الثورة نت:
2025-02-23@06:00:53 GMT

عن اليوم التالي للحرب على غزة

تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT

 

البدايات هي التي تحدد النهايات، واليوم الأول يحدثنا عن اليوم الثاني، ولما كانت البدايات هجوم فلسطيني جريء وغير مسبوق على المواقع الإسرائيلية المحصنة باسم طوفان الأقصى، فذلك يدلل على أن النهايات لن تكون مغايرة كثيراً للبدايات، والتي أكدت على عجز العدو الإسرائيلي عن تحقيق أهداف العدوان على غزة منذ اليوم الأول وحتى اليوم 471 من حرب الإبادة، وفي ذلك إشارة إلى أن الأيام التي ستلي اليوم 471 لوقف إطلاق النار لن تختلف كثيراً عن اليوم الأول، لأن قرار وقف إطلاق النار، والخضوع لصفقة تبادل أسرى لم يكن يوم ترفٍ إسرائيلياً، ولم يكن استراحة محارب بمقدار ما عكس حجم ومستوى التوازنات على أرض الواقع.

ولمزيد من التوضيح، فقد حاول الجنرال غيورا أيلاند أن يرسم معالم اليوم الثاني للحرب على غزة، فوضع مع مجموعة من الجنرالات الخبراء في الحروب مع العرب، خطته التي عرفت باسم خطة الجنرالات، والتي تقوم على تهجير سكان شمال قطاع غزة، والاستفراد برجال المقاومة، ذبحاً، وتجويعاً، وتعطيشاً، بحيث لا يكون أمام رجال المقاومة إلا الموت بالسلاح الإسرائيلي، أو الموت بالجوع والعطش.

وبفعل المقاومة العنيدة في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، فشلت خطة الجنرالات في القضاء على المقاومة الفلسطينية، فجاءت في اليوم التالي لفشلها خطة الرئيس الأمريكي ترامب، والتي تمشي على الخطى نفسها التي رسمها الجنرال غيورا أيلاند، مع المزيد من التوسع في الخطة، فبدل تهجير سكان شمال قطاع غزة بصب الجحيم على رؤوسهم، اعتمد ترامب فكرة تهجير كل سكان قطاع غزة، بعد صب المزيد من الجحيم على رؤوسهم والهدف النهائي لخطة التهجير هو القضاء على المقاومة الفلسطينية.

وكما أفشل الشعب الفلسطيني في غزة خطة غيورا أيلاند في القضاء على المقاومة، سيفشل الشعب الفلسطيني خطة ترامب بصموده، وتمسكه بأرضه، شرط ألا يلتف على عنق الشعب الفلسطيني حبل التآمر والغدر الذي سيلجأ إليه العدو الإسرائيلي، بعد أن تأكد لديه استحالة القضاء على المقاومة الفلسطينية لا بالقوة العسكرية، ولا بقوة تعذيب وتجويع وترويع أهل غزة.

التآمر على أهل غزة والغدر بهم لن يقف عند حدود المخططات الصهيونية والأمريكية، فهناك الكثير من حلفاء إسرائيل في المنطقة، والمعظمين شأنها، والحاقدين على المقاومة، لأنها فضحت عجزهم، وكشفت تخاذلهم، كل أولئك الأعداء يقلقهم بقاء المقاومة وانتصارها، ويزعجهم استقرار حال غزة، وثبات أهلها، واحتضانهم للمقاومة، فترى أصدقاء إسرائيل جزءاً من مؤامرة الغدر بأهل غزة، وبمجمل القضية الفلسطينية، وعنوان تخاذلهم وغدرهم يقوم على رفضهم للشراكة السياسية في إدارة حكم غزة، وإصراراهم على تجريد المقاومة من سلاحها، ونفيها من الوجود السياسي الفلسطيني، كشرط للموافقة على حكم غزة، ومن ثم التساوق مع مشاريع الإعمار، وأزعم أن هؤلاء الرافضين للشراكة السياسية هم المحرضون الأوائل على عدم إعمار غزة وإبعاد رجال المقاومة عن غزة، وإبعاد فكر المقاومة عن الشراكة في حكم غزة لا يختلف كثيراً عن المشروع الإسرائيلي الذي حاول أن يطبقه غيورا أيلاند على قطاع غزة، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي طرح ترامب، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، وهو المشروع الصهيوني نفسه الذي يدعمه بعض العرب والفلسطينيينِ، والهادف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية، ليصطف دعاة السيطرة على غزة دون رجال المقاومة مع غيورا أيلاند وترامب، ولكن بشكل مهذب، وتحت عباءة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، وتحت بند رفض التهجير لأهل غزة.

غزة التي انتصرت بصبرها وصمودها على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، بحاجة إلى المزيد من الصبر والصمود، وتحمل المشقة، لتنتصر على مؤامرة عشاق إسرائيل وأمريكا، كما انتصرت في الميدان على المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية..

*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

باحثة عن مشاهد تسليم المحتجزين: المقاومة الفلسطينية توجّه رسالة حاسمة للاحتلال

قالت الكاتبة الصحفية لينا شاهين من غزة، إنّ المقاومة الفلسطينية من خلال تسليم الدفعة السابعة من المحتجزين الإسرائيليين واختيار شارع صلاح الدين بالنصيرات في غزة، أرادت توجيه رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن المقاومة موجودة في جميع مناطق القطاع، وأن عمليات الاحتلال البرية والعسكرية لم تُضعف إرادتها المقاومة.

وأضافت “شاهين”، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي همام مجاهد على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن مشاهد تسليم المحتجزين اليوم تبرز فشل الاحتلال في تقويض الروح المعنوية للمقاومة الفلسطينية في القطاع، مشيرة إلى العرض العسكري الكبير للمقاومين الذي قد يثير استفزاز الاحتلال.

وأكدت أن الأعلام الفلسطينية والأسلحة الإسرائيلية التي حملها المقاومون، بالإضافة إلى أشجار الزيتون، تحمل رسائل رمزية قوية، حيث ترمز أشجار الزيتون إلى صمود الفلسطينيين وثباتهم على أرضهم.

وأوضحت أن الفلسطينيين يرفضون محاولات التهجير والاقتلاع، وأن فلسطين ستظل دائماً لأهلها.

ولفتت إلى أن اختيار المقاومة لمدينة رفح لتسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين يعكس رسالة قوية، خاصة في ظل الدمار الهائل الذي خلفه الاحتلال في المدينة، ما يثبت أن غزة ستظل صامدة رغم محاولات محو هويتها.



 

مقالات مشابهة

  • ما الحالات التي يباح فيها الفطر في رمضان؟ .. مفتي الجمهورية السابق يجيب
  • باحثة عن مشاهد تسليم المحتجزين: المقاومة الفلسطينية توجّه رسالة حاسمة للاحتلال
  • باحثة من غزة: المقاومة الفلسطينية توجه رسائل قوية للاحتلال الإسرائيلي
  • باحث سياسي: مصر تصدت لمخططات التهجير منذ اليوم الأول للحرب على غزة
  • المقاومة الفلسطينية تسلم جثامين 4 أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر
  • رتيبة النتشة: المقاومة الفلسطينية تفرض معادلتها.. ولا استعادة للأسرى إلا عبر الصفقات
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • وسط الدلالات والرموز..هكذا سلمت المقاومة الفلسطينية جثث4 إسرائيليين
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟