو الأغنام، لتحول اللاكتوز (سكر الحليب) إلى حمض اللاكتيك، مما يعطيه طعما حامضا، ويضيف إليه الكثير من العناصر الغذائية.

ويأتي العيران بأصناف عادية ومنكّهة، وتحذر اختصاصية التغذية المعتمدة أمبر سومر من محتوى السكر في الكفير المنكه، لأن "الكثير من السكر يقلل فوائده الصحية".

"العيران" هو مشروب من الحليب المخمر يشبه طعم الزبادي السائل (فريبك)  العيران غذاء خارق

يعد العيران أفضل من الزبادي، لاحتوائه على المزيد من سلالات البروبيوتيك والخميرة المفيدة (يحتوي على ما يقارب 12 سلالة بروبيوتيك نشطة)، كما أنه منخفض اللاكتوز (سكر الحليب)، مما يسمح للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز بشربه دون مشكلة غالبا.

ويمكن اعتباره غذاء خارقا، لأنه محمل بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية، بما فيها الكالسيوم والمغنيسيوم والبروتين والريبوفلافين أو فيتامين "بي 2" وفيتامين "بي12" وفيتامين "دي"، ويحقق 7 فوائد:

1. يعزز صحة الأمعاء

يعد الجهاز الهضمي موطنا لعالم كامل من الكائنات الحية الدقيقة (الميكروبيوم) التي تشمل البكتيريا والفطريات والفيروسات، بعضها ضار والبعض الآخر مفيد، ويساعد في الهضم وإنتاج المواد التي يحتاجها الجسم.

وإذا بدأت البكتيريا الضارة في التكاثر والانتشار فإنها تخرج الميكروبيوم عن التوازن، مما يسبب الاضطرابات الهضمية المزعجة.

وهنا يأتي دور الأطعمة الغنية بالكثير من البروبيوتيك النشط مثل العيران الذي يضيف المزيد من البكتيريا الجيدة إلى الأمعاء، ويبقي البكتيريا الضارة تحت السيطرة ويدعم صحة الأمعاء، وفقا لدراسة في إحدى الجامعات التركية نشرت عام 2014.

وأشارت الدراسة إلى أن "تناول العيران بانتظام يغير توازن الكائنات الحية في الميكروبيوم بشكل إيجابي، مما يقلل التهاب الأمعاء ويخفف الإمساك المزمن".

إعلان 2. يحافظ على قوة العظام

يحتوي كوب من العيران على العناصر الغذائية التي نحتاجها لبناء وإصلاح العظام، خاصة مع التقدم في السن وفقدان كتلة العظام، بما فيها:

الكالسيوم الأساسي لجعل العظام صلبة. فيتامين "دي" الذي لا يمكن امتصاص الكالسيوم بدونه، مما يجعله ضروريا لصحة العظام. الفوسفور الذي يعمل جنبا إلى جنب مع الكالسيوم لبناء العظام. المغنيسيوم كأحد المكونات الرئيسية في بنية العظام وجعلها أقوى. فيتامين "كيه" الذي يوجد في العيران المصنوع من الحليب الكامل، والمهم للعديد من عمليات العظام. يقضي على الجراثيم.

ويعد العيران بطلا خارقا في مكافحة البكتيريا الضارة، لأنه يحارب الجراثيم المسببة للأمراض مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا، وفقا لدراسات معملية نشرت نتائجها عام 2016 وأظهرت أن "العيران كان فعالا في مكافحة البكتيريا الضارة مثل المضادات الحيوية".

وبالإضافة إلى مكافحة البكتيريا الضارة في الأمعاء يحمي العيران الأسنان من البكتيريا المسببة للتسوس.

وأيضا، وجدت دراسة لجامعة ستانفورد عام 2021 أن "تناول كميات كبيرة من الأطعمة المخمرة كان مرتبطا بانخفاض علامات الالتهاب".

العيران يعد بطلا خارقا في مكافحة البكتيريا الضارة لأنه يحارب الجراثيم (فريبك) 3. يبني العضلات

في حين أن العيران لا يحتوي على الكثير من البروتين الضروري لبناء وإصلاح العضلات مثل الزبادي اليوناني إلا أنه يشتمل على بروتين أكثر مما تحتوي عليه بيضة واحدة.

كما أنه يحتوي على المغنيسيوم المهم لحركة العضلات، والفوسفور الذي يلعب دورا حيويا في نمو وإصلاح الأنسجة.

4. يضبط سكر الدم

قد يساعد العيران في الوقاية من مرض السكري، وقد يكون جزءا من خطة العلاج لخفض مستويات الغلوكوز (سكر الدم)، خصوصا بالنسبة للمصابين بداء السكري من النوع الثاني، إذ لا يتمكن الجسم من معالجة الغلوكوز بشكل فعال.

وقد وجدت دراسة أجريت على أشخاص مصابين بداء السكري من النوع الثاني عام 2015 أن "شرب نحو 500 ملليتر من العيران يوميا ساعد في الحفاظ على إبقاء سكر الدم تحت السيطرة".

إعلان 5. يهدئ الأعصاب

يتميز العيران أيضا بمواد وعناصر غذائية -مثل فيتامين "بي" والمغنيسيوم والتريبتوفان- معروفة بالمساعدة في تخفيف التوتر واستقرار الحالة المزاجية من خلال تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ.

6. يخفض الكوليسترول

يلعب البروبيوتيك الموجود بوفرة في العيران دورا في مقدار الكوليسترول الذي يمتصه الجسم من الطعام، وقد رصدت دراسة أجريت عام 2017 انخفاضا كبيرا في مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار لدى الإناث المصابات بالسمنة أو زيادة الوزن اللاتي شربن العيران، مقارنة بمن شربن منتجات الألبان قليلة الدسم يوميا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات صحة الأمعاء من الحلیب

إقرأ أيضاً:

علاج طبيعي واعد للالتهابات المعوية

كندا – اكتشف فريق دولي، بقيادة باحثين من جامعة تورنتو، مركبا طبيعيا في الزنجبيل يتميز بقدرته على الارتباط الانتقائي بمستقبل نووي متورط في مرض التهاب الأمعاء (IBD) وتنظيم نشاطه.

وأثناء دراسة المركبات الكيميائية في الزنجبيل، لاحظ الباحثون تفاعلا قويا بين مركب اسمه “فورانودينون” (FDN) ومستقبل “بريجنان إكس” (PXR)، وهو بروتين يلعب دورا رئيسيا في تنظيم الالتهاب. وأظهرت التجارب أن FDN يساعد في تقليل التهاب القولون من خلال تنشيط PXR، ما يعزز قدرته على تثبيط إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب.

وعلى الرغم من معرفة العلماء بالمركب منذ عقود، فإن وظائفه البيولوجية لم تحدد بدقة إلا الآن.

وقال جيا باو ليو، الباحث المشارك في مركز دونيلي للأبحاث الخلوية والجزيئية بجامعة تورنتو: “وجدنا أن إعطاء FDN عن طريق الفم يقلل بشكل ملحوظ من التهاب القولون لدى الفئران. إن تحديد المستقبل النووي المستهدف لهذا المركب يبرز إمكانات الطب التكميلي والتكاملي في علاج مرض التهاب الأمعاء. نحن نعتقد أن المنتجات الطبيعية قد تكون أكثر دقة في تنظيم المستقبلات النووية مقارنة بالمركبات الاصطناعية، ما يتيح تطوير علاجات بديلة فعالة من حيث التكلفة ومتاحة على نطاق واسع”.

ويتميز FDN بعدة فوائد تجعله خيارا علاجيا واعدا، أبرزها: إصلاح بطانة الأمعاء، حيث يعزز إنتاج بروتينات الوصلات الضيقة (تلعب دورا رئيسيا في تنظيم نفاذية بطانة الأمعاء والحفاظ على سلامتها)، ما يساعد على إصلاح الأنسجة المتضررة بسبب الالتهاب. وتقليل الآثار الجانبية، حيث يقتصر تأثيره على القولون، ما يقلل من خطر المضاعفات في بقية الجسم.

وتلعب المستقبلات النووية دورا رئيسيا في التفاعل مع الجزيئات المسؤولة عن التمثيل الغذائي والالتهاب. ويعد PXR مسؤولا عن استقلاب المواد الغريبة مثل الأدوية والسموم الغذائية، ما يستلزم التحكم الدقيق في ارتباطه بـ FDN لتجنب أي تأثيرات غير مرغوبة على وظائف الجسم الأخرى.

وقال هنري كراوس، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم الوراثة الجزيئية بكلية طب تيميرتي بجامعة تورنتو: “تزايدت معدلات الإصابة بمرض التهاب الأمعاء في البلدان المتقدمة والنامية بسبب التحول نحو الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكريات والمكونات المعالجة. المركب الطبيعي المستخرج من الزنجبيل قد يكون خيارا علاجيا أكثر أمانا من الأدوية التقليدية، لأنه لا يثبط الجهاز المناعي أو يؤثر على وظائف الكبد، ما يجنب المرضى التعرض لآثار جانبية خطيرة. وهذا يجعله أساسا محتملا لعلاج أكثر فعالية وأقل تكلفة”.

جدير بالذكر أن مرضى التهاب الأمعاء يعانون من أعراض مزمنة مثل آلام البطن والإسهال، وغالبا ما يبدأ المرض في مرحلة مبكرة من العمر، حيث يتم تشخيص نحو 25% من الحالات قبل سن العشرين. ومع عدم توفر علاج نهائي، يعتمد المرضى على أدوية للتحكم في الأعراض مدى الحياة، ما يفرض أعباء نفسية واقتصادية كبيرة.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • أفضل مبيض أسنان طبيعي للقضاء على الاصفرار.. جربها للتخلص من البكتيريا
  • قبل سحور رمضان.. طريقة عمل الزبادي في المنزل
  • 7 فوائد لتناول الفستق.. تعرف عليها
  • الجبنة الأيرلندية «فيها سم قاتل».. سحب 12 نوعا من أسواق دبلن بسبب البكتيريا
  • يعالج مشاكل الهضم والعطش .. اكتشف فوائد الخروب في رمضان
  • فوائد تناول ملعقة سمسم يوميًا .. احرص عليها
  • سحور رمضان 2025.. طريقة تحضير الزبادي في المنزل
  • علاج طبيعي واعد للالتهابات المعوية
  • لن تصدقوا.. مركّب طبيعي لعلاج «التهاب الأمعاء»!