السودان لن يعود كما كان لأن الحرب نفسها بثت وعيا جديدا يفرض الحلول الجذرية
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
من احاجي الحرب ( ١٣٧٣٧ ):
○ كتب: أ. Alaadin Mahmoud
بذات النعومة التي عرفت بها كتاباتهم خلال الحرب، تسير وتيرة مقالاتهم عن الحكومة الموازية يحذرون من السخرية منها ويدعون للتعامل معها بجدية، طبعا ذلك من أجل تسويق الاعتراف بهذه الحكومة التي هي في الأساس تمثل تجمعا للحرب موازي وليس للسلام.
إن خطورة الحكومة الموازية لا تحتاج إلى مثل هذه التنبيهات المنحازة بنعومة، لأنها نتاج طبيعي لفشل كبير ليس سببه فقط الحكومة الحالية بل كل أنظمة الدولة القديمة المتعاقبة التي بقدر ما انتجت تهميشا وفقرا انتجت في ذات الوقت ممثلين زائفين ومثقفين أكثر زيفا.
الدعم السريع لا قضية له غير السلطة، وفي هذا السياق أضحكني مقال لأحد المثقفين يشير فيه إلى أن الدعم كان بلا قضية ولكنه الآن في وضع مختلف “يعني الدعم اتصرف عمل ليهو قضية”، وهذا أمر مضحك ويستحق السخرية هو الآخر، ويقف دليلا على نوعية مثقفي وأفندية الدولة القديمة الذين يعملون من أجل مصالحهم الخاصة في كل الأوقات بانتهازية لا سقف لها على الاطلاق، اخر همهم هو الناس.
إن السخرية التي انطلقت ضد حكومة نيروبي أثارتها المفارقات القاتلة والمثيرة للشفقة والحزن وكل المشاعر السالبة، قوى تدعي أنها ثورية ومنحازة للمهمشين وتنشد العدالة تقف إلى جانب قوى كان الهدف من تشكيلها على يد نظام الكيزان هو البطش بها؛ أي بتلك القوى التي تدعي الثورية.
وذلك يؤكد حديثنا السابق عندما أرادت الحكومة الانتقالية أن تعقد اتفاق سلام مع الحركات الحاملة للسلاح بذات طريقة نظام اليشير بإغراء المناصب والمحاصصة، ذكرنا حينها أن معظم تلك الحركات هي ممثل مزيق لواقع حقيقي، لقضية حقيقية هي قضية التهميش والاقصاء.
صحيح أن واقع السودان لن يكون كما في السابق بأي حال من الأحوال، والمرجح من تلك الأحوال هو أن تلك الحكومة لن تكون سوى كرت ضغط ناجح بالفعل في عملية الدخول لتفاوض بزخم أكبر من أجل شراكة جديدة تنعى الحل الثوري وتحافظ على الدولة القديمة.
لكن السودان لن يعود كما كان لأن الحرب نفسها بثت وعيا جديدا يفرض الحلول الجذرية التي تطيح بدولة الظلم وذلك سيكون عبر الحل الثوري الشعبي من قبل الجماهير التي من مصلحتها التغيير ضد الدولة القديمة وضد الممثلين الزائفين سواء الذين يدعون المبدئية أو الذين يبحثون عن قضية يتبنونها.
إن السخرية التي يمارسها البعض قاتمة جدا، تخبئ خلفها وجع وألم، وذلك أمر لن يشعر به من كان مبلغ همهم هو أنفسهم التي يقلبونها بحسب “الظروف” المحلية والاقليمية والدولية، فمن الصعوبة أن يقتنعوا بالفطام من ثدي القارة العجوز والماما أمريكا الذي يدر حليب الفند.
إن التعامل بجدية وعدم السخرية الذي تقصده شلة الأفندية هو الذي يريد أن يضمن شرعية مفقودة لتلك الحكومة بقيادة الدعم السريع، شرعية قامت على القتل والتشريد.
يلعب هؤلاء الأفندية الدور الخطير والناعم في تمرير الأشياء بطريقة يتسرب معها إليك الظن الحسن بطيبة قلوبهم.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدولة القدیمة
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
أعرب الرئيس اللبناني عن أسفه لعودة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان؛ مضيفا "نرفض أي اعتداءات إسرائيلية على لبنان فالعدوان الإسرائيلي على لبنان يزيدنا إصرارا على بناء بلادنا".
وقال " أناشد المجتمع الدولي من باريس التحرك السريع لوقف إطلاق النار في لبنان وعلينا بناء دولة قوية يحميها جيشها وتوافق أبنائها ووحدتهم فلبنان به أعلى نسبة نازحين ولاجئين مقارنة بأي دولة على مستوى العالم.
وأضاف : يجب العمل على تطبيق القرارات الدولية ووقف الانتهاكات الإسرائيلية ولن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا؛ ونواجه أكبر أزمة نقدية وأعلى نسبة حدود غير مستقرة وعلينا معالجة ذلك.
وأردف : نحتاج إلى محيط مستقر ومنطقة تنعم بسلام قائم على العدالة فالنازحون السوريون في لبنان يحتاجون إلى خطة دولية لعودتهم إلى بلادهم.
وأتم : انطلقنا في مسار الخروج من أزمتنا المالية بالتعاون مع المؤسسات الدولية.