أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن غياب التواضع العلمي والتأهيل الدقيق للمتصدرين للفتوى والفكر الديني يؤدي إلى تفشي حالات التطرف والانغلاق الفكري، مشددًا على أن الاعتقاد بامتلاك الحقيقة المطلقة دون إدراك لمساحة الاجتهاد والاختلاف يشكل أحد جذور هذه المشكلة.

تحذير من خلط الثابت بالمتغير

وخلال حلقة «بيان للناس» على قناة الناس، أوضح الدكتور علام أن أحد أبرز الأخطاء الفكرية التي تساهم في التشدد هو الخلط بين الثابت والمتغير، مؤكدًا أن التعامل مع القضايا الاجتهادية وكأنها حقائق دينية قطعية يؤدي إلى تشوهات فكرية خطيرة.

وأشار إلى مثال واضح على هذا الخطأ، وهو اعتبار الخلافة التي كانت قائمة قبل عام 1924 جزءًا من أصول العقيدة، رغم أنها مسألة فقهية متغيرة، مما أدى إلى اختلال في الفهم، نتج عنه تكفير المخالفين وتبرير العنف والإقصاء.

السياسة الشرعية خاضعة للاجتهاد

أكد مفتي الديار المصرية السابق أن قضايا السياسة الشرعية من المتغيرات التي لم يرد فيها نص شرعي ملزم، بل تخضع لاجتهادات متغيرة وفقًا للزمان والمكان والظروف، موضحًا أن إدارة شؤون الأمة يمكن أن تتم تحت أي نظام حكم، سواء كان رئاسيًا أو ملكيًا أو خلافة، وفقًا لمقتضيات العصر ومتطلبات المجتمعات.

التعامل مع التراث بعقلية نقدية

وشدد الدكتور علام على أن التراث الفقهي ليس مقدسًا، لكنه محترم ويجب فهمه في سياقه التاريخي، مشيرًا إلى ضرورة تبني منهجية علمية دقيقة في التعامل معه، بحيث يتم استخلاص الأسس والمنهجيات دون التقيد بأحكام لم تعد مناسبة لزماننا الحالي.

ضرورة بناء عقلية علمية ناقدة

واختتم حديثه بالتأكيد على أن بناء عقلية علمية قائمة على البحث والتأصيل هو الضامن الحقيقي للحفاظ على وسطية الإسلام، وحمايته من الفكر المتطرف الذي يقوم على الجمود والانغلاق، داعيًا إلى ضرورة تأهيل المتصدرين للفتوى بعلم رصين يواكب متطلبات العصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شوقي علام التطرف الفكري السياسة الشرعية التراث الفقهي

إقرأ أيضاً:

تغذية سليمة في رمضان.. نصائح علمية للطلاب والمراهقين من قومي البحوث

أكد علماء وباحثو المركز القومي للبحوث أن الصيام يقدم فوائد صحية عديدة للطلاب والمراهقين، سواء من حيث تعزيز التركيز الدراسي، أو دعم الجهاز المناعي، أو تحسين القدرات العقلية، مشددين على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن لتحقيق أقصى استفادة من هذه الفترة.

وأوضحت الدكتورة رانيا أحمد بسيوني، باحثة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة بمعهد الصناعات الغذائية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن الصيام قد يمثل تحديًا للطلاب بسبب مواعيد الدراسة، مشيرة إلى أهمية وجبة السحور كمصدر رئيسي للطاقة خلال النهار. 

وأوصت بتناول البروتينات والكربوهيدرات المعقدة، والابتعاد عن الأطعمة المالحة والحلويات لتقليل الشعور بالعطش، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء.

أما بالنسبة لوجبة الإفطار، فأكدت رانيا بسيوني على ضرورة البدء بالتمر والعصائر الطبيعية ، يليها الشوربة الدافئة ، على أن يتم توزيع الوجبة الرئيسية بين المغرب والتراويح لتجنب التخمة واضطرابات الهضم.

وفي السياق ذاته، أشارت الدكتورة إيمان مصطفى، أستاذة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، إلى أن الصيام يلعب دورا مهما في تقوية جهاز المناعة، حيث يساعد على خفض مستويات ضغط الدم والكوليسترول والسكر، كما يحفز عمليات "الالتهام الذاتي"، التي تعمل على التخلص من الخلايا التالفة وتحفيز تجديد خلايا المناعة. 

ولفتت إلى الفوائد الدماغية للصيام، حيث يعزز الذاكرة ويحمي الخلايا العصبية من الأمراض التنكسية، من خلال تحسين وظائف "الميتوكوندريا"وهي أجزاء صغيرة داخل الخلايا تعمل كمحطات طاقة، حيث تنتج الطاقة التي يحتاجها الدماغ ليعمل بكفاءة وعندما تتحسن وظائف الميتوكوندريا، يصبح الدماغ أكثر قدرة على مقاومة الشيخوخة والتلف، مما يعزز التركيز والقدرة على التعلم.

وبالنسبة للمراهقين، شددت الدكتورة هدى حسين بكر مبروك، أستاذة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، على ضرورة التركيز على وجبة السحور التي يجب أن تحتوي على البروتينات والكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز الأسمر، مع إضافة الدهون الصحية مثل المكسرات والأفوكادو.

وأوصت بتناول وجبات خفيفة بين الإفطار والسحور، مثل العصائر الطازجة أو مخفوقات الحليب مع التمر، وتجنب المشروبات الغازية والكافيين، لما لها من تأثير سلبي على التركيز.

وفيما يتعلق بتأثير الصيام على الأطفال المصابين بالتوحد، أوضحت فاطمة الزهراء أحمد حسين، الباحثة بقسم بحوث الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أن الصيام قد يكون مفيدا لبعض الأطفال التوحديين، حيث يساعد في تنظيم الناقلات العصبية وتحفيز إفراز بروتين "عامل التغذية العصبية"، مما يعزز قدرتهم الإدراكية. لكنها شددت على ضرورة تقييم الحالة الصحية لكل طفل قبل اتخاذ قرار الصيام.

أما عن دور الصيام في تعزيز المناعة، أكدت الدكتورة نادية سامي، الباحثة بقسم الهرمونات بمعهد البحوث الطبية والدراسات الإكلينيكية، أن الامتناع عن الطعام لمدة 15-17 ساعة يوميا يساهم في تقليل الالتهابات وتحفيز الذاكرة المناعية، كما يعمل على تجديد خلايا المناعة عبر "الالتهام الذاتي".

وأضافت أن الصيام يعزز صحة الجهاز الهضمي من خلال دعم نمو البكتيريا النافعة وتقليل الالتهابات المعوية، فضلًا عن دوره في تطهير الكبد من السموم المتراكمة.

ولضمان تعزيز المناعة خلال الصيام، نصحت سامي ببدء الإفطار بأطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، وتجنب السكريات والدهون المتحولة، إلى جانب تناول الكربوهيدرات المعقدة في وجبة السحور، مثل الشوفان والبطاطا الحلوة، للحصول على طاقة تدوم لفترة أطول.
 

مقالات مشابهة

  • شوقي علام: الشريعة تجمع بين الثابت والمتغير وفق قواعد منضبطة -(فيديو)
  • شوقي علام: ثوابت الدين والأخلاق لا تتغير باختلاف الزمان والمكان
  • شوقي علام: الشريعة تجمع بين الثابت والمتغير وفق قواعد منضبطة
  • شوقي علام يوضح حالات إباحة الفطر في رمضان
  • الدكتور شوقي علام يوضح حالات إباحة الإفطار في رمضان «فيديو175
  • تغذية سليمة في رمضان.. نصائح علمية للطلاب والمراهقين من قومي البحوث
  • هل يجوز أداء صلاة التراويح في المنزل؟.. شوقي علام يُجيب
  • شوقي علام: أداء صلاة التراويح في المنزل جائز (فيديو)
  • التعامل مع الحروق ضمن ندوة علمية في مشفى دمشق