2.73 مليار دولار زيادة.. ماذا يعني شراء مصر سندات الخزانة الأمريكية؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
يعد الاستثمار في أدوات الدين الحكومي أحد الآليات التي تضمن عائدا كبيرا، سواء كان في أذون الخزانة أو السندات الحكومية، فهي وثيقة إثبات للدين تصدرها الحكومات لجمع الأموال لدعم الإنفاق الحكومي وسداد الالتزامات. وتعتبر السندات الحكومية الصادرة عن الحكومات الوطنية استثمارات منخفضة المخاطر، لأن الحكومة المصدرة تدعمها.
شراء مصر سندات الخزانة
من ناحية أخرى تعمل مصر على تنويع مصادرها الدولارية، ومن ضمنها الاستثمار في أدوات الدين، حيث زادت حيازة مصر من سندات الخزانة الأمريكية خلال يونيو 2023 بنسبة 148.2% على أساس شهري، لتصل إلى 2.73 مليار دولار مقابل 1.1 مليار دولار فى مايو الماضي، وبحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، فإن الزيادة معظمها في السندات طويلة الأجل التي زادت إلى 2.63 مليار دولار مقابل 1.013 مليار دولار، فيما استقرت السندات قصيرة الأجل.
وبعد هذه الزيادة الأخيرة، أصبحت حيازات مصر من الديون الأمريكية، أقل بنحو 163 مليون دولار فقط عن مستوياتها بنهاية 2022، فيما تشمل حيازات مصر من سندات الخزانة الأمريكية، حيازات البنك المركزي والقطاعات الأخرى وبينها البنوك، وتعد بنوك الأهلي والتجاري الدولي بين المستثمرين الذين يمتلكون سندات خزانة أمريكية.
وعن أهمية استثمار مصر في أدوات الدين الحكومي وأذون الخزانة وسندات الخزانة الأمريكية، أكد أحمد أبو علي الباحث والمحلل الاقتصادي، أن مصر ترفع استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية، وهذا أمر إيجابي جدا، موضحا أن الاستثمار في أدوات الدين الحكومي، هو أحد أشكال الاقتراض التي تقدمها الدولة من خلال وزارة المالية، عبر طرح أذون وسندات، يشتريها المستمثرون، وبعد أجل استحقاقها يتم رد الأموال بالدولار.
رد الأموال لمصر بالدولاروأضاف أبو علي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الحكومة الأمريكية طرحت خلال الفترة الماضية، سندات بالدولار، واشترت مصر من هذه السندات على أن يتم رد هذه الأموال لمصر مرة أخرى بالدولار، بعد مرور فترة أجل الاستحقاق، طبقا للفائدة التي تحددها وزارة الخزانة الأمريكية.
وأوضح أبو علي أن الاستثمار في أدوات الدين الأمريكية، طول الأجل هي خطوة إيجابية، وتعني أن مصر سوف تعزز من حصيلة النقد الأجنبي، لضمان استقرار سعر الصرف، وهو آلية جديدة لتنويع الإيرادات الدولارية، التي تحاول الدولة تعزيزها، حيث إن تنويع الإيرادات الدولارية لا يعتمد على نوع واحد فقط كالتصدير، وإنما هي مجموعة من الآليات المختلفة، وهذا أمر إيجابي جدا، ويتم التعويل عليه من كثير من الدولار سواء كانت بالدولار أو العملات المحلية الأخرى.
وطبقا للبيانات المتاحة على موقع وزارة الخزانة الأمريكية، بلغ أعلى استثمار في مصر، في السندات الأمريكية 24.4 مليار دولار بنهاية فبراير عام 2020، فيما يلجأ العديد من الدول إلى شراء سندات الخزانة من الدول ذات التصنيف الائتماني المرتفع كإحدى أدوات استثمار الأصول الأجنبية لدى البنوك المركزية، وتعظيم العائد منها، لأن تلك السندات مرتفعة السيولة، ويتم تداولها بشكل دائم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سندات الخزانة سندات الخزانة الأمريكية الدولار ادوات الدين سندات الخزانة الأمریکیة أذون الخزانة ملیار دولار أبو علی مصر من
إقرأ أيضاً:
تحليل: ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟
واشنطن"د ب أ": تعد قوات الفضاء الأمريكية أحدث فروع الجيش الأمريكي، وقد أنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية. ويقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إنه على الورق، تكرس قوات الفضاء الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالبا ما تكون أقمارا اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.
وترك تأسيس قوات الفضاء الأمريكية في عام 2019، رغم أنه اعتبر تطورا إيجابيا للأمن القومي الأمريكي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون، ولا يزال البعض لا يفهم، الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي فرع عسكري يركز بشكل صريح على حماية المصالح الأمريكية في الفضاء. ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء.
ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تدار من قبل الحكومة الأمريكية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعا من فروع الجيش. والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأمريكية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالبا ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصريا في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونج وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.
لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساع سلمية، وتحديدا اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائما على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك. وتعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتدرس للأطفال في المدارس، وغالبا ما تعرض وبحق باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.
أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.
وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقب الأجسام في المدار." وتشمل هذه الأجسام حطاما فضائيا وأقمارا اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.
ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي /جي بي إس / كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية." وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالا مداريا يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحبا من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأمريكية نفسها. "بل إن الهدف هو إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية." كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).
لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويرجح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشرا على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.