جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-23@02:18:45 GMT

إنَّا على العهد

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

إنَّا على العهد

 

 

 

حيدر بن عبدالرضا اللواتي

haiderdawood@hotmail.com

 

 

تمتلئ وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي منذ أكثر من شهر بالعديد من الموضوعات التي تهم تشييع سيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله إلى مثواه الأخير، بعدما تم تحديد يوم 23 فبراير 2025، موعدًا للتشييع لهذه الشخصية الإسلامية المتميزة في العالم، وسط تدخلات عالمية سبقت هذا الحدث الفريد.

لقد ساند السيد حسن نصر الله منذ اليوم التالي لـ"طوفان الأقصى" أبناء المقاومة الاسلامية بغزة الصامدة تجاه كل ما قامت وتقوم به إسرائيل من جرائم ودمار وقتل وإبادة للشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر عام 2023، وكذلك ما قامت به من هجمات ودمار للعديد من الضواحي اللبنانية وخاصة الجنوب والبقاع والضاحية واغتيال الشخصيات اللبنانية وعلى رأسها سماحته بقنابل أمريكية حارقة وخارقة للأرض.

وجميع ما يحصل في المنطقة من دمار وموت يأتي نتيجة للدعم والتسليح والعون الأمريكي والغربي المتواصل؛ بمشاركة المرتزقة من الجماعات والأفراد الذين باعوا أنفسهم للشيطان الأكبر؛ للقيام بأي عمل يؤدي إلى إخلال التوازن في الشرق الأوسط. واليوم، فإن نفس هذه الدول والمجموعات تحاول الإساءة إلى هذا التجمع المليوني لتشييع سيد المقاومة والذي يأتي من مختلف الشخصيات والطوائف والتجمعات الوطنية والدولية، بالرغم من الإجراءات السلبية التي يحاول البعض القيام بها سواء من قبل المؤسسات الحكومية أو الشخصيات.

منذ أكثر من أسبوع، أعلنت السلطات اللبنانية منع وصول مُشيِّعين وشخصيات من دول معينة، للمشاركة في هذا الحدث للمُصاب الجَلل؛ فشركات طيران معينة مُنعت من الطيران، وشخصيات راغبة أخرى كذلك مُنعت من السفر؛ الأمر الذي أدى إلى إلغاء ُحجوزاتها دون أي مبرر؛ بل أن بعض شركات طيران طلبت من موظفيها عدم المشاركة في التشييع.

واليوم، ورغم هذه الإجراءات السلبية المتخذة من قبل البعض، فإن جنازة سيد المقاومة اللبنانية والسيد صفي الدين سوف يحملها ملايين من المشيعين والحشود من داخل لبنان وخارجه، ليُدخل هذا الحدث قبل إتمامه رُعبًا وخوفًا في قلوب المُعادين والإسرائيليين والأمريكان وتوابعهم. لذا نرى منذ عدة أيام، استنفارًا من هؤلاء الأعداء لأنهم لا يتوقعون ماذا سوف يجري بعد مراسم الدفن في الأيام والأشهر المقبلة؛ لأن توقعاتهم كانت على أساس هزيمة ومحو المقاومة من التاريخ بعد استشهاد أكبر العناصر التابعة لها، وكذلك القضاء على بعض الشخصيات المهمة في المقاومة الاسلامية في غزة، ناسين بأن هذه هي البداية الحقيقية للأجيال المقاوِمة المقبلة التي يجب عليهم مواجهتها في المستقبل، رغمًا عن أنوف الأعداء في تل أبيب وواشنطن وغيرها من العواصم المعادية الأخرى.

المقاومة في المنطقة سوف تظل باقية ما دام هناك من يُقاوم الظلم والعدوان والقهر، وفي غياب العدالة لقيام دولة فلسطين الحرة، نتيجةً للغطرسة الأمريكية والغربية للقضاء على المقاومة وذلك بمختلف المشاريع والأساليب والحيل التي تمارسها تلك الدول في السياسة الدولية منذ أكثر من 80 عامًا.

هذه الضغوط لن تُثني اللبنانيين المُخلِصين عن المشاركة في التشييع، إكراما لهذه الشخصية الفَذَّة التي تمكَّنت من صد الكثير من الخطط والممارسات التي وضعتها أمريكا وإسرائيل للدخول إلى بيروت منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي، وأشعلت الكثير من الحروب التي صدتها المقاومة في حروب عدة في المنطقة أهمها حرب 2000 و2006. ولولاها لعاثت إسرائيل فسادًا في المنطقة برمتها.

اليوم ترتفع وتيرة التحريض على القيام بأي عمل يؤدي إلى إشعال فتيل حرب طائفية في لبنان، ولكن الحكماء في هذا البلد لا يعطون الفرصة للأعداء بتهديد نظامهم الداخلي، ولقد كان ذلك جليًا لإخلاص اللبنانيين في أثناء وبعد الحرب المُدمِّرة التي مارستها الدولة الصهيونية على اللبنانيين مؤخرًا نتيجة مساهمتهم لدعم إخوانهم في غزة الصامدة.

إنَّ تشييع السيد حسن نصر الله سوف يكشف حجم المشاركة الشعبية، وسوف يصبح مزار سيد المقاومة خلال الفترة المقبلة قِبلة للزائرين من مختلف أنحاء العالم، ليُذَكِّر الجميع بالتضحيات التي قدمها هذا الشخص من أجل لبنان والعروبة والإسلام؛ فبموته لم تمت المقاومة؛ بل هو الذي هزم العدو وجعله حتى اليوم يفقد نومه، بينما ينام هو قرير العين في مثواه الأخير، وليبقى أنصاره ومحبوه وحشوده يؤكدون له هذه المقولة "نِمْ... إنّا على العهد".

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأن مجموعة من اليهود الحريديم تسللت إلى منطقة حدودية مع لبنان ورشقت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالحجارة، مما أدى إلى إصابة اثنين من الجنود.

وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد من تقارير نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" تفيد بتسلل أكثر من 20 إسرائيليًا من الحريديم إلى داخل الأراضي اللبنانية، في محاولة للوصول إلى قبر حاخام يقع بالقرب من الحدود المشتركة.
ترجمة قدس| مراسل إذاعة جيش الاحتلال: عشرات من "الحريديم" حاولوا الدخول إلى لبنان فجر اليوم لأداء الصلوات في مقام يزعمون أنه لـ"حاخام يهودي" pic.twitter.com/c4WPSK322z — ???? Maram Mayed from Arabian Gulf (@MaramMayed) February 19, 2025
ووفقًا للصحيفة، تمكنت الشرطة الإسرائيلية من اعتقال ثمانية فقط من المتسللين، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى قبر الحاخام "راشي"، المجاور لمقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) على "الخط الأزرق"، الذي يحدد خطوط انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان عام 2000. وتم توجيه المتهمين إلى مركز شرطة مستوطنة كريات شمونة شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتسللين قاموا بترميم قبر الحاخام وحاولوا تحويله إلى مكان للصلاة والتعبد. وتأتي هذه الحادثة في وقت لا تخفي فيه منظمات صهيونية ودينية يهودية أطماعها بالاستيطان في لبنان.


 كما ذكر موقع "واينت" نقلاً عن مصادر عسكرية أن الحريديم تجمعوا بالقرب من الحدود قبل أن يتم إبعادهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد تسللهم، وهي ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أنها تلقت بلاغًا من الجيش يفيد بتسلل مجموعة من الإسرائيليين إلى الأراضي اللبنانية بعد عبورهم الحدود في المنطقة الشمالية.

وأضافت أن عناصر شرطة منطقة الشمال أوقفوا جزءًا من المشتبه بهم، قبل نقلهم للتحقيق في محطة الشرطة بكريات شمونة. وشددت الشرطة على أن "الوصول إلى المناطق القريبة من الجدار الحدودي يُشكل خطرًا"، مذكرة بأن القانون الإسرائيلي يحظر دخول لبنان ويعاقب بالسجن لمدة أربع سنوات كل من يدخل أرض عدو.

من جانبهم، أكد الحريديم المتسللون أنهم دخلوا الموقع بهدف ترميم القبر، مشيرين إلى أنهم على اتصال مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لترتيب تحويل القبر إلى موقع صلاة دائم. وزعموا أن أحدًا لم يمنع دخولهم إلى لبنان.

ووفقًا لادعاءات الحريديم، فإن الحاخام المدفون في لبنان هو "آشي"، الذي عاش في الفترة التي كُتب فيها التلمود البابلي، وكان أحد المشاركين في كتابته. وتزعم القصص التلمودية أنه كان يُصلح الكنيس في مدينة سورا بالعراق، وأنه وأولاده دُفنوا في لبنان.


يذكر أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث أوقف الاحتلال الإسرائيلي في كانون الأول/ ديسمبر الماضي خمسة حريديم من سكان مدينة عراد في النقب جنوبي فلسطين المحتلة، بسبب تسللهم إلى لبنان.

 وقال قائد مركز الشرطة في مستوطنة كريات شمونة آنذاك إن "الحريديم الخمسة كانوا في جولة في الشمال وأكملوا طريقهم إلى لبنان"، دون أن يوضح هدفهم بالسيطرة على القبر. وأكد أن "لبنان دولة عدو، ودخول المواطنين عرّض حياتهم للخطر".

مقالات مشابهة

  • غارة إسرائيلية تستهدف الحدود اللبنانية السورية
  • عضو كتلة الوفاء اللبنانية: تشييع السيد نصر الله هو يوم تجديد العهد لقائدنا
  • الشخصيات الاجتماعية في تعز تبارك مبادرة فتح طريق جولة القصر ـ الكمب
  • بالفيديو.. غارات عنيفة على الحدود اللبنانية-السورية
  • من اليمن إلى سيد المقاومة.. رسائل وفاء الدم
  • ما نوع القنابل التي عرضتها المقاومة خلال تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين؟
  • أبي رميا التقى رئيس الجديد للجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في باريس
  • يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة
  • ما هي الصورة التي أخفتها المقاومة على منصة التسليم ؟