هاشم حنون: المدينة.. أطياف مشرقة في لوحتي
تاريخ النشر: 23rd, February 2025 GMT
محمد نجيم
هاشم حنون، فنان تشكيلي عراقي معروف عربياً وعالمياً، وُلد سنة 1957 بمحافظة البصرة، تخرج في معهد الفنون الجميلة - قسم الرسم- بغداد، عام 1979، وأكاديمية الفنون- قسم النحت- بغداد عام 1999.
يقول حنون عن بداياته الفنية: البداية كانت في مرحلة الطفولة، كما يحدث مع الكثير من الفنانين، كنت مهتماً بمادة الرسم وأحبها عن بقية المواد، التي تدرّس أثناء المرحلة الابتدائية، ثم بعد انتقالي لمرحلة «المتوسطة» كنت فنان المدرسة، كما كان لي نشاط فني من خلال المعارض السنوية في معهد الفنون ببغداد في بداية السبعينيات، أحسّست بأنني وسط مجموعة من أساتذة فنانين وطلبة موهوبين، ويجب وقتها أن أكون بمستوى جيد، وأن أدرس الفن بشكل حقيقي، ولهذا كنت أتواجد صباحاً وفي المساء، بعد الاتفاق مع أساتذتي، للاستفادة وزيادة الخبرة بكيفية التعامل مع الألوان والتقنيات.
التحولات الفنية
وعن التحولات الفنية في أسلوبه قال هاشم حنون: خلال أربعين سنة مضت من ممارسة الفن، هناك الكثير من التحولات على مستوى الأسلوب والنهج في ممارسة العمل الفنّي، حيث المكان وظروف الحياة، كلها لها دور في تغيير الأسلوب من حيث الشكل والمضمون، فأنا عندما كنت أرسم بالعراق، كانت الحرب وما خلفته لها تأثير على أعمالي، وذلك في فترة الثمانينيات، وبعدها بالتسعينيات تغير الأسلوب، وبرزت الأعمال الأحادية، وبعد مغادرة الوطن عام 1999، أقمت بدولة الأردن، وكانت أعمالي في هذه الفترة زاخرة بالألوان والبحث عن مُدن الأحلام والسلام. وعندما انتقلت مع عائلتي إلى كندا عام 2009، تفرّغت للفن، وأقمت مجموعة من المعارض الشخصية في بعض المدن المعروفة بكندا، مثل مدينة تورنتو وفكتوريا ونبك، وبقيتْ أعمالي بنفس الأسلوب والاتجاه الذي كنت أعمل به في السابق بالعراق.
البيئة والذاكرة
يستطرد حنون معرّجاً على أسلوبه الفني الذي لا ينفك عن البيئة، وما تحمله الذاكرة فيقول: «عندما أتأمل سطح اللوحة الأبيض أفكر مباشرة بالرسم، من خلال إضافة عجائن مختلفة المواد لبناء سطح خشن الملمس، ذي نتوءات قريبة من النحت البارز، والحس الطِّباعي الجرافيكي، وذلك بحفر خطوط وخربشات ورموز، وإضافة إشارات وكتل لونيّة ممزوجة مع بعضها، مما يعطيني إحساساً بالراحة والمتعة، والعودة للذاكرة لأتخيل المشهد الذي أريد تناوله، أو إقامة علاقة أكثر قوة مع المحيط، إحساس بالسكون يوحي بالتآكل والتراكمات، موجوداته من بقايا الجدران، آثار الإنسان التي تم تنفيذها بأشكال مختلفة لتحقيق عمل فني ذي قيمة جمالية وإبداعية. كما شكّلت البيئة مرجعاً مهماً من مراجع تجربتي البصرية، فلقد شكّلت مدينتي البصرة مرجعية مكانية تمثلتها في أعمالي، ولكن ليس بطريقة فوتوغرافية، فظهرت المدينة على شكل أطياف مشرقة في لوحتي، بعد أن أجريت عليها معالجات جمالية». وأضاف: «أنا فنان أنشد الخلاص الإنساني، على شكل أحلام أترجمها على سطح اللوحة في اللون والمواد الأخرى، مدني تعج بالحياة والأحلام المعطلة، وجاءت لوحاتي كرنفالاً للاحتفاء بالحياة رغم مرارتها. إنني أنحت الحزن جمالياً، وأسعى إلى تأسيس مملكة «الإنسان السعيد» الملونة، فاللون هو العلامة الفارقة لمدني وأحلامي».
ويختتم حنون متحدثاً عن جوهر تجربته: «أنا فنان أنشد للجمال والحرية، وفي أغلب الأحيان أضع دراسات وتخطيطات لموضوعات أعمالي، وهي تأتي من خلال التأمل والتفكير، ولي اتجاه خاص بأعمالي، وهذه خصوصية أعتمدها في أغلبها، من أجل أن أكون مميزاً عن بقية الفنانين الآخرين».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفنون الجميلة البصرة الفن التشكيلي العراق الثقافة
إقرأ أيضاً:
الحويج يعزي ذوي المواطن الليبي الذي قضى خلال حادث السير الأليم
ترأس وزير الخارجية والتعاون الدولي د. عبد الهادي الحويج اليوم الثلاثاء؛ وفد الوزارة خلال تقديم التعازي لأسرة المواطن أيمن خليفة مفتاح الجازوي أحد أبناء مدينة بنغازي.
وتوفي المواطن خلال حادث السير الأليم، الذي وقع خلال اليومين الماضين، أودى بعدد من الضحايا من المواطنين الليبيين ومن أبناء الجالية التونسية.
وخلال كلمته؛ قال الحويج: “إنني في هذا المقام وفي هذا المصاب الجلل، أتقدم بأحر التعازي والمواساة القلبية بتعليمات من القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر، ورئيس مجلس الوزراء د. أسامة حماد.
وتابع أن الحكومة الليبية تتبنى سياسة القرب من المواطن، حيث تعمل الحكومة لخدمته وتوفير احتياجاته، وليس العكس.
وأكد أن المواطن الليبي يحتل الأولوية في جميع الظروف، مشيرًا إلى أن الحكومة الليبية تضع مصلحة المواطنين في صدارة اهتماماتها.
كما شدد الوزير على أن الرسالة التي تقدمها الحكومة الليبية تتمثل في أن المأساة والمصاب الذي يعاني منه الشعب الليبي هو نفسه مصاب الحكومة، وأنهم يقفون جميعًا معًا في هذه اللحظات الصعبة.
وأضاف أن الدولة الليبية تحترم جميع الأجانب الذين يعيشون على أراضيها وتعمل على حماية حقوقهم، ولكن في الوقت ذاته تظل الحكومة حريصة على دولة المؤسسات والقانون سواء بالنسبة لليبيين أو الأجانب المقيمين بشكل قانوني على أراضيها.
ومن جانبهم عبر أهل الفقيد عن تقديرهم للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير أركان حرب خليفة أبو القاسم حفتر والى الحكومة الليبية برئاسة د. أسامة حماد لهذا الموقف النبيل ومشاركتهم هذا المصاب.
وأكدوا أن ذلك يوثق العلائق الوطنية والاجتماعية والسياسية بين الشعب الليبي ومسؤوليه، سائلين الله تعالى أن يعم السلام والأمن والأمان ربوع ليبيا الحبيبة.
الوسومليبيا