استفحال الداء فى معركة الأبناء
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
لا شك أن الجيل الحالى من أبنائنا وأحفادنا يخوضون معارك ضارية على كافة الأنحاء، ربما لم يتعرض لها آباؤهم وأجدادهم بنفس القدر وبنفس الخطورة، ومعارك الأبناء لم يسعوا إليها ولكنها فرضت عليهم قبل أن تستقر نطفهم فى أرحام الأمهات، عندما أصبحت مهنة الطب تحمل جميع مقومات الصناعة، بداية من متابعة الزوجة وحتى ولادتها قيصريا وليس طبيعيا، إلا من رحم ربى ومرورا بالحضانة، وما أدراك ما هو بيزنس الحضانات فى بلادى، وإذا لم يتم إسعافه بها نظرًا لقلة عددها أو ارتفاع أسعارها فانتظروا أطفالًا مشوهين يخوضون خلالها مع ذويهم معارك لا تنتهى ولا نجاة منها.
وإذا نجا منها فهناك معركة الألبان وكيفية الحصول عليها إذا توافرت القدرة الشرائية لها، ثم نأتى للمعركة الأهم فى رعاية الأطفال، والمتمثلة فى توفير الحفاضات لترتاح الزوجة من غسيل الكوافيل، ويحمل الأب الهم الثقيل فى شراء حفاضات بآلاف الجنيهات، وهى معركة من أشرس المعارك التى يخوضها الطفل، والتى أكدت دراسات حديثة أن مآل من ارتدوا هذه الحفاضات هو العقم وأمراض الذكورة التى لا تنتهى
وتتوالى الشهور والسنوات ويجد الطفل نفسه وقودا لمعارك لم يكن مستعدًا لها، مثل معركة أمراض التوحد والعزلة، وتسليمه لأعدائنا تسليم أهالى بأيدينا عن طريق إلهائه بالهاتف المحمول لنتفرغ نحن لما هو أهم من وجهة نظرنا، ونسعد كثيرًا أن الطفل الذى يحبو يتنقل بين الألعاب والصور والأفلام الكرتونية ببراعة، كما نسعد ونحن نظن أن أطفالنا أصبحوا على طريق التكنولوجيا من أوسع أبوابها، ولا نعلم أن الغرب لن يسمحوا لأحفاد مصطفى مشرفة وسميرة موسى وغيرهما من علماء الأمة أن يتفوقوا عليهم.
ومن أهم المعارك التى يخوضها أطفالنا وشبابنا هى معركة الانفتاح اللانهائى مع الإنترنت، وعدم غلق أجهزة الروتر فى منازلنا ليلًا ونهارًا بعد أن أصبحت الدراسة فى المراحل الثانوية يلزمها تابلت والتابلت يلزمه إنترنت داخل غرف مغلقة، لنترك أبناءنا ونخلد إلى النوم، وهم فى أحضان عالم يموج بمفاسد وعرى ورذيلة، فضلًا عن فوائده التى لا تحصى، والتى لا تكون الخيار المفضل لأبنائنا فى هذه المرحلة الخطيرة بحكم المراهقة، التى مررنا بها وكانت أقصى أمانينا هو عدم إدارة زر التحويل فى التليفزيون الأبيض والأسود قبل أن تنتهى وصلة رقص أو مشهد عاطفى، يتسابق أثناءه الجميع فى غلق الجهاز عقابا على قلة الأدب، وعيوننا التى لا تستحى من هذه المشاهد.
هذا كان لسان حال جيلنا والكبت العاطفى والأخلاقى الذى عاشه، وهذه هى معارككم أيها الجيل الذى ما زال صامدًا، يسعى إلى الكتاتيب ودور التحفيظ والمساجد ونوادى الجيم، رغم أنف الميديا العالمية بكل أسلحتها القذرة، والى لقاء قريب لمناقشة استعداداتنا لهذه المعارك، إن كان فى العمر بقية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طارق يوسف التليفزيون التى لا
إقرأ أيضاً:
فضل تسمية الأبناء بأسماء الأنبياء .. دار الإفتاء توضح
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه: (هل هناك أفضلية في تسمية الأبناء على أسماء الأنبياء عليهم السلام؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إنه قد أجمع العلماءُ على أفضليَّة التسمي بأسماء الأنبياء؛ لما في ذلك من التقرب إلى الله تعالى بمحبَّة أنبيائه ورسله؛ وكونه مع ذلك دافعًا إلى دوام ذكرهم والتأسّي بجميل أخلاقهم وحسن صفاتهم.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخْرَجَ اللهُ تَعَالَى أَهْلَ التَّوْحِيدِ مِنْ النَّارِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ: مَنْ وَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ نَبِيٍّ". ذكره القرطبي في "تفسيره"، والخطيب الشربيني في "مغني المحتاج".
وقال الإمام الماوردي الشافعي في "نصيحة الملوك" (ص: 176، ط. مكتبة الفلاح): [التقرب إلى الله -جلَّ اسمُهُ- بمحبتهم -يعني الأنبياء-، وإحياء أساميهم، والاقتداء بالله -جلَّ اسمُهُ- في اختيار تلك الأسماء لأوليائه] اهـ.
وقال العلامة الزرقاني المالكي في "شرح المواهب اللدنيَّة" (7/ 305، ط. دار الكتب العلمية): [فأسماؤهم –أي: الأنبياء- أشرف الأسماء؛ فالتسمّي بها فيه شرفٌ للمسمَّى، وحفظها وذكرها، وألا يُنْسَى، فلذا نُدب مع المحافظة على الأدب] اهـ.
وأوضحت دار الإفتاء أن من أفضل ما يُتَسمَّى به من الأسماءِ أسماءَ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ وقد تواردت النصوص من السنة القوليَّة والفعليَّة في أفضليَّة التسمّي بأسمائهم، وأنّ ذلك من أعظم مظاهر تحسين الأسماء.
فمن السنَّة القوليَّة: حديث أبي وهب الجُشَمِيِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَسَمَّوْا بِأَسْمَاءِ الْأَنْبِيَاءِ، وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: عَبْدُ اللهِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ»، أخرجه أحمد وأبو يعلى في "مسنديهما"، والبخاري في "الأدب المفرد" و"التاريخ الكبير"، وأبو داود في "السنن"، والنسائي في "المجتبى".
ومن السنَّة الفعليَّة: حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ» رواه مسلم وغيره.
وقال التابعي الجليل سعيد بن المسيِّب: "أَحَبُّ الْأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: أَسْمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ" أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "المصنف"، وسنده صحيح؛ كما قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 578، ط. دار المعرفة).