أفضل الكُتُب عن إدارة الموظفين تركِّز على تحفيزهم
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
الإيكونومست
- ترجمة: قاسم مكي
دورُ المدير جديد نسبيا. لقد بدأ مع تأسيس الشركات الكبيرة وإنشاء جهاز الدولة البيروقراطي أثناء وبعد الثورة الصناعية. ويبدو أن الإدارة لا تزال فنا أكثر منها علما. لكن هذا لم يمنع آلاف الكتّاب من محاولة تعريف المهارة الإدارية. بعض كتب الإدارة تجدها ضمن مجموعة «تطوير الذات» بمتاجر الكتب في المطارات.
كل المديرين بحاجة إلى الإحاطة بكتابات سايرل نورثكوت باركنسون الذي لم يقتصر فقط على ملاحظة أن «العمل يتمدد ليملأ الوقت المتاح» ولكنه أيضا صاغ «قانون التفاهة» في عام 1957. بحسب هذا القانون «الوقت المخصص للاجتماعات كثيرا ما يُستهلك في مناقشة المواضيع الأقل أهمية».
من يتطلعون إلى قيادة الشركات عليهم أيضا فهم «مبدأ بيتر» الذي أرساه خبير الإدارة لورنس بيتر في الستينيات. وفقا لهذا المبدأ «المديرون يتدرجون في السلم الوظيفي (التّرقيات) إلى أن يصلوا للوظيفة التي يُثبِتون فيها افتقارهم إلى الكفاءة».
نظرية الإدارة تتجه بعيدا عن فكرة «قيادة وسيطرة» التنفيذيين الذين يتصرفون مثل الضباط العسكريين ونحو فكرة «المدير المدرِّب» الذي يستخرج أفضل ما في فريقه. هذه المقاربة تناسب عالما تعتمد فيه الشركات على إبداع وهمَّة العاملين.
نورد أدناه ستة كتب ستعزز تعليم مديري القرن الحادي والعشرين.
أول هذه الكتب «دراسات الإدارة في أزمة: الغش والخداع والأبحاث التي لا معنى لها» من تأليف دينيس توريش.
أفضل بداية لدراسة الإدارة إدراك أن الكثير الذي كتب عنها بمصطلحات بالغة التعقيد ومبهمة وملتوية يفتقر إلى المعنى. هذا العطب أو الخلل حسبما يوضح دينيس توريش بدأ في أوائل القرن العشرين مع فريدريك وينسلو تايلور شارح «الإدارة العلمية» والذي اتسمت كتاباته بالعجلة بدلا من التحليل الدقيق.
اعتمد تايلور دراسة أشير إليها كثيرا عن مصنع هوثورن للمعدات الكهربائية. جمعت هذه الدراسة بيانات من خمسة موظفين فقط استُبدِل منهم اثنان عندما اعتبر الباحثون إجاباتهما غير مرضية.
بعض خبراء الإدارة يمضون في المسار نفسه الذي ابتدره تايلور. فقد وجدت دراسة حديثة أن 79% من أبحاث الإدارة تحوي بيانات لا تكفي للتحقق المستقل (من استنتاجاتها). قراءة كتاب توريش يشكل تحصينا من الكتابات الأكاديمية الخالية من المعنى.
الكتاب الثاني بعنوان «وزارة الحس السليم: كيف يمكن التخلص من الروتين البيروقراطي والأعذار القبيحة وهراء الشركات» واشترك في تأليفه مارتن ليندستروم وجون مري ليرنينج.
يشكو مسؤولو الشركات من بيروقراطية الحكومة. لكن كثيرا ما يكون السبب الحقيقي لإحباطهم الروتين البيروقراطي لشركاتهم نفسها. فالميزانيات تتطلب من صغار المسؤولين السفر عند الساعة السادسة صباحا والإقامة في فنادق خارج المدينة (هذا يعني إنهاكهم وإضاعة الوقت- المترجم). واللوائح تمنع الموظفين بلا داع من الاحتفاظ بأشياء شخصية على مناضدهم في المكاتب. ومتطلبات إعداد وتقديم التقارير تهدر الوقت وتشوه السلوك. ثم هنالك الاجتماعات التي تستغرق من موظفي الشركة دقائق ويهدرون فيها الساعات.
يقترح مارتن ليندستروم قواعد إجرائية تقلص إهدار الوقت بداية من الاستماع إلى ما يمكن أن يقوله الموظفون عن تحسين ظروف العمل وإلى قَصْر فترة الاجتماعات لنصف ساعة.
الكتاب الثالث بعنوان «فن الإنصاف: قوة اللطف في عالم صار قاسيا» من تأليف ديفيد بودانيس.
ربما يعتقد بعض المديرين أن الإنصاف في معاملة الموظفين شيء جيد جدا لكنه ببساطة، حسب اعتقادهم أيضا، لن يفيد. «اللطفاء يأتون في المؤخرة،» هذا ما سبق أن قاله ليو دوروشير مدير نادي بيسبول في إحدى المناسبات. ديفيد بودانيس يتصدى لهذه الفكرة. فقد أشار إلى أن دوروشير عندما كان مديرا لنادي شيكاغو في عام 1969 خسر فريقه مركزا قياديا في دوري اللعبة كان يبدو من المستحيل إزاحته عنه. أحد أسباب ذلك فظاظة تعامله مع اللاعبين.
بالمقارنة أمكن للمقاول بول ستاريت الذي أجزل العطاء للعاملين واعتنى بسلامتهم تشييد مبنى «أمباير ستيت» في 13 شهرا فقط.
حتى المستثمرين لاحظوا أثر المديرين الذين يبالغون في التشدد مع العاملين. ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، صعب المراس وضيق الصدر، عندما ترك الشركة ارتفع سعر أسهمها بنسبة 7.5%. يعتقد بودانيس أن الإدارة بالخوف ستفشل في الأجل الطويل.
الكتاب الرابع تحت عنوان «تنظيم بلا خوف: إيجاد الأمان النفسي في مقر العمل للتعلم والابتكار والنمو» من تأليف ايمي إدموندسن.
إدموندسن الأستاذة بمدرسة هارفارد للأعمال تعزز الفكرة التي أثارها بودانيس. فهي تكتب عن النتائج الكارثية التي يمكن أن تحدث عند إرهاب الموظفين. وتذكر مثالين هما انفجار مكوك الفضاء كولومبيا واصطدام طائرتين قبالة جزر كناري. في كلا المثالين شعر صغار الموظفين بالعجز عن الإشارة إلى ضعف القرارات التي اتخذها رؤساؤهم. نفس الشيء ينطبق على فولكسواجن. فقد منع الخوف الشديد المهندسين من إبلاغ رؤسائهم بوجود مشكلة تتعلق بالانبعاثات في سيارات الشركة. وكانت النتيجة فضيحة.
تكتب إدموندسن أن الشركات بحاجة إلى إيجاد ثقافة «أمان نفسي» حتى يكون بمقدور العاملين التحذير من الأخطاء. فالمديرون يجب أن يتعاملوا مع المقترحات بجدية بدلا عن انتقاد أو تهديد العاملين الذين يتقدمون بها.
الكتاب الخامس بعنوان «تطوير قدرات الأفراد: تكتيكات للإدارة وبناء الشركة» من تأليف كلير هيوز جونسون.
هذا الكتاب، بعكس الكتب التي تتبع ما هو سائد وتستمد دروس الإدارة من أنشطة لا علاقة لها تذكر بعمل الشركات كرياضة التنس، مرشد عملي بقلم سيدة أعمال.
شغلت كلير هيوز جونسون منصب المدير التنفيذي للعمليات بشركة مدفوعات رقمية اسمها سترايب من 2114 إلى 2021. خلال تلك الفترة ارتفع عدد موظفيها من 200 موظفا إلى 7000 موظف.
تُقدِّم هيوز جونسون ما تعلمته عن كيفية إدارة هؤلاء العاملين. وتنصح القراء بإيجاد ما تدعوه «نظام التشغيل» وتقصد به الوثائق والمعايير والعمليات التي تقدم إطارا لاتخاذ القرارات وتحسين الأداء. كما تعطي نصائح عن كيفية إدارة الاجتماعات وإجراء مراجعات الأداء وضمان عدم إنهاك العاملين المتميِّزين. يرتكز نصحها على مبدأ فحواه أن ما هو ضمني يجب أن يكون علنيا. فالمديرون يجب أن يوضحوا على سبيل المثال عما إذا كان قرار معين سيتخذ بالإجماع أو يتنزَّل من أعلى. وعلى الرغم من أن هيوز كما يوحي عنوان الكتاب تستمد دروسها من عالم وادي السيليكون السريع النمو إلا أن العديد منها ينطبق على الشركات التي سبق أن توسعت أو تأمل في ذلك.
الكتاب السادس (الأخير) صدر تحت عنوان «لا يلزم أن يكون العمل فوضويا» لمؤلفيه جيسون فرايد وديفيد هاينيمايار هانسون.
العديد من المواضيع التي تناولتها الكتب الأربعة جُمِعت معا في هذا الكتاب البليغ والممتع بواسطة تنفيذيَين في شركات تقنية أمريكية. يدعو المؤلفان إلى إزالة القيود التي تمنع العاملين من العمل بكفاءة من شاكلة الاجتماعات التي لا تنتهي ورسائل البريد الإلكتروني الزائدة عن الحد والمواقيت غير الواقعية لإنجاز العمل. إلى ذلك العاملون بحاجة إلى فترات النوم والإجازات. ويجب ألا تبدو المكاتب مثل معسكرات السجون. أيضا يرفض المؤلفان بيانات «الرسالة العظيمة» للشركة والتي تَعِد بتغيير العالم وإحداث تحول في صناعاتها. فتجويد خدمة زبائنها أكثر واقعية وهدف يمكن تحقيقه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: من تألیف
إقرأ أيضاً:
6 منها عربية بينها السودان: إدارة ترامب تدرس حظر أو تقييد سفر مواطني 43 دولة
نقلت "رويترز" عن مصادر مطلعة ومذكرة داخلية اطلعت عليها أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدرس فرض قيود سفر شاملة على مواطني عشرات الدول في إطار حظر جديد. تُدرج المذكرة 41 دولة مقسمة إلى ثلاث مجموعات. المجموعة الأولى، التي تضم عشر دول، تشمل أفغانستان، كوبا، إيران، ليبيا، كوريا الشمالية، الصومال، السودان، سورية، فنزويلا، اليمن، ستخضع لتعليق كامل للتأشيرات.
وفي المجموعة الثانية، ستواجه خمس دول، هي إريتريا وهايتي ولاوس وميانمار وجنوب السودان، تعليقاً جزئياً من شأنه أن يؤثر بتأشيرات السياحة والطلاب، فضلاً عن تأشيرات الهجرة الأخرى، مع بعض الاستثناءات.
وفي المجموعة الثالثة، سيُنظَر في تعليق جزئي لإصدار التأشيرات الأميركية إلى 26 دولة، وهي أنغولا، أنتيغوا وباربودا، بيلاروسيا، بنين، بوتان، بوركينا فاسو، الرأس الأخضر، كمبوديا، الكاميرون، تشاد، جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدومينيك، غينيا الاستوائية، غامبيا، ليبيريا، مالاوي، موريتانيا، باكستان، جمهورية الكونغو، سانت كيتس ونيفيس، سانت لوسيا، ساو تومي وبرينسيب، سييرا ليون، تيمور الشرقية، تركمانستان، فانواتو. وسينظر في تعليق التأشيرات لهذه المجموعة إذا لم تبذل حكوماتها "جهوداً لمعالجة أوجه القصور في غضون 60 يوماً"، وفقاً لما ورد في المذكرة. ونبّه مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته إلى أنه قد تكون هناك تغييرات على القائمة التي لا تزال في حاجة لموافقة الإدارة الأميركية عليها، بما في ذلك وزير الخارجية ماركو روبيو. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" أول من نشر تقريراً عن قائمة الدول.
وتعود هذه الخطوة إلى الحظر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الأولى على المسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهي السياسة التي خضعت لعدة تنقيحات قبل أن تؤيدها المحكمة العليا في عام 2018. وفي 20 يناير/كانون الثاني، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يفرض تكثيف عمليات الفحص الأمني على أي أجنبي يسعى لدخول الولايات المتحدة للكشف عن التهديدات للأمن القومي.
ووجه هذا الأمر عدداً من أعضاء الإدارة إلى تقديم قائمة بحلول 21 مارس/آذار بالدول التي ينبغي تعليق السفر منها جزئياً أو كلياً لأن "معلومات التدقيق والفحص فيها ناقصة للغاية". وتعد توجيهات ترامب جزءاً من حملة على الهجرة أطلقها في بداية فترته الرئاسية الثانية. وعرض خطته في خطاب ألقاه في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تعهد بتقييد دخول الأشخاص القادمين من قطاع غزة وليبيا والصومال وسورية واليمن و"أي مكان آخر يهدد أمننا".