عائلات الأسرى الإسرائيليين تدعو للقبول بعرض حماس وتناشد ترامب
تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT
اتهمت عائلات الأسرى الإسرائيليين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالعمل على عرقلة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، ودعت إلى القبول بعرض حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإجراء عملية تبادل تشمل جميع الأسرى الباقين دفعة واحدة.
وقالت هيئة عائلات الأسرى في بيان تلته خلال وقفة احتجاجية في تل أبيب -مساء اليوم السبت- إن "نتنياهو يعرقل صفقة التبادل لإرضاء شركائه في الائتلاف على حساب المختطفين".
وأضافت أن "حكومتنا المنفصلة عن الواقع تعمل ضد إرادة الشعب وتلوح بعودة الحرب بدلا من عقد صفقة شاملة"، مؤكدة أن "على نتنياهو إعادة جميع المختطفين دون مماطلة ودون دفعات".
وقالت هيئة عائلات الأسرى إن "حماس مستعدة لإعادة المختطفين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وعلى إسرائيل الموافقة"، مشيرة إلى أن "63 مختطفا لا يزالون في جحيم غزة لليوم الـ505".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ بمرحلته الأولى التي تمتد 6 أسابيع، وذلك بعد حرب إبادة ضد قطاع غزة على مدى 15 شهرا أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف شخص، جلهم أطفال ونساء، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
إعلان
العائلات تناشد ترامب
وناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل لإكمال مراحل الصفقة، وخاطبته بالقول: "نعلم بوجود من يحاول إقناعك بضرورة تدمير حكم حماس لكن هذا يعني حكما بإعدام المختطفين".
وأضافت أن "حكومتنا تعرقل الانتقال للمرحلة الثانية ونطلب منك الضغط عليهم وإعادة الأسرى مرة واحدة".
وأبدت العائلات تعجبها من سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بقولها: "كيف يعقل أن يكون الرئيس ترامب ومبعوثه ويتكوف ملتزمين بإعادة المختطفين أكثر من نتنياهو".
وقالت صحيفة هآرتس إن من المقرر تنظيم مظاهرات في مدن عديدة مساء اليوم للمطالبة بإكمال مراحل الصفقة، ولا سيما في تل أبيب وحيفا والقدس وبئر السبع وكريات غات.
تأخير إسرائيلي
في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حكومة نتنياهو أخرت الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، بعدما أطلقت المقاومة الفلسطينية سراح 6 أسرى إسرائيليين في غزة اليوم السبت.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إنه تقرر تأخير الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ريثما يُعقد اجتماع أمني برئاسة نتنياهو مساء اليوم.
من جانبها، أعلنت حماس أن المقاومة أفرجت عن 6 أسرى إسرائيليين اليوم السبت، قائلة إن ذلك يؤكد التزامها بالاتفاق بينما يواصل الاحتلال المماطلة في تنفيذه.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم إن مفاوضات المرحلة الثانية لم تبدأ حتى الآن، وإن الاتصالات مستمرة مع الوسطاء.
وجددت الحركة التذكير بجاهزيتها لإتمام عملية تبادل كاملة رزمة واحدة تستند لوقف نهائي للحرب وانسحاب الاحتلال وإعمار قطاع غزة، كما شددت حماس على أن ضمان إتمام عمليات التبادل القادمة هو التزام الاحتلال الإسرائيلي بباقي بنود الاتفاق وتنفيذ البروتوكول الإنساني.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عائلات الأسرى
إقرأ أيضاً:
غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
يمانيون../
لم تكن فلسطين يومًا سوى قلب جريح في خارطة الصراع الكبرى، إلا أن ما يشهده قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعيةٍ يخرج عن حدود المألوف، في ظل تداخل معقد بين الهروب السياسي الداخلي لقادة الكيان، والترتيبات الأمريكية، مع تقاطع أجندات إقليمية ودولية لا مكان فيها للدم الفلسطيني؛ سوى أنه وقود لمعادلات النفوذ.
حرب الإبادة الجماعية هذه ليست مُجَـرّد عدوان عسكري، بل هي مشهد معقد تتحكم به خيوط السياسة العمياء التي نسجتها “تل أبيب وواشنطن” وعواصم إقليمية أُخرى، والتي تتجاهل التدبير والعدل الإلهي الذي يتفوق على كُـلّ مخطّط وظلم، فغزة ورغم احتضارها تحت وطأة القصف والحصار؛ تذكر العالم أجمع بأن العدالة لن تسقط أبدًا.
نتنياهو بين الملاحقة والدم: الهروب الكبير عبر غزة
في الداخل الإسرائيلي، يقف مجرم الحرب “نتنياهو” في زاوية حرجة، يطارده شبح المحاكمات بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الثقة، فيما تتفاقم حدة الانقسام السياسي بين أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف والعلمانيين.
حيث يرى كثير من المراقبين أن الحرب على غزة باتت أدَاة ناجعة بيد “نتنياهو” وبدعمٍ من “ترامب” للهروب من ورطته الداخلية، وتوحيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه، مستغلًا مشاعر الخوف والتطرف، ويفتح عبر الدم الفلسطيني نافذة نجاة من أسوار السجن المحتملة.
لقد دأب “نتنياهو” تاريخيًّا على تصدير أزماته إلى الخارج، مستثمرًا في الحروب على غزة كرافعةٍ سياسية، لكنها هذه المرة تأتي في ظل صراع داخلي أكثر شراسة بين أحزاب اليمين ذاته، بين من يدفع نحو تصعيد مستدام ومن يرى في المفاوضات والتهدئة ورقة لتحقيق مكاسب انتخابية.
الظل الأمريكي: واشنطن تعيد رسم الخرائط بالنار
الولايات المتحدة الأمريكية ليست بعيدة عن هذا المشهد الدموي؛ فإدارة “ترامب” تجد نفسها أمام مفترق طرق بين الحفاظ على تفوق “إسرائيل” الإقليمي، وبين استرضاء حلفاءها في العالم العربي والإسلامي ضمن سياق إعادة ترتيب التحالفات بعد تراجع الدور الأمريكي في بعض مناطق العالم.
الحرب على غزة تمنح “واشنطن” فرصة لإعادة توجيه دفة المنطقة، من خلال تصعيد يبرّر المزيد من التدخل العسكري، ويُعيد تثبيت “إسرائيل” كعنصر حاسم في معادلات الشرق الأوسط، ويرجح كفة الدور الأمريكي وضرورته في خفض هذا التصعيد وتوجّـهات السياسة الأمريكية في إعادة ترتيب الأوليات في المنطقة.
كما أن مِلف التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، والذي تعثر في الشهور الماضية، يجد في هذه الحرب أرضية جديدة لإعادة إحياء مشروعات “السلام” الأمريكي المزعوم، ولو على حساب تدمير غزة بالكامل، ولو على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في شوارعها.
ولأن هذا الدم ليس مُجَـرّد ضحية لصراعٍ محلي، بل هو جزء من لعبةٍ جيوسياسية أكبر، فهناك دول وقوى تراقب عن كثب مسار الحرب، وتحاول دفع المشهد بكل الطرق والوسائل لتحقيق مكاسب ميدانية لصالح فصائل الجهاد والمقاومة والشعب الفلسطيني ككل، بالمقابل، تجد دول أُخرى في هذه الحرب مناسبة لتعزيز أوراق التفاوض والتحالف مع “واشنطن وتل أبيب”، بينما تبقى بعض العواصم العربية في موقع المتفرج أَو بالأصح المتواطئ من تحت الطاولة.
الرواية الصهيونية.. صناعة العدوّ واستثمار الدم:
في جوهر هذه الحرب، يتكرس مفهوم صناعة العدوّ، حَيثُ تُختزل غزة في خطاب المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ككيان مهدّد للوجود الصهيوني، رغم فارق القوة الهائل، وتسويق هذا العدوّ يخدم مصالح منظومة الحكم في الكيان الصهيوني داخليًّا وخارجيًّا، مع تحول سكان القطاع إلى ورقة مساومةٍ دمويةٍ في يد اللاعبين الدوليين والإقليميين.
اللافت أن حجم التدمير والقتل الممنهج يعكس استراتيجية واضحة لإخراج غزة من المشهد السياسي والجغرافي، وتحويلها إلى نموذجٍ مدمّـر لكل من يفكر في تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي، أَو يخرج عن بيت الطاعة الأمريكية.
ما يحدث في غزة، هو انعكاس لمعادلاتٍ معقدة يتحكم بها ساسة يبحثون عن المصالح والمطامح على حساب الأبرياء، فغزة اليوم تُحرق تحت أقدام حسابات “تل أبيب وواشنطن” والعواصم الإقليمية والمنظمات الأممية المتواطئة، في معادلةٍ لم تعد ترى في الفلسطيني سوى ضحيةٍ دائمة.
غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الدم لا يكتب إلا رواية الثبات والصمود، وغزة وأهلها ومقاومتها، رغم الكارثة، تبقى شوكةً في حلق هذه التحالفات، وجرحًا مفتوحًا يعري صفقات السلاح والدم في سوق السياسة العالمية، ويفضح صفقات التطبيع والعار في سوق النخاسة والخيانة العربية والإقليمية.
المسيرة | عبد القوي السباعي