استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة الرياضية أبرز توصيات الملتقى الدولي الرابع بجامعة أسوان
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
أعلن الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، عن أبرز التوصيات التي خرج بها الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية، والذي اختتمت فعالياته اليوم، ومن أبرز التوصيات التي تم التأكيد عليها ضرورة تحويل السياحة الرياضية إلى قطاع اقتصادي ناجح و جاذب للاستثمارات الداخلية والخارجية، وذلك من أجل تعزيز النمو الاقتصادي عن طريق تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في السياحة الرياضية، من خلال توفير الحوافز اللازمة وتحسين البيئة التحتية.
كما أوصى الملتقى بتشكيل لجنة تنفيذية عليا تضم الجهات المعنية ذات الاختصاص، بهدف استغلال الإمكانيات المحلية المتوفرة مثل نهر النيل، والرمال السحرية، والطقس المعتدل طوال العام، لتفعيل وتنشيط برامج السياحة الرياضية والعلاجية. حيث يمثل هذا التنوع البيئي فرصة كبيرة لتعزيز السياحة الرياضية في مصر، بما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
وأضاف الدكتور لؤي سعد الدين نصرت رئيس جامعة أسوان، أنه من أهم التوصيات أيضاً هو استخدام الذكاء الاصطناعي في السياحة الرياضية والعلاجية، وهو ما يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً في هذه الصناعة، من خلال تحسين تجارب السائحين ورفع كفاءة الخدمات المقدمة لهم.
ومن جانبه، أشار الدكتور عادل مكي، عميد كلية التربية الرياضية، إلى أهمية تطوير وتنظيم الألعاب التراثية و الفرعونية كمنافسات رياضية محلية. وأوصى لملتقي بضرورة استحداث اتحاد مصري نوعي تحت مظلة وزارة الشباب والرياضة، مع وضع وإعداد قواعد وقوانين منظمة لهذا النوع من المنافسات.
كما وجه الدكتور عادل مكي شكره وتقديره للدكتور لؤي سعد الدين نصرت، رئيس جامعة أسوان، ونواب رئيس الجامعة، الدكتور محمد عبد العزيز مهلل نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أشرف إمام نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ولشركاء النجاح من الجهات الحكومية المشاركة والداعمة لبذل جهودهم المضنية لانجاح فاعليات الملتقي.
وأضاف الدكتور عادل مكي أن من التوصيات المهمة التي خرج بها الملتقى هو أن يُعقد الملتقى الدولي للسياحة الرياضية في نسخته الخامسة خلال شهر فبراير من عام 2026.
وفي ذات السياق، أضاف الدكتور حاتم حسني، مقرر الملتقى، أن التوصيات شملت أيضاً تصميم منظومة موحدة رقمية للسياحة الرياضية والعلاجية في مصر، بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة مثل كليات علوم الرياضة، كليات الطب، ووزارة السياحة والآثار، ووزارة الشباب والرياضة. كما تطرقت التوصيات إلى استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز لتقديم تجارب تفاعلية للسائحين، مثل الجولات الافتراضية في الملاعب والتجارب التفاعلية الرياضية، وهو ما يعزز من جذب السياح ويسهم في تسويق صناعة السياحة الرياضية والعلاجية بشكل مبتكر.
وفي ختام الملتقى، تم تكريم عدد من قيادات الجامعة وأبرز المشاركين في الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية، تقديراً لإسهاماتهم الفعّالة في إنجاح فاعليات الملتقي الدولي الرابع للسياحة الرياضية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة أسوان اخبار أسوان للسیاحة الریاضیة السیاحة الریاضیة الملتقى الدولی الدولی الرابع
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@