جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-26@02:46:05 GMT

إنَّا على العهد

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

إنَّا على العهد

 

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

تمتلئ وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي منذ أكثر من شهر بالعديد من الموضوعات التي تهم تشييع سيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله إلى مثواه الأخير، بعدما تم تحديد يوم 23 فبراير 2025، موعدًا للتشييع لهذه الشخصية الإسلامية المتميزة في العالم، وسط تدخلات عالمية سبقت هذا الحدث الفريد.

لقد ساند السيد حسن نصر الله منذ اليوم التالي لـ"طوفان الأقصى" أبناء المقاومة الاسلامية بغزة الصامدة تجاه كل ما قامت وتقوم به إسرائيل من جرائم ودمار وقتل وإبادة للشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وكذلك ما قامت به من هجمات ودمار للعديد من الضواحي اللبنانية وخاصة الجنوب والبقاع والضاحية واغتيال الشخصيات اللبنانية وعلى رأسها سماحته بقنابل أمريكية حارقة وخارقة للأرض.

وجميع ما يحصل في المنطقة من دمار وموت يأتي نتيجة للدعم والتسليح والعون الأمريكي والغربي المتواصل؛ بمشاركة المرتزقة من الجماعات والأفراد الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر؛ للقيام بأي عمل يؤدي إلى إخلال التوازن في الشرق الأوسط. واليوم، فإن نفس هذه الدول والمجموعات تحاول الإساءة إلى هذا التجمع المليوني لتشييع سيد المقاومة والذي يأتي من مختلف الشخصيات والطوائف والتجمعات الوطنية والدولية، بالرغم من الإجراءات السلبية التي يحاول البعض القيام بها سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو الشخصيات.

منذ أكثر من أسبوع، أعلنت السلطات اللبنانية منع وصول مُشيِّعين وشخصيات من دول معينة، للمشاركة في هذا الحدث للمُصاب الجَلل؛ فشركات طيران معينة مُنعت من الطيران، وشخصيات راغبة أخرى كذلك مُنعت من السفر؛ الأمر الذي أدى إلى إلغاء ُحجوزاتها دون أي مبرر؛ بل أن بعض شركات طيران طلبت من موظفيها عدم المشاركة في التشييع.

واليوم، ورغم هذه الإجراءات السلبية المتخذة من قبل البعض، فإن جنازة سيد المقاومة اللبنانية والسيد صفي الدين سوف يحملها ملايين من المشيعين والحشود من داخل لبنان وخارجه، ليُدخل هذا الحدث قبل إتمامه رُعبًا وخوفًا في قلوب المُعادين والإسرائيليين والأمريكان وتوابعهم. لذا نرى منذ عدة أيام، استنفارًا من هؤلاء الأعداء لأنهم لا يتوقعون ماذا سوف يجري بعد مراسم الدفن في الأيام والأشهر المقبلة؛ لأن توقعاتهم كانت على أساس هزيمة ومحو المقاومة من التاريخ بعد استشهاد أكبر العناصر التابعة لها، وكذلك القضاء على بعض الشخصيات المهمة في المقاومة الاسلامية في غزة، ناسين بأن هذه هي البداية الحقيقية للأجيال المقاوِمة المقبلة التي يجب عليهم مواجهتها في المستقبل، رغمًا عن أنوف الأعداء في تل أبيب وواشنطن وغيرها من العواصم المعادية الأخرى.

المقاومة في المنطقة سوف تظل باقية ما دام هناك من يُقاوم الظلم والعدوان والقهر، وفي غياب العدالة لقيام دولة فلسطين الحرة، نتيجةً للغطرسة الأمريكية والغربية للقضاء على المقاومة وذلك بمختلف المشاريع والأساليب والحيل التي تمارسها تلك الدول في السياسة الدولية منذ أكثر من 80 عامًا.

هذه الضغوط لن تُثني اللبنانيين المُخلِصين عن المشاركة في التشييع، إكراما لهذه الشخصية الفَذَّة التي تمكَّنت من صد الكثير من الخطط والممارسات التي وضعتها أمريكا وإسرائيل للدخول إلى بيروت منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، وأشعلت الكثير من الحروب التي صدتها المقاومة في حروب عدة في المنطقة أهمها حرب 2000 و2006. ولولاها لعاثت إسرائيل فسادًا في المنطقة برمتها.

اليوم ترتفع وتيرة التحريض على القيام بأي عمل يؤدي إلى إشعال فتيل حرب طائفية في لبنان، ولكن الحكماء في هذا البلد لا يعطون الفرصة للأعداء بتهديد نظامهم الداخلي، ولقد كان ذلك جليًا لإخلاص اللبنانيين في أثناء وبعد الحرب المُدمِّرة التي مارستها الدولة الصهيونية على اللبنانيين مؤخرًا نتيجة مساهمتهم لدعم إخوانهم في غزة الصامدة.

إنَّ تشييع السيد حسن نصر الله سوف يكشف حجم المشاركة الشعبية، وسوف يصبح مزار سيد المقاومة خلال الفترة المقبلة قِبلة للزائرين من مختلف أنحاء العالم، ليُذَكِّر الجميع بالتضحيات التي قدمها هذا الشخص من أجل لبنان والعروبة والإسلام؛ فبموته لم تمت المقاومة؛ بل هو الذي هزم العدو وجعله حتى اليوم يفقد نومه، بينما ينام هو قرير العين في مثواه الأخير، وليبقى أنصاره ومحبوه وحشوده يؤكدون له هذه المقولة "نِمْ... إنّا على العهد".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سؤال ولي العهد السعودي عن «القلم» يقود لتغيير منظومة الصناعة

«هل يمكن تصنيع قلم يُستخدم يوميًّا محليًّا»؟، سؤال عرضه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على عدد من الوزراء والمسؤولين، أدَّى إلى تغيير شامل في المنظومة الصناعيَّة، في إطار رُؤية 2030.وشملت النتائج سريعًا تعزيز المملكة الإنتاج المحلي، عبر مبادرات إستراتيجيَّة، أبرزها «صُنع في السعوديَّة»، التي تهدف إلى دعم المنتجات الوطنيَّة، وزيادة تنافسيَّتها عالميًّا، وتوطين صناعة المستحضرات الدوائيَّة، مع دعم المصانع المحليَّة لإنتاج الأدوات، والمعدَّات، والمنتجات في شتَّى المجالات.وحول توطين صناعة المستحضرات الدوائيَّة، والأدوات المكتبيَّة في المملكة، كشف مجموعة من المسؤولين في برنامج «حكاية وعد» على قناة «mbc 1»، عن تفاصيل سؤال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي غيَّر منظومة الصناعة السعوديَّة بالكامل، والتشريعات، والتَّصدير، وكل ما يرتبط بالمحتوى المحليِّ، والتحدِّيات التي واجهت قطاع الأدوية خلال عمليَّة التَّوطين.

ولفت وزير الاقتصاد والتخطيط -سابقًا- محمد التويجري -خلال اللقاء- إلى توجُّه ولي العهد منذ عام 2018 نحو تعزيز المحتوى المحليِّ، والصناعة الوطنيَّة، من خلال تساؤله عن إمكانيَّة تصنيع قلم يُستخدم يوميًّا محليًّا، حيث أثارت هذه الفكرة نقاشات حول تعقيدات التَّصنيع، والسِّياسات الاقتصاديَّة، وبدائل القلم الرقميَّة، إلَّا أنَّها قادت لاحقًا إلى دراسات معمَّقة حول المنظومة الصناعيَّة في المملكة.

وأوضح التويجري، أنَّ هذا التساؤل لم يكن متعلِّقًا بالقلم كمنتج بحدِّ ذاته، بل كان يهدف إلى تسليط الضوء على ضرورة تطوير قطاع التَّصنيع المحليِّ، وتعزيز التنوُّع الاقتصاديِّ، ودعم التَّشريعات والسِّياسات المرتبطة بالتَّوطين والتَّصدير، ما أسفر عن سلسلة من الإصلاحات الهيكليَّة، شملت فصل وزارة الطاقة عن وزارة الصِّناعة، وإطلاق بنك مخصَّص لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، إضافةً إلى إصدار نظام جديد للمشتريات الحكوميَّة، يعزِّز من المحتوى المحليِّ.كما أشار إلى أنَّ هذه المبادرات عزَّزت منظومة التَّوطين، والصِّناعة الوطنيَّة، حيث تمَّ تشكيل لجنة وطنيَّة كُبْرى برئاسة ولي العهد، تُعرف بـ»لجنة التَّوطين وميزان المدفوعات»، ويُتوقَّع أنْ تسهم هذه الإستراتيجيَّات في تحقيق أهداف رُؤية 2030، من خلال دعم التَّصنيع المحليِّ، والتوسُّع في عمليَّات التَّصدير، بما يعزِّز النموَّ الاقتصاديَّ للمملكة على المدى الطويل.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المحتوى المحليِّ والمشتريات الحكوميَّة عبدالرحمن السماري، إنَّه مع انطلاق رُؤية 2030، كان المحتوى المحليُّ إحدى ركائزها الأساسيَّة؛ ممَّا استدعى العمل على تطوير مفهومه، وتحديد تعريفه وعناصره، إضافةً إلى استثناء بعض الجوانب، وبدأت بعد ذلك رحلة طويلة لوضع نموذج عمل واضح للمحتوى المحليِّ، يشمل آليَّات التَّطبيق ودمجها في عمليَّات الشراء الحكوميِّ، مع تحقيق توازن بين تمكين الصناعة المحليَّة، وضمان تنافسيَّة المنتجات في السوق.

بدوره، روى وزير الصحَّة فهد الجلاجل، قصَّة توطين دواء الإنسولين في المملكة، مؤكِّدًا أنَّ المملكة شهدت العديد من المحاولات قبل عام 2010، حيث تمَّ توقيع اتفاقيَّات متعدِّدة مع شركات مختلفة، إلَّا أنَّ معظمها لم يحقق نتائج ملموسة؛ بسبب الحاجة إلى تعديل الأنظمة، وإضافة حوافز استثنائيَّة، فيما اختلف النهج هذه المرَّة بفضل الإرادة القويَّة، والتوجُّه الحازم نحو تحويل المعادلة التفاوضيَّة، من مجرَّد اتفاقيَّات، إلى التزام بالشِّراء، وتم اشتراط أنْ يكون الإنسولين المُباع في المملكة مُنتجًا محليًّا.وأضاف الوزير الجلاجل: إنَّه بناءً على هذا النَّهج، فُتح باب التنافس أمام الشركات، وفق شروط واضحة دون قبول أيِّ استثناءات، أو تعديلات على الأنظمة؛ ممَّا أدَّى إلى تقدُّم عدَّة شركات للمنافسة، وتمَّ الاتفاق مع شركتين بعد مفاوضات مكثَّفة لتوطين إنتاج الإنسولين في المملكة، مع ضمان شراء الإنتاج لمدَّة 7 سنوات، بالإضافة إلى نقل أيِّ ابتكار، أو اختراع في هذا المجال إلى الصناعة الوطنيَّة؛ ممَّا يعزِّز الأمن الدوائيَّ للمملكة، ويدعم إستراتيجيَّات التَّصنيع المحليِّ.وتحدَّث وزير الصناعة والثَّروة المعدنيَّة بندر الخريِّف، عن قضيَّة محاولة شركات عالميَّة إغراق قطاع الأدوية في السعوديَّة؛ بهدف إقصاء الشركات الوطنيَّة، لافتًا إلى أنَّ السوقَ السعوديَّ يُعدُّ سوقًا مستهدَفًا لكُبْرى الشركات العالميَّة، نظرًا لقوَّته الشرائيَّة العالية، وحجم الإنفاق الحكومي الكبير على القطاع.

وتابع الوزير الخريِّف، بأنَّه في إحدى الحالات المتعلِّقة بتوطين صناعة الأدوية، ظهر فارقٌ سعريٌّ كبيرٌ بنسبة 45% بين أحد الأدوية المهمَّة المستخدمة في علاج السَّرطان، والمُنتج محليًّا، ونظيره المستورد؛ ممَّا جعل الخيار الطبيعيَّ هو شراء الدَّواء من الشركة الأجنبيَّة، ومع ذلك، تقدَّم المصنع المحليُّ بملفٍّ متكاملٍ يوضِّح قدرته على الإنتاج وفق المعايير المطلوبة، وعُرضت القضيَّة على وزير الماليَّة؛ ممَّا أدَّى إلى اتِّخاذ قرار سريع بتعميد الشركة السعوديَّة، وهو ما شكَّل تحوُّلًا جوهريًّا في دعم الصناعة الدوائيَّة الوطنيَّة.وأشار إلى أنَّ هذه الحالة أبرزت رسالة واضحة مفادها، أنَّ المملكة لنْ تتحمَّل فروق أسعار كبيرة دون مبرِّر، خاصَّةً إذا كان الهدف من المنافسة غير العادلة، هو إقصاء المصانع المحليَّة، وأكدت القراراتُ السريعةُ التي اتُّخذت بين الوزارات، أنَّ المملكة ستدعم التَّصنيع المحليَّ، وستتصدَّى لأيِّ ممارساتٍ قد تعيق نموَّه، بما يحقق التوازن بين جودة المنتجات، وتكلفة الإنفاق الحكوميِّ.

جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة الأمريكية تُعرب عن امتنانها لسمو ولي العهد
  • سؤال ولي العهد السعودي عن «القلم» يقود لتغيير منظومة الصناعة
  • آية سماحة: ناهد السباعي أختي من أطيب الشخصيات وممثلة مهمة جدا
  • عن مصير الودائع اللبنانية والسورية في لبنان.. هذا آخر ما كُشف
  • المملكة محظوظة به.. أقوال لرؤساء ومسؤولين عالميين عن ولي العهد
  • الشخصيات الشريرة في الدراما الرمضانية بين القبول والرفض.. تفاصيل
  • من بشارة الملاك إلى فرح القيامة.. كيف تجسّد السلام في رسالة الإنجيل
  • في ذكرى تأسيس دار الكتب .. أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخها
  • محمد سليمان عبد المالك: الشخصيات في "شباب امرأة" مأخوذة من الرواية
  • مسلسل لام شمسية .. رموز البوسترات ماذا تكشف عن الشخصيات؟