بينها استهداف قيادات بارزة.. مسؤولون أمريكيون: إدارة ترامب تدرس خيارات الرد المناسب على الحوثيين بعد استهداف مقاتلة أمريكية
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
في تطور لافت، أطلقت مليشيا الحوثي صواريخ أرض-جو لأول مرة على طائرة مقاتلة أمريكية من طراز إف-16 فوق البحر الأحمر بتاريخ 19 فبراير، وفقاً لمصادر دفاعية أمريكية رفيعة المستوى أكدت لشبكة فوكس نيوز. لم تُصب الصواريخ الطائرة التي كانت تُحلق قبالة السواحل اليمنية، لكن الحادثة تُعد سابقة في تصعيد القدرات العسكرية للجماعة المدعومة إيرانياً.
وفي اليوم نفسه، استهدفت المليشيا طائرة بدون طيار أمريكية من طراز إم كيو-9 ريبر بصاروخ أرض-جو آخر أثناء تحليقها خارج المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين باليمن. يُذكر أن هذه الهجمات تأتي في إطار تصاعد المواجهات بين القوات الأمريكية والحوثيين، الذين عززوا هجماتهم على السفن التجارية والمعدات العسكرية.
وبحسب المصادر، تدور نقاشات حادة بين القيادات العسكرية الأمريكية حول أفضل السبل لمواجهة التهديد الحوثي. ويتمحور الخيار بين:
نهج هجومي؛ يستهدف قيادات ومخططي الهجمات عبر عمليات مضادة للإرهاب.
نهج دفاعي؛ يركز على تدمير البنية التحتية العسكرية ومستودعات الأسلحة، رغم تكاليفه الباهظة.
وحذر مسؤولون أمريكيون من أن ضربة ناجحة لحاملة طائرات أو مدمرة بحرية أصبحت "مسألة وقت"، لا سيما مع تكرار اعتراض الصواريخ الحوثية قبل ثوانٍ من اصطدامها. ورغم تفعيل أنظمة الدفع مثل إس إم-2 وإس إم-3، تبقى التكلفة العالية لهذه الاعتراضات عبئاً على الميزانية العسكرية.
تحت إدارة بايدن، كثفت القوات الأمريكية وجودها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لحماية الملاحة الدولية، مستخدمةً منظومات دفاع متطورة لاعتراض الصواريخ الباليستية والمسيّرة. مع ذلك، تثير الهجمات الأخيرة مخاوف من قدرة الحوثيين على توسيع نطاق تهديداتهم، خاصة بعد إعلان إدارة ترامب إعادة تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية عام 2021.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
محللون: إسرائيل تواجه معضلتين مع الحوثيين و3 خيارات أمامها للرد
تواصل جماعة أنصار الله (الحوثيين) هجماتها في البحر الأحمر وإطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، رغم الضربات الأميركية المكثفة التي بدأتها إدارة الرئيس دونالد ترامب منتصف الشهر الجاري.
وحسب البيت الأبيض، فإن نحو 150 غارة أميركية شنت على اليمن، استهدفت قادة وأنظمة دفاع جوي ومراكز قيادة ومنشآت صنع أسلحة، في حين قال ترامب إن الضربات الأميركية "فاقت التوقعات، وأصبح الحوثيون يسعون للتفاوض لوقفها".
وفي هذا الإطار، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن تل أبيب تواجه معضلتين، الأولى نفسية مع استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن بعد وقفها من غزة ولبنان، وهذا يتطلب دخول الملايين إلى الملاجئ، ويخلق حالة طوارئ في ظل أزمة اقتصادية.
وكذلك، تواجه إسرائيل معضلة ثانية، وهي إلى أي مدى زمني سوف تقبل عدم ضرب اليمن بناء على طلب أميركي، وهو ما يفقدها قدرة الردع، متوقعا أن الأزمة ستبدأ عندما يسقط أول صاروخ داخل إسرائيل، حسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث".
ورجح 3 سيناريوهات قد تلجأ إليها إسرائيل لحل الأزمة، وترتكز على فصل جبهة اليمن عن قطاع غزة وهي:
الالتزام بالموقف الأميركي وعدم الرد على اليمن وتسليم الملف بالكامل لإدارة ترامب. أن تقوم إسرائيل بشن هجمات جوية على اليمن ولكن بكثافة وحدة أكبر. ضرب إيران، وهو السيناريو الأرجح الذي تفضله حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف الحوثيين.إعلان
وحسب مصطفى، فإن إسرائيل لم تثق بالهجمات الأميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، لكن الوضع الحالي مختلف في ظل ثقتها بإدارة ترامب، إذ تعتقد أنها تشن هجمات متواصلة ومكثفة.
وخلص إلى وجود تيار قوي في حكومة نتنياهو يطالب بضرورة قصف إيران ردا على تصعيد الحوثيين، لافتا إلى أن إسرائيل وصلت إلى قناعته بأن الحوثيين لن يرتدعوا.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن واشنطن نشرت قاذفات "بي-2" الثقيلة في قاعدة بالمحيط الهندي في تحذير لإيران والحوثيين.
هذا هو المطلوب أميركيابدوره، قال الدبلوماسي الأميركي السابق آدم كليمنتس إن الضربات الأميركية الحالية لا تختلف عما حدث في عهد بايدن.
وبينما أقر أن الهجمات الأميركية عطلت عددا من عمليات التحكم والقيادة والسيطرة، شدد كليمنتس على أن قدرات الحوثيين لا تزال موجودة، وأن هجماتهم تتواصل على إسرائيل طالما استمرت الحرب في غزة.
وأكد على ضرورة أن تترافق الضربات الجوية الأميركية مع ضغط بري، إلى جانب ضرورة الضغط اقتصاديا على الحوثيين، ومواصلة دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
وأعرب عن قناعته بأن التخفيف من وتيرة التصعيد والغارات الجوية الإسرائيلية في غزة من شأنه أن يقلل حالة الغليان في المنطقة.
"عمليات استنزاف"
في المقابل، أكد الصحفي والمحلل اليمني حسين البخيتي أن الحوثيين يعتمدون على التأييد الشعبي العارم للقضية الفلسطينية وعمليات استهداف الملاحة في البحر الأحمر والهجمات الصاروخية على إسرائيل.
وشدد البخيتي على أن الحوثيين يلجؤون إلى عمليات استنزاف لمنع الأميركيين من استهداف مناطق في اليمن، وأن التصعيد من جانبهم يتم على مراحل وفق ما يتطلبه الميدان العسكري.
وقال إن الهجمات الحوثية سوف تستمر على السفن الحربية الأميركية وسيستمر استهداف إسرائيل طالما استمرت الإبادة الجماعية في غزة والحصار المفروض على سكانها.
إعلانوأمس الخميس، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع "قصف مطار بن غوريون في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي من نوعية ذي الفقار، وقصف هدف عسكري (لم يحدده) جنوب فلسطين المحتلة بصاروخ فرط صوتي من طراز فلسطين 2". وقال إن الهجمات حققت أهدافها كاملة.
واعتبر البخيتي تهديدات ترامب بإبادة الحوثيين والقضاء عليهم "جعجعة بلا طحين"، مستدلا بتسريبات فريق الأمن القومي الأميركي في تطبيق سيغنال، إذ تبين أنه لا توجد أهداف محددة أو أسماء لاستهدافها.
ضربات أميركية مكثفة
وتستهدف الضربات الأميركية بشكل خاص مناطق في محافظات صنعاء وصعدة والحديدة ومأرب والبيضاء ومناطق أخرى، وفق محرر الشؤون اليمنية في الجزيرة أحمد الشلفي.
ويقول الحوثيون إن القصف الأميركي يستهدف منشآت مدنية وبنى تحتية، لكن الشلفي قال إن الضربات الأميركية في عهد ترامب باتت تستهدف مناطق أكثر دقة وتخص مقار سياسية وعسكرية، مع تأكيده بأن غالبيتها تضرب منذ 2015.
ووفق الشلفي، فإن الأميركيين لا يمتلكون معلومات واضحة بشأن الحوثيين، ولا يوجد لديهم عامل مباغتة، موضحا أنه "لا يمكن هزم جماعة عبر ضربات جوية فقط".
واستدل بما أوردته مصادر خاصة للجزيرة، بأن قيادات الحوثيين من الصف الأول وحتى الرابع أغلقت الهواتف وابتعدت عن استخدام التكنولوجيا، وغيرت أماكن وجودها.