فى واحدة من أروع الأغانى الوطنية التى نظمها شعرًا حافظ إبراهيم ولحنها رياض السنباطى وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم منذ أكثر من سبعين عامًا وكأنهم جميعًا كانوا يستشرفون المستقبل بكل ما فيه من أحداث فمصر تتحدث عن نفسها مرفوعة الرأس وتقول: وقف الخلق ينظرون جميعًا كيف أبنى قواعد المجد وحدى.. وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى.
إن مصر تقول عن نفسها أنا إن قدر الإله مماتى لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدى، نعم هذه مصر بكل ما تحمله من حضارة وبكل ما تملكه من قوة شعبها على مر السنين، فمصر هى التى أوقفت الزحف التتارى الساحق الذى هدد العالم فى عصور خلت، وهى التى قاومت الاستعمار الغربى الذى احتل الشرق العربى من مئات السنين، وهى التى تصدت للهجمة الصهيونية وما زالت تقف فى مواجهة توابع تسونامى الفوضى الخلاقة الذى اجتاح المنطقة وأراد أن يحطم المنطقة ويعيد بناءها على هواه.
إن مصر تقول عن نفسها: أمن العدل أنهم يردون الماء صفوًا وأن يكدر وردى، نعم هذا ما تقوله مصر وهذا ما يحدث على أرض الواقع، حيث اجتمعت قوى الشر على بناء ما أسموه سد النهضة، وذلك بنوايا ليست حسنة وهم يريدون أن يعكر وردنا بعد أن كان صفوًا، أليس كذلك؟ نعم كذلك، ولكن أنى لهم ذلك؟
إن مصر تقول عن نفسها: أمن العدل أنهم يطلقون الأسد منهم وأن تقيد أسدى؟ إنهم يشعلون النار فى كل اتجاه شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، فهم يشعلون النار علينا وحوالينا، ولكن النار لن تطال إلا من أشعلها.
لقد تناست قوى الشر أن مصر الكريمة تفتح ذراعيها بكل محبة وامتنان لكل الذى لجأ إليها فارًا من ظلم أو جور حاق به، فلقد آوى إليها يوسف من قبل وآوى إليها السيد المسيح وأمه السيدة العظيمة مريم عليهما السلام وفى وقتنا الحاضر آوى إليها الملايين من الأخوة العرب وهم أخوة لنا فى بلدهم بكل حب وترحاب، وهذه هى شيمة مصر الكريمة.
وأخيرًا فمصر تقول عن نفسها: نحن نجتاز موقفًا تعثر الآراء فيه وعثرة الرأى تردى فقفوا فيه وقفة حزم وارسوا جانبيه بعزمة المستعد. هكذا تقول مصر لشعبها العظيم أيها الشعب العظيم إننا فى رباط إلى يوم الدين وتقول إن معنا الحق والحق قوة من قوى الديان أمضى من كل أبيض هندى، أى أقوى من كل سيف بتار، فعلينا جميعا أن نكون على قلب رجل واحد من أجل حماية وطننا العزيز من شر قوى الشر.
إن مصر هذا الوطن العظيم هو حبنا الكبير وجهادنا فى سبيل مجده صلاة وحبه طاعة يرضاها الإله. والاستشهاد على أرضه حياة، تعيش وتسلم يا وطنى. هذه هى مصر العظيمة وهى تتحدث عن نفسها وستبقى عظيمة أبد الدهر بفضل الله ثم بقوة وصلابة شعبها العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كوكب الشرق إن مصر
إقرأ أيضاً:
ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب
في مقارنة بين حرب فيتنام (1955-1975) وحرب غزة المستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتشابه المعاناة في تفاصيلها الدقيقة: دمار شامل، حصار خانق، نزوح جماعي، وجوع يفتك بالأرواح، رغم اختلاف الزمان والسياقات.
وفي مشهد يعيد إلى الأذهان أهوال التاريخ، تتقاطع مآسي حرب فيتنام مع الكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة.
وعلى فيتنام، حيث شنت الولايات المتحدة حربها، رمت الطائرات آلاف الأطنان من القنابل، لتحوّل المدن والقرى إلى أطلال. ولم يكن الهدف فقط كسب معركة، بل ترك أثر لا يُمحى في ذاكرة المكان.
واليوم، في غزة المحاصرة، تبدو المشاهد مألوفة حدّ الوجع، أكثر من 60% من مباني القطاع سويت بالأرض، بما فيها مستشفيات ومدارس ومخابز، وكل ما في غزة بات هدفا مشروعا.
ما بين فيتنام التي دفعت ثمنا باهظا بحوالي مليونَي قتيل خلال عقدين، وغزة التي فقدت أكثر من 50 ألف شهيد حتى الآن، تبرز حقيقة واحدة: الإنسان هو الخاسر الأكبر في كل حرب.
ففي غزة، تحت كل الركام هناك عائلات كاملة دفنت حيّة، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لا تزال آلاف الجثث مفقودة تحت الأنقاض تنتظر أن تعرف أسماء ذويها.
وعرفت فيتنام وجه النزوح مبكرا، حيث اضطر 12 مليونا لترك بيوتهم، تحت ضغط النيران والرصاص.
وغزة اليوم تُكرّر القصة، لكن على رقعة أصغر، وأكثر اختناقا، حيث نزح أكثر من 90% من سكانها داخل القطاع نفسه، يفترشون الأرض، بعد تدمير أكثر من 150 ألف منزل بالكامل، ليُصبح السكن حلما، والمأوى ذكرى.
ولم تكن القنابل في فيتنام وحدها وسيلة الحرب؛ بل أيضا تدمير المحاصيل وتجويع السكان.
أما في غزة، فقد أُغلقت المعابر، ومنعت الإمدادات، حتى بات الطعام دواء مفقودا، والماء قطرة ثمينة.
إعلانوحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين يواجهون مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائي، مع خطر متزايد لحدوث مجاعة، نتيجة الحصار المفروض ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وتُظهر المقارنة بين حرب فيتنام وحرب غزة المستمرة أن معاناة المدنيين في النزاعات المسلحة تتكرر بشكل مأساوي، حيث يتعرضون للدمار، النزوح، الجوع، والحصار.
وهذه المآسي تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فعالة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والعمل على إنهاء النزاعات بطرق سلمية تحترم حقوق الإنسان.