بوابة الوفد:
2025-02-22@19:13:39 GMT

استفحال الداء فى معركة الأبناء

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

لا شك أن الجيل الحالى من أبنائنا وأحفادنا يخوضون معارك ضارية على كافة الأنحاء، ربما لم يتعرض لها آباؤهم وأجدادهم بنفس القدر وبنفس الخطورة، ومعارك الأبناء لم يسعوا إليها ولكنها فرضت عليهم قبل أن تستقر نطفهم فى أرحام الأمهات، عندما أصبحت مهنة الطب تحمل جميع مقومات الصناعة، بداية من متابعة الزوجة وحتى ولادتها قيصريا وليس طبيعيا، إلا من رحم ربى ومرورا بالحضانة، وما أدراك ما هو بيزنس الحضانات فى بلادى، وإذا لم يتم إسعافه بها نظرًا لقلة عددها أو ارتفاع أسعارها فانتظروا أطفالًا مشوهين يخوضون خلالها مع ذويهم معارك لا تنتهى ولا نجاة منها.

وإذا نجا منها فهناك معركة الألبان وكيفية الحصول عليها إذا توافرت القدرة الشرائية لها، ثم نأتى للمعركة الأهم فى رعاية الأطفال، والمتمثلة فى توفير الحفاضات لترتاح الزوجة من غسيل الكوافيل، ويحمل الأب الهم الثقيل فى شراء حفاضات بآلاف الجنيهات، وهى معركة من أشرس المعارك التى يخوضها الطفل، والتى أكدت دراسات حديثة أن مآل من ارتدوا هذه الحفاضات هو العقم وأمراض الذكورة التى لا تنتهى 

وتتوالى الشهور والسنوات ويجد الطفل نفسه وقودا لمعارك لم يكن مستعدًا لها، مثل معركة أمراض التوحد والعزلة، وتسليمه لأعدائنا تسليم أهالى بأيدينا عن طريق إلهائه بالهاتف المحمول لنتفرغ نحن لما هو أهم من وجهة نظرنا، ونسعد كثيرًا أن الطفل الذى يحبو يتنقل بين الألعاب والصور والأفلام الكرتونية ببراعة، كما نسعد ونحن نظن أن أطفالنا أصبحوا على طريق التكنولوجيا من أوسع أبوابها، ولا نعلم أن الغرب لن يسمحوا لأحفاد مصطفى مشرفة وسميرة موسى وغيرهما من علماء الأمة أن يتفوقوا عليهم.

ومن أهم المعارك التى يخوضها أطفالنا وشبابنا هى معركة الانفتاح اللانهائى مع الإنترنت، وعدم غلق  أجهزة الروتر فى منازلنا ليلًا ونهارًا بعد أن أصبحت الدراسة فى المراحل الثانوية يلزمها تابلت والتابلت يلزمه إنترنت داخل غرف مغلقة، لنترك أبناءنا ونخلد إلى النوم، وهم فى أحضان عالم يموج بمفاسد وعرى ورذيلة، فضلًا عن فوائده التى لا تحصى، والتى لا تكون الخيار المفضل لأبنائنا فى هذه المرحلة الخطيرة بحكم المراهقة، التى مررنا بها وكانت أقصى أمانينا هو عدم إدارة زر التحويل فى التليفزيون الأبيض والأسود قبل أن تنتهى وصلة رقص أو مشهد عاطفى، يتسابق أثناءه الجميع فى غلق الجهاز عقابا على قلة الأدب، وعيوننا التى لا تستحى من هذه المشاهد.

هذا كان لسان حال جيلنا والكبت العاطفى والأخلاقى الذى عاشه، وهذه هى معارككم أيها الجيل الذى ما زال صامدًا، يسعى إلى الكتاتيب ودور التحفيظ والمساجد ونوادى الجيم، رغم أنف الميديا العالمية بكل أسلحتها القذرة، والى لقاء قريب لمناقشة استعداداتنا لهذه المعارك، إن كان فى العمر بقية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طارق يوسف التليفزيون التى لا

إقرأ أيضاً:

المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين

قال الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، إن القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين، مستشهدًا بقوله تعالى: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا”.

وأوضح نظير عياد، خلال حواره ببرنامج "اسأل المفتي" على قناة صدى البلد، أن بعض العلماء يرون أن طاعة الوالدين مقرونة بطاعة الله، وأن من يطيع الله دون بر والديه لا يُقبل عند الله.

وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يقسم مراحل تربية الأبناء إلى ثلاث مراحل، حيث قال: "لاعبه سبعًا، وأدبه سبعًا، وصاحبه سبعًا"، مشددًا على أن تربية الأبناء وتأهيلهم ليست مهمة سهلة، بل تحتاج إلى صبر ووعي كبيرين.

ولفت إلى أن التعامل مع الطفل يتطلب أحيانًا النزول إلى مستواه الفكري، وفتح قنوات الحوار معه، والاستماع إلى مشكلاته، مع مراعاة تغيرات العصر والتطور التكنولوجي الذي جعل من الصعب حجب المؤثرات الخارجية عن الأبناء.

مقالات مشابهة

  • والي فاس يوبخ العمدة البقالي بعد استفحال ظاهرة الموظفين السلايتية
  • عمرو يوسف: أنا ضد دلع الولاد في التربية
  • «التحالف الوطني» معركة ضد الفقر والألم.. مبادراته المستمرة وفرت المأوى والرعاية للمواطنين الأكثر احتياجا (ملف خاص)
  • المفتي: القرآن الكريم شدد على ضرورة الإحسان إلى الوالدين
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • طالبات مدرسة ثانوية بقنا يوفرن مصروفهن لشراء هدايا رمزية لمعلم بلغ سن المعاش
  • القوة المشتركة تصدر توجيهات إعلامية بخصوص المعارك القادمة في دارفور
  • متى تعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك؟