بيروت- "نحن محاصرون اقتصاديا، فمتى تفرج الدولة عن مشروع يعيد إلينا بعضا من حقنا؟"، يتساءل الصناعي اللبناني وليم مسعد في معرض مطالبته وأهل مدينته رياق-حوش حالا قضاء زحلة، بتحويل قاعدة رياق التابعة لسلاح الجو اللبناني إلى "مشروع مشترك يحافظ على القاعدة العسكرية من جهة، ويؤهل ويوسع قسما منها للملاحة التجارية ونقل المسافرين".

وتأتي مطالبة مسعد بعد بيان رسمي يعلن تشغيل مطار القليعات شمال لبنان، إذ نوقش واقع الأخير في أول اجتماع لمجلس الوزراء في بعبدا بتاريخ 11 فبراير/شباط 2025.

وأُشير إليه في البيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام، بهدف تنموي لمنطقة الشمال أولا، ولمعالجة تحديات أمنية وتقنيه يواجهها مطار رفيق الحريري الدولي.

وطالب مسعد بمساواة محافظة البقاع مع غيرها من المحافظات. وقال للجزيرة نت "سهل البقاع يشكل ما نسبته 40% من مساحة لبنان، وبين جنباته مصانع ومعامل ومشاريع زراعية تنوء منذ عقود تحت ثقل أزمات اقتصادية وأمنية متلاحقة، لذلك فإن معالجة موانع تشغيل مطار رياق يعزز الاقتصاد الوطني، ويوثق صلاته الاقتصادية والتجارية مع البلدان العربية".

مطار تاريخي

ومطار رياق وضعته القوات الألمانية في الخدمة عام 1914، ثم سيطر عليه الفرنسيون بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى. ودشنه الجنرال غورو عام 1920 بعد توسعته. وفي الأول من حزيران/يونيو عام 1949 تسلمه الجيش اللبناني ليكون أول قاعدة لسلاح الجو الوطني، وما يزال كذلك حتى اليوم.

إعلان

يقول عضو المجلس البلدي لرياق-حوش حالا إبراهيم ناصر، "مطالبتنا بتأهيل وتشغيل مطار رياق لغايات تجارية ومدنية لا تستهدف دور القاعدة الجوية، بل تنشد إضافة أقسام يستفاد منها على المستويات التجارية والمدنية في ظل ورعاية الدولة والجيش اللبناني".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن الموضوع ليس مناطقيا كما يظن البعض، بل إنمائي يعزز الدورة الاقتصادية في البقاع، يوفر فرص عمل للبقاعيين واللبنانيين، ويخفف تكلفة انتقال المسافرين من البقاع عبر مطار بيروت، وينتشل قطاعات التصنيع الزراعي من أزماتها، وعليه، نحن بأمس الحاجة لمساواتنا بقرار تأهيل وتشغيل مطار القليعات".

سكان البقاع يسعون لتشغيل مطار رياق العسكري (موقع الجيش اللبناني) استعادة

من جهته، رئيس بلدية رياق-حوش حالا جان معكرون، دعا العهد الجديد وحكومة الرئيس نواف سلام، إلى الأخذ بالاعتبار أهمية تشغيل مطار رياق كمرفق مدني.

وقال للجزيرة نت "كبلدية نصرّ على استعادة الدور الاقتصادي والتجاري لرياق، فهي كانت مطلع القرن الماضي، صلة وصل داخلية وتواصل مع العالم العربي وحتى الأوروبي".

وبعدما ذكّر بجغرافيا مدينته وسط البقاع، وعلى بعد كيلومترات عدة من سوريا، أكد أن "تقديم كل التسهيلات الإدارية المرتبطة بالبلدية لخدمة أي مشروع يعيد الحياة لمطار رياق ولمحطة القطار المتوقفة منذ سبعينيات القرن الماضي".

وتابع "المدينة في حال شلل اقتصادي، وأصحاب المعامل والمصانع في البقاع يتكبدون خسائر كبيرة جراء ارتفاع تكلفة النقل بين البقاع وبيروت".

مطالب قديمة

وترجع مطالبة البقاعيين بتشغيل المطار إلى عقدين من الزمن، ففي عام 2005 تقدم النائب الراحل إيلي السكاف وكتلته النيابية بمشروع قانون لإعادة تشغيله، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، صدرت مواقف لشخصيات برلمانية واقتصادية ورجال أعمال، تطالب باستعادة المشروع، ومناقشته في المجلس النيابي وإقراره.

إعلان

وفي هذا الإطار، استعاد النائب سليم عون، أحد المشاركين في تقديم المشروع عام 2005، تلك المرحلة بالإشارة إلى عقبات أدت إلى فشل المشروع، منها: عدم وجود هيئة ناظمة للطيران المدني مخولة بإعطاء تراخيص خاصة باستحداث أو تأهيل أو تشغيل مطار".

وقال للجزيرة نت "آنذاك زرنا قائد الجيش ميشيل سليمان الذي طلب منا الحصول على ترخيص من الهيئة الناظمة للطيران، مما أفشل تحركنا".

ولكن هل قاعدة رياق الجوية مؤهلة ليتحول قسم منها إلى مطار مدني؟ وهل تصلح مدارج المطار لاستقبال طائرات نقل ركاب كبيرة؟ وهل لاحظ مشروع القانون هذا التفصيل المهم؟

يجيب عون أن مشروع القانون لاحظ التفاصيل كافة، لذلك طرحنا تنفيذه على مرحلتين:

الأولى تُخصص للتدريب على الطيران، وفي موازاتها استخدام طائرات صغيرة لرش المبيدات الزراعية في حقول البقاع. والثانية مخصصة للشحن التجاري إلى البلدان العربية بطائرات صغيرة.

وختم "نحن مع إعادة تشغيل المطار للأهداف التي ذكرت، لأن منشآت المطار وبنيته لا يؤهلانه للقيام بدور يحاكي دور مطار بيروت".

مطارات البقاع

ومطار رياق ليس الوحيد في منطقة البقاع، كما يقول الدكتور ريمون مسعد ابن مدينة رياق-حوش حالا. ويضيف للجزيرة نت أن القوات البريطانية أنشأت عام 1938مطارا عسكريا في بلدة "إيعات" غربي مدينة بعلبك، وتعرض خلال الحرب اللبنانية للتخريب، وهو اليوم بعهدة الجيش اللبناني بوصفه حقل رماية وتدريب طيارين.

والمطار الثالث، عسكري شيده الفرنسيون عام 1937 في بلدة الروضة بالبقاع الغربي، وتعرض لتخريب هائل خلال الحرب اللبنانية عام 1975.

وسأل مسعد "هل يشجع تحرك أهالي رياق، ومعهم نواب من البقاع، المجتمع المحلي في إيعات والروضة (الإسطبل سابقا) للمطالبة بتأهيل وتشغيل منشآت مطاري إيعات والروضة؟ وهل يبلغ مطار رياق ما بلغه مطار القليعات؟ وأسئلة كثيرة محكومة بتوازنات التركيبة اللبنانية".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش اللبنانی للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر؟

كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، صباح اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025، عن تواصل المساعي من الوسطاء لاستئناف الهدنة في قطاع غزة ، كان أحدثها تسريبات عن مقترح مصري لاقى تأييداً من قبل حركة حماس ، بهدف وقف الحرب مع قرب عيد الفطر المبارك، وسط تباينات إسرائيلية.

وأضافت الصحيفة، أن "ذلك المقترح المصري الذي لم تكشف القاهرة عن تفاصليه بعد، يرى خبراء فرصة أخيرة لإيجاد تهدئة قبل أيام مهمة لدى المسلمين، مشيرين إلى أن هناك عقبات تواجه تنفيذ ذلك المقترح؛ هي رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيادة التصعيد العسكري للتغطية على أزماته وخلافاته الداخلية، غير أن الضغط الأميركي قد يكون الحل لإجباره، وإلا فالبديل هو توسع الحرب الإسرائيلية.

وبعد تشاور مع إدارة الرئيس الأميركي، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في 18 مارس (آذار) الحالي، عقب هدنة استمرت 6 أسابيع، في حين لا تزال هناك 59 رهينة في غزة، يُعتقد أن نحو 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة، بعد أن سمحت المرحلة الأولى التي انتهت مطلع مارس الحالي من اتفاق الهدنة الذي انطلق قبل نحو شهرين، بإطلاق سراح 33 رهينة ونحو 1800 أسير فلسطيني.

وخلّف التصعيد العسكري الإسرائيلي بقطاع غزة حتى الاثنين، 730 قتيلاً و1367 مصاباً منذ انهيار الهدنة، بحسب بيان لوزارة الصحة بالقطاع، تزامناً مع تقديرات أممية تشير إلى "نزوح 124 ألف شخص مجدداً في غضون أيام، هرباً من القصف الإسرائيلي المستمر"، وفق ما ذكرته وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (أونروا).

وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، الاثنين، أن القياديين بحركة "حماس"، صلاح البردويل وإسماعيل برهوم قُتلا في جنوب غزة بغارات جوية، مما رفع عدد القتلى إلى 11 شخصاً ضمن المكتب السياسي للحركة والمكون من 20 شخصاً، وفق تقرير نشرته وكالة "بلومبرغ".

ولتفادي النيران، تجرى نقاشات بشأن مقترحات جديدة تقودها القاهرة، وكشف مسؤول مصري لوكالة "أسوشييتد برس" الاثنين، عن مقترح مصري ينص على أن تفرج "حماس" عن 5 رهائن أحياء، من بينهم أميركي - إسرائيلي، مقابل سماح إسرائيل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتوقف القتال لمدة أسبوع، كما ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

كما أوضحت مصادر أمنية لـ"رويترز" الاثنين، أن مصر طرحت أيضاً مقترحاً يتضمن جدولاً زمنياً لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل بضمانات أميركية، لافتة إلى أن "المقترح المصري ينص على أن تطلق (حماس) كل أسبوع سراح 5 رهائن، بشرط أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بعد الأسبوع الأول".

عضو مجلس الشؤون الخارجية بمصر والأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن المشهد المعقد بغزة إزاء تحركات مصرية سريعة لوقف العدوان تبدأ بمرحلة مؤقتة ثم تتوسع.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن المقترح المصري ضمن محاولات جادة من القاهرة لوقف حالة التصعيد العسكري غير المسبوق، خصوصاً في ظل ظروف إنسانية معقدة وشديدة الكارثية يعيشها أهالي القطاع.

وفي أول رد على المقترح المصري المتداول، أفاد مسؤول في "حماس" بأن الحركة "ردت بشكل إيجابي" على المقترح المصري، بينما لا يزال الموقف الإسرائيلي متبايناً بين تأكيد مصدر إسرائيلي عن وجود مقترح مصري جديد بشأن غزة "وثمة تقدم رغم عقبات ما زالت كبيرة"، بحسب "وكالة الصحافة الفرنسية"، وحديث مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أنه "لم نسمع بأي مقترح جديد".

ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن إسرائيل لا تزال تنتظر قبول "حماس" مقترح مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وإذا لم توافق على شروطها "فستواصل زيادة الضغط، وتشرع في حملة برية حتى تنهار (حماس)".

وكان ويتكوف قدّم في 13 مارس الحالي، اقتراحاً "مُحدَّثاً" لتمديد وقف إطلاق النار في غزة حتى 20 أبريل (نيسان) المقبل، وقبلت "حماس" بإطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي، عيدان ألكسندر فقط، وعدَّ المبعوث الأميركي رد الحركة "غير مقبول"، وذلك قبيل يومين من استئناف إسرائيل الحرب.

وتحدث ويتكوف، مساء الجمعة، عن أن "هناك مفاوضات جارية" لوقف الغارات الإسرائيلية، لافتاً إلى أن "نتنياهو يريد تحرير المحتجزين في غزة، لكنه يسعى إلى تحقيق ذلك من خلال سياسة الضغط على (حماس)".

ويرى أنور أن حالة التباين الإسرائيلي والممانعة نوع من الحرب النفسية المتوقعة من جانب إسرائيل، لتحقيق أكبر مكاسب من المفاوضات تحت النار، لافتاً إلى أن نتنياهو يواجه مظاهرات ضده، وخلافات داخلية وحياة رهائن في خطر في ظل التصعيد العسكري، وبالتالي قد يقبل بالمقترح، ويسعى لترويجه على أنه صورة نصر على "حماس".

ويتوقع أن الحركة ستخرج من أزمة رفضها السابق لمقترح ويتكوف المشابه للعرض الحالي، بالسعي للحديث على أنه تم تعديله برعاية مصرية في إطار حقن الدماء الفلسطينية، معرباً عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مرحلي يعلن وينفذ مع عيد الفطر.

بينما يتوقع الرقب موافقة "حماس" على مقترح مصر في ظل الظروف الحالية الصعبة، مشيراً إلى أن الكرة الآن في ملعب إسرائيل وموافقتها مرهونة بضغوط أميركية جادة، خصوصاً أن نتنياهو يريد الاستمرار في الحرب ليهرب من الأزمات الداخلية والمظاهرات ضده، متشككاً في إمكانية الوصول إلى اتفاق ينفذ مع عيد الفطر حال استمر التصعيد.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الشرق الاوسط اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين غوتيريش يقرر تقليص وجود الأمم المتحدة في غزة مصطفى : قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية تفاصيل الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية المصري وويتكوف بشأن غزة الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء لسكان عدة أحياء في قطاع غزة بث مباشر: 413 شهيدا ومئات الإصابات عقب استئناف الحرب على غزة الخارجية تُعقّب على "الهجوم الوحشي" المتواصل على قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الأشغال يكشف عن خُطة متكاملة لتشغيل مطار القليعات!
  • عن لقاء سلام في مطار القليعات.. هذا ما كشفه البعريني
  • سلام: ملتزمون بإعادة تشغيل مطار القليعات خلال عام
  • أشرف صبحي يهنئ آية مدني بعضوية الأولمبية الدولية: إنجاز يرفع مكانة مصر
  • وفاة مدني وإصابة 4 بحادث سير جنوبي كركوك
  • مسعد سكين أمينًا.. تعرف على قيادات حزب الجبهة الوطنية بكفر الشيخ
  • هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر؟
  • لماذا تبني إسرائيل مطاراً مدنياً قرب غزة؟
  • مسلسل سيد الناس الحلقة 23.. «الجارحي ينجح في سرقة الذهب»
  • إيرادات كبيرة..  هل ينجح العراق بتحقيق المستحيل السياحي؟