جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-17@16:50:34 GMT

يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

يوم المعلم العُماني.. استثمار مُستدام

غنية الحكمانية

"سنعلّم أبناءنا ولو تحت ظل الشّجرة" كلمات بليغة خالدة من لدن المعلّم الأول السّلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- سُطّرت حروف مدادها من ذهب، جال صِيتها الأرجاء وتردد صداها عنان السّماء، وعكست إيمان القائد الراحل بأهمية العلم والتعلم، وتحطيم أصفاد الجهل والظلام، وحرصه على مواصلة المسيرة التعليمية دون الالتفات إلى العراقيل المثبّطة، من ماضٍ تليدٍ وبإمكانات بسيطة لا تُذكر قبل النهضة إلى نقلة نوعية وكمية سبّاقة متسارعة تجاوزت الزمن في اللحاق إلى مصافّ الدول الصاعدة.

لقد أدرك السلطان قابوس -طيب الله ثراه- أنّ التعليمَ هو مشروع الاستثمار الأكبر في بناء الأمم والمجتمعات وتقدم الشعوب والحضارات، والمعلم بذلك هو أساس شعلة هذه النهضة التعليمية الرائدة، وأداة تحريك تنميتها المستدامة، ووسيلة تقدم المجتمع ورفعته، حيث إن "الاستثمار في المستقبل، الاستثمار في المعلمين".

إنه يوم رسول العلم.. الذي خطّ أولى حروف النّور في صفحات بياض النّشء، وأنار له بالكلمات معالمَ عقله ومستقبله، ورسم جملا وعباراتٍ تقوّي من عزيمته وإرادته، وأضاء بقنديل نوره دياجير الظلام وطوى صفحته، ظلّ وسيظلّ نهلَه يمخر عباب الأجيال، فهو الركيزة الأساسية التي تقيم المدرسة دعائمها عليه، والقوة الدافعة لنهضة التعليم والداعمة لاستشراف مستقبلها. أخلص صدقا للمهنة وأقسم شرفا ببرّها، وسخّر لأجلها طاقته وجهده، قيادة زمام النجاح والإجادة بيده، وتكوين شخصية الطالب وغرس القيم والاتجاهات والمبادئ من نُبل غايته؛ فهو مرآة طلبته، ويُمثِّل ما ينعكس في واجهتها، فيصقل مرآته بما يحب أن يتّصف به ويكون شاهدا على نقاوة سيرته وسريرته.

فكما لليونسكو احتفال بيوم المعلم العالمي في الخامس من أكتوبر، تفرّدت السّلطنة بيومٍ خاص للاحتفاء السّنوي بالمعلم العُماني الجدير وتخصيص يوم إجازة وطنية للكادر التدريسي والإداري وللطلبة في المدارس الخاصة والحكومية. يوم الـ24 من فبراير يستشعر فيه الطلبة والمجتمع بأطيافه مكانة المعلم العظيمة، وتقوى فيه أواصر التبجيل والتقدير، فتتوطد بذلك صلة الترابط بين المعلم والطالب وبين المعلم والمجتمع المحلي، وتسمو بين جنبات رقعته روح التكاتف والتعاون والازدهار مصلحةً للطالب ورُقيّا للمجتمع.

ولا يقتصر دور المعلم على خدمة توليد المعلومة وتلقينها واستحضارها جاهزة للطلبة، بل بتعزيز مهارات التعلم النشط كالتفكير النقدي والتحليلي والإبداعي والابتكاري ومهارات التعلم الذاتي من خلال منصات التعلم المتعددة عبر الإنترنت وتقنيات التعليم الحديثة والاستراتيجيات التدريسية المتنوعة، وتلبية الاحتياجات التعليمية للطلبة؛ زيادة في التفاعلية والاستمرارية، وتحقيقا لجودة التعليم وخدمة لأهدافها التعليمية المرسومة.

وفي ظل الطفرة التكنولوجية والتطبيقات التقنية الحديثة أصبحت الإحاطة بكل مستجداتها ضرورة حتمية وتوظيفها بشكل فعال ومؤثر في الساحة التعليمية. فمصير استمرارية الأمم وقفزتها التنموية الشاملة مرهون بمدى توطين تلك التقانة، تشدّ من أزرها المستقبلي وتزيد من فعالية وتحسين نوعية التعليم، فهي متجذرة في تفاصيل وجوانب مناحي الحياة. ما تمنحه تطبيقات تلك المساعِدات الذكية من توفيرٍ في الوقت والجهد والتكلفة، وفرصةٍ للتعليم التفاعلي والابتكاري، واحترافيةٍ في إنشاء وتنفيذ الأوامر وسرعة توفير حلول واستجابات تفصيلية فائقة ومرنة بشتّى طرق تحصيل الإجابة.

وممّا لا شك فيه أنّ التعليمَ ذا الجودة العالية يكون بمقابل التنمية المهنية والفنية المتواصلة، بإشراك المعلم في الدورات التدريبية وورش العمل التطويرية والندوات التربوية؛ لإحاطته بالمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، وتأهيل قدراته وتحسين مهاراته، إلى جانب منحه استحقاقاته من الحوافز والمكافآت والترقيات، لأجل مزيد من الدافعية والإنجاز والعطاء. والتخفيف من عبء تكدّس المهام والمتطلبات الجمّة التي تزيد من حجم ضغط العمل وتُقلّص من الأداء المثمر. وتوظيف الخريجين الجدد الذين ينتظرون فرصة التوظيف من سنوات قد خلَت بأوجّ توقد طاقتهم قبل الخفوت والتأكسد، مقابل فتح باب التقاعد المبكّر للمعلمين القدامى، بمنحهم فرصة الإحلال للخريجين الذين طال انتظارهم.

وإنّ فكرة إنشاء نقابة أو جمعية للمعلمين ضرورية تجمع تحت كنَفها كل معلمي السّلطنة، يتم فيها استقراء أفكارهم وتطلعاتهم، وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية المختلفة، وتقديم الاستشارات والتوجيهات، وتسليط الضوء على آخر مستجدات وتحديثات الشؤون التعليمية في ظل التطورات والتغيرات المتسارعة، ومناقشة المهام والمتطلبات الوظيفية، وتذليل الصعوبات والتحديات التي يواجهونها، وحماية حقوق المعلمين والنظر في استحقاقاتهم، والمشاركة في تطوير المناهج التي تؤثر على جودة التعليم وارتقاء العملية التربوية.

ختاما.. أسمى رسالة شكر وامتنان وتحية إجلال وعرفان نقدمها لمقام المعلم في يومه العظيم الذي يُصنع ذكرى حفاوته كل عام، مجددا بصْمته وعهده وانطلاقته الفولاذية، مستلهما من الفكر الحصيف لجلالته السّلطان قابوس -طيّب الله ثراه- كل معاني العزّة والرفعة والمجد والإرادة القوية، فقد وضع جلالته جُلّ أمله في التعليم الذي انتشل عُمان من الظلام الدامس إلى إشراقة سطعت بنورها الأصقاع، فأولى التعليم والمعلم نُصب رؤيته وعمق اهتمامه. مجدّدون بذلك المعلمون العهد والولاء والسّمع والطاعة، وملبّون نداء عُمان العصر الزاهر ومعلموها الوعد الباهر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

احتجاج عُماني على استبعاد أحمد الكاف من "حكام كأس العالم"

 

 

الرؤية- أحمد السلماني

 

عبّر الاتحاد العُماني لكرة القدم عن استنكاره الشديد لقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الآسيوي، بعدم إدراج طاقم التحكيم العُماني بقيادة الحكم الدولي أحمد الكاف ضمن القائمة الأولية لحكام كأس العالم 2026، مؤكدًا دعمه الكامل للكاف وطاقمه، ومطالبًا بالكشف عن المعايير المعتمدة في عملية الاختيار.

وفي بيان رسمي صدر مساء الخميس، أوضح الاتحاد العُماني أن رئيسه سالم بن سعيد الوهيبي تواصل هاتفيًا مع رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم معبرًا عن دهشته واستغرابه من القرار، خاصة وأن الكاف يُعد من أبرز حكام القارة الآسيوية وأثبت كفاءته في البطولات الكبرى، وعلى رأسها كأس العالم للأندية 2022 في قطر، إضافة إلى حضوره المميز في العديد من البطولات القارية والدولية.

ويُعد أحمد الكاف، البالغ من العمر 40 عامًا، أحد أبرز الأسماء التحكيمية في آسيا، حيث نال الشارة الدولية منذ عام 2012، وقاد العديد من المباريات الهامة في دوري أبطال آسيا، وكأس آسيا، وتصفيات كأس العالم. ويُعرف الكاف بدقته في إدارة المباريات، وقدرته على التعامل مع الضغوط، كما يشتهر بأسلوبه المتوازن والحازم داخل أرضية الميدان.

وكان الطاقم العُماني الذي يضم أحمد الكاف كحكم ساحة، ويساعده الحكمان المساعدان أبو بكر العمري وراشد الغيثي، قد شارك في العديد من البطولات الآسيوية والدولية، مما عزز من فرصه لنيل شرف التواجد في مونديال 2026، قبل أن يتفاجأ الوسط الرياضي باستبعاده من القائمة الأولية.

وطالب الاتحاد العُماني بضرورة توضيح المعايير المتبعة في اختيار الحكام لمثل هذه البطولات الكبرى، منتقدًا غياب الشفافية في تقييم الكفاءات التحكيمية، ومؤكدًا أن الحكم أحمد الكاف كان من أبرز المرشحين لتمثيل التحكيم الآسيوي في هذا المحفل العالمي.

من جانبه، أجرى الأمين العام للاتحاد العُماني لكرة القدم اتصالات مع دائرة الحكام في الاتحاد الآسيوي، لمتابعة تفاصيل القرار والوقوف على أسبابه، معربًا عن تطلع الاتحاد لتقديم استفسار رسمي للاتحاد الدولي حول معايير الاختيار.

وفي ختام البيان، تقدم الاتحاد العُماني بالشكر لجماهير الكرة العُمانية على دعمها المتواصل للحكم أحمد الكاف، مؤكدًا أنه سيواصل الدفاع عن حقوق الطاقم التحكيمي العُماني من خلال الإجراءات الرسمية لدى الجهات الدولية، ومطالبًا بتقدير الجهود التحكيمية العُمانية وإنصافها على الساحة العالمية.

وُلد الكاف في 6 مارس 1983، وفي 2008 بدأ ضمن مشروع حكام المستقبل، وبعد عامين تخرج من المشروع ضمن الحكام الثلاثة الأفضل، وشارك في معايشة مع حكام الدوري الإنجليزي، وحصل على الشارة الدولية في عام 2012، وبعدها بعام واحد فقط ارتقى لنخبة حكام القارة الآسيوية.

مقالات مشابهة

  • احتجاج عُماني على استبعاد أحمد الكاف من "حكام كأس العالم"
  • بدء التقييم المبدئي للصفين الأول والثاني الابتدائي 11 مايو .. والنتيجة بالألوان
  • دراسة حديثة تكشف أهمية فيتامين ك في النظام الغذائي.. ما علاقة الذاكرة؟
  • المعلم : صانع الحضارة
  • انطلاق الملتقى العُماني التركي.. 15 ديسمبر
  • لغة.. ابتكار عُماني لخدمة فئة الصم والبكم
  • ​إليك 10 مهارات لتخطي المساقات الإلكترونية العلمية والمعرفية بسلاسة
  • الطيران العُماني يُطلق رحلاته المباشرة إلى أمستردام
  • علاء عبد الحسين يعود الى هيئة استثمار البصرة بقرار قضائي (وثيقة)
  • مستشار السوداني: العوائد السنوية من استثمار الاحتياطيات لا تقل عن ملياري دولار